حتى الغناء أرزاق تتجه لحناجر محظييها لا تخطئهم القسمة، و(أسمعنا مرة) الأغنية ذائعة الصيت التي برغم رحيل مغنيها ما زالت حية تعيش في آذان المستمعين، الأغنية التي كتب أبياتها اسحاق الحلنقي أواخر ستينات القرن الماضي دفع بها -على حد قوله- ل «الرأي العام» للملحن عبد اللطيف خضر ود الحاوي، كانت تجمعهما أمسيات أمدرمان الهادئة لصياغة إبداعهم قبلما يفكرون في من تصدح بها حنجرته، ذلك لكثافة الإنتاج الإبداعي وتدفقه، فالحلنقي بعد أن بلغ به (الطناش) مبلغاً كتب (اسمعنا مرة) ولحنها ود الحاوي وكانت الفكرة إعطاءها لفنان يعتلي ساحة الطرب حينها (لم يفصح عنه اسحق)، الصدفة وحدها جعلته يلتقي بخوجلي عثمان. الظاهر جيداً حينها وطالبه بأن يمنحه أغنية يصدح بها، الراحل خوجلي كان يردد أغنيات الشفع كثيراً إبان ظهوره ورغم شهرته حينها ولكن اسحق قال لم أكن قد سمعت غناءه بعد. يعود الحنلقي متذكراً: في بداية العام 0791م كنا مجموعة من الفنانين والشعراء نشارك الفنان زيدان ابراهيم مناسبة سعيدة في منزلهم بأمدرمان، وجاء الراحل خوجلي وتغنى ككروان، فقلت للحاضرين هذا (الكروان) لن تنج حنجرته من أغنياتي، فمنحته (اسمعنا مرة) لتصبح أكثر أغنية أحب أن (استمع) إليها واستمتع بها. لقد زادت من شهرتي وثبتت أقدام الراحل خوجلي عثمان الفنية، حتى أنه كلما أُستضيف في مقابلة إذاعية ابتدأ بها غناءه وزجني في ذكر شكره العظيم. الخرطوم: حسام الدين ميرغني