قتلت قوات الامن السورية العشرات واصابة المئات باطلاق النيران الحية على المتظاهرين في عدة مدن جاءت تلبية لدعوة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت للتظاهر في يوم 'الجمعة العظيمة' للمطالبة مجدداً بإسقاط النظام والوحدة بين أبناء الشعب السوري. وافاد ناشطون حقوقيون وشهود عيان ان تسعة واربعين شخصا قتلوا على الاقل حتى ساعة متأخرة من يوم الجمعة واصيب المئات الجمعة في اعلى عدد للقتلى منذ بدء المظاهرات، لدى قيام قوات الامن السورية باطلاق النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن. وسقط بحسب المصادر 14 قتيلا على الاقل في مدينة ازرع في محافظة درعا وقتيل في مدينة الحراك في المحافظة نفسها بينما قتل تسعة اخرون في مدينة دوما القريبة من دمشق وقتيل اخر في حرستا المجاورة لها. كما قتل اربعة اشخاص في حمص واثنان في اللاذقية واثنان ايضا في حماة، كما افادت المصادر. وسقط العديد من القتلى في مناطق ضمن العاصمة دمشق عرف منهم ثلاثة في المعضمية واثنان في البرزة. ونزل عشرات الالاف من السوريين للشوارع في مستهل الأسبوع السادس من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما. وهتف المتظاهرون بشعارت تطالب بإنهاء النظام مما يشير الى تصاعد مستمر في سقف المطالب التي تركزت في البداية على الاصلاحات وقدر اكبر من الحريات. ومن بين الهتافات الاخرى التي ترددت في المسيرات التي انطلقت بعد صلاة الجمعة 'الله.. حرية.. سورية وبس ..الله اكبر'. واجتاحت الاحتجاجات البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 20 مليون نسمة من منطقة بانياس المطلة على البحر المتوسط في الغرب إلى دير الزور والقامشلي في الشرق. وفي دمشق أطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 2000 محتج في حي الميدان. وتحدثت معلومات من مصادر حقوقية لم يتسن التأكد منها بعد عن سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى في مدن اخرى وفي حيي زملكا والقابون في دمشق، قال شهود عيان إن الجيش السوري انتشر خلال ليل الخميس الجمعة في مدينة حمص وذلك قبل صلاة الجمعة. وقال شهود عيان انه ما ان انتهت صلاة الجمعة، ورغم المراسيم الجمهورية التي صدرت الخميس، حتى خرج المصلون في مدينة درعا، حيث انطلقت شرارة الاحتجاجات في الثامن عشر من الشهر الماضي، في تظاهرة حاشدة فيما تظاهر اخرون في بلدات مجاورة من بينها انخل وجاسم وازرع والحراك وغيرها. وقال شاهد عيان ان المظاهرات 'سارت من درعا من دون تدخل لعناصر الامن، اما في بلدة ازرع فكان المشهد مغايرا حيث سقط قتيل على الاقل واصيب عدد من المتظاهرين بجروح اثر اطلاق نار عليهم عند منطقة الصوامع'. واضاف 'ان قوات الجيش لم تطلق النار على المتظاهرين، وانما النيران أتت من منطقة الصوامع'، دون ان يحدد الجهة وراء اطلاق النار. وفي دوما القريبة من العاصمة السورية، كان المشهد مشابها فقد انطلق المتظاهرون في مسيرة بعد صلاة الجمعة وارادوا، كما حاولوا يوم الجمعة الماضي، التوجه الى حرستا الا ان حاجزا للامن منعهم من اكمال سيرهم وفرقهم من خلال اطلاق الغاز المسيل للدموع واطلاق الرصاص في الهواء. وفي منطقة الحجر الاسود القريبة من دمشق، قال شاهد عيان ان اربعة متظاهرين قتلوا وجرح اكثر من 30 اخرين اثر اطلاق النار عليهم. وفي المعظمية، غرب دمشق، افاد شاهد اخر ان عدة أشخاص، بينهم نساء وأطفال، اصيبوا في إطلاق نار خلال تظاهرة خرجت بالآلاف بعد صلاة الجمعة . وفي مناطق داريا وزملكا وجوبر وحرستا في ريف دمشق، حاول متظاهرون الخروج من مناطقهم الا ان قوات الامن تصدت لهم وافيد عن سقوط عدد من الجرحى والقتلى. وشهدت عدة مناطق في دمشق وضواحيها تواجدا امنيا كثيفا في حين وضعت الحواجز على مداخل المدينة والبلدات التي كانت تشهد تظاهرات احتجاج كدوما وحرستا والمعظمية حيث منع المتظاهرون من الخروج بالقوة. وتأتي احداث الجمعة بعد صدور مراسيم رئاسية عدة ابرزها رفع حالة الطوارئ والغاء محكمة امن الدولة ومشروع قانون حق تنظيم التظاهر السلمي، وهي من ابرز مطالب المعارضة.