ضبط عدد 12 سبيكة ذهبية وأربعة كيلو من الذهب المشغول وتوقف متهم يستغل عربة دفار محملة بمنهوبات المواطنين بجسر عطبرة    والي النيل الأبيض يزور نادي الرابطة كوستي ويتبرع لتشييّد مباني النادي    حميدان التركي يعود إلى أرض الوطن بعد سنوات من الاحتجاز في الولايات المتحدة    الكشف عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025    اعفاءات من رسوم السكن والتسجيل بالداخليات لأبناء الشهداء والمشاركين في معركة الكرامة    لجنة أمن ولاية الخرطوم تشيد باستجابة قادة التشكيلات العسكرية لإخلائها من المظاهر العسكرية    عزيمة وصمود .. كيف صمدت "الفاشر" في مواجهة الهجوم والحصار؟    مناوي يُعفي ثلاثة من كبار معاونيه دفعة واحدة    نادي الشروق الأبيض يتعاقد مع الثنائي تاج الاصفياء ورماح    فترة الوالي.. وفهم المريخاب الخاطئ..!!    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان يسخر من الفنان محمد بشير بعد إحيائه حفل "ختان" بالعاصمة المصرية القاهرة    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الاسلامية بين قوة العين وقلة الحياء

من أبلغ الأوصاف للاخوان المسلمين فى بداية ستينات القرن الماضى وصف الاستاذ محمودمحمد طه (كلما اسئت الظن بالاخوان المسلمين يطلع ظنك حسناً لأنهم فاقوا سوء الظن العريض). وعبر كتابه (أفكار حول فلسفة إلاخوان المسلمين) الصادر كذلك فى ستينات القرن الماضى . يصف الأستاذ عبدالخالق محجوب افكارهم بانها(دعوة لاطلاق غرائز التدمير والفوضى ). ويصفهم الطيب صالح بانهم(كأنهم لم ترضعهم نساءٌ سودانياتٌ ولم ياكلوا البلح فى كريمة ولم يسمعوا مدائح حاج الماحى). ويتساءل الصحفى محمد سيد احمدعتيق بعد تجربةُ مَّرة عاشها فى بيوت الأشباح (اى أرحام لامهات سودانيات كريمات ناءت بحمل مثل هؤلاء القوم واية صدور سخية ارضعتهم مثل هذه العقد الغريبة والانحرافات النفسية المدهشة؟).
واعتقد أنَّ اوضح ما تتصف به الحركةالاسلامية هو قوة العين وقلة الحياء ويلخص ذلك حميد شعراً:
ديل لابخافوا من إلاله
ولا ابشبعوا لابختشوا
وبالطبع فالانسان او الحركة التى تتصف او يتصف بهاتين الصفتين هو إنسان خٌطير بحق لانه انسان بدون كوابح أخلاقية أو دينية، فالحياء شعبة من شعب الايمان. هذه الحركة المنعدمة الكوابح الأخلاقية والمفتقرة الى الوازع الأخلاقى ظلَّت ومنذ إستيلائها على السلطة فى عام1989 م تثبت لكل انسان انها بالفعل حركة بدون كوابح.
وفى الحقيقة فإن قوة العين وقلة الحياء هى عاهات لأزمت حركة الاخوان المسلمين منذ نشأتها فى العشرينات من القرن الماضى اى منذ تأسيس الشيخ حسن البنا لها فى عام1928 م فى الاسماعيلية، حيث نجد أنَّ أول دعم مالى تلقته كان من شركة قنال السويس الانجليزية الفرنسية حيث دفعوا للبنا فى ذلك العام1928 مبلغ خمسمائة جنيه ليبنى بها داراً ومسجداً للاخوان بإلاسماعيلية فكيف رضيت عنه اليهود والنصارى؟ هل اتبع ملتهم؟.
وبعضهم يتباهى بقوة العين هذه فحين يتحدث الناس عن ضرورة إدانتهم لانقلاب يونيو 1989م يردون بأنَّهم ليس اول إنقلاب بل هو الانقلاب الثالث وحين تتحدث الصحف وبرامج التلفزيون عن الفساد نجد أحدهم وبقوة عين غير مستغربة فيه يرد بأنَّ الفساد موجودٌ فى كل الدنيا وحتى فى أحزاب المعارضة.
