إحتفي السدنة غاية الإحتفاء بالمسؤول الزيمبابوي الذي زارهم،وطق الحنك معاهم ثم قال لهم أن بلاده تحتاج لدعمهم الفني لاستقرار الاقتصاد،نظراً لاستقرار الاقتصاد السوداني،بحسب إدعاءات الضيف القادم من هراري،والذي لا بد أنه أكل وشرب علي حساب المال العام الذي لا يجده المواطن السوداني في شكل خدمات كالصحة والتعليم وخلافه. ومن كثرة فرح التنابلة بتصريحات ضيفهم العزيز فإن الخبر تصدر وكالات أنبائهم ومواقع وزاراتهم ولسان حالهم يقول لقد شهد لنا الأجانب بالإنجازات،وعلي المعارضة أن تلحس كوعها في (الإنتخابات). وعلي ذكر هذه الإنتخابات القادمة والذي ينافس فيها المؤتمر الوطني نفسه علي حد قول المسلسل الشهير (أنا نفسك يا محمود)،فإن أحدهم شكا من ضعف بدل المواصلات الممنوح له والذي يعادل 500 جنيه في اليوم، نظير عمله والمتمثل في إعداد قوائم الناخبين في حي شعبي لحزبه وتصنيفهم وجرجرتهم للإنتخابات،وما شابه ذلك،فإن كانت هذه هي مناظر الحملة المالية قبل موعد الإنتخابات فكم سيكلف الفيلم؟ وبالرجوع للموضوع الأساسي،فلابد أن بعض السدنة قد حجزوا في الدرجة الأولي علي طيران فاخر إلي هراري،بعد أن قلبوا بعض الصفحات عن الاقتصاد،وجهزوا دفاترهم باعتبارهم خبراء دعم فني،وبالتأكيد فإنهم سيأخذون بدلات سفرهم ونثرياتهم الدولارية مقدماً،وحتماً فإنهم وضعوا عينهم علي الثروات المعدنية في ذلك البلد ومن ضمنها الذهب والبلاتين والنحاس وغيرها. وحالما يجتمعون برصفائهم في البلد المعني،فإنهم سيستعرضون إنجازات حزبهم المزعومة في المجال الاقتصادي،وسيقدمون توصياتهم بشأن ضرورة التخلص من القطاع العام الزيمبابوي،وسيقترحون فتح باب الإستثمار،وبالخصوص لشركاتهم لضمان نهب فائض القيمة علي حساب المواطن الزيمبابوي المغلوب علي أمره،وسيقدمون لهم النصائح في مجال نهب مدخرات المواطنين عن طريق الصكوك،وسيقترحون إدخال النظام المصرفي الإسلامي حتي تنمو الطفيلية الزيمبابوية بمثل ما نمت (أختها في الرضاع)،ولن يعصلج الزيمبابويين بعد أن يقتنعوا بلغة درس(العصر) بكسر الصاد . ولأن التنابلة كالمنشار(يأكل من الجانبين)،فإنهم حال عودتهم من هراري سيخطرون أسيادهم في الصندوق الدولي،بالحكاية،وكيف أنهم أقنعوا(الداقسين) بتحطيم المؤسسات الحكومية وتخفيض العملة وتشريد العاملين،ولن ينسي الأسياد العمولة المتفق عليها . وهكذا سينطلق التماسيح إلي بلاد الذهب والألماس،ومن لم يمنح إمتيازاً للتنقيب عن الذهب سيكتفي بالنحاس،ولسان حالهم يغني (نور عينيك بريق الماس .. تبرأ عيونك ويشقوا الناس). وعندما تلحق زيمبابوي(أمات طه)،سينطلقون إلي زامبيا ،وموزمبيق،وبلاد يعيش في أجوائها البطريق،وشعارهم ننهب البترول و(نسف) الدقيق . وعندما يثور الناس في تلك البلدان،يهرب السدنة منها وشعارهم (نتخارج قبل فوات الأوان). هنيئاً لزيمبابوي بالخبراء والتماسيح الأجانب،المتخصصون في جلب(المصايب)،لكن المصيبة تجلب الثورات والانتفاضات،وشعارها يا كيزان نظامكم فات . [email protected]