السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات صدور المقالة بعنوان "تسويق الشهادات العلمية في الجامعات السودانية: شهادة لله"*
نشر في الراكوبة يوم 28 - 06 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
تداعيات صدور المقالة بعنوان "تسويق الشهادات العلمية في الجامعات السودانية: شهادة لله"*
بقلم الكاتب والأكاديمي والناقد د. عبدالرحمن محمد يدي النور
أستاذ مشارك سابق- كلية اللغات والترجمة
جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا
[email protected]
facebook: DrAbdelrahman
كان لصدور المقالة بعنوان "تسويق الشهادات العلمية في الجامعات السودانية: شهادة لله" في الراكوبة وسودانايل بتاريخ 19-3-2014 مفاجئة صادمة على القائمين بالأمر في "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا". فعندما تم تعييني أستاذا مشاركا في كلية اللغات والترجمة وأوكلوا الي تدريس ورقة "قراءات في الأدب الانجليزي والنقد الأدبي" لطلاب "ماجستير اللغة الانجليزية" ما كان بوسعي أن أنسى أو أتناسى كتاباتي وتوصياتي السابقة في مجال التعليم بصفة عامة واللغة الانجليزية بصفة خاصة. ولم يدركوا أنني لست مجرد أستاذ بل أكاد أكون خبيرا أكاديميا اخترقهم في عقر دارهم وكشف أساليبهم وممارساتهم الأكاديمية الملتوية. فبعد صدور المقالة مباشرة تم استدعائي بواسطة عميد كلية اللغات والترجمة وادعى انه لم ينم منذ صدور المقالة. وحضر اللقاء نائب العميد. وقد احتجا على عدم طرح الموضوع في الأروقة العلمية في الجامعة وعلى إصدار الموضوع في الراكوبة وسودانايل. وادعى ان الراكوبة منبر شيوعي ولم يعلم ان منبرا شيوعيا يقول الحقيقة افضل من مؤسسة يدعي القائمون على امرها انها اكاديمية ويسوقون الغش للناس. ففي شأن طريقة قبول الطلاب لكورس الماجستير قال لي العميد أن طلاب البكالريوس يأتون من كل الجامعات للتسجيل لكورس الماجستير ولا يمكن أن يشككوا في مصداقية تلك الجامعات بتنظيم امتحان قبول لاؤلئك الطلاب. ولكن ما لا يعرفه العميد ولا تدركه إدارة الجامعة من فوقه أو لا تريد أن تدركه لشيء في نفسها هو أن قبول الطلاب بعد اجتيازهم امتحان يختبر أهليتهم لدراسة الماجستير هو من باب الفطنة الأكاديمية والكياسة العلمية التي قد تكون غائبة من عقليتهم وكليتهم وجامعتهم تلك التي يسمونها "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا" لكن تحرص عليها كل مؤسسة أكاديمية محترمة يعرف إداريوها قيمة العلم ويقدرونها ويرغبون في المحافظة على معايير علمية ويراعونها ولا يهمل هذا الأمر إلا فارغي العقل والمتشبثون على سلم العلم وهم لا يعلمون كيفية صعوده ومع ذلك يديرون جامعات قد لا تمتلك أكثر من اسمها على يافطتها. إذ أن امتحان القبول للماجستير يبرز هيبة الجامعة العلمية والأكاديمية واعتداد إداريوها بما يحملونه من علم. كما إن إجراء امتحان للمتقدمين للدراسات العليا ليس من باب التشكيك في مخرجات الجامعات التي تخرج منها الطلاب أو فقدان الثقة فيها وان الجامعة التي تتجنب إجراء مثل هذا الاختبار لأنها تعتبره تشكيكا في مخرجات الجامعات الأخرى تبدو هي نفسها تتشكك في نوعية مخرجاتها وأنها غير واثقة فيما تنتج. بتعبير آخر، إن إجراء امتحان القبول للتخصصات لا يوحي بالتشكيك في مخرجات الجامعات، بالرغم من أن التشكيك في كل شيء واجب في سودان اليوم، بل هو من باب الضبط الأكاديمي العام والاعتداد بالمعايير العلمية وتبيان وتأكيد الشخصية الأكاديمية المستقلة للجامعة وبذلك تضبط الجامعة بطريقة مباشرة وغير مباشرة نوعية المخرجات الأكاديمية للجامعات الأخرى. فينشأ الحذر فيما يختص بالمعايير العلمية والاهتمام التلقائي بالمخرجات الأكاديمية وكسبها العلمي من منطلق الغيرة والمنافسة والتقدم علميا إلى الأمام. كما أن الطالب بعد تخرجه قد ينسى كل شيء درسه لسبب قد يكون صحيا أو نفسيا وكل ذلك يحتم تنظيم امتحان قبول كهذا إذا كانت الجامعة جادة في القبول أو التخريج المعياري وليس فقط لنزع الرسوم من الجيوب ليصبوها في جيوب أشباه الأساتذة والإداريين الفاشلين. أما نائب العميد فقد اقر بإمكانياتي العلمية القادرة على تقييم أي منظومة أكاديمية في فترة وجيزة لكنه ادعى أن لغتي في المقالة جرحته شخصيا. فكان ردي أن لغتي لم تستهدف شخصا بعينه ولا تستهدف إلا ناقصي الكفاءة وان لغتي تخاطب كل هيئات التدريس من منطلق الآية القرآنية التي تقول "وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا" وضعيف الكفاءة يعرف نفسه من دون إشارة مباشرة إليه.