ونجد المتعافى يرد فى التلفزيون (انا ماكيشة انا فاهم القانون ) وهذا بالطبع حال جميع الذين أخلت المحاكم سبيلهم لعدم كفاية الأدلة.
وما أصدق وصفهم بانهم جاؤوا من الغابة لتوهم وليتها كانت غابة طبيعية ولكنها غابة طبقية جمعت أسوأ مافى المملكتين الانانية والحقد الطبقى . هذا التنظيم وهذه الحركة المنعدمة الكوابح ماذا نتوقع منها من حلول لمشاكل بلادنا سوى زيادة تعقيدها واستعصائها على الحل؟.
وعلى سبيل المثال كانت الحركة الاسلامية ولاتزال بالطبع فى منتهى التخبط فى موقفها من قضية الجنوب وهو تخبط إنتهى بها إلى فصله.
فالحرب الأهلية التى اندلعت فى أغسطس 1955 م كانت إعلانا عن مشكلة ظلت تؤرق الوطنيين فى بلادنا قبل انفجارها بعشرات السنيين . فمنذ بواكير الحركة الوطنية فى أوائل العشرينات من القرن الماضى نجد الوطنيين منتبهين للتباين الثقافى فى بلادنا.
فلدى صدور ديوان (نسمات الربيع) فى عام 1923 م ورد فى تقديم سليمان كشة للديوان وصف للشعب السودانى بانه شعب عربى حر كريم فما كان من قائد (اللواء الابيض) على عبداللطيف الا ان ذهب الى مكاتب صحيفة الحضارة والتقى بسليمان كشة معاتباً اياه على الوصف الوارد فى تلك المقدمة قائلاً له (كان يجب ان تكتب شعب سودانى حر كريم فليس هنالك فرق بين عربى وجنوبى).
وعند قيام مؤتمر الخريجين فى عام 1938 م ظل الخريجون على نفس المستوى من الانتباه للاخطار المحتملة على الوطن وقدذكر العم هاشم السعيد لدى الاحتفال بمرور خمسين عاما على قيام المؤتمر فى ندوة بكلية التربية بعطبرة ذكر: (إنَّ المؤتمر لم يكن له نشيد واحد وانما كان له نشيدان فبعد تأليف للعلا للمرحوم خضر حمد راى الخريجون ان النشيد يحتوى على معانى لاتمثل كل السودان مثال لذلك:
امة اصلها للعرب
دينها خير دين يحب
وقالوا نحن فى السودان ماكلنا عرب ولاكلنا مسلمين ولذلك صاغ محى الدين صابر نشيد صرخة
وردة روت دمى من كفاح ومنى
واثارت هممى فاحتقرت المحنا
وفى اوائل الخمسينات من القرن الماضى اهتمت طلائع الشيوعيين فى السودان بقضية الجنوب فترجم عبدالخالق محجوب كتاب الماركسية وعلم اللغات وكتب فى مقدمته(وعلم اللغات بالذات يهم بلادنا كثيرا فنحن نواجه اليوم وسنواجه اكثر فى المستقبل مشكلة تعدد اللهجات المحلية واللغات فى بلادنا بدون اعداد انفسنا لهذه الدراسة الجدية وايجاد الحلول المناسبة ستتعرض بلادنا الى هزات مؤسفة). و يواصل الأستاذ عبد الخالق فى نفس الصفحة من مقدمة الكتاب المذكور:امامنا اللهجات المحلية فى الجنوب وفى شرق السودان وشماله ثم التحولات الاجتماعية التى تحدث اليوم فى بلادنا وتأثيرها على هذه اللهجات والكيان الاجتماعى العام.
كل هذه مشاكل حيوية ترتبط بسوداننا المستقبل ووضعنا الاجتماعى والسياسى للقوميات المختلفة داخله وبالذات القوميات الجنوبية (راجع كتاب الماركسية وعلم اللغات ص4ولاحظ ان الكتاب صدر عام 1953 اى قبل الحرب الاهلية بعامين وان عبدالخالق حين ترجمه واصدره كان عمره 26عاما والحزب نفسه عمره ست سنوات).
