البشير وعد ببناء مسجد إكراماً لوالدي موقفي المتسامح من صميم الضمير ولا تحركنا جهة أتفهم موقف بقية أسر ضباط 19 يوليو الرافضة للصلح بالعفو والتسامح والمعافاة تقابل اماني فاروق حمد الله قتلة والدها ، بروح متصوف متسامي ارهقه حمل الكراهية والاضغان أو هكذا قالت وترى اماني انها واسرتها وجدوا رهقا كبيرا من حمل هذه المشاعر السالبة التي صنعتها قضية 19 يوليو التي تسببت في إعدام والدها مع بقية ضباط 19 يوليو وتقول انها اوصلتها حد دخول مشفى للامراض العصبية وهي تحاول عبر المعافاة والصفح أن تحول الطاقات السالبة الى طاقات ايجابية ، والتقت اماني في هذا المسعى الذي بدأ منذ العام 1999م بضباط مايو امثال ابو القاسم محمد إبراهيم ، وخالد حسن عباس ومامون عوض ابوزيد ، وزين العابدين ، كما التقت بجعفر نميري نفسه ، وتقول اماني ان حياة العسكري إما قاتلا أو مقتولا ، غير أنها تؤكد على ان الفاعل الدولي كان وراء كل تلك الأحداث وأن الجميع راحوا ضحية التدخلات الاجنبية وتقول اماني إنها طالبت الحكومة الليبية بدفع تعويض لا يقل عن ما دفعته الحكومة الليبية في قضية لوكربي كاشفة عن لقاء جمعها بمسؤولة في السفارة الليبية بلندن ، وقالت أماني فاروق حمد الله إن والدها لم يشارك في الحركة التصحيحية نافية عنه صفة الشيوعي، وأشارت في حوار مع "التيار" إلى تورط ليبيا القذافي عندما أمر بإنزال طائرة فاروق حمد الله وبابكرالنور وتسليمهما إلى الحكومة السودانية، وكشفت أماني حمد الله عن لقاء جمعها بالرئيس الراحل جعفر نميري تضمن مواجهة حول الأسباب التي قادت إلى مقتل والدها، وقالت إن نميري وصف والدها بالخائن. وذكرت أنها التقت بالرئيس البشير لبحث قضية مقتل والدها، وأوضحت أماني حمدالله أنها والأسرة توصلوا إلى ضرورة المعافاة والصفح مع أسر ضباط مايو، وقالت مشيدة بوالدها الذي قالت إنه واجه الموت ببسالة. وأعلنت أماني عن تفهمها لموقف بقية أسر ضباط يوليو الرافضين للصفح. وكانت أسرة الرائد فاروق حمد الله قد حركت إجراءات قانونية دولية ومحلية في مواجهة العقيد القذافي، باعتباره قام بتسليم طائرة والدهم، عقب انقلاب يوليو 71، حيث تم إرجاعها من الأجواء الليبية وتسليمها لسلطة مايو، والتي قامت بالإعدامات المشهورة ومحاكم الشجرة المعروفة وأسندت أسرة الضابط الراحل فاروق حمد الله مهمة متابعة القضية للحكومة السودانية واصفة قضيتها بالعادلة غير أن بقية أسر ضباط يوليو رفضوا الاتجاه في طريق المصالحة وحملت الأيام الماضية بياناً لأسر ضباط 19 يوليو ترفض فيه مبادرة الصلح بأنهم لم ولن يصفحوا أو يعفوا بل إن مطلبهم يظل هو القصاص وكذب البيان وجود سعي لإحداث مصالحة تاريخية بين أسر حركة 19 يوليو التصحيحية ومجموعة ضباط مايو ويمضي البيان موضحاً بأن أسر شهداء 19 يوليو 1971 (الشهداء بابكر النور، هاشم العطا وعبد الخالق محجوب) تنفي علمها وصلتها بما يسمى محاولة "الصلح التاريخي" ولم يتم