كمال كرار إذا كان المؤتمر الوطني قد قدم لنا فذلكة فلسفية عن الوثبة في محاور السلام والهوية والذي منه ، فنحن هنا نقدم له درساً مجانياً عن الوثبة من أجل الوجبة . وتنبع أهمية الوثبة من أجل الوجبة كون أن حلة (القطر قام ) لأسرة متوسطة تبلغ تكلفتها 60 جنيه بالتمام والكمال في حين أن الحد الأدني للأجور لا يتجاوز ال 400 جنيه . ومعني هذا أن هذا الحد الأدني لا يكفي لعمل 7 حلل ، فكيف تعيش الأسرة لمدة شهر بحالو ؟ إذن فالوثبة من أجل الوثبة مسألة حياة أو موت لهذا فهي أهم من وثبة السدنة والتنابلة وطالما كانت المواهي قليلة فلا بد من تقليل تكلفة الوجبة ، التي تبدأ بالبصل مروراً باللحم ثم الزيت ، ولا ننسي الكسرة والرغيف . نشيل من بند الدفاع 2 مليار جنيه جديد لتمويل ودعم زراعة القمح ، لنبعد المزارع من البنوك والديون ، وعليه ننتج القمح بتكلفة منخفضة ، ونطحنه في مطاحن حكومية نؤسسها بعد تخفيض ميزانية جهاز الأمن ، ثم نبيع جوال الدقيق للمخابز بسعر 20 جنيه ، بدلاً عن 120 جنيه ، وبهذا يشتري المواطن الرغيفة ب 5 قروش بدلاً عن 30 قرشاً . نلغي سفر الوفود الرسمية وبنود المؤتمرات وامتيازات الوزراء لنوفر مليار ونص جنيه ، نطور بها الخدمات البيطرية ، وننشئ بها مزارع للماشية واللحوم ، فتنخفض أسعار الخرفان والبقر ، ويباع الكيلو البقري في الجزارة ب 10 جنيه بدلاً عن 40 جنيه ، وكيلو الضان ب 15 جنيه بدلاً عن 50 جنيه . ندعم مزارعي البصل من الأموال التي سنوفرها بعد تقليص الولايات لتصبح الملوة بسعر واحد جنيه وكوم البصل بتعريفة ومن الأموال المجنبة والمنهوبة ندعم الحبوب الزيتية ليصبح رطل الزيت من الدرجة الاولي بنصف جنيه . هذه الإجراءات التي لم تتطلب قروض أو ديون أو شحدة البنك الدولي تجعل تكلفة حلة القطر قام 10 جنيهات فقط لاغير . يعني الحد الأدني للأجور الذي يساوي 400 جنيه يعمل 40 حلة ( مدنكلة ) . وطالما كان كل مواطن يأكل في بلده بامتياز فلا حاجة للهجرة وتذاكر السفر والجواز . ويمكن بالمزيد من الإجراءات الاقتصادية أن نخفض ثمن البنزين والجاز ، ومعهما أنبوبة الغاز في وثبتنا فالمواطن الكادح هو لاعب الارتكاز ، وفي وثبتهم ( الحجّاز يدو عكّاز ) قارن عزيزي القارئ بين وثبتنا ووثبتهم وقل لنفسك ( كيف سقينا الفولاذ )