قالت الإنقاذ ذات مرة اكتفينا ذاتياً من السلاح ، فكم يا تري تبلغ تكاليف الطلقة المادية والبشرية ؟! النحاس والبارود وهما من مكونات الطلقة يستوردان وبالعملة الصعبة . من يعملون في هذه الصناعة الحربية ينالون مرتبات عالية وحوافز وربما يتلقون كورسات تدريبية خارج السودان والسفر إليها علي حساب الموازنة العامة . تستهلك هذه الصناعة قدراً من الطاقة الكهربائية والديزل ، وهي طاقة مكلفة . وماكينات التصنيع تأكل المال ( أكلاً) طالما كانت تُستهلك فتحتاج للإسبيرات وإلي الزيوت والشحوم . وتنقل الطلقة بالعربات المصفحة إلي حيث المخازن ومناطق العمليات ، وكل مصفحة تحتاج للوقود ، وفيها ( سواق) يصرف ماهية ويأكل ويشرب علي حساب المال العام . وكل هذه الأموال المصروفة التي لا يستطيع قارون أن يعدها تستخدم فقط لقتل الناس لأن الطلقة لا تنتج قندول عيش . ولماذا تصنع الإنقاذ ما يقتل الناس ؟ الإجابة رأيناها في سبتمبر الماضي بالعين المجردة . لو صرفت تكاليف الطلقة علي كل فدان زراعي ، لكان السودان الأول في إنتاج القطن والقمح علي مستوي العالم . ولو اكتفي السودان ذاتياً من القمح لتضررت مصالح الطفيلية التي تستورد الدقيق والقمح بثمن بخس ، ثم ( تستكرد) بنك السودان وأصحاب المخابز فتجني المليارات دون عناء . ولو اشتغلت مصانع النسيج ، ستصيب مافيا استيراد الأقمشة في مقتل ، ولو اتعصرت بذرة القطن فأنتجت الزيت لراح سماسرة الزيوت المضروبة في ستين داهية . ولأن هؤلاء وأولئك من بطانة الإنقاذ وسدنتها ، ولأنهم يقفلون ( خشوم) المسؤولين بالكاش الذي يقلل النقاش فإن الطلقة أهم من الزراعة . ولا تدري الإنقاذ وهي في وثبتها ( الأخيرة) أن الطلقة أحياناً ترتد لصدر من أطلقها ، وأن الجبان إن حوصر فهو يقتل قائده قبل أن يهرب من ساحة المعركة . ولا تدري الإنقاذ وهي في وثبتها الأخيرة أن الذي يحارب لقاء المال ، ينحاز لمن يدفع له أكثر وإن الولاء في هذه الحالة للمال لا للفكرة . ولا تدري الإنقاذ وهي في وثبتها الشيطانية أن الإسلام السياسي داسته أقدام شعوب المنطقة من حولها لأنه أراد أن يقلد ( الكيزان) في السودان . ولا تدري الإنقاذ وهي في صيرورتها العجيبة أن الناس يدقون آخر مسمار في نعشها القريب . قال واحد من أحزاب اليمين أنه يدرس المبادرة ، وقال واحد برجوازي أن الذي طرحته المبادرة بشأن الإقتصاد سيحقق التنمية ، وقالت زوبة اللهلوبة أن المبادرة كتبت بلغة الصفوة كي لا يفهمها الأغبياء . وفي معهد عتيق بعاصمة أوربية ، فسر الكمبيوتر كل ماقيل في قاعة الصداقة بأنه ( ورجغة ساكت) ، وهي نتيجة خلص إليها بعد أن سمع الكلام صورة وصوت ، والحلة بصل والكورة ( شوت) الميدان