د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالمان يردان على سعاد صالح..الإسلام يقبل رئاسة المسيحي واحترامه وعدم اعتباره من \"الكافرين\":. علماء : السماح للمرأة بقراءة القرآن في الإذاعة والفضائيات سيفتح باب الانحلال في المجتمع
نشر في الراكوبة يوم 22 - 06 - 2010

هل صوت المرأة عورة، وهل هذا الحكم بدعة، أم أنه حقيقة يؤكدها الشرع، وإذا كان من حق المرأة قراءة القرآن في بيتها حتى وهي حائض، كما يذهب بعض الفقهاء، فلماذا لا يكون من حقها أن تقرأه في الإذاعة وعلى الفضائيات كما طالب البعض مؤخرا بذلك. بيد أن علماء الإسلام في مصر اتفقوا جميعهم على أن صوتها «عورة» وأن قراءتها قد تدعو المستمع أو المشاهد لها إلى تمعن مفاتنها، خاصة لو كانت حلوة الصوت، رافضين أن يسمح للمرأة بقراءة القرآن، واستندوا في ذلك إلى أن أمهات المسلمين لم يقرأن القرآن أمام الرجال، مؤكدين أن السماح للنساء بقراءة القرآن سيفتح باب الفتن والانحلال في المجتمع الإسلامي.
«الشرق الأوسط» استطلعت - في هذا التحقيق - آراء هؤلاء العلماء، للوقوف على حقيقة هذا الخلاف وأبعاده الفقهية، وخاصة أن الجدل لا يزال قائما في هذه القضية، ما بين مؤيد ومعارض. قالت الداعية الإسلامية الدكتورة هدى الكاشف، عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة بالقاهرة، أول مقدمة برامج قرآن في مصر: «إن صوت المرأة (عورة)، ولكن ممكن أن تتلو القرآن في وجود سيدات فقط، أي في مناسبات معينة، مثل شهر رمضان أو الزواج الإسلامي أو خاتمة القرآن».
وحول تجربتها في تعليم قواعد القرآن، قالت: «نحن لا نخالف الشرع الذي قال إن صوت المرأة عورة كاشفة، أما عن تجربتي في تعليم قواعد القرآن، فقد اقتصرت على تفسير آياته بصوتي فقط من دون الظهور في إحدى القنوات الفضائية، وأنا أرى أن ظهور سيدة علي الشاشة أو في الإذاعة تعلم القرآن (شوية) وتتلو (شوية) هذا غير مقبول، أما ظهورها كمعلمة قرآن أو أحكام تجويد فلا أحد يعترض على ذلك حتى السلفيون. لقد رفضت طلب قناة فضائية لتسجيل القرآن بصوتي، لأن قراءة المرأة القرآن وتلاوتها فيها جدل وكلام كبير، وأمتنا في غنى عن هذا وعندنا قضايا أهم». وأكد الدكتور أبو سريع عبد الهادي، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر أن بعض الفقهاء أقروا بعدم جواز قراءة المرأة القرآن، ولكن ابن تيمية وابن القيم وآخرين أجاز كل منهم للمرأة أن تقرأ القرآن ولو كانت حائضا أو نفساء، لكن إذا كانت محدثة حدثا أكبر فلا يجوز لها قراءة القرآن، مشيرا إلى أن قراءة القرآن تجوز من الرجل والمرأة، ويستحب أن يكون كل منهما طاهرا، ولكن لو كانا غير طاهرين، فإن هذا جائز ما دام أنهما يقرآن القرآن دون أن يمسا المصحف، ولا يشترط هنا أن يكون كل منهما طاهرا من الحدثين الأكبر والأصغر، وهذا علي سبيل الاستحباب وليس علي سبيل الإلزام، كما أنه لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن، أما إذا كان محدثا غير متوضئ، فهذا يجوز ولا شيء غيره، أما الحدث الأكبر فلا يجوز ولو لآية واحدة. ودعا الدكتور حسن محرم الحويني، رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر إلى الاكتفاء بأداء الرجال بأصواتهم وألا تقرأ المرأة القرآن بصوتها في أجهزة الإعلام، وخصوصا أن هناك تحفظا على أداء المرأة الشعائر الدينية.
وقال الدكتور الحويني: «صحيح أن السيدة عائشة كانت تقرأ القرآن على المسلمين والصحابة، وسائر أمهات المسلمين كن يفعلن هذا، لكن الأولى أن يقوم الرجال بهذا الأمر».