وبعد ذلك استدعوني للمثول أمام لجنة تحقيق ومن ثم أمام مجلس محاسبة بعد إيقافي من التدريس. وفي كل تلك الجلسات لم يأتوا بشخص متخصص ليدحض الجوانب العلمية والأكاديمية التي ناقشتها في مقالتي. وكانوا في تلك الجلسات يدعون وجود أروقة علمية متخصصة ويسألوا عن سبب عدم طرحي للموضوع في تلك الأروقة وامتعضوا من تشكيكي في كفاءة الأساتذة وإصداري للورقة في الراكوبة وسودانايل. فقد كان جل تركيزهم في لجنة التحقيق ومجلس المحاسبة على أسئلة نمطية تنم عن عدم فهمهم الكامل لمحتوى المقالة التي كشفت الواقع الجامعي المخزي والمتسم بالقناع العلمي المزيف والجهل الأكاديمي المطبق في مجال التخصص موضوع المقال. وبدا لي واضحا من محاور تناولهم للتحقيق والمحاسبة أنهم في الواقع لا يعرفون شيئا عن علمية وأكاديمية تلك المقالة وأنهم في حالة تبدو وكأنهم في متاهة وربكة سببها غالبا غياب العقل الأكاديمي المتخصص الذي جعل إدارة الجامعة ترتضي بذلك الواقع العلمي المخزي من اجل تسيير فصول مسرحيتها "التجارية" على البسطاء وأبناء البسطاء ونهبهم. كما اتضح لي أن القائمين على أمر إدارة الجامعة لا يرغبون في فهم الحق الذي يقال لهم في شأن الإصلاح العلمي والأكاديمي وتأكدت من صواب توجهي وإصداري للمقالة للأخذ بيد مثل هؤلاء استنادا إلى قول الإمام علي عليه السلام (ما أخذ الله على أهل الجهل أن يجهلوا ولكن أخذ على أهل العلم ألا يعلموا!). وأدركت من خلال تلك التحقيقات والمحاسبة أن الحق صعب ولا يحمله أو يتحمله الضعفاء فاقدي الأمانة العلمية ذوي الكرامة العلمية المزيفة والمجروحة كفاءتهم العلمية الذين يديرون الجامعات وهم لا يدركون أبجديات مسؤولياتهم العلمية والأكاديمية ولا اعرف ما هي الظروف التي واكبت تسلقهم لتلك المناصب التي لا يستحقونها لأنهم يديرون ما لا يعرفون كنهه ومحتواه وهذه مأساة عقلية تعاني منها الكثير من الجامعات الأخرى أيضا. ويبدو أن التسلقية العلمية التي لا تدري كنه المناهج العلمية والأكاديمية وطرق وضعها وتنفيذها هي التي أوصلت مثل هؤلاء مع تواضع كسبهم العلمي إلى سدة إدارة جامعات في السودان فحولوها إلى مرتع للكسب المادي البحت وجردوها من مهامها العلمية والأكاديمية.
