في الوقت الذي وجه الجميع انتقادات حادة لنجوم الرياضة في مصر على موقفهم المعارض لثورة الشباب والتي كانت السبب الرئيسي في تنحي الرئيس مبارك عن الحكم، فاجأ محمد أبوتريكة لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني الجميع بتأييده للثورة الشعبية متخذا موقفا معارضا لنجوم الرياضة الذين أيدوا نظام الحكم ورغم تواجد أبوتريكة وسط المتظاهرين الجمعة الماضية، إلا أن هناك أكثر من علامات استفهام حول تأخر أبوتريكة عن تدعيم الشباب المصري في قضيتهم نحو التحرر من نظام الحكم، خاصة أنه تعرض لانتقادات حادة بسبب عدم إعلان موقفه وابتعاده عنهم لمدة تزيد عن 17 يوما كاملة لم يحدد حتى موقفه من الثورة وهو الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول السبب الحقيقي لتأخر أبوتريكة عن تدعيم الثورة، في الوقت الذي قام اللاعب بدعم القضية الفلسطينية بعد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة في عام 2008، وقام برفع تي شيرت يحمل التضامن مع الشعب الفلسطيني وهو الأمر الذي أذهل الجميع بعد موقفه وجعلهم يعقدوا مقارنة بين الموقفين. وهناك أسباب عديدة جعلت أبوتريكة يؤجل إعلان خطوته بتدعيم الشباب على حسب ما أعلنه اللاعب مؤخرا للمقربين، أبرزها على الإطلاق علاقته الطيبة بأبناء الرئيس السابق محمد حسني مبارك بجانب رفضه القفز فوق أكتاف أبطال الثورة، إلا أن خطاب الرئيس المخلوع مبارك برغبته في البقاء حتى نهاية مدته جعله يخرج من صمته ويتجه لمساندة الشباب، رغم علمه المسبق بحساسية . واللافت للنظر أن أبوتريكة هو اللاعب الوحيد من صفوف الجيل الحالي من المنتخب الوطني الذي صار خلف التيار، وقرر أن يكون من المؤيدين للثورة على عكس لاعبي المنتخب الوطني والجهاز الفني. وكل ما سبق يسوقنا إلى فرضية هامة وهي هل كان بالفعل كما أشيع أن جهاز الرياضة بأكمله كان مسخرا لخدمة النظام السياسي المصري، والترويج له ومد يد العون لملف التوريث وما يعزز تلك الفرضية الظهور الكبير لنجلي الرئيس المخلوع في المباريات الهامة للمنتخب القومي، والتكريم الدائم والمستمر حتى في أوقات الاخفاق في مباراة الجزائر الشهيرة بالخرطوم فهل انساق اللاعب أبوتريكة، أو وجد نفسه حتى ولو مجبرا مشاركا في هذه المهمة الصعبة ؟. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حاليا بين موقف أبوتريكة تجاه ثورة الشباب المصري ومواقفه الوطنية تجاه القضية الفلسطينية هل هناك تناقض أم أن عامل الوقت ورغبة اللاعب في تأجيل إعلان موقفه، هي السبب الرئيسي في ذلك أم الانتقادات التي وجهت له من جميع وسائل الإعلام، جعلته يخرج عن صمته ويعلن بكل قوة تأييده للشباب المصري، والمطلوب الآن أن يظهر الخلوق أبوتريكة في حوار من القلب، ويخرج عن صمته الحالي ليعلن بمصداقيته المعهودة وكاريزمته لدى الشعب المصري عن الأسباب الحقيقية لموقفه الغامض والمتغير من ثورة التحرير على مدى أيامها الثمانية عشر.