اعتادت منظمات الأممالمتحدة في اختيار سفراء للنوايا الحسنة من الشخصيات العامة والمشاهير وقد حظيت الساحة الفنية في العالم العربي باختيار عدد مقدر منهم لمنصب سفراء للنوايا الحسنة, وبالرغم من أن هذا المنصب هو مجرد منصب فخري غير رسمي له من الصبغة والوجاهة الدبلوماسية الشيء الكثير بغرض تكليف شخصيات عامة ومشاهير لهم مكانة في منطقتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، بهدف المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأممالمتحدة من الأمور والقضايا الاجتماعية أو الإنسانية و الاستفادة من شهرتهم التي يمكن أن تساهم في الدعم و نشر الوعي بين العامة تجاه تلك القضايا. وانه لمن المتبع أن يكون ذاك التكليف على مستويات مختلفة حسب الحاجة إليها (دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية المكلفة أو المختارة ) . إلا أن أوساطنا ( الفنية والاجتماعية والسياسية ) كانت وما زالت خاوية الوفاض و لم تستطيع أن تقدم أو ترشح شخصية من الشخصيات العامة أو المشاهير من الساحة السودانية المكتظة بإعداد هائلة من الأسماء و الشخصيات. إلى الجهات المعنية (الأممالمتحدة) لتكليف أفراد منهم بمهام من تلك !! رغم أن الأحداث التي توالت على مجتمعاتنا السودانية كانت وما زالت كثيرة . جاءت إليها وفود وجحافل المهتمين من الساسة والمشاهير من الشرق والغرب في معادلة غير منطقية غريبة الأطوار..!! فكيف لمن لا تعرف وسائل الإعلام العالمية طريقها إليهم أن يكونوا من زمرة المعجبين بهذا أو ذاك ذات الصيت العالمي . لولا الغرض منه إيصال الإفادة لجهات العلاقة لها بأصل المشكلة بل للترويج عنها وتدويلها في غياب الوعي المنطقي لأهل الفكر والسياسة والفن والمنشغلين فيما بينهم بتقاسم السلطة والثروة . فهل لنا أن نسيء الظن بكل الأطراف ذات العلاقة ونطلق الاتهامات المعتادة !! أم نلقي اللوم على منظمات مجتمعاتنا المدنية الرسمية منها و الشعبية التي فشلت في الترشيح .؟ أم لنا أن نجزم بان شخصياتنا العامة بما فيها القادة و الساسة والمنتسبين إلى ساحات الفن والرياضة هم مجرد محدثي ( زوبعة في فنجان ) لا تترك تحركاتهم أثرا ذات أبعاد بالمواصفات الدولية أو الإقليمية .. أو حتى المحلية . وان ما في ساحاتهم من تداعيات هي مجرد فقاعات هوائية لا تحدث ضجة إعلامية ولا تضيف في أرصدتهم أشياء تستحق الإشادة بها و تذهب أدراج الرياح بسبب غياب الوعي أو فقدانه في اغلب الأحيان .