الهجوم عليّ له أهداف تقال وأهداف لا تقال وأنا حوربت كثيراً ومحاربيّ سقطوا وحدهم رفضت عرض شركة لبنانية فنية لتحويل «الأسود يليق بك» إلى مسلسل لأنهم يريدون تحويل البطلة إلى لبنانية! أنا من جيل أمة عربية شامخة ترفض الانحناء أبداً.. ولدينا جيل من الشباب تائه فكرياً أمل بوشوشة على المستوى الشخصي أحبها وتشبهني في شخصيتي مفرح الشمري Mefrehs@ عبرت الروائية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي عن سعادتها بتواجدها في الكويت صاحبة الحركة الثقافية المميزة والحقيقية في المنطقة والتي انطلقت منذ سنوات طويلة وكان لها الفضل في تثقيف الكثيرين من المثقفين العرب من خلال مجلة العربي التي تدين لها بالفضل لكسبها الكثير من المعرفة، واصفة حالها بأنها «بنت العربي». واضافت في حوار خاص مع «الأنباء» بعد حضورها للكويت للمشاركة في انشطة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الخاصة في معرض الكتاب، انها سعيدة بهذه الدعوة رغم انها انتظرت طويلا ولكنها بالاخير وصلت الدعوة حتى تتعرف على الحركة الثقافية الكويتية عن قرب خصوصا انها على علاقة طيبة مع بعض منتسبيها. وتابعت قائلة: هناك دول تنسب بفضائياتها والكويت ينسب لها بنشرها لمجلة العربي التي دخلت من خلالها كل بيت عربي بمجلة حملت بين طياتها رؤى بعيدة لخلق الانسان العربي المستقبلي والرهان على الثقافة في ذلك الزمن الذي لا يوجد اي شخص يراهن عليها ولكنها نجحت في الرهان وفي الاسم الذي اختارته للمجلة الذي اصبح الان مهددا عندما نقول كلمة الوطن العربي، وهذا ما حصل معي عندما كتبت على صفحتي انها بيت للبيت العربي الكبير، هناك الكثير ممن هاجموني من قرائي (اكراد وبربر) يقولون انهم ليسوا عربا، الأمر الذي شككني بنفسي اني لست عربية وان أكون بربرية ولكن الجيل الذي خلقت فيه كان العربي هو الخيار الأول والقرآن وحدنا فأنا من جيل بو مدين وعبد الناصر الذي لم ألحق عليه، جيل امة عربية شامخة لا ترضى بالانحناء ابدا وعندما بكيت على صدام بكيت من هذا الأساس وليس حبا فيه لان لي الشرف انني لم اذهب للعراق طوال حكمه ولكني بكيت على شموخ امة عربية يريد الغرب اهانتها بطريقة او باخرى. وتتابع قائلة: نحن جيل تربينا على مجلة العربي وزادت من معرفتنا في الثقافة خصوصا انني أدين لها بالفضل فيما وصلت اليه الآن. ووصفت الهجوم عليها في مواقع التواصل الاجتماعي منذ حضورها للكويت بأنه غير منطقي ولا يحمل الصدق احيانا. وقالت: هناك اهداف للهجوم تقال واهداف لا تقال ولكن الواثق من نفسه يمضي في طريقه ولا يصح الا الصحيح وانا طوال مسيرتي حوربت كثيرا وكل من حاربني يسقط وحده دون ان ارد عليه لانه لدي قراء هم من يتولون الرد على كل من يتهمني باتهامات باطلة لان الاحساس الصادق لا يمكن ان يهزم مهما حدث. وعن تأثيرها على الشباب العربي، ذكرت الروائية الجزائرية احلام مستغانمي ان هذا الامر تفخر به خصوصا انها استطاعت ان تعيد الشباب العربي للقراءة والبحث في الثقافة من خلال ما تكتبه. وتضيف: لدي القدرة على التأثير على الشباب الذي يتابعني منهم الكثير سواء في صفحتي على الفيسبوك او من خلال رواياتي لانهم احبوا