التفاؤل الذي أبداه ثامبو امبيكي رئيس الآلية بإحداث اختراق في اجتماع الخميس27/2/2014 المزمع عقده بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال والتوصل إلى اتفاق مرضي تقف آماله عقبات عدة. أولاً: التناقض في تصريحات الحكومة ومواقفها. ففي الوقت الذي يقول فيه رئيس وفد الحكومة المفاوض أن ستة من الأحزاب السياسية ستحضر مفاوضات أديس أبابا، يؤكد رئيس الجمهورية أن الطريق للمشاركة في الحوار والحل الشاملين ليس في اتفاقات ثنائية بين وفد الحكومة وقطاع الشمال، وإنما في اتفاق شامل يجمع عليه كل السياسيين السودانيين. الحكومة هي أشد عداءاً للحوار الشامل وكل الاتفاقات والحوارات التي أبرمتها أو أجرتها كانت ثنائية، وهذا أحد الأسباب الأساسية لفشلها. فماذا استجد الآن. يؤكد الضبابية في مثل هذه التصريحات، في ذات الوقت، لا رئيس وفد الحكومة المفاوض حدد من هي تلك الأحزاب ال(ستة) التي ستشارك في الحوار ولا رئيس الجمهورية أفصح عن من هم كل السياسين السودانيين الذين سيحضرون الحوار. مع ملاحظة أنه لم يقل كل الأحزاب السياسية السودانية. ثانياً : الرئيس البشير هو أول من ألغى عملياً الحوار، وفقاً لقرار مجلس الأمن(2046)عندما نقض الاتفاق الذي وقعه في أديس أبابا د:نافع علي نافع ومالك عقار. ثالثاً: هل من الممكن الفصل بين القضايا الإنسانية مثل فتح المعابر لتمرير الطعام الضروري للقاطنين في المدن والقرى التي تتخذ منها الحرب ساتراً ويموت فيها مئات المواطنين جوعاً ؟ رئيس الجمهورية يعتبر هذا انشغالاً بقضايا هي مضيعة للوقت. نحن في الحزب الشيوعي عندما نؤكد أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم غير صادق، فيما يقوله وغير مؤتمن على ما يتم التوقيع عليه، نشير إلى جانب ما سردناه أعلاه ما قاله قائد قوات التدخل السريع اللواء عباس عبد العزيز: ( إن قواته دمرت(70%) من قدرات حركة(التمرد) وأنها سحقت متمردي العدل والمساواة، فكيف تستقيم هذه التصريحات مع تهئية المناخ لحوار صادق وجاد وشامل، وإن كنتم سحقتم(70%) من قدرات الحركة الشعبية فهل تفاوضون أشباحاً في أديس أبابا أنه استعجال للحرب وليس للسلام. إنها تصريحات ممعنه في الخداع وتستبطن الحل عبر استمرار الحرب).