كذلك نجد الحركة النقابية فى السودان ومنذ الخمسينيات من القرن الماضى تضع قضية الجنوب على رأس أجندتها فيطالب إتحاد العمال الأجر المتساوي للعمل المتساوي للجنوبيين ونجد كذلك الاستاذ حسن الطاهر زروق ممثل الجبهة المعادية للاستعمار في اول برلمان في الجلسة التأريخية التي اعلن فيها الاستقلال من داخل البرلمان في 19/12/ 1955 م مذكراً النواب بالتجمعات القبلية والقومية في جنوب السودان والوضع المتأخر والبدائي الذي يجب تخليصها منه باعطائها الحق في وضع نظمها المحلية وتنظيم وضعها الخاص في نطاق وحدة البلاد ومصلحتها العليا
الحركة الاسلامية بين قوة العين وقلة الحياء(2/2)
من أبلغ الأوصاف للاخوان المسلمين فى بداية ستينات القرن الماضى وصف الاستاذ محمودمحمد طه Lكلمااسئت الظن بالاخوان المسلمين يطلع ظنك حسناً لانهم فاقوا سوء الظن العريض وعبر كتابه افكار حول فلسفة الاخوان المسلمين الصادركذلك فى ستينات القرن الماضى ىصف الاستاذ عبدالخالق محجوب افكارهم بانها(دعوة لاطلاق غرائز التدمير والفوضى ويصفهم الطيب صالح بانهم(كانهم لم ترضعهم نساء سودانيات ولم ياكلوا البلح فى كريمة ولم يسمعوا مدائح حاج الماحى.( ويتساءل الصحفى محمد سيد احمدعتيق بعد تجربة مرة عاشها فى بيوت الاشباح(اى ارحام لامهات سودانيات كريمات ناءت بحمل مثل هؤلاء القوم واية صدور سخية ارضعتهم مثل هذه العقد الغريبة والانحرافات النفسية المدهشة؟
وفي بداية عهد مايو عام 1969م أصدرت الحكومة في الأسبوع الثانى من عمر الانقلاب بيان 9 يونيو حول قضية الجنوب وكان ضمن ماورد في ذلك البيان(ان حكومة الثورة لاتتهيب الاعتراف بالواقع انها تدرك ان ثمة فوارق تأريخية وثقافية بين الشمال والجنوب وتؤمن إيماناً اكيداً ان وحدة البلاد يجب ان تبني علي ضوء هذه الحقائق الموضوعية).
وبالطبع واضح من لغة البيان تأثره بفترة علاقة حكومة مايو بالشيوعيين حينما كان جوزيف قرنق وزيراً لشؤون الجنوب . مشكلة بهذا الحجم وهذه الخطورة شغلت الوطنيين بمختلف غتجاهاتهم , هذه المشكلة كيف تعاملت معها الحركة الاسلامية بمختلف مسمياتها في مختلف المراحل؟.
يجيبنا دكتور الترابي عن هذا السؤال في كتابه (الحركة الاسلامية في السودان والتطور الكسب المنهج) فيقول عن فترة نشوء الحركة الاسلامية وعلاقتها بالجنوب :( وعندما نشأت الحركة الاسلامية كان الجنوب كالمنسي في الحياة الوطنية المركزية ولما كانت الحركة استجابة مخصوصة لاحوال المجتمع المعهود فقد غفلت عن الجنوب ولم يكن في وعيها ولا همها ولا عضوية جماعتها) ويمضي في نفس الصفحة 156فيقول (هكذا كانت الحركة علي كونها ظاهرة تجديد مأسورة بحدود التعامل بمجتمعها التقليدي الشمالي ومحاصرة بعضويتها في إطار عرقيٍ وثقافيٍ شبه عربي وقاصرة علي منطقة جغرافية مخصوصة في السودان ولربما كان يراود البعض فيها اذا تذكَّروا معضلة الجنوب مع الاسلام ان يتمنوا انفصاله ليخلص الأمر لتقويم المجتمع المسلم دون خلاف في اصل الملة). وهكذا ندرك ان فصل الجنوب كان امنية للحركة الاسلامية منذ نشوئها ولذلك لم يكن غربيا ان يحتفل الطيب مصطفي بانفصال الجنوب ويذبح ثورا اسود (لادري لماذا أسود)
ولكن لماذا هذا التناول الفطير لاخطر مشاكل الوطن من قبل حركة تدَّعى الريادة؟
في الحقيقة لم يكن ولن يكون لدي الحركة الاسلامية في السودان أي حلول لا لمشكلة الجنوب ولا أي مشكلة اخري بالطبع لا نحتاج وبالأحري أخشي أن افقع مرارة البعض بان أذكرهم باستغرابهم واندهاشهم لهتاف لن يحكمنا البنك الدولي وتساؤلهم الساذج عن كيف يحكم البنك الدولي بلدا وسخريتهم من شعار ديمقراطية التعليم واستغرابهم للعلاقة بين اليمقراطية والتعليم؟.