الصدق فيها وهذا الجيل جيل تائه فكريا لأننا امة تائهة بالاصل تبحث عن الاحساس الصادق الذي يشعر بمعاناتهم، ولله الحمد، استطعت ان احقق ذلك والدليل الطوابير الكثيرة التي تحضر لتوقيع كتبي والذين يبقون وقوفا للحصول على تلك التواقيع وانا ابادلهم نفس الشعور بالوقوف لهم اجلالا واحتراما ولا اجلس احتراما لهم رغم الساعات الطويلة التي أقف فيها لاني احترم قرائي من جميع الاعمار لان اخلاق الانسان بالاشياء الصغيرة التي تبقى عالقة في العقول لانك بامكانك ان تكذب بالاشياء الكبيرة ولكن بالاشياء الصغيرة لا يمكن تكذب لانها تفضحك. وذكرت مستغانمي انها تكن كل احترام وتقدير لأي بلد عربي تزوره وتحاول جاهدة المحافظة على عادات وتقاليد تلك البلدان حتى تكون خير سفيرة لبلدها الجزائر ولذلك تحرص على معرفة كل صغيرة وكبيرة عن البلدان العربية التى تزورها حتى تكون ضيفة خفيفة عليهم. وبسؤالها متى زرت العراق اجابت: زرتها عام 1976 قبل حكم صدام لحضور مؤتمر عن الصهيونية وكان ذلك بعد زواجي وكأنه شهر عسل قضيته في المؤتمر ومن يومها اخبرت العراقيين بان صدام طاغية بعد ما شاهدت طريقة تعامله معهم رغم انه كان نائب رئيس الجمهورية وكانوا يهابونه بشكل كبير ويخافون منه لدرجة انهم يهربون عندما اتحدث عنه. وعن جديدها التلفزيوني قالت: اتفقت مع شركة انتاج فني في ابوظبي لتصوير روايتي «الاسود يليق بك» واتمنى ان يكون تصويرها بالشكل الجيد وعكس روايتي «ذاكرة الجسد» التي لم يعجبني تصويرها خصوصا ان رواية «الاسود يليق بك»، تحتاج امكانيات كبيرة لتصويرها وسيتم في الاسابيع المقبلة الجلوس مع الشركة لاتمام الاتفاق فيما يخص المخرج والممثلين الذين سيشاركون في هذا العمل الذي أتوقع ان يكون افضل بكثير من «ذاكرة الجسد» من خلال الامكانيات الفنية التي ستوفرها الشركة لها والتي غابت عن«ذاكرة الجسد». وعن مشاركة الفنانة الجزائرية امل بوشوشة في عملها الجديد اجابت ان امل بوشوشة قريبة من صاحبة القصة لانها من البربر ولذلك مشاركتها حتمية في العمل لانه صفات بطلة القصة «ياسمين» تنطبق عليها خصوصا انه على المستوى الشخصي تحبها وتشبهها في شخصيتها نوعا ما. وبخصوص رفضها لطلب شركة لبنانية فنية بتحويل روايتها «الأسود يليق بك» ذكرت انهم طلبوا منها تحويل بطلة القصة الى لبنانية وهذا الأمر لم تتقبله لان بطلة القصة «ياسمين الجزائرية» هي رمز للنضال الجزائري وهي امتداد لرواياتها السابقة حتى وان كان عن طريق غير مباشر. ونوهت قائلة: حتى لو رضيت بالعرض اللبناني قرائي لا يرضون بهذا التشويه الادبي. جمهور «مستغانمي» كثيف للحصول على «عليك اللهفة» بعد ان اعتذرت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي لجمهورها لعدم اقامة محاضرتها «تجربة مبدع» على هامش انشطة معرض الكتاب ال 39 لضيق المكان، استقبلت جمهورها الغفير في جناح مكتبة آفاق لتوقيع كتابها الاخير «عليك اللهفة» ووزعت ما كتبته عن تجربتها الابداعية على الصحافة ووسائل الاعلام الموجودة، تقول مستغانمي في تجربتها: أدري تأخرت كثيرا، أو لعلي جئت قبل نضوج الوقت، لا ذريعة لي سوى أن الحب يأتي دائما متأخرا، ولا عذر لعجلتي سوى أن