ففيما يتعلق بنشر الموضوع في الراكوبة وسودانايل فإن الأكاديمي ينشر أفكاره من خلال أي منبر حر أيا كان توجهه السياسي وان الركوبة وسودانايل ليست منابر إعلامية صهيونية بل هي سودانية وتصدح بالكثير من الحقائق التي لا يستطيع احد أن ينكرها. بل هي أكثر نطقا للحق في واقعنا الإعلامي السائد اليوم الذي يتناول مواضيع انصرافية ليزين الخزي في كل مناحي الحياة ويخدر الناس بالشعارات المضللة. أما فيما يختص بعدم طرحي للموضوع في الأروقة الأكاديمية المزعومة فإنني ومن خلال قراءتي للواقع الأكاديمي المخزي الذي لمسته في محتوى وفترة الكورس وتدريسه وطريقة التقويم ونوعية المخرجات الجامعية في مجال اللغة الانجليزية لا اعترف بوجود أروقة علمية حقيقية في هذا السياق وان صدور هذه المقالة يثبت ذلك لأنه لو كانت هناك أجسام أكاديمية وعلمية حقيقية تحمل علما متخصصا ومتمكنا و تستطيع أن تناقش مثل هذه الأمور الأكاديمية والعلمية وتخرجه الإخراج الصحيح لما وصل حال اللغة الانجليزية أصلا إلى هذا الحضيض من المآل ولما تم قبول مخرجات بكالريوس بذلك المستوى الضعيف وبذلك العدد الضخم ولما تم إخضاعهم لكورس ماجستير بمسميات أوراقه الباهتة ومحتواه المهزوز وفترته القصيرة وأسلوب تقييمه المعوج وغير النزيه. وعليه حتى إذا كانت هناك أروقة علمية موجودة فهي تبدو مسميات فقط لأجسام من دون محتوى علمي حقيقي تم تكوينها على نسق تصعيد الإدارات الجامعية والعَمادية والشُّعَبية ذات الكفاءة المجروحة وأنها تدير الأمر برمته بطريقة غير علمية وكل ذلك يدل على غياب تام للعقلية المتخصصة في هذا المجال وعلى إدارة جامعية غير مدركة لطبيعة مهامها. وعليه فإن هذا الحال السائد يبدو من نتاج سيطرة إما عقلية رانكرز لم تزدهم سنوات التدريس أو الإدارة إلا نسخة طبق الأصل من سنتهم المهنية الأولى أو متسلقي تدريس جامعي فبركوا بحوثهم الوصولية وتربعوا على منابر أكاديمية وإدارية هم ليسوا بأهلها وجلسوا يضللون المجتمع والطلاب بلي ألسنتهم ليخفوا فقرهم العلمي والمناهجي في التخصص وطموحاتهم المادية التي هي غايتهم وهمهم الأول ليركضوا خلف عائدات مسميات الكورسات التي يفبركونها لتدر عليهم دخلا ماديا ويهملوا محتواها العلمي وتقويمها المعياري. ويجب أن يسأل السائل الحصيف هنا سؤالا يبرر التشكيك في كفاءة الأساتذة الجامعيين؛ أين إنتاجهم العلمي الذي ينفع التعليم العالي والمكتبة المتخصصة بأعمال علمية محكمة وموثقة تساهم في كسب التعليم في مراحله المختلفة وفي تخريج مخرجات علمية حقيقية؟ أي نوع من البحوث كتبوها حتى مكنتهم من تسلق وممارسة الإدارة أو التدريس الجامعي وهم عاجزون عن استكشاف علل الكورس وسبر كوامن الضعف فيه وفي الطلاب الخاضعين للكورس؟ ومن الواجب علينا أن نسأل أيضا: أين تراكم تحليل أخطاء طلاب البكالريوس والماجستير المستخلص من أداء الطلاب الكتابي وأين الكورسات العلاجية أو الرسمية التي تم تأسيسها وفقا لتلك التحليلات التراكمية والتي كانت بالإمكان أن تكون مفيدة لكل منظومة تدريس وتعلم اللغة الانجليزية في السودان واختصاصي المنهاج والمنهجيات؟ وهل لتلك البحوث المفبركة أي اثر على واقع اللغة الانجليزية في السودان؟ ام يتم اختيار عناوين مجردة لمحتويات مكررة وتحكي انشائيا مواضيع تهدف الى الالتفاف على العقول لزيادة رصيد اشباه المشرفين من البحوث المنجزة لتتوج المراوغين علميا اساتذة على الجامعات وترفع اشباه المشرفين في سلم الادارة! والأمر الذي لا تدركه هيئات التدريس والإدارة الجامعية تلك أن تحسين مستوى منهاج اللغة الانجليزية في المرحلة المدرسية يقع على عاتق الأستاذ الجامعي ومخرجاته الطالبية المؤهلة وعطاءه وإنتاجه العلمي وبحوثه الأكاديمية ذات الصلة وليس فقط على عاتق أستاذ المرحلة المدرسية. فالجامعات تدعي أنها تخرج متخصصي اللغة الانجليزية من حملة "بكالريوس" و"ماجستير" و "دكتوراه" ويقوم بعض حملة البكالريوس بالعمل في المدارس بينما النسبة السنوية للنجاح في اللغة الانجليزية في الشهادة الثانوية مشينة واسألوهم كيف تتم حياكة وإخراج تلك النسبة؟! الم يرثوا ذلك السلوك غير الأكاديمي من منظومة التعليم الجامعي المختلة التي خضعوا لها؟ كما أن الجامعة تقوم بتدريس ورقة ( تحليل الخطاب) لطلاب الماجستير بينما غالبيتهم العظمى لا تستطيع الكتابة بالانجليزية بطريقة صحيحة فكيف يتم تدريس مثل هؤلاء ورقة تسميها تلك التسمية الكبيرة (تحليل الخطاب)؟ كيف كان شعور الأستاذ الذي درسهم؟ هل شعر أنهم فعلا أهل لتحليل الخطاب أم انه هو نفسه لا يدري؟!! فإذا كان قد شعر بأنهم ليسوا أهلا لتحليل الخطاب لأنهم لا يستطيعون الكتابة باللغة الانجليزية ومع ذلك أكمل لهم السمستر وانجز تقييمه فإنه قد أرهق نفسه وضيع وقت الطلاب والجامعة إلا إذا كان يستهدف فقط العائد المادي من إكمال تدريس تلك الورقة. أما إذا لم يستطع أن يستنبط حقيقة أن غالبيتهم لا يستطيعون كتابة الجملة بطريقة صحيحة ومع ذلك واصل إخراج ورقته فإن ذلك يثبت أن الأستاذ نفسه ضحية نظام تعليمه وتخريجه الذي خضع له ولا يعلم كُنْه ما يقوم به وعلى الجامعات مراجعة الكفاءة الأكاديمية لمثل هؤلاء الأساتذة وأهليتهم في ممارسة التدريس الجامعي! فهم يجهلون تخصصهم مادام أنهم لا يضعون تحليل أداء الطلاب وأخطائهم في مجال البناء اللغوي الصحيح ضمن التقويم في ورقة الإجابة ليتم تطوير المناهج بموجبه في كل مراحل التعليم. إذ أن ورقة (تحليل الخطاب) هي فرع من (اللغويات) التي تحتوي على فروع مثل تحليل الأخطاء والتحليل المقارن والنحو التحويلي والتوليدي وغيرها. والدليل البائن على عدم معرفتهم لمحتويات الكورسات وفروعها هو أنهم جعلوا (تحليل الخطاب) ورقة بعد أن فصلوها من (علم اللغة التطبيقي) وبعد ذلك جعلوا الأخيرة بكل فروعها الأخرى ورقة منفصلة! هذا إنما يدل على خواء القائمين على أمر وضع الكورسات وتطبيقها وتدريسها وتطويرها. وهذا الواقع المخزي ينسحب أيضا على كورسات طلاب البكالريوس في الجامعات لذلك يتخرجون ويأتون إلى الماجستير وهم لا يستطيعون الكتابة بطريقة صحيحة ومع ذلك يعمل الكثير منهم في التدريس في المرحلة المدرسية، فماذا سيعطي طلابه؟ ففاقد الشيء لا يعطيه!
ورحمة بهم وإسعافا لحالهم الأكاديمي المحزن ورغبة في اصلاح حال التخصص في الجامعات فإنني أوضح لهم انه يجب أن يخضع طالب البكالريوس انجليزي في سنته الأولى لتدريس القواعد الوظائفية وعدد دروسها لا يتجاوز الاثنين وأربعين درسا ويمكن توظيف سمسترين أو ثلاثة لإكمالها مع تمارينها الكاملة حتى يتعلم الطالب الجامعي كتابة الجملة بطريقة صحيحة ويورثها فيما بعد لطالب المرحلة المدرسية ويستطيع ايضا التعامل مع ورقة الماجستير التي تسمى (تحليل الخطاب). ويمكن للاساتذة والطلاب الاستعانة بكتابي بعنوان "Grammar of English: Explanation, Rule and Drills". كما يجب إبعادهم في سنتهم الأولى عن الأعمال الأدبية مثل الروايات والمسرحيات لانها مسهبة وقد تكون بداية مجردة للكثير من الطلاب المبتدئين. إذ ان الطلاب في سنتهم الاولى يحتاجون إلى خامات قصيرة وسلسة وشيقة مثل اختيارات من المقالات والنثر والقصة القصيرة والقصيدة القصيرة والمسرحية ذات الفصل الواحد مع تعريفات بسيطة للأدب والنقد الأدبي حتى يزيلوا الحاجز النفسي بينهم وبين القراءة المفهومة الممتعة ويتمتعوا بما يقرأوا ويتفاعلوا معه وهكذا يزدهروا لغويا في سنتهم الأولى بخامات بسيطة ويتحركوا للسنة الثانية بقابلية منفتحة وواثقة من تناول هذا التخصص الأجنبي بكل أبعاده وتحدياته اللغوية والنقدية وهذه تجربة الدول المشابهة للسودان. وإذا كان نظام التعليم الجامعي جادا يجب إلغاء نظام السمستر