حزب الأمة "جرب المجرب" وخروجه من تحالف المعارضة غير مبرر ! + الجبهة الثورية تناضل من أجل أهداف مشروعة ! + نداء السودان وثيقة (مهمة) ! + حاوره .. حسن بركية سنوات متطاولة من البحث والمفاوضات والوثائق والأزمة السودانية منذ ربع قرن من الزمان ظلت بذات الملامح الأساسية حزب حاكم ومتحكم ومعارضة سلمية في الداخل وحركات تحمل السلاح في الأطراف والتخوم ، القضية بكل تقاطعاتها وتشابكاتها كانت ضمن محاور الحوار مع القيادي بحزب البعث السوداني وعضو الهيئة القيادية لتحالف قوي الإجماع الوطني الأستاذ يحي الحسين المحامي. ---- ** في البداية دعنا نبدأ من الواقع الماثل اليوم ، حوار الوثبة تبخر في الهواء والأوضاع لاتزال مشتعلة في دارفور وجبال النوبة والحريات في خطر حقيقي كيف تقرأ معطيات الواقع وكيف تنظر إلي أفق الحل أو الخروج من النفق ؟ طبعا ... الأزمة تفاقمت ووصلت إلي حدودها القصوي من كل النواحي وليس هناك أي يصيص ضوء في نهاية النفق ، والسؤال لماذا يسلك هذا النظام هذا السلوك الضار رغم أن كثير من الفرص كانت متاحة للخروج من الأزمة ، أعتقد أن النظام يعاني من أزمة داخلية والصراع بين الأجنحة المتصارعة وصل إلي مراحل متقدمة وهناك مراكز قوي تتصارع ولا تلقي أي بال لمايجري في البلاد. ------ ** هل تعتقد أن فرص التسوية للأزمة لازالت قائمة أم أن الزمن تجاوز محطة الحوار والتسوية السلمية ؟ بعد دعوة يناير ومن خلال ماحدث من ممارسات وضح تماماً أن النظام غير جاد في الحوار وهناك مؤشرات كثيرة جداً تؤكد حقيقة موقف النظام الرافض للحوار الحقيقي ، ووصل الأمر أن يرفض النظام حوار الآخرين – الإعتقالات والتهديد بالمحاكمات- وأعتقد انه لا أمل يرجي مع هذا النظام إطلاقاً وهذه ليست الفرصة الأولي ولا العاشرة بعد المائة وظل النظام يعد الناس بالحوار ويقوم بشراء الزمن للإستمرار في السلطة. ------------ ** من خلال حديثك نفهم أنكم فقدتم الأمل تماماً في أي حوار منتج مع النظام ، ثم ماذا بعد؟ وماهي البرامج العملية لتحالف المعارضة؟ نحن كأحزاب في المعارضة توافقنا علي بدائل والبدائل تتمثل في البديل الديمقراطي وهو عبارة عن وثيقتين ، وثيقة فيها برنامج مرحلة مابعد النظام والدستور الإنتقالي يشكل الأليات – شكل الدولة وشكل الحكم في الفترة الإنتقالية وطبعا هذا الأمر توافقت عليه قوي سياسية كثيرة جداً ، وبعض القوي كانت لها ملاحظات وثم دخلت في حوار مع النظام " الأمة والشعبي" ولكن الأن هم ( قبضوا الريح) وفي هذه الأثناء ظهرت مبادرات ولقاءات أخري .. إعلان باريس ونداء السودان وفتحت باب أمل جديد لحل الأزمة وكالعادة النظام رفض ونكص عن كل وعوده. ------------- ** في البديل الديمقراطي وفي أكثر من مناسبة تحدثتم عن فترة مابعد النظام والسؤال ماذا عن فترة تواجد النظام (الحاضر) هل يظل كل عمل المعارضة إنتظار سقوط النظام من تلقاء نفسه ثم تخطط المعارضة لفترة مابعد النظام؟ ----------- العمل علي الأرض .. البرنامج طبعاً يشتمل علي جزئين –العمل النضالي ضد النظام وبرنامج القوي السياسية في أي مرحلة من مراحل العمل أما الآليات فالشكل سوف يأتي لاحقاً ، ماتم في أديس أبابا من توقيع علي نداء السودان وعلي الميثاق يفترض أن يفعل وفق ماورد فيه كبرنامج نضالي لإسقاط النظام طالما رفض النظام كل دعوات الحواروالحل علي القوي السياسية تفعيل الميثاق في شكل برنامج نضالي لمواجهة مرحلة الإسقاط بالوسائل السلمية وهنالك رؤية واضحة والناس سوف تعمل علي تفعيل هذه الرؤية بمشاركة كافة القوي السياسية كمرحلة في المواجهة. -------------- ** في العلاقة بين تحالف المعارضة والجبهة الثورية تثار بعض الأسئلة ويظل فصيل أو جناح من البعث هو الأعلي صوتاً في ملف العلاقة مع الثورية أنتم في حزب البعث السوداني كيف تنظرون لمستقبل العلاقة مع الجبهة الثورية؟ نحن نقر بمشروعية الأهداف التي تناضل من أجلها الجبهة الثورية ونختلف معها في الوسائل والآليات ، نحن ظلننا ننادي بمواجهة النظام بالوسيلة المجربة لإسقاط النظام وهي الوسائل المدنية والسلمية ، الوسائل العسكرية لاتؤدي إلا لمزيد من الحرب والموت والدمار ، والذي يستلم السلطة بالقوة لن يترك لك السلطة ، نحن علي ثقة بأن الشعب السوداني قادر علي إزاحة هذه السلطة الغاشمة بالوسائل المجربة – وسائل المقاومة الشعبية السلمية. ** الحكومة لاتسمح بالعمل السلمي والكثير من قيادات الجبهة الثورية مواجهة باحكام تصل إلي حد الإعدام والعمل العسكري لم يمكن هو الخيار وهل يستقيم عقلاً مطالبة قيادات الجبهة الثورية بالعودة وممارسة العمل السياسي في هذه الأوضاع؟ ---------------- لا لا - مؤكد هم إضطروا للعمل العسكري ونحن علي ثقة بأن أهدافهم مشروعة والنظام هو الذي قادة الجبهة الثورية لحمل السلاح والحكومة هي تحرض الناس لحمل السلاح. والذين رفعوا السلاح لهم حقوق مشروعة ، ونحن الآن نحاول إبتداع وسائل جديدة في التنسيق بين القوي المدنية والقوي التي تحمل السلاح والشعب السودان علم الناس عبر تاريخ طويل الكثير من الوسائل لمقاومة الأنظمة الشمولية ، صحيح هناك كثير من النقاط بحاجة إلي حوارات كثيرة وحتي بين القوي السياسية المدنية هنالك بعض النقاط الخلافية ولكن العمل الجبهوي هو تحالف الحد الأدني وذلك طبيعي أن تجد بعض النقاط الخلافية هنا وهناك. ------------- ** بعض احزاب تحالف المعارضة أعلنت مواقف مناهضة لميثاق نداء السودان الموقع بين المعارضة والجبهة الثورية ماهي حقيقة مواقف أحزاب المعارضة من الميثاق وهل صحيح أن الميثاق فجر بعض الخلافات داخل المعارضة. صحيح بعض القوي السياسية لها تحفظات علي الميثاق ولم تحدث أي تحضيرات أو تهيئة قبل التوقيع وربما كان إعلان باريس نوع من التهيئة والتحضير لنداء السودان ، ونحن كقوي إجماع لم تكتمل إجراءات التحضير لدينا لنداء السودان ولذلك بعض القوي السياسية رفضت التوقيع وهنالك نقاط لم تحسم بعد ولكن بعد التوقيع قمنا بمناقشة الموضوع وتم تقديم مقترحات برفع ماتم في وثيقة البديل الديمقراطي للجبهة الثورية لحسم بعض نقاط الإختلاف وهي ليست كبيرة. ------------------ ** ماهو موقف حزبكم (البعث السوداني) من نداء السودان خاصة أن حزب البعث الإشتراكي أعلن رفضه لما تم التوقيع عليه في أديس أبابا؟ نحن نعتقد أن نداء السودان وثيقة مهمة ليس بتفاصيل ماكتب فيها بل لأنها تعطي دفعة للعمل السياسي وبمثابة خطوة إلي الأمام في طريق العمل النضالي والسياسي وبالتالي لم نتحفظ علي مارود فيها لأنها وثيقة قابلة للتطوير. ----------------- ** بعض التسريبات الصحفية تتحدث عن وجود خلافات عميقة داخل تحالف المعارضة مامدي صحة هذه التسريبات؟ طبعاً مؤكد أي "تجمع كبير" مثل تحالف قوي الإجماع الوطني طبيعي أن توجد بداخله وجهات نظر مختلفة ومتباينة في كثير من القضايا والمواقف ولكن في النهاية وبعد تحليل المواقف يحدث نوع من التوافق وفق برنامج الحد الأدني الذي يحكم عمل التحالف ، والعمل المشترك " الجبهوي" لايلغي خصوصية كل حزب في المواقف والأفكار وكل مكونات التحالف لها مواقفها الخاصة وتقديراتها الخاصة ولكنها تظل جزء من مسيرة التحالف بالرغم من الاختلافات التي قد تصل القضايا الجوهرية. ------------- ** بخروج حزبي الأمة والمؤتمر الشعبي أصبحت مكونات تحالف المعارضة بمثابة تحالف لقوي يسارية ، ماهو أثر خروج الشعبي والأمة وهل صحيح أن التحالف أصبح أكثر تجانساً؟ كانت بعض الخلافات معهم جوهرية وخاصة المؤتمر الشعبي وهذه الخلافات برزت أثناء صياغة وثيقة البديل الديمقراطي وكانت خلافات جوهرية طبيعي أن تؤدي في النهاية إلي خروج الشعبي ، والخلاف الأساسي مع الشعبي كان حول الموقف من الدولة المدنية ، ولكن مع حزب الأمة لم تكن هناك خلافات جوهرية والخلافات مع الأمة كانت خلافات شكلية ولذلك خروجه من التحالف كان غير مبرر وكان الخروج بمثابة تلبية لأهداف غير وطنية وربما لأهداف ذاتية ، وحزب الأمة رغم أنه جرب المجرب أكثر من مرة أعتقد الآن من المفترض أن يكون له موقف آخر وجديد وللتحالف أيضاً موقف جديد. ---------------- ** حزب الأمة الآن ضد حوار الوثبة وتقريباً في موقف متطابق مع تحالف المعارضة كيف تنظر لهذا التحول في موقف حزب الأمة؟ نعم هو " كفر بحوار الوثبة" ولكن هذا الموقف تكرر أكثر من مرة طوال تاريخ حزب الأمة من التجمع الوطني ولقاء جيبوتي ..ألخ. المهم من خلال مايحدث الآن لاتوجد خيارات كثيرة لحزب الأمة أو لغيره من الأحزاب ولامفر من مواجهة صلف النظام واتخاذ مواقف مشرفة. ------------- ** يقال أن هناك اتجاه لدي بعض أحزاب المعارضة لصناعة مركز جديد للمعارضة أو قل مركز موازي لتحالف قوي الإجماع الوطني كيف ترد؟ ---------------- صمت لفترة .. حتي الآن كل القوي السياسية أكدت عدم وجود أي رغبة لعمل مركز جديد للمعارضة وتقريباً كل الأحزاب متقفة علي هذا الرأي. وكل الأحزاب متمسكة بحقها في هذا البنيان " تحال المعارضة" ولافضل لأي حزب علي الآخر. ------------------ ** في داخل تحالف المعارضة يوجد أكثر من حزب للبعث ، خلافاتكم داخل مظلة البعث لم تقدروا عليها والسؤال هل أثرت تلك الخلافات علي العلاقة في داخل التحالف بين تيارات أو أحزاب البعث المختلفة؟ والله .. لم تحدث حتي الآن خلافات جوهرية – البرنامج الأول والبرنامج المعدل والأخير (البديل الديمقراطي) كل مراحل الإعداد تمت بسلاسة دون أي صراعات بين هذه المسميات التي تشبه بعضها البعض والتحالف يضم أحزاب أخري كثيرة كانت جزءاً من بعض مكونات التحالف ، مثلاً حق كانت جزء من الشيوعي وهكذا والمهم الأحزاب هنا تواثقت علي برنامج الحد الأدني. والنظرات الحزبية الحادة أصبحت غير موجودة في عالم اليوم والمبادئ التي تجمع اليوم بين كل القوي السياسية أصبحت مبادئ عامة وعالمية مثل حقوق الأنسان والديمقراطية والعدالة الإجتماعية