للإنسان طاقات مقدرة إذا أحسن استخدامها يفجر الأرض جنات ثمارها التين والأعناب، ولكن هيهات للأمم الكسالى يبددون الأوقات والطاقات هدراً، وصاروا عبيداً مستعبدين للضحالة واللا موضوعية، فحنوا رؤوسهم طائعين لسيوف الزمان تقطع أعناقهم. الرياضة من النشاطات المفيدة لصحة الإنسان، فلتكن مخرجاً لمن له فائض وقت وطاقة، ولها صحة بدنية تنعكس على الصحة النفسية، كلما تمارس تمارين رياضية تشعر بالارتياح التام، فتبعث النشاط والحيوية كما تساعد في مرونة العضلات والمفاصل, كما تؤكد السيدة سيليا ريتشارد سون المديرة بمؤسسة الصحة العقلية: "بأن التمارين تنشط القدرات الذهنية وتزيد القدرة على التركيز والتفكير، ويرجع ذلك لسريان الدورة الدموية جيداً وتجعل القلب والشرايين تعمل بكفاءات عالية مما يساعد لوصول الأوكسجين للمخ". وأضافت: "أن التمارين الرياضية تحفز المخ على إفراز المواد الكيميائية مثل (الأندورفيتس) التي تجعل الإنسان يشعر بالارتياح والسعادة". تحسين المزاج: الرياضة تحمي الأجسام من الأمراض كالسمنة المفرطة وهشاشة العظام وأمراض القلب. ويوصي بها كثير من الأطباء لعلاج أمراض السكري وغيره. وعلى الصعيد النفسي يقول أطباء علم النفس إنها تساعد في التخلص من الكآبة والغم والتوتر، لأنها ترفع من تقدير النفس وتُشعر بالانشراح، وممارستها بانتظام تحسن المزاج وربما إطالة العمر، وتجعل نومك هادئاً وتجدد النشاط. ومن أهدافها الصبر وقوة التحمل وتدفع الثقة بالنفس نتيجة الشعور بالصحة مما يحفز على تحقيق الأهداف في الحياة. الرياضة ثقافة: تهتم كثير من الدول المتقدمة بالرياضة كثقافة صحية أولاً تروي لي صديقة ذهبوا ألمانيا بغرض العلاج، قالت: "كنا في محطة القطار ومما لفت انتباهي أن الجميع يقومون بتمارين رياضية حتى الأطفال لحين وصول القطار، فشعرت باهتمام الألمان بالرياضة وتقييمهم للوقت أيضاً." "ما شافوا موقف شندي والميناء البري بنجري وبنبرك والشاي مدور، وضل المستشفيات وكمان هناك فرشات طبعاً الإقامة أطول دي فيها رقاد ومدت كرعين، وكان زول عمل فيها رشيق ووقف يقولوا ليهو عليك الله ما تتشحط فينا وتشرب دمنا تعال أقعد في واطة الله دي". نفتقر لثقافة الرياضة كسلوك روتيني فهي عقار وقائي وعلاجي جسدياً واجتماعياً وبيولوجياً وذهنياً، فعلينا بأخذه كجرعات منتظمة أضعف الإيمان كالمشي لمدة 30 دقيقة يومياً، وفي هذا الشأن التقينا الحاجة شامة أحمد قائلة: "زمان كنا نمشي من الصحافة لأركويت كداري، لكن جن الركشات ديل خربن طبعنا وبقينا كسلانين". ومع تعدد الشوارع الفرعية وامتداد الأحياء كثرت الركشات وساعدت كوسيلة سريعة وحريفة في تخطي الإشارات بطريقة بهلوانية لصغر حجمها، وصغر سن سائقيها، يحدثنا أحدهم مبتدئاً كلامه: "الزمن عايز كده، العربات كترت واليوم كلو يضيع في الانتظار ولو ما إتصرفتا ما بتعيش، نهاية اليوم مالك الركشة عايز يستلم التوريدة كاملة ونحن لازم نطلع مصاريفنا" فقاطعته: "قالوا إنتو مابتخلوا الزول يتمشى في الشارع، تلحوا بإصرار لما يركب، خصوصاً السيدات"، رد ضاحكاً: "ده كان زمان أماتنا وحبوباتنا بقولوا نتمشى عشان نطلق كرعينا، لكن حالياً الواحدة ما دايرة تمشي في الشمس والغبار وعايزين يصلوا نضيفين وبسرعة في نفس الوقت، يعني نحنا ما السبب في اختفاء عادة المشي". وختم قوله: "الرياضة ما في المشي بس، أساساً ما عندها أهمية عند السودانيين بصورة عامة". الرياضة نظيفة: للرياضة قوالب متعددة تبدأ أحياناً كهواية وتتطور وتصير مهنة كلعيبة الكرة والمصارعين، هنا تتصاعد روح المنافسة بين المتسابقين وتتدخل المنشطات الرياضية سنداً لتحسين الأداء, وسرعان ما تنعكس الآية على المتنافس ويصبح مدمناً للمنشطات بدلاً من الاستمتاع بفوائد الرياضة الصحية بما فيها البدنية والنفسية. وفي ذات الشأن استضافت مصر القمة العربية لمكافحة المنشطات في الفترة من 4-8 سبتمبر 2014م بحضور 13 دولة, ومنها السودان كان الهدف من الملتقى الوصول لرياضة نظيفة خالية من المنشطات من خلال التأكيد على دور المنظمات العربية ودراسة إنشاء اتحاد عربي لمكافحة المنشطات وللحد من خطورتها على صحة الشباب، وأشاروا لإدراجها تحت المحظور من قبل الوكالة الدولية لتفشي استخدامها في الوسط الرياضي. الأهداف مالية ونفسية: المنشطات هي مجاميع دوائية ذات استخدامات محددة Certain) (Restriction Drugs Used لجأ لها الرياضيون لتحقيق الإنجازات والوصول للقمة بيسر, ومن ثم تحقيق أهدافهم المالية والنفسية ويعد استخدامها خروج من لائحة الأخلاق السامية للرياضة، لذلك وضعت اللجنة الأولمبية الدولية في مادتها الأولى الفقرة 7 بمنع تداولها واستخدامها. وللكشف عن تعاطي المنشطات ثلاث طرق: - تحليل الإدرار (التحليل الضوئي والإشعاعي). - تحليل الدم. - تحليل بصيلات الشعر. وبالمداومة على استخدامها تظهر علامات مرضية غير طبيعية قد تؤدي بمدمنها إلى الانهيار العصبي, وأحياناً الوفاة والعقاقير المنبهة للجهاز العصبي المركزي (Stimulants) الأكثر استخداما منذ بداية تعاطي المنشطات الرياضية وأول من بدأها الفراعنة بغرض رفع اللياقة البدنية، وقبائل غرب أفريقيا للقدرة على الرقص في المناسبات والأعياد، وكذلك الألمان والإنجليز في الحرب العالمية الثانية للطيارين المحاربين. وبدأ انتشارها بين الرياضيين في النصف الثاني من القرن العشرين. اليوم التالي