في كلمة مشحونة بالعاطفة أمام مجلس الأمن الدولي أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، أن على مجلس الأمن أن يعيد النظر في طريقة تناوله للأزمة المتدهوره في دارفور وملاحقة الأشخاص المسؤولين عن الفظائع، فيما انتقدت بشدة عدم اتخاذ أية خطوات ضد الجرائم التي ارتكبت وترتكب في هذه المنطقة التي مزقتها الحرب. وقالت: «لقد أصبح من الصعب على نحو متزايد بالنسبة لي المثول أمامكم والحديث إليكم بينما كل ما أقوم به هو تكرار لنفس الأشياء، ومعظمها معروفة جيدا لهذا المجلس وحتى الآن، لم يتم تقديم أي من هؤلاء إلى العدالة، ومنهم مازال متورطا في الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين الأبرياء». وتأتي إحاطة بنسودا للمجلس وسط تدهور المناخ الأمني والأزمة الإنسانية في دارفور مع ارتفاع حدة الأعمال العدائية بين القوات الحكومية والحركات المسلحة، والصراعات الطائفية وارتفاع حاد في معدل الجريمة وأعمال السرقة والنهب. ومع ذلك أضافت المدعية العامة ان الوضع في دارفور لم يتدهور فقط، بل أصبحت الوحشية التي ترتكب فيها الجرائم هناك «أكثر وضوحا». وحذرت من أن النساء والفتيات يتحملن وطأة الهجمات المتواصلة «على المدنيين الأبرياء. وقد أثارت مزاعم جديدة لاغتصاب جماعي ل 200 امرأة في تابت، في شمال دارفور، على سبيل المثال، المخاوف بشأن الوضع الأمني العام في المنطقة والسلامة العامة للنساء والفتيات في المنطقة. وقد أعلنت البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور (يوناميد) مؤخرا أنها بدأت في التحقيق، لكنها قالت إن فريقها لم يجد أدلة تؤكد الادعاءات، ولم تتلق أية معلومات بشأن الأفعال المزعومة. وفي الوقت نفسه أكد زعماء مجتمع القرية للفريق أنهم يعيشون في سلام ووئام مع السلطات العسكرية المحلية بالمنطقة ومع ذلك، أشارت السيدة بنسودا إلى أن يوناميد منعت من الوصول الكامل إلى تابت، «وبالتالي احبطت التحقيقات الكاملة والشفافة». وأكدت أنه «من غير المقبول» إجراء مثل هذه التحقيقات في وضع يسيطر فيه الجناة سيطرة فعلية على ضحاياهم وأشارت إلى أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية خلصوا بالفعل إلى وجوب مثول بعض الأفراد في السودان أمام المحكمة الجنائية الدولية للرد على اتهامات ومنهم الرئيس السوداني عمر البشير، الذي صدر أمر بالقبض عليه عام 2009. وأكدت أنه حتى «يحدث المجلس تحولا كبيرا لنهجه في اعتقال المشتبه بهم في دارفور فإنه سيكون من الصعب بالنسبة لي وللمحكمة الجنائية الدولية مواصلة القيام بعملنا». عبد الحميد صيام: القدس العربي