الاتصال بها البتة بخصوص هذا الموضوع. وقالت أسر 19 يوليو حسب البيان إنها لم ولن تصفح أو تعفو عن من أسمتهم "هؤلاء الجلادين" مطالبة بالقصاص ومؤكدة أن الذي بينها وبين قادة نظام مايو ليس مسألة شخصية أو تصفية حسابات يتم حلها عبر الجلسات الخاصة والصلح بل هو ثأر لن يسقط بالتقادم مهما طال الزمن بحسب تعبير البيان وطالبت أسر 19 يوليو: أولاً: الكشف عن حيثيات المحاكمات الصورية الجائرة. ثانياً: رفع اللثام عن تفاصيل التدخل الدولي والتآمر الخارجي الذي قاد لإجهاض حركة 19 يوليو التصحيحية. ثالثاً: كشف مواقع القبور التي دفن فيها شهداء 19 يوليو. رابعاً: تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد المسؤوليات الفردية والجماعية فيما يتعلق بالتجاوزات التي تمت في المحاكمات والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين والعسكريين. وكذلك الكشف عن جميع الأحداث التي دارت خلال تلك الأيام والجهات التي شاركت فيها ومدى مسؤوليتها. حوار: علاء الدين محمود أستاذة أماني ماهي حقيقة دعوتك للعفو والصفح والمعافاة مع أسر ضباط مايو؟ نعم ، أنا سأكون صريحة معك جدًا في هذا الحوار فكل الذي حدث أن الدعوة للتصافي والتسامح مع أسر ضباط مايو الذين قاموا بإعدام آبائنا ويتمونا ليست وليدة اليوم فالدعوة للتسامح والصفح والصفح عن جعفر نميري ليس بالشيء الجديد فقد جاءت تلك الدعوة منذ العام 1999م وتمت عبر المهاتفات ومن ناحيتنا كأسرة فاروق حمد الله اتعافينا من الحقد والكراهية ونحن خاطبناهم بالضمير أن يستفتوا ضمائرهم والحقيقة أنا شاهدت برنامج في قناة أبوظبي ظهر فيه جعفر نميري وأطلق على أبي صفة شيوعي فذهبت إلى السفارة السودانية وشكوته، وقال لي السفير حينها إن هناك ما يدهش وما يبكي في هذه القضية، عندما فكرت في العفو كنت أفكر في أن انتصر لأبي لشوق أبي، كان الشوق يقتلني، جلست إلى نفسي كثيرًا وحاسبتها وقلت لو أني اتبعت نميري وتفكيره فلسوف أمتليء بالحقد والكراهية، النميري وصف أبي بالخائن ورمى المسؤولية على القذافي وكان هنالك تواصل بين والدي وخالد حسن عباس وهو قال لي بالحرف إن والدك لم يدبر ولم ينفذ ولم يشارك. نحن كأسرة جلسنا مع سفراء السودان بلندن المتعاقبين «حسن عابدين، وعمر صديق، وعبدالله أزرق». وعبد الله أزرق قام بتوصيلنا بالقنصل وهو الذي نصحنا بتحريك الموضوع في السودان، والتقت والدتي نايلة الشيخ النور بالرئيس عمر البشير وكان لقاءً حوى مطالب أهمها معرفة قبر الوالد وحيثيات المحكمة ووعدها البشير بفتح الملف ومتابعة ما تم من ملابسات. وكيف كان رد فعل أسر 19 يوليو تجاه دعوتك هذه؟ في الحقيقة أنا لم أهتم ببقية الأسر اهتميت بهدى بابكر النور لكني دعوتهم للتضامن غير أنهم اعتذروا وانسحبوا من الموقف أنا كنت واضحة وقضيتي ليها 20 سنة منذ أن بدأت ..