ميزانية مفوضية الإنتخابات لهذا العام 2015 تبلغ 6.3 مليون جنيه،وميزانية الإنتخابات تساوي 1.4 مليار جنيه،ومجموع الميزانيتين تبلغ 1.406 مليار جنيه سوداني فقط لا غير . وبحسب مفوضية الإنتخابات فإن عدد الناخبين المسجلين يبلغ 13 مليون و300 ألف شخص . وبقسمة الميزانية المذكورة علي عدد الناخبين،نجد أن الحكومة تصرف مبلغ 105.7 جنيه علي كل ناخب،ويزيد هذا المبلغ طبعاً إذا قاطع ناخبون الإنتخابات أو مات بعضهم قبل حلول موعد الإنتخابات . الميزانية المخصصة لدعم العلاج بالحوادث تبلغ 22 مليون جنيه في عام 2015،ولما كان تعداد السكان في هذه اللحظة يبلغ 37 مليون مواطن،فإن نصيب كل مواطن من ميزانية العلاج يبلغ 59 قرشاً فقط لا غير . وبمقارنة الإنتخابات بالعلاج نجد ان الحكومة تصرف علي الانتخابات ما مقداره 179 مرة من الصرف علي العلاج . ومعناها أن الإنتخابات أهم للحكومة من صحة الناس أو علاجهم أو توفير الدواء لهم . الإنتخابات تهم المفوضية ولجانها،لأن المواهي والحوافز والإمتيازات مرتبطة بالإنتخابات،ولو تأجلت الإنتخابات او ألغيت،فإن (النقّاطة)ستتوقف،وستتعرقل مصالح سدنة وتنابلة مصيرهم معلق بالإنتخابات. والإنتخابات تهم جمهور السدنة المسمي (مراقبين)،لأن مراقبتهم تساوي الكثير بمقياس الدولارات التي ستنهمر عليهم من الخارج نظير مراقبتهم المزعومة . والإنتخابات تهم المقاولين المتخصصين في كتابة التقارير المضروبة عن نزاهة الإنتخابات وشفافيتها،مقابل أموال وفيرة تطلع لهم من (تحت التربيزة). والإنتخابات تهم جمهور التنابلة المسمي(مرشحين)والذين اختارهم الحزب الحاكم حسب دهنستهم،لأن كرسي البرلمان يعني النفوذ المالي والإمتيازات،والقروض الحسنة،والإستيلاء علي الأموال العامة بقوة عين طالما كان لكل نائب برلماني حصانة(مدنكلة)،ومادة في القانون تسمي(تحلل)مفصلة خصيصاً علي مقاس الحرامية الكبار. والإنتخابات أيضاً تهم (المؤلفة قلوبهم)من أحزاب الرجل الواحد والمرأة الواحدة الذين يعيشون علي فتات المؤتمر الوطني،ويأملون في بعض الكراسي النيابية بحكم نظرية (إخلاء الدائرة)،وعينهم بعد ذلك علي وزارات الدولة،او بعض المناصب الدستورية في الولايات والمحليات،ومهمتهم بعد ذلك تنحصر في التأكيد علي أن الإنتخابات كانت مثالاً يحتذي،وانها خالية من التزوير . والإنتخابات تهم فيما تهم البنك الدولي والصندوق الدولي،للإطمئنان علي ان شروطهم الإمبريالية في يد (الطفيلية)،وأن مشاريعهم لتحطيم الإقتصاد السوداني تجري علي قدم وساق . والإنتخابات(قطع شك)تهم حركة حماس،وقطر وإيران وتركيا ورئيسها الحساس،وحركات الإسلام السياسي في ليبيا وتونس وبلاد القفقاس،وتهم ناس ذوي عقالات عندهم مشاريع في نيالا وكاس،ومطاعم وفنادق علي أبوابها حرّاس. وبالتالي فهي موضوع في غاية الأهمية بالنسبة للحرامية والنشالين،المتربعين في المناصب الدستورية علي الدوام،والذين يغنون في جلساتهم الخاصة(دخلوها وصقيرها حام)،ثم يهبرون علي المال العام ولسان حالهم يقول(أين المراجع العام). [email protected]