في أقل من 30 دقيقة استجوبت نيابة أمن الدولة اليوم السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وإمام الانصار في التهم الموجهة اليه وتتعلق بانتقاص هيبة الدولة، وتهديد السلام العام، فضلاً عن تأليب المجتمع الدولي ضد البلاد إثر حديثه عن قوات الجنجويد. وكانت الجهة التي دوّنت البلاغ هي جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وقال الصادق المهدي إنه متمسك بما قاله وأن كل الشعب السوداني يعرف ما هي قوات الجنجويد وقال أنه ليس من حق جهاز الأمن فتح بلاغ في مواجهته لعدم الاختصاص باعتبار أن الجهاز لا شأن له بالقوات المسلحة اذا كانت كانت قوات الجنجويد تابعة للجيش وكان من المفترض ان يفتح البلاغ الجيش والصوارمي خالد سعد هو من يعقد مؤتمراً صحفياً وليس قوات الأمن. وشهدت المحكمة حضوراً كبيراً من انصار المهدي، وكان يقود سيارة الامام الصادق نجله البشرى الصادق المهدي وهو ضابط في جهاز الامن والمخابرات الوطني وحضرت الجلسة ابنته د.مريم الصادق المهدي رغم إنها كانت تتوكأ على عصا. تكوّنت هيئة الدفاع عن الصادق المهدي من الاساتذة فاروق ابو عيسى ومصطفى عبد القادر وكمال الجزولي وكمال عمر ويحي الحسين وعلي السيد وبخاري الجعلي وآخرين. وأثار الدهشة التواجد الكثيف للاعلام المرئي والمقروء، في بلاد عانت كثيراً من اختطاف أجهزتها الأعلامية من قبل حزب المؤتمر الوطني، والأحزاب المؤيده له، وجهاز أمن عرف على مدى عقدين ونصف ببربريته واجرامه، وعدم اعترافه بالآخر. يذكر أن حزب الامة انشغل منذ الأمس بالحشد لهذه الجلسة (التي لم تتعد النصف ساعة وخرج بعدها الصادق متجهاً إلى منزله). محاكمة الصادق المهدي الحالية سجلت نقاط ايجابية لجهات كثيرة: - جهاز الأمن الذي ظهر تعامل بصورة حضارية حينما أرسل طلب حضور للسيد الصادق، وليس كما أعتاد أن يفعل مع المواطنين العاديين، بالمداهمة والتقريع وتوجيه الألفاظ النابية والفاحشة، ويمكن للقاريء الكريم أن يتذكر كيف تم اعتقال أفراد من أسرة رضوان داؤد والروائية رانيا مأمون. - الصادق المهدي الذي ظهر في صورة من يعارض الحكومة بعد سلسلة من المواقف ظل فيها إلى جانب البشير وحكومته، وضد من يحمل السلاح ضد الحكومة، ومن يخرج في تظاهرة تطالب بأسقاط النظام. وبالتالي تلميع الصادق المهدي بحيث تبني عليه - من جديد - جماهير الشعب السوداني الآمال في مقارعة نظام البشير الاجرامي. - حكومة البشير التي وجدت فرصة لتسترد أنفاسها بعد لهاث استمر لأسابيع وعلى مدار الساعة في التغطية على قضايا فساد قادة الحزب والحكومة. - طلاب حزب البشير والتغطية على ما يقومون به من أعمال ارهابية تجاه زملائهم طلاب الجامعات. قضايا أخرى تم التغطية عليها من خلال هذه المحاكمة، مثل قضية الفساد في شركة الأقطان... وقضية الطبيبة التي حكم عليها بالاعدام بعد ادانتها بالردة.