هي المدرسة التي تخرج فيها أعظم الرجال والنساء هي نيل يجري وروح تسري هي تلك الرائعة القائل فيها نبي الرحمة ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) فمحيط يوم في عمل الام كعام بالنسبة للرجل فيومها ينتهي والناس نيام ويبدأ مع صياح الديك والناس نيام ايضا فلم يغمض للام جفن حتى تطمئن على الصغير والكبير ولا تفتر لها همة ولا تشعر بتعب يبدأ صباحها بالاولاد ورب البيت فهي فعلا شمعة تحترق لتضيئ ظلاماتنا ودروب الحياة والام نبع كل معنى بالحياة قائل انها كل المعاني تتجسد فيها وكل عام يمر يجدد فينا حبا راسخا لا يتزعزع بل يزيد بقيمة الام التي هي كل شئ. والسؤال يطرح نفسه وحين مررنا على كثير من الامهات العاملات هل جاء العمل خصما على أمومتهن ام انه رحلة للبحث عن الذات واثبت الوجود الفاعل فى المجتمع فخرجنا بكثير من المفيد بعض الامهات العاملات في مجال التدريس ممن التقيناهن أكدن أن تعويضهن للأبناء يكون أفضل من العاملات في مجالات عمل اخرى تتطلب جهداً ووقتاً .. استاذة ربيعة قالت : أحاول أن أعوض لأبنائي فترة الغياب بشتى الوسائل المادية والمعنوية كما أنني أحاول أن أهيء لهم الظروف المناسبة للدراسة وفي حال العطلة أقوم بتنسيق الرحلات و الزيارات و أبقى قريبة منهم حتى لا يشعروا بغيابي فترة العمل والظروف الاقتصادية هى الاجبرتنا على العمل لمساعدة اسرتى . الاستاذة مفيدة اكدت أن الام العاملة تضحى كثيرا من اجل ابنائها وعلى حساب البيت و صحتها مبينا ان فترة غياب الأم تكون أصعب على الطفل الصغير فهو يحرم من حنانها خاصة فترة غيابها و لكن ما إن يدخل الأولاد مرحلة المدرسة حتى يختلف الأمر، لأن الجميع يكون قد خرج من البيت فحتى الأم غير العاملة يبتعد عنها أبناؤها والام ربنا خلقها لبيتها وانا ارى ان مشاركتها فى العمل تكون للضرورة القصوى لمساعدة زوجها من النواحى الاقتصادية لزيادة الدخل لكن غالبا ما تأتى على حساب الابناء والبيت مع ان الام لصيقة بالاطفال لكن عندما يصبح لها عمل يصير الابناء هم الضحية من ناحية التربية والتوجيه وتقويم السلوك، المرتب الذى اتقاضاه مقابل عملى فى مجال التدريس يكفينى واسرتى وعندما تزوجت كنت موظفة واشترط على زوجى مواصلة العمل لإلتزاماتى نحو والدى ووالدتى لذلك انا مرتاحة نفسيا لانى اذا لم اكن اعمل كان زوجى تكفل بكل الالتزامات وهذه فى حد ذاتها مشكلة واذا وجدت العمل حال دون توفيقى مع البيت ساترك العمل فورا . تقول مولانا رباب ابوقصيصة قاضية محكمة عليا ان المرأة نصف المجتمع إن لم تكن المجتمع بأكمله ويجب أن تشارك بما عليها من واجبات ولها من حقوق في بناء هذا المجتمع وتحمل المسؤوليات المترتبة على ذلك. و تضيف إن الدافع لعمل الام بشكل عام قد لايكون السبب المادي بشكل أساسي وإنما شعورها بأنها تعلمت وبذلت جهوداً كبيرة وكثيرة لبناء ذاتها وأصبح لها كيان مستقل فهي الطبيبة والمهندسة والمعلمة والعاملة والمقاتلة في صفوف الجيش، وأنفقت الدولة الكثير من المبالغ والجهود للوصول بها إلى هذه المرحلة، وعندما يكون مصيرها النهائي الجلوس في المنزل لتربية الأولاد وتدبير شؤون المنزل نكون قد أضعنا كل هذه الجهود والمبالغ دون أية فائدة، فتكون الخسارة مضاعفة، لها من جهة، وللمجتمع من جهة أخرى. لذلك ترى أن مشاركتها في كل مناحي الحياة هي جزء من رد الجميل لهذا الوطن على ماقدمه لها. ولكنها تشير في الوقت ذاته إلى أهمية العامل المادي في إعطاء الطمأنينة للمرأة نتيجة لشعورها بأنها تستطيع توفير حاجاتها دون الاعتماد على الغير، كما أنها بذلك تساهم في توفير حياة أفضل لأسرتها بمشاركتها في تحمل جزء من الأعباء والنفقات، ولا ترى مولانا رباب في خروجها إلى العمل تضحية بدورها كأم وربة بيت ، لأنها تعمل على تنظيم وقتها كعامل أساسي في إحداث التوازن بين الأسرة والعمل، وذلك بتوفير الوقت الكافي لمتابعة أولادها في دراستهم متابعة جدية والاهتمام بكل شيء يتعرضون له ومناقشتهم في حل مشكلاتهم بكل شفافية وصراحة، وتكوين الثقة المتبادلة معهم سيؤدي الى تعويضهم عن غيابها في أوقات العمل. أما عن تأثير هذا الوضع على عملها فتقول: من خلال تجربتي كموظفة وممارستي لحياتي العادية كربة منزل أشعر بأنه لا تأثير لذلك على عملي.. وتبرر ذلك بقدرتها على التوفيق بين العمل والمنزل بالرغم من الصعوبات التى تواجه الام فى مجال العمل المختلفة تقول سهام الشيخ موظفة ببنك ان خروجي الى العمل لم يمنعني من مواصلة مسؤوليتي داخل البيت، فأنا على اطلاع تام بكل صغيرة وكبيرة، وعملية التوفيق بين المنزل والعمل تجعلني مطمئنة لذلك فأنا غير قلقة ولا أشعر بالذنب تجاههم لأن أصل خروجي كان لأجلهم وهم متفهمون لذلك، وبالتالي ليس هناك أي تأثير سلبي على العمل، ولا أحمل هموم البيت إلى العمل ولاهموم العمل إلى البيت بل أعطي لكل منهما حقه.. وترى سهام أن المجتمع بات يدرك تماماً الضغوطات المادية الكبيرة على الأسرة الأمر الذي دفع بالام للخروج إلى العمل وعلى هذا فلا بد أن يهيئ الأسباب ويتفهم الوضع القائم. وترى المحامية سمية عثمان أن المهمة المزدوجة للام في العمل والمنزل تتطلب منها جهوداً مضاعفة لأن المجتمع يطالبها بالقيام بواجباتها تجاه الأسرة دون تقصير، لكن المجتمع بشكل عام ونتيجة لتطور الحياة وكثرة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية أصبح يتفهم عمل الام خارج المنزل ويعتبر ذلك أساساً لتكوين المجتمع الحديث ودونه لايمكن أن يتم تطوير وتحديث وبناء مجتمع متكامل يساير العصر ويجعلنا في مصاف الدول المتقدمة في العالم.