رأى المفكر الاسلامي، البروفيسور حسن مكي، أن الاشتراكية والرأسمالية فقدت بريقها بالمنطقة العربية، مثلما فقد الخطاب الإسلامي بالسودان بريقه في ظل تنامي القبلية والجهوية، موضحاً أن البلاد غير مرشحة لثورة، لكنها «أقرب الى تغيير مثالي وهادئ». وذهب مكي، خلال ندوة مركز التنوير المعرفي بعنوان: «السودان في ظل المتغيرات الاقليمية»، الى أن البعد الخارجي مهم جداً لقراءة الأحداث، وأن أية محاولة لعدم فهم ما يجري في العالمين الإسلامي والعربي بعيداً عن تحدي اسرائيل، يعتبر فهماً منقوصاً. وأكد مكي، أن الأيديولوجيات التي كانت تقود الناس نحو الغرب من الاشتراكية والرأسمالية أفلست، وشعر الناس بأن الخلاص لا يأتي من هذا الباب، ما فتح الفرصة الآن للإسلاميين تحت ظلال مصطلحات الحرية والديمقراطية. وتساءل: «هل يستطيع الإسلاميون الاستجابة لهذه التحديات العميقة. . تحدي اسرائيل، تحدي الداخل ومطلوبات النهضة». ورجّح مكي أن يكون السودان أقرب الى تغيير مثالي وهادئ، مما حدث في جواره العربي، معللاً ذلك بأن السودانيين ونخبهم استنفدوا طاقاتهم في الجهوية وثورات سابقة كأكتوبر وأبريل. وقال: «لا أعتبر أن السودان مرشح لثورات شعبية، لأن المسار العام السوداني أصبح خائفاً لاستشراء الجهوية والعرقية»، وزاد: «لكن هذا لا يقصر من التغيير لأن التغيير سنة قائمة ومطلوباته موجودة». وأفاد بوجود فرصة ذهبية للسودان بإحداث تغيير دون دفع الثمن، لأن الثمن أصلاً قد دفع، مقترحاً ابتدار حوار عميق حول «الجمهورية الثانية». وأكد، أن الخطاب الإسلامي فقد بريقه الآن وما عاد يمتلك القدرة على مخاطبة الوعي الجديد وسط المثقفين وطلاب النهضة، لأن هناك شعوراً الآن في السودان بالجهوية والمناطقية.