الحركة الاسلامية منذ نشأتها في السودان وفي غير السودان لاتملك أي حلول ولابرامج بل انها جعلت من عيبها هذا فضيلة فنجد سيد قطب في كتابه معالم في الطريق يعتبر مجرد السؤال عن برامج الحركة الاسلامية مسألة احراج متعمد وضغط على الاعصاب ولعل ذلك يساعد في معرفة اسباب تخبُّطهم ومنهجية رزق اليوم باليوم التي يتعاملون بها وهنالك سبب اخرٌ وهو تأثير النشأة الاولي والمريبة حيث انهم لم ينشأوا استجابة لضرورات النضال ضد الاستعمار البريطاني من اجل استقلال السودان وانما نشاوا كحركة طلابية مهمتها بمحاربة اليسار قبل الاستعمار ولم يكونوا فعلا وانما كانوا باستمرار رد فعل لكل نشاط او شعار يرفعه الشيوعيون. وعن ذلك يحدثنا دكتور الترابي في كتابه سالف الذكر ص144 (ويكاد يكون الشطر الأول كله من عمر الحركة نحو ربع قرن من الزمان مشغولا بالمنافسة مع الشيوعيين فلا تعرف البغض في الله ولا المجاهده الا ضدهم ولاتتحرك بدعوتها الي قضية عامة او قطاع اجتماعي الا استجابة لاستفزازهم ولا تكاد تعرف نفسها للراي العام الا مقابلة لهم، ذلك انها فتحت اعينها لتجد الشيوعيين متمكنين في أوساط الطلاب ثم الإتحادات العمالية والمهنية.
كذلك نجد انهم لم يفطمو من تاثير النشأه وسط الطلاب وفي ذلك يقول دكتوراالترابي في نفس الكتاب ص 131(كان الطلاب اول وسط في المجتمع مسته نفحات الصحوة الاسلامية فكان مهد نشأتها وبيئتها الاولي فما فتئت الحركة تغلب عليها طبائع ذلك العهد الطلابي الأول وترهنها رواسبه يتعثر عليها أن تتجاوزها وتأثر فكر الحركة بأثر المنشأ الاول فظل عهداً طويلاً لم يتخلص من الجنوح للنظريات والجدليات المدرسية).
حركة بهذا المستوي ماذا نتوقع منها من حلول لمشاكلنا حركة مازالت تعاني من آثار المنشأ الاول وسط الطلاب بكل مايعانيه الطلاب من صغر السن ومايتبعه من نقص التجربة والخبرة ونقص المعلومات وغلبة الحماس علي الوعي والاستجابة للاثارة والاستفزاز والاستدراج وتردد عضويتها في هتافاتها (نحن الطلبة نعمل غلبة مجرد غلبة) وهو علي أي حال وصف صادق لحال الحركة الاسلامية في السودان او نجدهم يختتمون احد شعاراتهم المحببة لهم قائلين (او ترق كل الدماء).
ولذلك كانت تجربتهم طيلة 25 عاما توأما وصورة لحركة طالبان في أفغانستان وكل ما تعرفه عن نظام الحكم هو منع النساء من مغادرة المنزل والزام الرجال بحف الشوارب واعفاء اللحي ولم يدركوا ان الوطن هو الذي يشبع فيه الناس من جوع ويامنون من خوف فيمارسون صلاتهم في طمأنينة واعتدال.