وتساءل الدكتور الحويني قائلا: «ما الداعي لأن تقوم المرأة بهذا خروجا عن الخلاف الدائر بين العلماء، حيث منهم من يري أن صوتها (عورة)». وقال الشيخ هاني الصباغ، من علماء الأزهر: «إن دعوة المرأة إلى قراءة القرآن (بدعة) وتزوير في الدين، فالنبي لم يسمح للسيدة عائشة بالأذان وأرسل لها مؤذنا كبير السن ليؤذن للنساء والقرآن. كما أن صوت المرأة في القراءة سيكون فيه بالطبع إخفاء وإقلاب وغنّة، فيكون بذلك صوتها عورة، كما أنه لم تكن هناك قارئات شهيرات والحديث عن عودتهن يدعو إلى الشك والريبة، فكيف تقرأ امرأة في جموع من الناس ويقال إن صوتها جميل ولها نغمات». ويرى الدكتور علي نجار، الباحث في قسم اللغويات بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر أن قضية المرأة عموما قضية فكرية قبل أن تكون شرعية ودائما الذين يريدون أن ينالوا من الإسلام يدخلون من ناحية المرأة في حجاب المرأة ونقابها وختانها، وأخيرا في جواز أو عدم جوازها أن تقرأ القرآن الكريم مثل قراءة الرجل بصوت مرتفع تجويدا وترتيلا، فالقضية فكرية قبل أن تكون شرعية، لماذا المرأة بالذات؟ وهل ستضيف جديدا في هذا المجال؟ وتابع: «نعم، قد تتمتع المرأة بصوت أحسن وهذه موهبة من الله لكن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل، إذ يقول المولي سبحانه وتعالى: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى). إذن، هناك خلاف بين طبيعة الرجل وسعيه وطبيعة المرأة وسعيها، والمرأة المؤمنة التي أيقن قلبها وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، تتوقف عند حدود الله وتقول ما يقوله المؤمنون: (سمعنا وأطعنا)، ولا تعطي فرصة لأعداء الإسلام أن يدخلوا من ناحيتها، لا سيما إذا كنا نتحدث عن القارئات للقرآن الكريم بمعني أنها قارئة لكتاب الله تعالى، أي إنها حفظته وتعلمت أحكامه ووقفت عند حدوده، لذلك نقول لهذه الفئة من النساء: اتقين الله تعالى ولا تكنّ مدخلا يُنال منه الإسلام».
وأضاف: «أما من الناحية الشرعية، والله أعلم، فقراءة القرآن لا سيما بطريقة التجويد تحتاج إلى ترقيقه وترخيمه وهذا يقع من الرجال الذين أتاهم الله تعالى صوتا حسنا، فنجد الواحد منهم يجذبك بصوته ويؤثر فى نفسك بشجنه، وتجد نفسك هائما مع القرآن الكريم بسبب هذا الصوت الجميل، وكما قال المفسرون: حسن الصوت. إذن، هذه الطريقة من القراءة لها مواصفات خاصة، وبناء عليه فإن المرأة التي تتعرض لتجويد القرآن الكريم لا بد أنها سترفع صوتها وترخمه وترققه حتى تؤثر في السامعين، والمولى سبحانه وتعالى نهى أشرف نساء على وجه الأرض أن يفعلن ذلك، وهن أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لهم في سورة الأحزاب الآية 32 (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقولن قولا معروفا)، المولى سبحانه وتعالى يقول هذا لأمهات المؤمنين اللاتي لن يطمع فيهن أحد، لأنهن أمهات للمؤمنين جميعا. ثم إن هؤلاء، رضي الله عنهن جميعا، كن يعشن في كنف صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أطهر أناس داست أقدامهم هذه الأرض بعد الأنبياء، فمن باب أولى ألا تخضع المرأة في زماننا هذا بالقول، ونحن نعيش في زمان الكل يفعل ما يشاء وما يريد تحت مظلة الحرية».
