الخرطوم - وكالات: أكدت مصادر سودانية أمس ان الادارة الأميركية ستصدر بيانا, عقب اعتراف البشير اليوم بنتائج استفتاء الجنوب, يحمل عددا من القرارات التي التزمت واشنطن بتنفيذها, حال وفاء الخرطوم بإجراء استفتاء حر ونزيه في الجنوب, وعلى رأسها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, والبحث في إعفاء ديونها . ويشهد الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول, رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت, اليوم إعلان النتائج النهائية, للاستفتاء بقاعة الصداقة بالخرطوم, وسط حضور إقليمي ودولي, بعد ثبوت عدم وجود طعون في النتائج, التي أشارت إلى ترجيح خيار الانفصال بغالبية كبيرة . وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة برنابا مريال إن المفوضية قدمت دعوة رسمية لحكومة الجنوب والنائب الأول للمشاركة في الإعلان الرسمي النهائي لنتائج الاستفتاء, ومن المتوقع أن يلقي كل من البشير وسلفاكير كلمتين تطمينيتين للمواطنين في الشمال والجنوب حول مستقبل العلاقات المشتركة, وسيعلنان في الاحتفال رسميا اعترافهما بالنتائج. وفي سياق متصل, نقلت صحيفة "الصحافة" السودانية, عن مصادر مطلعة أن الادارة الأميركية, ستصدر بيانا عقب اعتراف البشير بالنتائج, يحمل عددا من القرارات التي التزمت واشنطن بتنفيذها حال أوفت الحكومة بإجراء استفتاء حر ونزيه بالجنوب, وعلى رأسها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, والبحث في إعفاء ديون السودان. كما نقلت عن مريال, إن لجنة شكلت برئاسة نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار لتنظيم احتفال كبير بشأن اعلان ميلاد دولة الجنوب في التاسع من يوليو المقبل, نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام. وأشار إلى أهمية اللجنة المكونة للترتيب لتلك المهمة التي اعتبرها تاريخية وتتطلب إعدادا مبكرا, مؤكدا أن دعوات ستوجه لدول العالم المختلفة لحضور الاحتفال, ومنها دول "ايغاد" وضامنو اتفاقية "نيفاشا" للسلام. وأعلن زعماء في الجنوب انهم يبحثون اقامة عاصمة جديدة بعد استقلالهم المتوقع في الوقت الذي تفتقر فيه جوباالمدينة الرئيسية الحالية للبنية الاساسية والمساحة الكافية لاقامة مشاريع جديدة. وقالت العضو في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" آن ايتو ان لجنة تشكلت للبحث عن مكان أكثر ملاءمة للعاصمة, وهناك الكثير من الامور غير المتوفرة لدى جوبا في الوقت الحالي في ما يتعلق بالخدمات . وأضافت ايتو, وهي نائبة الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان" ان اللجنة ستبحث أيضا توسيع جوبا أو بناء عاصمة جديدة على بعد عدة كيلومترات خارج المدينة القائمة. وقال الوزير من الحركة كوستي مانيبي ان المدينة لا تضم كل المنشات اللازمة للعاصمة, من مبان أكبر الى مؤسسات حكومية ومساحات كبيرة للمساكن, اضافة الى مساحات للانشطة التجارية, مضيفا أن اللجنة ستبحث في ما اذا كان الجنوب الذي يعاني نقصا في السيولة النقدية لديه ما يكفي من المال للقيام بهذه الخطوة. في غضون ذلك أكد البشير أن بلاده ماضية في تحقيق سلام دارفور, بصورة نهائية عبر تنفيذ ستراتيجية توفر الأمن والتنمية والعدالة بجانب توفير الخدمات المختلفة للمواطنين. وقال خلال لقائه الليلة قبل الماضية قادة الشرطة بالخرطوم, إنه سيتم قريبا توقيع وثيقة نهائية تشمل جميع الفصائل الراغبة في السلام, مؤكدا حرص الدولة على تحقيق السلام الشامل الذي منح الجنوبيين باجماع القوى الوطنية حق تقرير المصير. من جهة اخرى أكد والي جنوب كردفان أحمد هارون أهمية إيجاد حل شامل لقضية "أبيي" المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه, باعتبارها قضية قومية تهم السودان كله, مع السعي لتعزيز التعايش السلمي بين كل الأطراف في المنطقة والحفاظ على الأمن. ولم يستبعد هارون, خلال مخاطبته الفعاليات السياسية ومواطني القطاع الغربي بجنوب كردفان مساء اول من أمس عودة ولاية غرب كردفان السابقة التي تم تذويبها بموجب اتفاقية السلام الشامل في ولايتي جنوب وشمال كردفان, ضمن الترتيبات التي تلي الفترة الانتقالية في التاسع من يوليو القادم.