قراءة اولية: اوردت الاخبار وصول وفد من قيادات الادارة الاهلية لواشنطون لحث الادارة الامريكية على رفع العقوبات الاقتصادية على السودان وشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ..شكل ظهور الوفد مشهدا فانتازييا بامتياز ينتمى للقرون الوسطى فى شكل ادارة الدولة عقلا ومنهجا ... ولكنه يوضح ايضا حجم الدمار الذى الحقه نظام لانقاذ بمؤسسات الدولة السودانية بدءا من الخدمة المدنية الى الجيش والاجهزة النظامية التى استبدلت بالمليشيات المتفلتة وصولا الى ارفع ادارات الدولة وهى المؤسسة الديبلوماسية ..خطورة الامر لا تكمن هنا فقط فما الذى دعى الادارة الامريكية وماهى دوافعها للخوض فى هذه الاكذوبة المسماة ديبلوماسية شعبية فبامكانها استدعاء اى مسئول انقاذى مهما كان حجمه وسياتيها ركضا وهو حافى القدمين لابلاغه بمتطلباتها وبالقطع المطلق التنفيذ سيكون كاملا ... بالغوص قليلا فى تفاصيل الخبر نقرا نقلا عن رئيس الوفد ان الزيارة ستمتر لقرابة الاسبوعين يقابل الوفد فيها اعضاء فى الكونغرس ومسئولين فى وزارة الخارجية الامريكية .. وقد صرح احد اعضاء الوفد متحدثا الشروق عن مهامهم فى واشطون : ((قيل لنا اننا سنقابل مسئولىن ونواب فى الكونغرس )) وهنا ارجوا الانتباه لكلمة قيل لنا !!! الامر الذى يدل ان الوفد قد سيق للذهاب الى هذه الزيارة وتمت وضع اجندها فى مكان اخر لا علاقة للوفد به. وفى الطرف المقابل صرح نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية بالسودان بنجامين مولينج، استعداد الولاياتالمتحدة لقبول أية دعوة تأتي في إطار تعزيز الدبلوماسية الشعبية بين البلدين، وزاد على ذلك بتاكيده أن أمريكا مضت قدما في اتجاه تعزيز الدبلوماسية الشعبية، بدعوة الشباب والإعلاميين ورجال الأعمال لزيارة الولاياتالمتحدة. وستاتى ايضا بعض الوفود الامريكية لاثراء هذه الخطوة الجديدة ..ا هذه التصريحات المضللة لا تمنع سيل الاسئلة المتلاحق: ما الثقل الذى يشكله وفد الادارة الاهلية عند اكبر امبراطورية فى التاريخ البشرى ليتم منحه هذه المساحات والدور الاستراتيجى فى محاولة تطبيع العلاقات السودانية - الامريكية؟ ثم ما هى اهداف هذا الانفتاح الامريكى المفاجئ وغير المسبوق على الاقل بالنسبة للسودان فى اتجاه ما سمى بالديبلوماسية الشعبية .. والتبشير بان هنالك بابا مفتوحا لحلم الديبلوماسية الامريكية وتكوين تحالفات والحصول على الدعم الامريكى للجميع من قبائل وقادة وحركات شبابية ونخب اعلامية ومثقفين ورجال اعمال وغيرهم ممن سيتم استدعاءهم لاداء فريضة الحج فى واشنطن .. قطعا الادارة الامريكية ليست مؤسسة خيرية بل هى القائم على تنفيذ كل اجندة اكبر امبراطورية للراسمالية المتوحشة وسيتم من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة تجاه السودان استقطاب كل من ترى انه يصلح ويخدم اهدافها واجندتها فى السودان من افراد ومؤسسات وتنظيمات وقبائل ..وامريكا لم تكن يوما بعيدة عن ما يجرى فى السودان واذا تناولنا فترة الانقاذ فقط فيكفى الاشارة الى الى التعاون الاستخباراتى والامنى فى الحرب على الارهاب والذى كان فيه الدولة الاكثر فائدة ورفدا لامريكا بالمعلومات.. او اتفاقية نيفاشا التى صاغت كافة تفاصيلها واشنطون ورعتها حتى اكتمل تنفيذها بانفصال الجنوب ... - الذى يجرى الان تم ويتم بعلم ومباركة من النظام ولايمكن تسمية الا انه نوع مباشر من اختراق استراتيجى تقوم به امريكا ومقاولها فى الحالة هو النظام نفسه , والتسليم تسليم مفتاح كما يقول السماسرة خصوصا ان اضفنا لذلك ان غالب التنظيمات السياسية الاخرى تتمتلك علاقات جيدة بالادارة الامريكية وهكذا تكون واشنطون قد نصبت نفسها كطرف ممسك وحصريا بكل الخيوط التى تحجاتها الان او مستقبلا لتشكيل مستقبل السودان السياسى .. [email protected]