طرقت باب صلاح عبد العال ومأمون عوض أبوزيد وزين العابدين وأبو القاسم محمد إبراهيم لأنهم كلهم اشتركوا في الجريمة وفيها تدخل أجنبي.. ما تم حقيقة مثل نهاية مشروع السودان الجديد.. ودخلت المستشفى لإصابتي بانهيار عصبي. ولكن العفو لم يك جديدًا أنا احترمت مبدأ الرافضين ولكن مسألة العفو لم تظهر إلا بعد الحوار في أم درمان وبعض الصحف نقلت أشياء غير دقيقة على نحو ما فعل حسين خوجلي صاحب "ألوان" القضية أنا عرضتها على القانونيين في البرلمان الانجليزي اتجه الوضع نحو ليبيا بتعامل وزارة الخارجية البريطانية والمكاتبات مع ليبيا مازالت قائمة وهم حملوا ليبيا والحكومة السودانية المسؤولية وعندما جلسنا مع المحامي اكتشفنا أنه لا يمكن أن نحاكم القذافي أو نميري وذكر لنا أن هنالك ثغرة واحدة ولكن تحتاج لزمن طويل وأن توجه التهم ضد الرئيس السوداني الحالي وبالطبع هو لا دخل مباشر له في القضية. هل قابلت الرئيس البشير؟ أود أن أوضح أمرًا وهو أن أبي قال : عاش السودان حرًا مستقلاً، ونحن من المفترض أن نحل مشاكلنا الداخلية لوحدنا دون تدخلات أجنبية، في الواقع أنا قابلت الرئيس عمر حسن أحمد البشير وسألته عن المحاكم والحيثيات وسألته عن القبور والرئيس أقر بأن المحاكم كانت صورية، واستعنت بمساح اسمه حسين وقدر لي مكان القبور وهي في منطقة الحزام الأخضر الذي أزيل، أنا بالنسبة لي المحكمة الحقيقية هي محكمة الضمير لأنني لو اتبعت المحاكم العالمية فإن ذلك سينطوي على شيء من العمالة، وفي لقائي بالبشير قال لي إنه سيقوم ببناء مسجد باسم الوالد إكراماً له لعدم وجود قبر لوالدي والحقيقة أنا فرحت بالموقف لكونه سيخدم الشعب، ولا أخفيك أنني جلست إلى نفسي وحتى لا يقال أننا مدفوعين من جهة وجدت أننا محتاجين لهذا المبنى ووجدت هوى في نفسي لكوني متصوفة أنا بؤمن بالحوار وقلت ياريت أن يبنى هذا المسجد في لندن ليلم كل السودانيين بدلاً عن حالة الشرذمة التي نعيشها هنا كسودانيين. وكيف يسير موضوع ليبيا والتعويضات؟ في الحقيقة إن موضوع ليبيا يسير جيداً وأنا تحدثت إلى رانيا الموسوي وهي مسؤولة بسفارة ليبيا بلندن وقلتا لها نحن نريد تعويضات لا تقل عن تلك التي دفعت في قضية لوكربي وأقول بصراحة إننا نريد أن نسهم عبر هذه التعويضات في مجال الخدمات الصحية للوطن حتى يستفيد منها المواطن السوداني شكل خدمات صحية للمواطن خاصة في مجال السرطان. إلى من تحدثتي مع ضباط مايو؟ تحدثت مع خالد حسن عباس وزين العابدين ومأمون عوض أبوزيد وأبو القاسم محمد إبراهيم وصلاح عبد العال وبابكر عوض الله. وماذا لمست من خلال لقائك واتصالك بهؤلاء الضباط؟ لمست أن الطرفين يحتكران ألماً قديماً وأنني قد قمت بتحريك بركة راكدة وحركت الجو العام داخل الناس لقد كان أبي يحمل فكر السودان الجديد وهو الفكر الذي سرق، وظلت مايو طيلة 16 سنة تحفل في داخلها بالصالح والطالح وعندما نبشت قبور القضية قلت علينا بالتاريخ لا نريد أن نقول الجانب المشرق فقط من مايو بل لنتحدث عن الجانب المظلم والأخطاء التي ارتكبت حتى تكون عبرة للتاريخ أنا بعتذر نيابة عن أبي لكل الشعب السوداني وإذا كان أبي أخطأ في أي شيء في حق الشعب السوداني أطلب له العفو والغفران و"كلكم راع" وإذا الناس بتقول أوي وطني كذلك أنا بقول مفترض نكون أمميين ولا يوجد أحد مخطئ في السياسة فنحن في كل صراعنا بنحصر حبنا بشكل أناني تجاه بلادنا لأننا غير أمميين وغير اشتراكيين ، في نظري علينا الرجوع لحضارتنا للتعرف على هويتنا منذ الحضارة النوبية والمروية أين نحن الآن من حضارتنا فالهوية والبحث عن الذات مسألة مهمة وكل القضايا والصراع يقف وراءه التدخل الأجنبي بما فيها قضية أبي، فلنجلس مع أنفسنا للمحاسبة، الحياة المادية هي رأس الخطيئة لابد أن نحساب أنفسنا فردًا فردًا محتاجين حكومة ومحكومين لوقفة مع النفس لبناء سودان جديد يملك أولادنا وأجيالنا القادمة الحقيقة كيف كان لقاؤك بالبشير؟ البشير قابلني بكل احترام وفي النهاية هو رجل قوات مسلحة وهؤلاء يقدرون أنفسهم.. قابلني كإنسانة وأنا ماعندي حاجة عنده أنا دفعت له بعدد من المطالب المتمثلة في معرفة قبر والدي، ولماذا قتل والدي، وأين يقع قبر والدي، وحيثيات المحكمة التي حوكم بها. وكيف تعاملتي مع رفض بيان بقية أسر 19 يوليو ومع ذلك البيان الذي أصدروه والرافض للمصالحة؟ كان شيء جميل أن يغضبوا من أجل حقهم ويعبروا عن شعورهم، والحقيقة أنه لا يوجد فرق كبير فكلنا نبحث عن الحقيقة، الفرق ربما يكمن في كوني أنا غير مقيدة بحزب سياسي لذلك تناولي للمواضيع يبدو أسهل ولا يرتهن لرأي سياسي ولا أحد يدفعني إلا ضميري ، المحاكم الدولية درستها وهي تقود للخيانة الوطنية ، مسألة القبور وصلت فيها لقناعة " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ" ، وبالنسبة للمحاكم فهي كانت صورية وسريعة واكتفيت بقول الشهود في هذا الأمر، وأنا استعنت ابالمخابرات البريطانية لتقديم قضيتي غير أني وجهت لهم التهمة وقلت لهم أنتم في السابق كنتم كذا وكذا وأن ابي لم يمت في فراشه وكان وراء مقتله تدبير ، أما عن بقية أسر الضباط أنا حاسة بإحساسهم لكن القناعات بتختلف عند كل شخص، نحن تعالجنا بسرعة أنا وأخي دخلنا المستشفى العقلي جُننا بالقضية ووصلنا الحد الأقصى وهذا ما توصلنا إليه. كيف تنظرين إلى الوالد وتاريخه النضالي؟ فاروق كان صديق الكل ويحمل أخلاقاً وليس سياسياً كان عسكرياً، رجل وطني عسكري، وسابق في عقله لوقته، وهذا ما ذكرته المخابرات الألمانية خاصة رأيه في قضية الجنوب ، وهذا كان سبب انضمامه لمايو كان رأيه في قضية الجنوب أنها لا تحل إلا سياسياً لأن من ورائها قوة أجنبية ومخابرات دولية والواقع أن "مايو" كانت تحمل فكرة السودان الجديد لذلك أبي كان سابق عصره، وصدق التاريخ تفكيره والدليل على ذلك أن المشكلة حلت عبر اتفاق سياسي هو اتفاق نيفاشا الذي عقد بكينيا عام 2005م وطبعاً كان الأفضل لو حلت المشكلة متضمنة الوحدة ولكن السياسيين خربوا هذا المسار ، وفي اعتقادي أن الدول