ويخلص الدكتور نجار إلى أننا إذا نظرنا إلى قاعدة أصولية أو بعض القواعد التي وضعها الفقهاء مثل «يرتكب الضرر الأخف لدفع الضرر الأكبر أو الأثقل»، فإذا طبقنا هذه القاعدة على موضوعنا هذا، فإننا سنوازن بين شيئين: الأول مدى الإفادة من أن تقرأ المرأة القرآن الكريم بصوت مرتفع على الفضائيات وأمام الرجال، والثاني مدى الضرر الذي قد يترتب على هذه القراءة، أما الإفادة فلا شك أنها، أي التي تقرأ القرآن، لن تضيف جديدا، أما ثانيا فإن الضرر قد يكون بالغا ومحققا بسبب (الفتنة)، التي تقع في قلوب الرجال حينما يستمعون إلى المرأة ترقق وترخم صوتها وهي تقرأ القرآن. وبناء عليه، فإن عدم قراءة القرآن بصوت مرتفع أمام الرجال هو الأولى، لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وهناك قاعدة أصولية أخرى تقول: «ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام»، كما أنه ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومن أصول التشريع الإسلامي قاعدة تسمى سد الذرائع. وتساءل الدكتور عادل عبد الله، محاضر وكاتب إسلامي بوزارة الأوقاف المصرية، حول ماهية طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة هل هي تكاملية أو تنافسية؟ مشيرا إلى أن من يرفعون شعار المساواة بين الرجل والمرأة هو شعار «تضليل» لا يعرفه المسلمون وإنما هو مجلوب من بلاد لها عاداتها وتقاليدها وثقافتها التي لا تتناسب مع تشريعاتنا الإسلامية، ومن ثم هو نقل أعمى في الغالب، الهدف من ورائه التضليل والنيل من قيم الإسلام وتشريعاته، بل إن من الأغراض أيضا زرع روح الفرقة في المجتمع الإسلامي، فلو أن العلاقة بين الرجل والمرأة أخذت على أنها تنافسية، فلا بد في المتنافسين أن يتقابلا في الكثير والكثير من الصفات، لكن فطرة الله التي فطر الناس عليها تؤكد الاختلاف التكويني والمصطفى صلى الله عليه وسلم علمنا أنه «كل ميسر لما خلق له»، فالمرأة خلقت لأمور وشؤون والرجل خلق لأمور وشؤون، ومن ثم فالحقيقة التي أكدها القرآن أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية، يقول تعالى «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء». وقال تعالى أيضا «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة».. فكل الآيات تشير إلى أن طبيعة العلاقة هي التكاملية التي بين الرجل والمرأة.
ويستطرد الدكتور عبد الله حديثه قائلا: «هناك سؤال آخر هو: هل صوت المرأة عورة؟ أهل الإفراط (المتنطعون) قالوا صوت المرأة عورة، فمنعوا المرأة من الأحاديث الكلية والكلام بشتى صوره وأشكاله، وأهل التفريط (دعاة الحداثة) أطلقوا الأمر وجعلوا الحبل على غاربه، فأحلوا للمرأة الحديث والكلام بشتى صوره وأشكاله مع تحطيم كافة القيود والضوابط، أما دينيا، فالوسطية والسمعة القائمة على مقاييس علمية وشرعية سليمة تقول إن صوت المرأة ليس بعورة على إطلاقه ومن قال بذلك الشافعية والمالكية، فللمرأة أن تتحدث في الشؤون التي تسير أمور دينها وحياتها فهي تتعامل مع البائعين والمدرسين والقضاة والدعاة. وهذه النماذج عرضت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الأبرار. إذن، هناك إطار من الضوابط والتشريعات التي تكفل حفظ المرأة وصيانتها وبهذا خوطبت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فقال تعالي في حقهن (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) سورة الأحزاب».
وخلص عبد الله قائلا: «لا ننكر أن قراءة القرآن من الأمور التعبدية ونحن نسلم بذلك، والأمور التعبدية لا ننكر أنها للنساء والرجال، ولكن أليست الصلاة أيضا من الأمور التعبدية، ومع ذلك فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم أبان للأمة حكما تشريعيا في هذا الأمر بأن الرجل إذا نابه شيء في الصلاة (سبح)، أما المرأة، فإذا نابها شيء في الصلاة فإنها (تصفق)، وهذا حكم شرعي متفق عليه. إذن، حتى في الأمور التعبدية هناك ضوابط للمرأة في قولها أو حديثها، والإمام ابن عبد البر في كتابه «الاستذكار» قال قولا سديدا في هذا الأمر، حيث أورد: إنما تصفق المرأة ولا تسبح، لأن صوتها من جملة مفاتنها ومحاسنها، والمرأة أمرت بستر المفاتن والمحاسن حتى وهي بين يد الله. وأقول لمن يتشددون في ما ورد في السنة المعطرة من حوارات للنساء: أمعنوا النظر جيدا ولا تفتروا على الله كذبا».