وبالفعل كما يقول الفيتوري:
واحق هذا الخلق بالاشفاق
واشد وهماً
من ليس يدرك انه مغمي عليه
وهو مغمي
ويقول ايضاً:
يسقط بعضهم لأنه يري
ولا يري
ويسقط البعض لأنه يسير
القهقري
وشر أنواع السقوط مرضاً
هو السقوط من الرضا
ويتفاوت الاسلاميون في قوة العين وقلة الحياء ويضيف اليها بعضهم الصفاقة وقلة الذوق وعدم مراعاة مشاعر الاخرين الذين لايشعرون بهم أصلا وعلي سبيل المثال في يوم وفاة طيب الذكر التيجاني الطيب كتب الكرونكي في صحيفة الوان مقالا بعنوان (رحيل راهب الوثنية السياسية).
بالطبع فالعنوان ركيكٌ وفي منتهي الركاكة لأن الوثنية لا تحتاج الي راهب وانما تحتاج الي كهنة ومن المؤكد فان الكلام الركيك لا يصدر الا من كاتب ركيك في صحيفةٍ ركيكة.
هل تصدق عزيزي القارئ أن في السودان من يحتفي بأعدام عبد الخالق محجوب ويعتبره من انجازات نميري النادرة ذلكم هو صادق عبدالله عبد الماجد أثناء حديث له لاحدي صحف الخليج.
هل تصدق عزيزي القارئ أن أمريكا التي يدعون انه قد دنا عذابها يصفها أحدهم بانها الجنة ويصف ذهابه اليها بانه قد خرج من النار الي الجنه وهو ما يسميه دكتور عبد الرحيم عمر محي الدين التبتل في المحراب الامريكي وذلك في كتابه (الترابي والانقاذ صراع الهوية والهوي) حيث يعرض علينا حديث أحد الاسلاميين وهو بهاء الدين حنفي وحيش الذي يقول (اكتمل نضجي في امريكا ذهبت الي امريكا عام 1980 ويرجع الفضل في ذهابي اليها للمرحوم التيجاني ابو جديري الذي كان بأمريكا فهو مثله كمثل الشيخ الذي هو في الجنة ويقوم باخراج الآخرين من النار الي الجنة).
وقد قدم بهاء الدين هذا بعد عودته من أمريكا ندوة في جهاز الأمن مدح فيها الولايات المتحدة لدرجة أن الدكتور عبد الوهاب عثمان الذي شارك في تلك الندوة قال له: (لو جاء كلينتون في هذه الندوة لما استطاع ان يمدح امريكا كما مدحتها). وكان من ضمن ما قاله بهاء الدين في تلك الندوة (بصراحة شديدة جدا وبدون مغالاة انا لو لم اذهب الي امريكا ما كنت اعرف كيف ستكون معالم شخصيتي، هناك اكتمل نضجي
ويصف بهاء الدين نفسه بقوله (كنت رجلا غير اجتماعي لا احب الناس طبيعتي هكذا منعزل البعض ينظر الي انني رجل هامشي ويقول دا زول حلبي ساكت).
ويصفه عبد الرحيم عمر محي الدين عبر نفس الكتاب المشار اليه (االترابي والإنقاذ صراع الهوية والهوي) بانه لا يخالط الناس إلا لماماً ولا يتمني ذلك كما أنه لا يشارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم الا نادراً ولا يطالبهم بذلك. عملت معه لمدة عام خارج السودان لا أذكر أنه بادرني بالتحية أو عاد مريضا من افراد الجالية السودانية).
بهاء الدين هذا أصبح مديراً (لمركز الدراسات الاستراتيجية) حتي ديسيمبر200 حيث تم ترشيحه ليصبح سفيرا للسودان بتركيا.
وفعلا كل أمرئ في السودان يحتل غير مكانه.
مراجع:
1 - مذكرات الدعوة والداعية الإمام حسن البنا.
2 - الحركة الإسلامية في السودان التطور الكسب المنهج د. الترابي.
3 - الترابي والإنقاذ صراع الهوية والهوى د. عبد الرحيم عمر محي الدين.
عبد الله الحاج القطي عطبرة
الميدان
الميدان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.