العظمى كان لديها مصالح في ما حدث في 19يوليو ، ويوليو أعطت فرصة لهم أن يتدخلوا وسنت السكين للعالم لينحرها فالتوقيت غير مناسب لعدم وجود القادة في مكان واحد كذلك التكتيك العسكري وجعفر نميري كان مضغوطاً من الخارج ليتخلص من القتلى أنا ضد كلمة شهداء لأن الشهادة لا يعلمها إلا الله. كيف كان اتصالك بنميري؟. عندما تحدثت إليه عبر الهاتف اندهش ووصف والدي بالخائن لكني أحسست أنها "طالعة من لسانو" قال لي لو عايزة تتكلمي معاي تعالي بالسكة أنا ما بتكلم بالتلفون ، فكان أن ركبت طيارة طوالي ومشيت ليهو بالسكة في دار التحالف بشارع الجامعة، أدخلني السيد مكاوي ووجدت سكرتيرته عواطف ، قمت بسؤاله مباشرة قلت له :" أبوي مات السبب في إعدامو شنو" قال لي : " أسألي المحكمة" قلت له :"أنت المحكمة " حينها، همهم وقال كلاماً غير مفهوم مثل "أنت مراة ساي" ،عندما وجدت منه هذا الضعف والتلعثم والعجز عن الردود اقتربت منه وقبضت على يده وكانت يده ضخمة قلت له "يا عمي جعفر العفو والعافية لله والرسول". وكيف كان رد فعله ؟ همهم بكلام لم أفهمه.. اتلعثم وكان يرتجف، كانت لدي قوة إلهية استمديتها من رب العالمين. من من ضباط نميري كان أكثرهم تسامحاً ومن أكثرهم تشددًا؟ كان أكثرهم تفهماً هو اللواء خالد حسن عباس لأن اللواء خالد فقد أخاه واتنين من أهله قتلوا في بيت الضيافة لذلك كان متفهماً جدًا واحترمني جدًا ورحب بالفكرة وبالخطوة، وقال هو كان يعز أبي وأبي فرض احترامه على الجميع ، وكذلك زين العابدين فهو كان أصغرهم سناً وفي التقاليد العسكرية فإن الاحترام يكون للكبير ، أما أكثرهم تشدداً فقد كان نميري لماذا اخترتي هدى بابكر النور دون بقية أسر19 يوليو؟ د. هدى موجودة في بريطانيا واتصلت بها لأنها أقرب الناس لي، وهي ظلت تدعمني نفسياً ومعنوياً ولكن الخطوة وجدت استنكارًا في وسائل التواصل الاجتماعي؟ أنا طبعاً نسبة لخلفيتي الصوفية أنا بكتفي بالمحبة الرسول (صلعم) بقول صل من قطعك واعف عمن ظلمك. هل أنت ممتلئة باليقين من صحة اتجاهك؟ أنا ممتلئة بعين اليقين بأننا أنا واشرف أخي ووالدتي سرنا في الطريق الصحيح وأسأل الله أن تكون نيتنا صافية لله ، المسألة ما جات ساي بل نتيجة العراك الحاصل وتحويل الطاقات السلبية إلى طاقات إيجابية وأعتقد أن أبي لم يمت هدراً وأن الدماء التي سالت ماهي إلا نهر النيل الذي يطمع فيه الجميع لذلك حياة أبي لم تضع هدرًا لذلك أنا لا أبكي على الأطلال ولست حزينة، البكاء على الأطلال من فعل الجاهلية ولكن نعتز بمرثياتنا لن أعيش على وهم أن أبي بطل على حساب الآخرين فأنت إما قاتل إما مقتول في تلك اللحظة وهذه هي حياة العسكرية، فكيف تريد أن تقتل دون أن تقتل، أبي لم يترك وصية إطلاقاً لأنه مقتنع بموقفه ويكفيه فخراً ، أصلح هندامه ولم يلتفت إلى الوراء وقال لهم أنا جاهز كان همه الوطن وربنا سيجزيه. ماهي المرثيات التي تفخرين بها؟ الكنداكة من المرثيات التي تلامس شيئاً في نفسي ابوي وينو بحر الظمآآآيا وينو الجاتو (مُرواد ) العمايا ابوي وينو البِعْصِر جنايا هي من المرثيات التي افخر بها وتذكرني بالوالد الكان داكا وكذلك أفخر بالكانداكات النوبيات خاصة أماني تيري كنداكة معاني ومفردات عظيمة الكنداكة تاريخ مجيد وحاضر ثوري الكنداكة أخضعت (أسوان - محافظة مصرية) لمملكتها (عام 24 قبل الميلاد) الكنداكه هي لقب لملكة كوش النوبية كانت الملكة أماني ريناس الشهيرة ب(الكنداكة) من الملكات العظيمات في مملكة نبتة وهي زوجة الملك تريتكاس حيث خلفته في العرش بعد مماته ، وعلى يدها تم إخضاع أسوان لمملكتها حينما كانت أسوان خاضعة لحكم الرومان في ذلك الوقت (عام 24 قبل الميلاد) ، وقد أغضب ذلك النصر ملوك الرومان فأرسلوا جيوشاً جرارة لمدينة نبتة المقدسة فأذاقتهم هزيمة ثقيلة أجبر الرومان بعدها على عقد مصالحة مع الملكة الكنداكة ولم يعودوا لمهاجمتها مطلقاً. الهرم 21 بالجبانة الشمالية، مروي - البجراوية هو المدفن للملكة العظيمة حسب ما أورد البروفيسور - أسامة عبدالرحمن النور - عليه رحمة الله ومغفرته في موقعه الشهير أركماني. اشتهرت الكنداكة بقوة الشكيمة وقالوا بأن فيها استرجال وبإحدى عينيها عور أو عمى ... والجدير بالذكر أن لقب الكنداكة أطلق على عدة ملكات وليس على أماني ريناس وحدها ، من بينهم الملكة أماني شاخيتي الأكثر قوة وثراءً في ملكات نبتة وقد شيدت القصر والمعابد التى توجد أطلالها حالياً في ودبانقا ، وأطلق أيضاً لقب الكنداكة على الملكة أماني تاري وغيرهما من ملكات السودان حيث يرجح بأن لقب كنداكة يعني الزوجة الملكية الأولى .... وهذا اللقب المروي هو أصل الاسم الأوروبي الأنثوي Candace حسب ما أشارت بعض النشرات التاريخية اللونقوستية. وحسب ما قرأت فإن معظم هذه القطع تسكن المتاحف العالمية حتى الآن ولم يتم استعادتها ، وقد علمت أيضاً أنه في عهد الرئيس جعفر محمد نميري كانت معظم هداياه للرؤساء الذين يزورون السودان كانت عبارة عن تحف أثرية ذات قيمة أصولية عالية ولكن كانت تقدم دون مقابل يذكر !!! أما آن الوقت كيما نشرع في المطالبة بعودة آثار هذه الملكة العظيمة وغيرها من الآثار التي غادرت البلاد بطريقة غير مشروعة؟وهذه منطقة مسقط راس ابي ، وأنا مهتمة بالحضارة النوبية حتى نتعرف على حضارتنا " المعندو حاجة ما بدي حاجة" أحب الثورة الثورة ليست الشغب ولكنها التغيير لذلك أنا أحب الأغاني الثورية لذلك أنا وراء التاريخ المحكمة الأخيرة والحقيقة هي التاريخ وهنالك كذلك مزبلة التاريخ. فرضت على الظروف لحكمة يعلمها الله وعلى تقديم الأمانة للشعب هم أصحاب الأمانة وان تنوه لا ولاء لي او مرجعيه سياسية او فكريه سوي قائدي وملهمي سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بكتب فيه ملاحمي وترك أثر في نفسي وملامحي لانه مربي اليتامي واهتدي بقوله تعالى : "وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"