الحزن هو أول من يصل الى أي موعد عربي. ان كنت أزور الكويت لأول مرة، فلطالما زارتني، وقاسمتني مكتبتي وعناوين غربتي. فحيثما حللت كان لمجلة «العربي» مكان في بيتي. على مدى أكثر من نصف قرن كبرنا على قيمها، ونهلت أجيال من ينابيع معارفها. قبل زمن الفضائيات والانترنت، حققت الكويت معجزة الدخول الى كل بيت عربي، وتوحيد أمة من دون أن تمن علينا بذلك، أو ترفع لأهدافها شعارات، غير استثمارها الثقافي في تكوين الشخصية العربية المستقبلية. لقد حفظنا اسم «العربي» صغارا، من قبل أن نحفظ تماما خريطة عروبتنا، فمعها زرنا العواصم العربية، وقرأنا لقامات أدبية، وآمنا بنشأة جيل سيصعب هزيمته أو تدجينه، لأنه مدجج بسلاح المعرفة. هذا السلاح الذي لم ترفع الكويت غيره، من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي يشكل منارة ثقافية وصرحا معرفيا، خارج أية مقارنة في العالم العربي، بسلسلة اصداراته الراقية، في الثقافة والعلوم والفنون، على مدى عقود. انها الكويت التي أحببناها، لأنها تشبهنا في أحلامنا، واندفاعها في تبني كل قضية عربية، الى أن غدرت بها العروبة، ونكلت بها. ثم.. لقد اشتقت اليكم أحبتي، وعندي لكم كلام كثير، قد يختصر في عروبة عباءتي. جئتكم مرتدية ذاكرتي، فأنا أحب هذا الثوب ويحبني، لأنني أرتديه خوفا عليه، وأشهره أينما حللت لأحميه. لكن، اعذروني، ان ما عاد لي من شهية للجدل، أو حتى للحديث عن تجربتي في الكتابة، أخال هزائم الحياة سلبتني صوتي، أو لعلي بلغت سن الفاجعة. أن تقلع عن الغضب، يعني أنك غادرت عنفوانك الأول، أما أن تقلع عن الحلم، فمعناه أن النكسة ما عادت خلفك بل فيك، وأن أحلامك تواضعت، وقامة كبريائك انحنت، وأحرفك المنتصبة احدودبت. لنكتب، نحتاج الى حقنا في الغضب، والى واجب بقائنا حراسا للذاكرة، لا كلاب حراسة عند أبواب الأدب، بعد أن غدت ثقافة النسيان فرضا. ذلك أن العروبة ليست سياسة بل ثقافة، بسقوط صرحها نكون قد انتهينا. على مدى عمر، عقدت قراني على الرفض، أردت أن أنجب من العربية كلمات شجاعة، فالكاتب ابن «لا». ذلك أنك بكلمة «نعم» لا يمكن أن تصنع أدبا. الذين قالو «نعم» قتلتهم النعم، وما تركوا خلفهم سوى لغة الغبار، لتكون وفيا لاسمك، عليك أن تخون مصالحك، فغالبا ما تكون مصلحة الكاتب الأبدية، تستدعي تضحيته بمصالحه اللآنية. مدينة أنا لأجمل ما حل بي، لتلك المرات التي لعبت فيها قدري على طاولة الحياة، باستخفاف المقامرين الأثرياء، فقلت «لا» حيث كان لا بد أن أقول «نعم». و«بلى» حيث كان علي أن أصمت، فازددت مع كل افلاس ثراء، وأصبحت لفرط خساراتي كاتبة. بي افتتان بالخسارات الجميلة، تلك التي نفقد فيها ما اخترنا خسارته بتفوق، على مرأى ممن سينحنون بعدنا للملمته. أمعن في جرائم الهدر، اكراما للحظة زهو لا أشهد عليها سوى ضحكتي. لا شيء يستحق الانحناء، لا خسارة تستحق الندم، هل خبرتم عنفوان الخاسرين؟ ٭ أصدقائي المبدعين.. أصدقائي الجميلين الخاسرين.. هل أواسيكم ان قلت ان المبدع غني باستغنائه، ثري بخساراته؟ لذا قال هنري ميشو ساخرا من فداحة ما أضاع: «ألق أوراقك.. أقل لك.. أنت لن تربح الا في الخسارة». لكننا اليوم ككتاب أمام خسارات أكبر فداحة من حساباتنا. كنا، بالكتابة، نهزم ما نخافه، نكتب عن الموت كثيرا منذ عقود، لتغدو بيننا وبينه ألفة، فما جدوى الكتابة إذن وقد أصبح الموت عندنا أكثر وفرة من الحياة؟ نكتب كمن يصفر في العتمة ليبعد عنه الخوف، لكن ما عاد من شيء أسوأ مما نحن فيه يمكن أن يفاجئنا أو يخيفنا، فأطفئوا الأضواء، ما عادت العتمة ترعبنا. ثمة من، حين يكتب لا يكون الا كاتبا، وثمة من، وهو يكتب يضع نفسه مكان الأبطال. أما الكاتب العربي، فيضع نفسه دائما مكان القارئ، مذ غدا القارئ يشغل مكان الرقيب. «لقد ولد القراء أحرارا، ولا بد أن يبقوا كذلك»، يقول نابوكوف صاحب «لوليتا»: لا أدري لماذا اذن، وحدهم الكتاب لا يولدون أحرارا؟ ولماذا في جرائم الحبر يحاكم الكاتب وينجو القارئ من العدالة؟ انتهى بنا الأمر أن اقتنعنا بأن علينا ألا نخاف خوفنا، لأننا نحتاجه لنكتب. تعلمت من نزار أن أستدل بخوفي على الحقيقة، وأن أدافع عن الجملة التي أخافها، لأنها وحدها تشبهني. وكان هذا الدرس الأصعب في الكتابة. أما الدرس الثاني فوضعت قاعدته وحدي: «ان كنت حرا فاخترع قيودك»، ذلك أن الابداع كما الحب يقوى بقيوده. كلاهما يحتاج الى الحواجز لنشوة القفز عليها، لكن الذكاء الابداعي في أن تقفز فوق الحواجز بمرونة لغوية وبشاعرية، من دون أن تسقط في عين القارئ، أو تخدش الأبجدية. ان كنت ظفرت بهذا الانتشار في العالم العربي، فليس لأنني كاتبة متحررة، بل لأنني كنت حرة في اختيار قيودي. أولها اعتباري الاحترام شرطا ابداعيا، لكوني أكتب بمقياس ما أود أن أقرأ، كتبا يمكن لقارئي أن يعود بها الى بيته دون أن يخفيها عن أهله، لثقتي بأن من يهين نصه، يهين نفسه، فالمرء يوقع بأصله لا بقلمه. في الواقع، راهنت على ذكاء قرائي، وأوكلت لهم كتابة ما تركت لهم من بياض. لذا، لكتبي من المؤلفين بعدد ما بيع منها من نسخ، فكل قارئ يكاد أن ينسبها الى نفسه، ولا أعرف لنجاح كتاب سرا غير هذا. لعلها فرصة لأعترف بأن النجاح الكبير أمر غير مريح بالنسبة لكاتب يأخذ الكتابة بجدية، لا نفسه على محمل الجد، وأنني ما سعيت لشهرة كهذه، لكن كما كان يقول الصديق الكبير غازي القصيبي ممازحا، الشهرة ككلب ان طاردته هرب منك، وان هربت منه لحق بك. على مدى عقدين من الزمن كنت أعرف نفسي بسيدة العتمة، وحميت أجنحتي من أضواء الفضائيات، وقاطعت المؤتمرات، واعتذرت عن كثير من التكريمات. الى أن باغتني زمن الإنترنت، ويوم فتحت جهازي وقعت على ثلاثين صفحة تحمل صوري، وتشهر مواقف ليست لي، فكان لا بد أن تكون لي صفحة رسمية أحمي بها اسمي، وها أنا ذا أدير جمهورية لأكثر من ستة ملايين منتسب، ولنفس السبب أصبح لي حساب في تويتر وآخر في الانستغرام، فأين أهرب من كل هذا الضوء؟ والى أية وجهة أمضي بكل من وثقوا بي، بعد أن تحولت من كاتبة الى قائد لجحافل من القراء. أين أوجههم، ولا بوصلة لمن يكتب واقفا على الرمال المتحركة لعالم يتغير كل يوم. ذلك أن ثمة مسؤولية للكاتب تجاه قرائه تزداد كلما ازداد انتشاره، وما عاد من حقي أن أكتب بالحرية التي كتبت بها أعمالي الأولى، دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيري على قرارات الآلاف من القراء.