سفراء النوايا الحسنة... استثمار فاشل في العمل الإنساني... ! تلجأ الأممالمتحدة إلى التعاون مع الشخصيات العامة أو النجوم في أي منطقة للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، ويطلق على هؤلاء (سفراء الأممالمتحدة للنوايا الحسنة) وهو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من قبل المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، ولا يحمل أي صفة سياسية أو دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى. وتهدف الأممالمتحدة بهذا التكليف للمساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأممالمتحدة سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء. فا لغرض من استخدام المشاهير أن شهرتهم يمكن أن تساهم في الدعم و نشر الوعي بين العامة تجاه تلك القضايا. ومن المتبع أن يكون ذاك التكليف على مستويات مختلفة حسب الحاجة إليها ( دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية المكلفة أو المختارة ). انتبهت المنظمات الدولية لنجوم الفن والرياضة السودانيين، واختارت منهم أكثر من مرة سفيراً (للنوايا الحسنة). وكم كان السودان والمنطقة العربية مسرحاً لأحداث إنسانية، إلا أنها لم تجد إلا سفريات قليلة من أولئك السفراء. فالأحداث الجارية في أكثر من دولة، تطرح الكثير من القضايا الإنسانية التي تحتاج إلى تحركات السفراء الغائبين، حتى تتأكد الفكرة الحقيقية من اختيارهم من قبل الأممالمتحدة ، لكن المشاهير يعجبهم فقط اللقب الشرفي، وما يضيفه من تلميع إعلامي. عندما اختير الفنان عبد الكريم الكابلي سفيراً فخرياً من قبل صندوق الأممالمتحدة للإسكان، في 7/10/2004م ، كانت المهام الموكلة أو المتوقعة من الكابلي كسفير كانت تتمثل في الدعوة لمحاربة العادات الضارة في المجتمع وخاصة( خفاض البنات ) وسط الفئات التي تمارسه داخل السودان أو في البلدان المجاورة ، أن يكثف ويرفع الوعي حول الأسباب التي تقود إلى مرض الناسور البولي ، العمل على تقليل معدلات الموت بين لأمهات أثناء الحمل والولادة والمناداة بزيادة استقبال الحالات الطارئة بالمستشفيات ، الدعوة لذلك من خلال تجربته واهتماماته المنعكسة في أعماله الفنية المناصرة للمرأة وتقويتها من خلال المناداة لزيادة التعليم والمشاركة في العمل السياسي والإقتصادي ، تكثيف الوعي حول طرق مكافحة الايدز، واستخدام مكانته الاجتماعية لزيادة الوعي وسط صانعي القرار وواضعي السياسات وقادة المجتمع بغرض استقطاب المزيد من الدعم وخلق المناخ المساند لتحسين أوضاع السكان. والمتابع يجزم بأن الكابلي لم يقم إلا بجزء بسيط من تلك المهام الموكلة له... وعندما أختار الاتحاد الدولي لكرة القدم كابتن المنتخب الوطني وعميد لاعبي الهلال هيثم مصطفى سفيراً للنوايا الحسنة لأطفال أفريقيا وكانت منظمة (S.O.S) لقرى الأطفال العالمية قد قامت بترشيح النجم الكبير والمشهور للعب هذا الدور. وقد قام الاتحاد السوداني لكرة القدم استجابة لطلب ألفيفا بإرسال السيرة الذاتية للبرنس مدعومة بعدد مبارياته الدولية مع المنتخب الوطني حيث يتوقع قيام الاتحاد الدولي بموجبها بمخاطبة الأممالمتحدة لاعتماد النجم السوداني البارز كسفير للنوايا الحسنة لأطفال أفريقيا. إلا أن البرنس رصيده في العمل الإنساني سواء كان دعماً مادياً أو توعوياً قليل جداً حتى الآن. وسار كابلي وكذلك البرنس على نهج سفراء النوايا العرب (عادل إمام - جورج قرداحي - نانسي عجرم - هند صبري - عاصي الحلاني - منى شلبي - الشاب خالد) فهل سمع أحد منكم أن أحدهم تبرع بكامل أجره في مسلسل أو حفل أو خلافه، لصالح عمل إنساني ؟!!. وتُعتبر اليونيسيف أولى منظمات الأممالمتحدة التي قررت تعيين سفراء للنوايا الحسنة من بين نجوم الفن والرياضة بهدف الدعوة لقضايا الطفولة، فكان الممثل الشهير داني كاي هو أول من قام بدور السفير المتجول في عام 1954 م.. ثم تلته الممثلة الشهيرة اودري هيبرون، وتوالى اختيار عشرات الفنانين الأجانب بعد هذا باختيار فنانين كسفراء في كافة المجالات بعد نجاح سفراء السلام والتنمية والديمقراطية وغير هذا بناءً على ما يقدمونه من خدمات إنسانية. وعندما اختيرت النجمة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي سفيرة للنوايا الحسنة ، لم تنتظر وقتاً طويلاً لتثبت أنها تبحث عن مهمة إنسانية كهذه. جولي تمضي أوقاتاً طويلة في مخيمات اللاجئين بشرق المعمورة وغربها، بخلاف دعمها للجمعيات الخيرية في مختلف الدول، وتقديمها الدعم المادي لصالح المنظمات التي تهتم بالطفولة والمرأة ومكافحة الايدز والجهل، حيث قدمت نحو 20 مليون دولار من أجل رسم الابتسامة على وجوه أهلكتها المجاعات وفتكت بها الأوبئة.