«الباسم» ونصف «الباسم» وجبة سودانية لذيذة يحبها الرجال وتأكلها النساء «سراً». والباسم أو رأس النيفة هو رأس الخروف تحديداً وليس رأس أي حيوان يأكله البشر مثل البقر والإبل والغزلان وغيرها. وظرفاء المدينة يتندرون في من «يدمن» أكل رأس النيفة وينعتونه بألقاب عديدة ويضحكون عليه ملء أشداقهم. «الأهرام اليوم» سألت المختصين عنه فأبان الجزار كباشي عبد الرحيم الملقب ب«البرديسي» الذي يعمل بسوق بحري أن الكشف عن الرأس يتم بواسطة الطبيب البيطري للتأكد من عدم إصابة الحيوان بالأمراض مثل اليرقان خوفاً من انتقال العدوى إلى الإنسان، فإذا أشار الطبيب إلى أن به مرضاِ يذهب به فوراً إلى المحرقة ليُباد في السلخانة، وأردف أنهم يقومون بسلخ جلد الرأس ويقسمونه إلى قسمين ويباع كل قسم من الجلد بمبلغ (500) قرش ويشتريه بعض العمال الأجانب وهي ظاهرة جديدة ظهرت منذ عام تقريباً وحالياً انتشرت بصورة كبيرة. وأشار «البرديسي» إلى أن أكثر قيمة في الرأس هي اللسان الذي يباع الكبير منه ب(10) جنيهات والصغير ب(7) جنيهات، وقال إن طعمه لذيذ وأن قطعة «المخ» تباع بجنيه ويعتبر أكلة طيبة ومحبوبة وخفيفة على البطن ويمكن أن يؤكل بالبيض والطماطم. وعن اسم الباسم أبان أن الضأن لا يبكي عند ذبحه وذلك يطلقون عليه «الباسم»، وأضاف أن الجزارين لديهم تخصصات داخل السوق وأنهم يطلقون على ناس الرأس قسم الأعصاب، أما الكوارع فيعرِّفونها بقسم العظام، والكمونية «الباطنية»، أما الجزء الخاص باللحوم فيطلقون عليه قسم الجراحة العامة. من جانبه أكد الطباخ عمر محيى الدين أن شوربة الرأس لها زبائن مداومون على شرائها أنهم كطباخين ينظفون الرأس جيداً بعدها يقطعون شرائح البصل والبهارات غير المسحونة مثل القرفة والفلفل والقرنجان بالإضافة إلى الجزر والفلفلية والطماطم ويتركها على النار حتى تنضج الرأس تماماً وتصبح الشوربة جاهزة بعدها يتم «تحمير» اللحم بعد نزع عظام الفكين منه ليقدم كأشهى وجبة، وأردف أن الرجال يحبونها والنساء يأكلنها سراً حتى لا يقال «فلانة الضكرانة» لأنهن يعتقدن أن لحم الرأس يربي العضلات ويغلظ الصوت ويخشن الجلد. الاهرام اليوم