تلتئم القمة السادسة عشرة للاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية غداً وجدول أعمالها مزدحم بقضايا صعبة من تونس ومصر إلى ساحل العاج والسودان، وفي هذه الأثناء يشارك الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير في قمة أديس أبابا، في الوقت الذي من المقرر أن تظهر فيه نتائج الاستفتاء على انفصال الجنوب. بينما زار المبعوث الأميركي إلى السودان الخرطوم وانتقل منها إلى جوبا «لإطلاق عملية السلام الاستشارية». ومن المتوقع أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورؤساء دول وحكومات أفارقة الاجتماع الذي سوف يعقد اليوم وغداً. وأبلغ عضو في الوفد السوداني الشمالي إلى القمة وكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه أنه «كما هي العادة سيحضر الرئيس البشير. سيصل إلى أديس أبابا (السبت)» الأمر الذي أكده نائب رئيس البعثة السودانية اكوي بونا مالوال في إثيوبيا قائلاً: «الرئيس البشير دعي إلى القمة وسيشارك فيها». كما أكد مصدران قريبان من حكومة جنوب السودان أن سلفا كير سيشارك أيضاً في القمة. وبحسب مسؤول كبير في الاتحاد الإفريقي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن سلفا كير سيشارك في القمة بصفته نائباً أول للرئيس السوداني، تماماً كما فعل في القمم السابقة. وأمس عقدت هيئة حكومية تابعة للاتحاد الأفريقي اجتماعاً تمهيداً للقمة السادسة عشرة للمنظمة الإقليمية، حول «إعادة الإعمار والتنمية في السودان لفترة ما بعد النزاع»، على أن يعقد غداً اجتماع مهم حول السودان بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس المفوضية الإفريقية جان بينغ ورئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي والرئيس الحالي للمنظمة الإقليمية لإفريقيا الشرقية إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية). كما من المتوقع أن يتضمن جدول الأعمال الاضطرابات المتزايدة في دارفور خلال اجتماع على هامش القمة. وأيد الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي رئيس إثيوبيا مالاويتي بينغو وأموثاريكا مؤكداً أن الاتحاد الإفريقي سيكون أول منظمة تعترف باستقلال جنوب السودان المرتقب إعلانه في تموز. يأتي ذلك بينما اختار السودانيون الجنوبيون في استفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان، الانفصال عن الشمال والاستقلال، في خيار نال تأييد 98,81% من الجنوبيين حسب النتائج الأولية، على أن تصدر النتائج النهائية بين 7 و14 الشهر المقبل. في غضون ذلك، صرح متحدث باسم الاتحاد الإفريقي لوكالة الأنباء الألمانية «أن الشعار الرئيسي للقمة هو «نحو وحدة وتكامل أكبر من خلال القيم المشتركة»، رغم ذلك سوف يناقش رؤساء الدول الإفريقية «قضايا الأمن الإفريقية الحالية إضافة إلى الوضع في تونس وساحل العاج والسودان وطلب المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بكينيا». ومن المتوقع عقد اجتماع خاص على هامش القمة لمناقشة الخطوات المقبلة التي سوف يتعين اتخاذها، في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الإفريقي إرغام لوران غباغبو الرئيس السابق في ساحل العاج على تسليم السلطة للحسن وتارا، الذي تم الاعتراف به دولياً بأنه الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر تشرين الثاني الماضي. بينما أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقية «ايكواس» أنها ربما تستخدم القوة إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في دفع غباغبو إلى التخلي عن موقفه. كما سيحاول القادة الأفارقة أن يثبتوا أنهم ما زالوا يمسكون بزمام الوضع في قارة تشهد تفاقم انتفاضتين في تونس ومصر، وبهذا الخصوص قال رئيس المفوضية الإفريقية جان بينغ قبل أيام: «إن تونس ستشكل الموضوع الأساسي مع ساحل العاج، الذي سيتخذ بشأنه الاتحاد قرارات هامة... مع احترام إرادة الشعوب»، في حين أعرب أمس عن «قلقه» من التظاهرات العنيفة ومن الوضع السياسي في مصر، مضيفاً: إن «مصر تشهد وضعاً مقلقاً يتعين أن نراقبه». كذلك ستتناول القمة النزاع في الصومال وتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في أعمال العنف في كينيا سنة 2008 والملاحقات بحق الرئيس التشادي السابق حسين حبري وإصلاح نظام الأممالمتحدة. وفي سياق منفصل، تحضر واشنطن لمرحلة ما بعد الاستفتاء في جنوب السودان، حيث بدأ الموفد الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن زيارة إلى السودان شملت الخرطوموجوبا، وحسب بيان للخارجية الأميركية فإن زيارة غرايشن تأتي «للتحدث بشأن الإطلاق المتوقع لعملية سلام استشارية».