وإبداله بالسنة الدراسية الكاملة القائم على نظام الفترتين (Two Terms) على أن تكون السنة الدراسية ليست بأقل من عشرة أشهر ليدرس طالب البكالريوس أربع سنوات كاملة وطالب الماجستير سنتين كاملتين بنظام كورس من دون بحث تكميلي. لان كتابة بحث تكميلي من ثلاثين أو أربعين صفحة او اكثر بطريقة ميكانيكة ليست دليلا على أهليتهم في كتابة البحوث ولا تدل على اختمار عمق تخصصي في عقل الطالب! ففي السابق كان الماجستير سنتان كاملتان وبحث الماجستير ليس بأقل من مائة وعشرين صفحة ويتناول موضوعا لم يتم تناوله من قبل ويثبت الطالب الباحث ذلك بشهادة من مكتبات الجامعات والدوائر البحثية. فهل تشترط الجامعات هذا الأمر الآن وتطلب شهادة بذلك قبل مباشرة الطالب لكتابة البحث على العنوان الذي اختاره؟ لا اعتقد ان هذه التقاليد العلمية موجودة الآن لانها لو كانت موجودة لاخرجت الكثير من المتدكترين من دائرة المقدرة على الاشراف على البحوث!
هذا إذا كانوا حريصون على إصلاح الخلل. فمن خلال لجنة التحقيق ومجلس المحاسبية التي عقدوها فهمت أنهم لا يريدون سماع النقد والرأي الآخر فيما يختص بالخلل في المعايير الأكاديمية والعلمية والتقويمية في الجامعة. فقد اتهمني مجلس المحاسبة أنه بإصداري تلك الورق فقد انتهكت المواد (40) – (د) و (ز) و (41) (د) من لائحة الخدمة المدنية القومية لسنة 2007. وفي بداية الجلسة سألتهم مستفسرا أنه إذا كنت أنا قد انتهكت تلك المواد أو لوائحها بإصدار تلك الورقة الأكاديمية في الراكوبة وسودانايل، فهل هنالك مواد ولوائح تحمي المعايير العلمية والأكاديمية والتقويمية في الجامعة وتحاسب من ينتهكها؟ وذكرت لهم في هذا السياق قول احد زملائي الأساتذة انه أعطى 50% لأدنى طالب حسب معاييري التقويمية. بعبارة أخرى، أن كل الطلاب ناجحون وليس لديه راسب! وعندما سألته عن السبب قال لي انه لا يريد أن ينظم امتحان إعادة!!! تخيلوا لأنه لا يريد أن ينظم امتحان إعادة لذلك قال لي انه مرر كل الطلاب- طلاب الماجستير! هل يمكن أن نسمي هذا السلوك شهادة زور أم عدم أمانة علمية أم استرزاق رخيص بالانشغال ركضا خلف مجموعة من الكورسات وإخراجها على ذلك النسق القائم على انجاح من لا يستحق النجاح وتجنب تنظيم امتحان اعادة؟ وهل يمكن أن يكون مثل هذا الأستاذ حاملا علما نافعا ويبلغه بأمانة العالم المسئول؟ فكيف نستطيع أن نتأكد الآن أن حامل الماجستير مسيطر على تخصصه مادام هناك مثل هؤلاء الاساتذة المتدكترين الذين يزورون نجاح الطلاب لمجرد أنهم لا يرغبون في تنظيم امتحان إعادة للطلاب الراسبين؟ فمنذ الأزل ظل العلم الحقيقي هو المجال الوحيد الذي بقي كنزا للمقتدرين عقليا وبعيدا عن متناول المساومين وأنصاف العقول واسطبر عليه فقط راجحي العقل كسبا وعطاء ونشرا وليس "المتدكترين" أو "المجسترين" في بيئة مسلوبة العلم والمراقبة المعيارية النزيهة ويسيطر عليها أشباه أساتذة يخرجون الطلاب بالطريقة التي تخرجوا هم بها. وبذلك فانه يبدو أن تمرير الطلاب هو الثقافة السائدة في تقويم أداء طلاب اللغة الانجليزية ولا نعرف كيف الحال في التخصصات الاخرى وهذا هو سبب الخزي في مستويات اللغة الانجليزية في السودان ويشتكي القائمون بالأمر الحال وهم لا يعلمون الواقع السائد في الكليات التي تسمي نفسها متخصصة والجامعات التي تسمي نفسها زورا جامعات "للعلوم والتكنولوجيا"! فكيف يستحقون مثل هذه التسميات وهم يجردون الطلاب من علمية التخصص وجادّتِها ويمررونهم في الامتحات تجنبا لتنظيم امتحان الاعادة. واذا كانت بعض الدول العربية تعتمد على مخرجات كهذه فهي في الحقيقة تعتمد على خزي لن يضيف لها شيئا حقيقيا الا اذا كانوا هم ايضا يسيِّرون الامر بنفس الصورة السائدة في بلد الاستاذ المعار وفي هذه الحالة فالاعور في بلد الاعمى ملك ولا حول ولا قوة الا بالله.
