أجتماع قاعة الصداقة وخطابى الوثبة و مهرجان التسوّق ببورتسودان دعوة حق أريد بها باطل. تأريخ قادة الأحزاب أعلاه منذ الأستقلال وحتى الآن لم يرتق لمستوى وطن كوكتيل بقامة بلد كالسودان . طرح الحركة الشعبية لحل المشكل السودانى على المستوى القومى يؤكّد نظرتها العميقة لمستقبل آمن لسودان الغد ويبشّر بأنفراج علاقات السودان الدولية والأقليمية . نعم هذة هى الحقيقة المجرّدة لمن يقرأ من بين السطور خطاب الرئيس البشير المدغمس والذى تلاه فى قاعة الصداقة, فقد بدأ السادة المهيمنون على مركز السلطة والثروة اللعب على المكشوف , فقد كان مستوراً من قبل , و بعد أن بلغ السّيل الزبى وبعد أن تجلّى أمامهم أن الأنهيار الشامل آت لا محالة, بدأوا يلعبون ذات اللعبة و بات واضحاً للذى يملك لبّاً وعقلاً أن هدفهم هو فقط الحفاظ على أمتيازاتهم التأريخية فى تبادل السلطة والثروة بينهم ( الأحزاب والعسكر) فى الأوقات الحرجة التّى تتعرض فيها مصالحهم للخطر, و نخشى ما كنا نخشاه من أن أزمة الوطن المكلوم بسبب تصرفات هذه الأحزاب الغير مسئولة فى أن تتسبب فى القريب العاجل الى أزمة وطن ينفلت من بين أيدينا, ستؤدّى حتماً الى تشظّى الوطن المنشطر أصلاً الى شظايا أخر , هذا ما يخشاه الوطنيون الأحرار من الأمّة السودانية والأحزاب السودانية الأخرى فى مقدمتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان و الحركات المسلّحة فى دارفور (الجبهة الثورية السودانية ) التى لا تدور فى فلك المؤتمر الوطنى ومشروعاته الغير وطنية مثل المشروع الحضارى ومثلث حمدى و التوجّه الأحادى للأمة السودانية التى لا تعنى سوى عدم الأعتراف بمن هو ليس عربيّاً فى السودان !!! و هذاما يفسّر الحروب الطويلة المفروضة على مناطق بعينها فى السودان تمثّل المعاقل الأصليّة للسكان الأصليين تسعى حكومة المؤتمر الوطنى وحلفاؤها من الذين يتّخذون من الخط العروبى الأسلامى المتشدد نهجاً لأبادة من يخالفونهم هذا الخط حرباً وتجويعاً ومنعاً لدخول الأغاثة و الدواء اليهم فمن لم يمت برصاص جيش ومجاهدين ودفاع شعبى وجنجويد المؤتمر الوطنى و الأنتنوف و السوخوى يموت جوعاً أو بسبب المرض وعدم العلاج. بأشتراك حسن الترابى وحزبه والصادق المهدى وحزبه والميرغنى وحزبه دون غيرهم من الأحزاب الشريفة فى تحالف قوى الشر فى السودان يكون قد بدأ تدشين المرحلة الثانية فى تكوين ما ظل يحلم به الصادق المهدى فى تكوين دولة قريش المزمع أن تكون قد أكتملت فى مطلع العشرينات من هذا القرن حسب ما ورد فى مخططات التجمع العربى فى السودان , و أذكر ما قاله الصادق المهدى فى ندوة فندق الأنتركونتنتال بالرياض المملكة العربية السعودية فى عام 1985 قبيل الأنتخابات ( أن العروبة و الأسلام بخير فى السودان , و السودان لن يكون أندلساً أخرى وسوف نضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه المساس بتلك القيم ) وقد كان أول نواة للدفاع الشعبى فى مدينة كادقلى بجبال النوبة فى عهده رئيساً لوزراء أنتفاضة ابريل الديموقراطية بقيادة الكلس ليتبناه من بعد ذلك المؤتمر الوطنى وهذا ما يفسّر أستجلاب و أستيراد المزيد من الجنجويد و المرتزقة من مالى وشاد والنيجروكلهم من أصول عربيّة ( بقايا الأندلس ) بأعتراف نافع لتحقيق مبدأ الأختلال فى التوازن السكّانى لصالح العروبة , وبمزيد من الحروب الطويلة على مناطق الكثافة السكاّنية لذوى الأصول الأفريقية كهدف أساسى لتحقيق أهدافهم , وهذا ايضاً ما يفسّر تعنّت الوفد الحكومى فى