العزيمة اصطفاء، والموهبة اقتدار، والخبرة اكتساب، وعندما تتوفر هذه الميزات الثلاث ( العزيمة ، والموهبة، والخبرة) في شخص أو مؤسسة واحدة يحدث النجاح بعون الله وتوفيقه، وهذا ما يحدث مع صحيفة الأهرام اليوم التي يترأس تحريرها الصحفي الكبير الهندي عز الدين. قال عنها البعض إنها ولدت بأسنانها، وقالوا إن بها مهنية عالية، وقالوا عنها إنها صحيفة متوازنة ، وتحدثوا عن شجاعة وجرأة رئيس التحرير، ونقده العنيف لسياسات الدولة ومؤسساتها الرسمية والحزبية مع وضوح نزعته الوطنية ومنطلقاته الفكرية الإسلامية، قالوا كل ذلك وغيره. يكفي الأهرام اليوم فخرا وامتيازا إنها استطاعة أن تستكتب وان تضيف إلى قائمة كتابها الروائية العربية الكبيرة - والشاعرة ، والناقدة، والصحفية المميزة – أحلام مستغانمي صاحبة الرواية المبهرة (ذاكرة الجسد) الصادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1993 والتي وصلت اليوم إلى طبعتها ال 18، ) و التي حازت على عدة جوائز عالمية وعربية، وصاحبة رواية (فوضى الحواس) الصادرة عن دار الآداب ببيروت سنة 1997، والتي وصلت اليوم إلى طبعتها ال15. لقد أشاد بأحلام مستغانمي وقرظ رواياتها وأعمالها الأدبية والصحفية عدد من ابرز السياسيين والشعراء والكتاب ومن هؤلاء السياسي الجزائري الرئيس احمد بن بيلا الذي قال فيها: (إنّ أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربيّ. لقد رفعت بإنتاجها الأدب الجزائري, الى قامة تليق بتاريخ نضالنا. نفاخر بقلمها العربيّ, إفتخارنا كجزائريّين بعروبتنا) وامتدح شاعر العرب الكبير الراحل نزار قباني رواياتها فقال: (روايتها دوّختني. وأنا نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات, وسبب الدوخة أنّ النصّ الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق, فهو مجنون, ومتوتر, واقتحامي, ومتوحش, وإنساني, وشهواني.. وخارج عن القانون مثلي. ولو أن أحداً طلب أن أوّقع إسمي تحت هذه الرواية الإستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما تردّدت لحظة واحدة.. هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري.. لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء, بجماليّة لا حدّ لها.. وشراسة لا حدّ لها.. وجنون لا حدّ له). اما لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ التي منحتها الجائزة على روايتها(ذاكرة الجسد) فقد قالت عنها: (إنّ الكاتبة الجزائريّة أحلام مستغانمي نور يلمع وسط هذا الظلام الكثيف, وهي كاتبة حطّمت المنفى اللغوي الذي دفع إليه الإستعمار الفرنسي مثقفي الجزائر. جمعت روايتها "ذاكرة الجسد" بين منجز الرواية العالميّة وطرائف الحكي المحليّة الموروثة. كتبت بلغة عربيّة جزلة وحسٍّ فنيّ مرهف, تتمتّعُ بإختصار تشكيليّ جماليّ فريد. وبسرد محكم يدعو إلى الدهشة والإبهار.) تذكرت كل هذه العبارات وانا ابحث بين أرفف مكتبة مدبولي بالقاهرة عن روايات احلام مستغانمي هذه الكاتبة الاستثنائية الرائعة، وعندما أعلنت الأهرام اليوم قبل صدورها عن أن من ضمن كتابها أحلام مستغانمي اعتقدت أن ذلك نوعا من الدعاية وربما كانت كتابات محدودة ومتفرقة، ولكن تأكد لي من أول يوم جدية رئاسة تحرير الأهرام اليوم وثقتها في نفسها وقدراتها المهنية العالية. التحية لأسرة تحرير الأهرام اليوم وهي تتخطي أسبوعها الأول، ونتمنى لكم دوام التوفيق والسداد.