وبعد ذلك تم إنهاء خدماتي مع الجامعة واستلمت خطاب "إنهاء الخدمة" وعندما طلبت منهم إصدار شهادة فترة الخدمة أصدروها بلفظ "الفصل" وليس "إنهاء الخدمة" وشتان ما بين المعنيين بالرغم من أن الخطاب قد صدر سابقا بإنهاء الخدمة! ونصحني احد الأخوة الذين أثق فيهم برفع الأمر إلى التعليم العالي غير أنني قلت له لو كان التعليم العالي قائما بواجباته العلمية والأكاديمية والإدارية بالطريقة الصحيحة لما صدرت مقالتي تلك وان التعليم العالي نفسه جزء لا يتجزأ من الخزي السائد في منظومة التعليم الجامعي ككل. فإذا كان هناك تعليما عاليا فعلا فلماذا لم تتحرك عند صدور المقالة لتطمئن على المعايير العلمية في الجامعة المعنية وتتأكد مما قلت؟ وبالرغم من أن هدفي من تلك الشهادة هي توثيق مراحل حياتي العملية والعلمية والمهنية وليس هدفي الخبرة في حد ذاتها ومع ذلك فإذا رغبت في التقديم لجهات توظيفية خارجية فإنني سأوضح لها سبب "الفصل" بإلحاق المقالة مع "شهادة الخبرة" وخطاب "إنهاء الخدمة" ومؤهلاتي العلمية وسأرى من سيكون المتأذي الحقيقي من ذلك. إذ أنني لو كنت حريصا على "شهادة خبرة" بالمعنى الذي يقصدونه هم لكنت لزمت الصمت وقضيت معهم سنتين أو ثلاث سنوات وحصلت على شهادة الخبرة كما يحصل عليها انصاف الاساتذة. لكني لا أعول على شهادات خبرة لان بيئة كهذه لا تبني خبرة حقيقية بل تبني خبرة تزوير الحقائق والسكوت على الباطل. ففي بيئة تسويق الشهادات العلمية يصبح الصدق بهتانا والكذب صدقا ولا يعمل أو يستمر فيها من يعتد حقيقة بعلم يحمله ويحب أن ينشره بطريقة ترضي الله ولا ينمو الأستاذ في مثل تلك البيئة مهنيا ولا علميا ولا يورث فيها علما حقيقيا للآخرين. إذ كيف يستطيع الشخص النمو مهنيا أو توريث علم أو بناء خبرة في بيئة أكاديمية مختلة يتم فيها انجاز كورسات صورية على نسق كورسات الرانكرز ومتسلقي التدريس الجامعي الذين لا يعرفون صياغة الكورسات المتخصصة بفترتها وتدريسها وتقويمها المعياري ويمررون الطلاب لانهم لا يرغبون في تنظيم امتحان اعادة؟ كما لم تستطع لجنة التحقيق ومجلس المحاسبة الرد على ما ذكرته في المقال حول استكشاف الخلل في فترة وجيزة من تعييني. ولم أتأسف على "فصلي" لأنني كنت أتوقع إنهاء خدماتي لان هذه هي سلوكيات ومعايير المؤسسات والدوائر التجارية التي لا تهتم إلا بالجانب المادي والصوري من نشاطاتها وتبعد كل من يهتم بالجانب المعياري القويم. لأنهم إذا سلكوا الجانب المعياري القويم فقد يتسبب ذلك في تقليص الكسب التجاري لتلك الدوائر، لذلك لا يستطيع من ينتقدهم أو من يحاول الإصلاح أن يعيش بينهم. فالمصلحين الحقيقيين في السودان يعانون من أسراب جراد الجهل المسيطر على كل مناحي الحياة والذي يواجه الفكرة الخضراء بالقضم والإزاحة والإبادة والتصحر العقلي. فمثل هذه البيئة يسود فيها الفساد والغش وتضليل الناس واكل اموال الناس بالباطل ويسيطر عليها المستعلمين الذين يريدون أن يسترزقوا من هذا الواقع المعلول ليرسخوا الجهل والتجهيل ومحاربة العقل والعقول لتتوائم مخرجاتهم مع الأنظمة والمنظومات التي تسكت عن ذلك الواقع وتؤمِّن لهم مصادر استرزاقهم الملوثة غشا وتدليسا وتوظفها لإدامة برامج التجهيل وتدمير العقول ونهب الشعوب بعد تضليلها بشعاراتها الزائفة والكاذبة. فهذا الواقع هو نتاج التوسع غير الممنهج في التعليم العام بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة والذي فقد السيطرة على نفسه وضل ضلال بعيدا. وكنت قد حذرت من تداعيات ذلك التوسع غير الممنهج في كتاب صدر