أديس أبابا مما أدّى الى فشل المفاوضات الأخيرة فى ظل الطرح الموضوعى للحركة الشعبية التى تعبّر عن توجّه الحركة الشجاع وبكل تجرّد عن المكاسب الحزبيّة الضيقة الى رحاب أشمل, وضع فيه كل مشكلات السودان التاريخية وجذور الأزمة فى كيفية حكم السودان فى ظل الحكم الديموقراطى السليم مطالباً بأشراك كل الأحزاب السودانية فى مؤتمر جامع فى أديس أبابا لأيجاد حل شامل وقطع الطريق أمام تجّار الحروب لتعود الحريّة بكافّة أنواعها الى كل السودانيين ولتعزيز علاقات السودان الأقليمية والدولية من بعد السلام, حينها فقط سوف تسقط كل العقوبات المفروضة على السودان و ستسقط الديون الخارجية التّى أثقلت كاهل الأقتصاد السودانى وسيعود حسن الجوار مع دولة الجنوب وستخرج مناطق الحروبات من دائرة تكلفة الحرب الباهظة الى رحاب الدخول فى عجلة الأنتاج الوطنى بشرط تأمين حقوقهم التأريخية فى التنمية والتعويضات ومشاركتهم الفعلية وليست المدغمسة فى السلطة والثروة والقرارات الهامة التى تهم الشأن السودانى مثل قضايا الدستور الدائم للبلاد وأعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن السلام الأجتماعى والثقافى لكل مكونات السودان الأثنية والجهوية . مثل هذا الطرح الجّاد من الحركة الشعبية وحلفائها فى الجبهة الثورية هو المخرج كان يجب أن يلقى الترحاب من المؤتمر الوطنى و الأحزاب المتحالفة والدائرة فى فلكها لو كان صادقاً فى خطاب الوثبة نحو التصالح القومى , تحوّل مواقف أحزاب الأمة والشعبى و الأتحادى من الحل الشامل و التحالف مع المؤتمر الوطنى يكشف تماماً أن وجود تلك الأحزاب فى التجمع المعارض للأحزاب السودانية كان بمثابة أختراق لصالح المؤتمر الوطنى ولصالح تحالفهم الخفى الّذى ينكرونه دوماً ( حسن الترابى ) مثال آخر. والميرغنى بعد أن ضمن أسترداد ممتلكاته التى صودرت وقبض أموال الترضيّة وضمن أن أستثماراته مستمرّة فى السودان أشرك نجله مساعداً لرئيس الجمهورية وشارك الحكومة فى وزارات, أنقلب السحر عليه فى مقولته الشهيرة أيام التجمّع الوطنى الديموقراطى ( سلّم تسلم ) مثال آخر للثالوث الخطير !!!! من هذا الموقف يظهر جليّاً أن دعوة المؤتمر الوطنى ماهى الاّ دعوة حق أريد بها باطل و أنها تريد أن تشغل الرأى العام بقضايا ظاهرها الأمل وباطنها أن تأخذ جمّة من الضغوطات الأقتصادية والغضب الجماهيرى الذى بدأ فى التنامى ليس لسبب سوى أنهم بدأوا يجوعون!!! , فجبال النوبة والنيل الأزرق جاعت مرّتين فى ظل هذه الحكومة التى لا تعرف قواعد الأخلاق فى الحروب أخرها الحرب الجارية منذ ما يقرب السنوات الثلاث, ودار فور جاعت منذ أكثر من عشر سنوات دون أن يرمش لنظام المؤتمر الوطنى جفن , بل تصّر على منع منظمات الأغاثة للدخول لأغاثة المواطنين الأبرياء فى تلك المناطق وتعلّق أعمال المنظمات العاملة فى السودان أخرها ما صدر من تعليق لأعمال الصليب الأحمر فى السودان ودون مراعاة لتصريحات الأمم المتّحدة الخطير قبل أيام قلائل و وصول مستوى الجوع الى درجة الخطر فى مناطق الحرب والنزاعات وحتّى فى المناطق التى تسّيطر عليها المؤتمر الوطنى . الأسلام قد أباح السرقة وأكل الميتة فى هذه الظروف فى عام الرمادة , ناهيك عن أستعداد المجتمع الدولى لأغاثة الجوعى مجاناً فى السودان لحين الفرج ولكن أبالسة المؤتمر الوطنى يرفضون ما أباحه عمر بن الخطّاب فى عام الرمادة !!؟ فهل هم حقّاً مسلمون ؟؟؟. أشكّ فى ذلك . وهل هم ينتمون الى الأنسانية ؟ أشكّ أكثر فى ذلك. [email protected]