وكالات
عالمان في الأزهر أحدهما نائب إخواني يردان على سعاد صالح:
الإسلام يقبل رئاسة المسيحي واحترامه وعدم اعتباره من "الكافرين"
أكد عالمان في الأزهر أحدهما نائب بارز في البرلمان عن جماعة الإخوان المسلمين أن الإسلام يقبل رئاسة المسيحي ويوجب احترام عقيدته لأن مشيئة الله أرادت تعدد الأديان والمذاهب، ولا يجوز النظر إليه على أنه من "الكافرين".
جاء ذلك في إطار رد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتور أحمد السايح عضو المجامع العلمية العالمية، والشيخ السيد عسكر عضو اللجنة الدينية في مجلس الشعب "البرلمان" والممثل لجماعة الإخوان المسلمين، على تصريح للدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الأزهرية، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتي انضمت حديثا لحزب الوفد المعارض، أعلنت فيه اعتراضها على وصول مسيحي لرئاسة الجمهورية.
وتعللت صالح بالآية القرآنية "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا" وأنه لذلك "لابد أن تكون الولاية من المسلم على الكافر وليس العكس" وهو ما أثار غضبا شديدا لدى الأوساط القبطية والحزبية والثقافية في مصر.
وقال الدكتور أحمد السايح " إن ولاية غير المسلمين على المسلمين جائزة ولا حرج فيها إذا كانت تخص أمرا مدنيا مثل المسلمين الذين يعيشون فى فرنسا أو بريطانيا أو أى دولة غير إسلامية يخضعون لقوانين تلك الدولة فى الأمور الدنيوية وليس الدينية.
وأضاف " أما إذا كانت الولاية فى أمور الدين فلا تجوز نظرا لاختلاف الأديان الأخرى مع الاسلام، ولذلك فان من الطبيعى والمنطقى أن غير المسلم لا يتولى أمر المسلم فى الأمور الدينية وهذا ما اتفق عليه جموع العلماء والفقهاء.
واستدل السائح بقول الله تعالى "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " أى أن مشيئة الله اقتضت تعدد الأديان والمذاهب وينبغى على المسلم احترام مشيئة الله واحترام كافة الأديان والمذاهب.
واعتبر السايح أن المسلمين والمسيحيين قضاياهم واحدة ومن ثم يجب التعامل فى الأمور الدنيوية بشكل عادى وفى ذلك قال الله تعالى "لكم دينكم وليً دين " مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية والتي غالبية شعبها من المسلمين لا يصح أن يرأسها مسيحي نظرا لكثرة فرائض الإسلام التى لا علم له بها.
و قال الشيخ سيد عسكر من علماء الأزهر وأحد ممثلي جماعة الإخوان المسلمين فى مجلس الشعب إن ترشيح القبطى لرئاسة الجمهورية أمر جائز وعلى الشعب أن يختار من يمثلة عبر صناديق الانتخابات.
وتابع مصر دولة إسلامية و94% من شعبها مسلم ولو توافرت انتخابات حرة ونزيهة لن يأتي قبطى إلى رئاسة الدولة وهذا أمر منطقى لأنه فى أى دولة أخرى، دين الأغلبية هو الذى يحدد رئيسها، ومن ثم فلابد من توخى الحكمة وإعطاء حق الترشح للرئاسة للجميع.
وبرر عسكر استخدام صالح لكلمة "الكافر" في رفضها لتولي مسيحي رئاسة الدولة بقوله "نحن كمسلمين نكفر بعقيدة الصلب والمسحيين يؤمنون بها، ونكفر أيضا بأن المسيح هو مخلص الناس من الذنوب وهم يؤمنون بذلك، وفى نفس الوقت هم يكفرون بمحمد ونحن نؤمن به، وكون المسيحى الذى لايعترف بمحمد كافرا فنحن فى نظر المسحيين أيضا كفار بدينهم، مستطردا: هذه أمور دينية يجب عدم مناقشتها فى العلن لعدم خلق حالة من الاحتقان الدينى فى المجتمع.
وأضاف: القاعدة تقول "إن أى مؤمن بشئ كافر بضده " وهذا أمر يندرج على الجميع، ولذلك فالحكم بالكفر ليس هو القضية، إنما الحكم هو تنفيذ أوامر الله فى كل الأديان من حيث التسامح والتعاون على البر والخير والإحسان ولا يظلم أحد أحدا، فهذا ما يأمرنا به الإسلام مع كافة البشر بمختلف دياناتهم.