لي عام 2001 بعنوان (Sudanese Educational Issues: An Ideological Perspective) كما لمحت بسيادة نوعيات فقيرة من هيئات التدريس الجامعي على الجامعات في نفس الكتاب وأيضا في ورقة بعنوان (مناهج ومنهجيات تدريس وتعلم اللغة الانجليزية في السودان: منظور تحليلي ناقد) أرسلتها لمؤتمر القومي للتعليم الذي عقد 2012 وبالفعل تأكدت من هذا الواقع خلال أربعة أشهر من تعييني أستاذا مشاركا في "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا". أنني مطمئن لأنني خلال الأربعة أشهر التي قضيتها في جامعة السودان "للعلوم والتكنولوجيا" كنت فيها حريصا على ألا أكون جزءً من الأداء الكاذب والمغشوش في مجال التعليم واكتشفت الحقيقة وصدحت بالحق وقمت بواجب الشهادة لله التي كنت اعرف تبعاتها لكن كان لابد من البلاغ. كما أن الرزق على الله. فقد فتنني الله بالتدريس في "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا" ليعلم مدى التزامي بالمبادئ العلمية التي نشرتها من قبل. ولو كنت التزمت الصمت على ذلك الواقع وشاركت فيه لكنت سيرت حياتي كما يسيرها المسترزقون على هامش العلم والمتربعون على سدة إدارة مثل ذلك الواقع الأكاديمي المخزي ليقتسموا كيكة الرسوم المنزوعة من جيوب المقبولين لكورسات الماجستير المعتلة وكورسات البكالريوس ذات المسميات المختلفة مثل بكالريوس النفقة الخاصة والموازي والانتساب ولا علم لنا كيف يتم تكوين محتويات تلك الكورسات وكيف ينجزونها. ولكان ذلك الصمت خيانة لله وللعلم وللوطن والأمانة العلمية. لذلك واليت الصدق وتجنبت الكذب وداهمت ذلك الواقع المخزي بمقالتي التي قصدت أن تكون حجرا في المياه الراكدة وأنني أؤكد أسفي الشديد على مصير طلابنا الذين تم وضعهم كاليتامى في بيئة وظرف تتنازعهم فيه الرغبة بين علم حقيقي إلا انه غير موجود وإغراء بشهادة مقابل الرسوم. وليس لهم خيار سوى قبول ذلك الواقع من دون مسائلة واختيار شهادة سهلة المنال مقابل الرسوم. ولا اعرف ما هو مصير نتيجة امتحانهم التي سلمتها للجامعة وماذا فعلوا بها؟!! كم منهم تم تمريرهم وكم منهم أبقوهم راسبين أم هل نجحوا جميعا ووفقا لأي معيار تقويمي؟! هل اعتمدوا على اللغة النقدية لاداء الطالب وضربوا البناء اللغوي بعرض الحائط؟ وهل هناك فعلا لغة نقدية لدى الطلاب في كتابتهم على ورقة الاجابه؟ فاجاباتهم للاسئلة النقدية هي اعادة سرد ساذج لمحتوى النص. وإذا اعتمدوا فقط على اللغة النقدية لتمريرهم واهملوا البناء اللغوي فسيكون ذلك كارثة ووصمة عار في جبين الأداء الجامعي في السودان لان متخصص اللغة الانجليزية يجب ان يكون قادرا كذلك على الصياغة اللغوية الصحيحة للجملة. وما هي مقررات السمستر الثاني في أوراق الأدب الانجليزي واللغويات؟ وكيف تمت إعادة تقويم من "طالب/طالبت" بإعادة تقويم "اداءه/اداءها" في ورقة اللغويات التطبيقية؟!!! وعلى اي معيار اعتمدوا!! والأيام ستوضح ذلك أيضا لمن يريد أن يراجع ذلك ويتأكد من عدم وجود تجاوزات!!! لان الطلاب لايسكتون! لذلك فالعلم في مثل تلك البيئة سراب يحسبه الطالب علما حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجده فقط تسويقا للشهادة مقابل الرسوم. ففي مثل هذا الواقع المخزي فإن الإصلاح لن يأتي بسهولة خاصة إذا كان الجهل هو المتحكم والحريص على حماية الإستجهال واستدرار الدخل المادي و يرغب في أن تسير الأمور كما هي وبأي شكل من الأشكال فقط من اجل غايات آنية ضيقة. وفي هذه الحالة فان ذلك الواقع الفاسد والمفسد سيكون له زبانية وأزلام في مواقع مؤثرة