وضعت المعارضة الليبية المسلحة أفضل قواتها في المعركة مع قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في مدينة البريقة النفطية الشرقية امس الاحد، فيما حلقت الطائرات الحربية الغربية فوق الرؤوس ودوت أصوات الانفجارات. وتواجه الحرب في ليبيا خطر الوقوع في حالة من الجمود لا تتمكن فيها قوات القذافي بدباباتها ومدفعيتها ولا قوات المعارضة المسلحة غير المنظمة من تحقيق الغلبة، على الرغم من أن القوة الجوية الغربية تقوم بعمليات فعالة لصالح المعارضة. وتحاول قوات المعارضة ترتيب نفسها بعد ان عينت 'فريق أزمة' يضم وزير الداخلية الليبي السابق عبد الفتاح يونس لتولي منصب قائد أركان القوات المسلحة، لمحاولة إدارة مناطق من البلاد تسيطر عليها المعارضة وتنظيم القوات المسلحة. وخارج البريقة ظهر انضباط أفضل لقوات المعارضة امس الاحد، حيث قلت أعداد المتطوعين غير المدربين وأبعد الصحافيون لمسافة عدة كيلومترات إلى الشرق من خط المواجهة. كما نشرت قوات المعارضة اسلحة ثقيلة هي الأخرى. وبينما حلقت الطائرات الحربية في السماء دوت أصوات الانفجارات والمدافع الآلية قادمة من ناحية البلدة قليلة السكان، التي تمتد على مسافة تزيد على 25 كيلومترا، لكن لم يتبين ما اذا كانت الطائرات الغربية قد قصفت مواقع للقوات الحكومية في البلدة. وبدون العمود الفقري للقوات الرئيسية للمعارضة ظل المتطوعون المسلحون بالأسلحة الخفيفة لأيام في كر وفر، غير منظمين في شاحناتهم الصغيرة تحت قصف قوات القذافي. ويتحسن أداء المتطوعين المتحمسين كثيرا إلى جانب جيش المعارضة المكون من جنود انشقوا عن الجيش الليبي وانضموا إلى المعارضة، لكن عراكا صغيرا وقع بالقرب من البوابة الشرقية للبريقة امس الاحد، بعد ان وجه أحد الجنود اللوم للمتطوعين على عدم انضباطهم. وتقول المعارضة انها تعيد تنظيم قواتها لإنهاء حالة التأرجح بين التقدم الحماسي بعد الغارات الجوية الغربية والتراجع السريع أمام مدفعية قوات القذافي. جاء ذلك فيما قال مسؤول كبير في الحكومة اليونانية لرويترز، إن نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وصل إلى اثينا امس الاحد، كي يسلم رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي لرئيس الوزراء اليوناني. تأتي الزيارة بعد أن أجرى رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي السبت حول تطورات الاوضاع في ليبيا. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، 'طلبت (الحكومة الليبية) إرسال مبعوث يحمل رسالة إلى رئيس الوزراء جورج باباندريو ولهذا حضر (المبعوث) إلى اثينا'. وبالإضافة إلى القذافي تحدث باباندريو هاتفيا ايضا مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني السبت، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امس الاحد، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة. وفي وقت سابق من امس قال مصدر امني في مطار جربة التونسي لرويترز، إن العبيدي عبر الحدود إلى تونس في طريقه إلى المطار القريب من الحدود، مضيفا انه ليس في زيارة رسمية لتونس ولم يجر أي اتصال مع المسؤولين التونسيين. وفي طرابلس لم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين ليبيين للتعليق على تحركات العبيدي. الى ذلك اعلن الحلف الاطلسي الاحد انه يواصل التحقيق في مقتل تسعة متمردين واربعة مدنيين في ليبيا، قضوا على ما يبدو عن طريق الخطأ جراء غارة للحلف، لكنه شدد في الوقت نفسه على حق طياريه في الدفاع عن انفسهم اذا تعرضوا لهجوم. وقال مسؤول في الحلف، رافضا كشف هويته لوكالة فرانس برس من مقر الحلف في بروكسل، ان الاخير 'يواصل التحقيق في هذا الحادث'. واضاف 'من الصعوبة بمكان التأكد من التفاصيل الدقيقة لانه ليس لدينا مصدر موثوق به على الارض'. ولم يعترف الحلف الاطلسي الذي تولى قيادة العمليات في ليبيا الخميس، رسميا بان احدى طائراته كانت في مكان الحادث واطلقت النار. لكن المسؤول شدد على انه 'اذا اطلق احدهم النار على احدى طائراتنا، فمن حقها ان تدافع عن نفسها'.