فيما أكد رئيس جمعية تنمية الديمقراطية الناشط الحقوقى نجاد البرعى أن الدستور المصرى لا يمنع المسيحى أو المرأة من تولى رئاسة الجمهورية لأن المادة الأولى من الدستور تقر بحق المواطنة.
وأشار إلى أن هذه القضية حسمها كثير من كبار الفقهاء خاصة بعد انفصال الإمامتين "الدينية والمدنية " ومن ثم فلابد أن تذهب الإمامة للأصلح وهذا أمر منطقى واتفق عليه أيضا العلماء.
وقال نجاد " لابد أن تنأى الدكتور سعاد بنفسها من الوقوع فى هذه التصريحات لأنها أستاذة فاضلة، مشيرا إلى أنه كان يتوقع خلق أى حملة شرسة لمهاجمتها فى هذا التوقيت تحديدا نظرا لانضمامها لحزب الوفد ورفضها الحزب الوطنى"
واستطرد "الحل الوحيد هو إلغاء المادة التانية من الدستور المصرى " مادة التشريع " حتى يستريح الجميع من القيل والقال".
وكانت الدكتورة سعاد صالح فجرت موجة هائلة من الغضب بعد حديثها مؤخرا في قناة "أون تي في" التي يملكها رجال الأعمال الملياردير المصري القبطي نجيب ساويرس، والذي ذكرت فيه أنها لا تقبل تولية مسيحي رئيسا للجمهورية، وحين سئلت عن سبب إنضمامها لحزب الوفد "الليبرالي" الذي لا يفرق بين المسلمين والمسيحيين ولا يرفض رئاسة المسيحي أو المرأة.
وأثناء الحديث، تلقي البرنامج عدة اتصالات، كان أولها اتصال من مشاهد يطلب تفسير الآية التي ذكرتها الدكتورة سعاد صالح ويرفض توصيفه كمسيحي بأنه كافر، وجاء الاتصال الثاني من مشاهد آخر أيد الموقف ذاته، إلا أنها رفضت شرح الآية وتفسير موقع كلمة "كافرين" من وصفها للمسيحيين أم لغيرهم.
ثم حدثت مشادة عنيفة على الهواء مباشرة بينها وبين القيادي الوفدي البارز صلاح سليمان عندما واجهها مقدم البرنامج الإعلامي جابر القرموطي بأن حزب الوفد الذي انضمت إليه علماني ينتهج سياسة المساواة بين المسيحيين والمسلمين في كافة الحقوق، فردت سعاد صالح "توجهه السياسي علماني، لكنه ليس بحزب كافر ولا ينكر وجود الله، كما أنه لا ينكر الشهادتين ويرددها الجميع هناك ، والدليل أن جريدة الوفد تنشر مقالات دينية وصفحات دينية محترمة".
الدكتورة سعاد صالح فجرت موجة هائلة من الغضب
وأبدى سليمان انزعاجه الشديد من كلامها، وطلب منها توخي الحذر فيما تقوله من تصريحات تحسب على حزب الوفد، وأنه صادر من أحد قياداته، وقال إن حزب الوفد حزب علماني يرفض هذا الكلام، وبطالب بالمساواة والمواطنة التي من أهم بنودها حقوق الأقباط والمرأة في الوصول إلى الرئاسة.
و تلقي البرنامج اتصالا من رجل الأعمال ومالك القناة التلفزيونية نجيب ساويرس تحدث فيه إلي الدكتورة سعاد، وقال لها "يا دكتورة سعاد أنا علماني ولست فقيها لا في ديني ولا في دين الآخرين.. لكن إحنا المسيحيين منقبلش أبدا الكلام ده.. ولا يمكن أن يكون إنسان مؤمن بالله واحد ويكون كافر، أو أي حد يقول عليه كدة، غير كدة إحنا كمان منقبلش عدم المساواة في الحقوق كلها ومن حق المسيحيين أن أيا منهم حد يترشح للرئاسة وينجح ويبقى الرئيس.. لأننا كلنا بنحمل جواز سفر واحد مكتوب عليه مصري.. وكلام حضرتك مستحيل نقبله أو نعمل بيه أو حتى نعترف بيه".
من جانبها، ردت سعاد صالح علي اتصال المهندس نجيب ساويرس قائلة "متقبلوش بس الدين بيقول كده".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.