يحمونه حماية تامة من أية محاولة للنقد والمساءلة والإصلاح مستهدفين تضليل الشعب بإدعاء أن كل الأمور تسير بطريقة معيارية ومقبولة وفي هذا غش للأمة والأجيال القادمة و سيؤدي حتما إلى مآلات مأساوية وخراب ممنهج ومقيم. لذلك يبدو أن العلاج يحتاج إلى جراحة من دون تخدير! جراحة مؤلمة تقلب الطاولة على رؤوس من يقومون على تسيير و حماية منظومة التضليل والتجهيل تلك؛ منظومة تسويق الشهادات العلمية في الجامعات السودانية، ويسترزقون منها غير مبالين لحقيقة أنهم ينشرون الجهل ويتسببون في تخلف الأمة. وكجزء من تلك الجراحة أدعو حملة العلم المتخصص الحقيقيين في كل المجالات والمشاركين في منظومة التعليم العالي وغيرها من المؤسسات الكتابة بطريقة علمية ناقدة وموضحة للحقائق من دون خوف أو تردد لان العلم مجلي للحق وتنوير للناس وأساس للإصلاح المستقبلي وانه ليست هناك قوة تستطيع منع التناول العلمي الناقد والإصلاحي للامور بواسطة من يريدون الصدح بالحق وإبراء ذمتهم أمام الله والعباد. على العلماء الحقيقيين الهجرة إلى الله بالقول الثابت وتجاوز الانتماءات الحزبية والولاءات السياسية الضيقة والانفكاك من الاسترزاق الرخيص وكتم الحق أو دعم الظالم على حساب مصلحة الوطن. عليهم التمرد على المنظومات الفاسدة ثقافية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو أكاديمية أو سياسية بالعلم الناقد والمصلح لخدمة هذه البلاد التي تأخرت كثيرا.
والله المستعان وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
* لاكتمال الصورة يرجى الاطلاع على المقالة بعنوان "تسويق الشهادات العلمية في الجامعات السودانية: شهادة لله" وقد صدرت في الراكوبة وسودانايل بتاريخ 19/3/2014
- Books Published by the Author:
1. Sudanese Educational Issues: An Ideological Perspective
2. Teaching English in Sudan: A Practical Approach.
3. History of Educational Experiments in Sudan: A Brief Account.
4. History of English in Sudan: A Critical Re-reading.
5. Tayeb Salih's Season of Migration to the North: An Ideo-literary Evaluation (Eng. ed.).
6. Grammar of English: Explanation, Rule and Drills.
7. Basics of English Grammar for Sudanese Students.
8. The New Muslim's Book of the Fundamentals of Islam: Their Significance.
9. Intellectual, Scientific and Academic Miscellany.
10. موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح: تقويم عقدي –ادبي
- Articles Published by the Author:
1. Aims of Education in Sudan: An Overview, in Educational Insight Journal, Aurangabad, Vol. 1, No. 2, Dec. 1997.
2. Sudan: A Model of Real Independence, in Radiance Viewsweekly, New Delhi, 15-21 Feb. 1998.
3. Foreign Transmission and the Allegiance of Human Intellect, in Radiance Viewsweekly, New Delhi, 3-9 Jan, 1999.
4. Mother Tongue as Medium, in Radiance Viewsweekly, New Delhi, 11-17 Apr.1999.
5. Language Policy in Sudan, in RELC Journal, Singapore, Dec. 2001.
- Articles Published by the Author in On-line Websites:
قصة مواجهة بين المصنفات الأدبية ود. عبدالرحمن محمد يدي في شأن حجز كتاب النقد الأدبي بعنوان
موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح: تقويم عقدي أدبي
http://www.alrakoba.net/articles-act...w-id-36808.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.