بوابة التطبيع مع المجتمع الدولي تمر عبر الشعب السوداني نعم هنالك اشكاليات داخل نداء السودان ولكن ... نرحب بتوحيد الحركة الشعبية في جنوب السودان والحركة اكبر رأسمال وطني صنعه اهل الجنوب حوار : مصطفى سري قال الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ان الدكتور حسن الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي يبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي ، واوضح ان دول الجوار الكبرى طرحت على البشير التخلص من الاسلاميين وان عليه وحده ان يجيب ، وشدد على ان مشروع البشير وصل الى نهايته ، واضاف ان الترابي يعلم ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، وتابع " بناء حركة اسلامية تستند على الجيش والسلطة مشروع فاشل وشبع موتاً ولا حاجة لتجريب المجرب " ، لكنه عاد وقال " نحن لا نمانع من الدخول في حوار جاد مع المؤتمر الشعبي وكافة الاسلاميين للاتفاق على اجندة التغيير وازالة الشمولية لمن رغب في ذلك " . ورحب عرمان في حوار شامل بتوحيد الحركة الشعبية في جنوب السودان وفق اتفاق اروشا ، وقال " وحدة الحركة الشعبية هي عامل رئيسي لكي لا ينزلق الجنوب في تنظيمات سياسية قائمة على الاثنية وعلى القبلية " ، واضاف ان والجنوب مثل السودان يستحق الافضل الذي يليق بالتضحيات الكبيرة والمأثر والبطولات لشعب الجنوب . = كل الارهاصات تقول ان مفاوضات السلام بينكم والحكومة السودانية اصبحت قاب قوسين او ادنى ، هل ستعودون الى التفاوض من حيث انتهت الجولة الماضية قبل ستة اشهر ؟ + لن نعود من حيث ما توقفنا في المفاوضات السابقة، ولن نشارك في عملية سلام لشراء الوقت والتغطية على جرائم النظام ، نحن نعمل على حشد الراي العام الداخلي والاقليمي والدولي ، لعملية جديدة توقف شراء الوقت وتخطاب اهمية قضيتين ، هما : وقف الحرب ومعالجة الازمة الانسانية والقضية الثانية توفير الحريات ، وكل ذلك يجب ان يأتي في اطار تفويض واضح للاتحاد الافريقي ومربوط بمدى زمني محدد. لا يوجد ما يدعونا او يجبرنا على القبول بطرق الامس التي جربناها وفشلت ، ولن نتخلى عن الحل الشامل ولن نقبل بحل جزئي ، والتزامنا بالسلام استراتيجي ، وهو سلام يفضي الى التغيير ، وسنعمل على ازالة النظام سلماً او بوسائل النضال الاخرى وكل هذه الوسائل تتكامل ، ونحن نعرف ونعلم ما نريد . = ولماذا تضعون شروطاً قبل كل جولة مفاوضات ، يبدو انكم غير جاهزين للتسوية السياسية ؟ + لا نضع شروط ، لكن هنالك متطلبات للعملية السياسية واجراءات لتهيئة المناخ ، مثل وقف الحرب والحريات وهذه ليست شروطاً ، فاي عملية سياسية جادة يجب ان تؤدي اولا الى وقف الحرب ، وهو يحقن دماء السودانيين ، ويوفر الموارد من اجل الصحة والتعليم والمياه النظيفة ، وحينما نطالب بذلك فنحن نستشعر مسؤوليتنا تجاه الشعب ، وبدون الحريات لا حوار ، والحوار الذي نعنيه ليس هو حوار مصطفى عثمان اسماعيل ، بل هو حوار متكافئ يفضي الى التغيير ، ولاعادة بناء الدولة السودانية ويحقق الاجماع والوفاق الوطني . واذا اردت ان تقيس وان تعرف جدوى الحوار بشروط المؤتمر الوطني ، عليك مراجعة سجل طويل من محاولات الاذلال والاهانة الموجهة للقوى السياسية المعارضة ، وعلى رأسها اعتقال الصادق المهدي وآخرها جلد قادة سياسيين ومن ضمنهم المسؤول السياسي لحزب المؤتمر السوداني مستور احمد في الخرطوم امس ، هل هذا هو مناخ الحوار الذي يتحدثون عنه ؟ ان حوار مصطفى عثمان لن يقبل به الا صديقي عبود جابر . = هل انتم مع الحوار ، ام اسقاط النظام ، لان موقف المعارضة غير واضح ، كما لا يوجد اي توجه نحو الانتفاضة ، وفي ذات الوقت ترفضون الحوار ؟ + خطنا الرئيسي هو اسقاط النظام بالانتفاضة السلمية في المدن والانتفاضة المسلحة في الريف ، واذا ما تكاثرت الضغوط على النظام وقبل بحل سلمي شامل فلا مانع ، وان لم يقبل سنواصل الانتفاضة السلمية والمسلحة حتى النهاية ، ولا يوجد تناقض في الحالتين ، فمتى وجدنا السلام الشامل المفضي للتغيير قبلناه ، واذا واصل النظام تعنته سنواصل عملنا من اجل اسقاطه . = الحكومة ان موقفها افضل بعد ان اجرت الانتخابات في ابريل الماضي وانها لن تدخل في حوار الا في داخل السودان ، كيف ستتعاملون مع هذا الاتجاه ؟ + كل هذا ذرا للرماد في العيون ، البشير لم يتخذ اي قرار استراتيجي بوقف الحرب والشروع في عملية سياسية جادة بمخاطبة جذور الازمة السياسية ، هو يبحث عن عملية سياسية تحت سيطرته وحزبه ، ولذلك الموضوع ليس ان يتم داخل او خارج السودان ، كأن البشير يدافع عن المصالح الوطنية ، فالنظام وقع على اتفاقيات عديدة خارج السودان في ابوجا ، اسمرا ، القاهرة ، نيفاشا الى جيبوتي ، انجمينا ، فراكفورت ، الدوحة . صحوة الضمير الوطني الحالية جوهرها السيطرة على الحوار واعادة انتاج النظام ، والذين قبلوا بالحوار بالداخل هو توصل معهم النظام الى شئ ؟ وهل يدفع النظام بالحوار حتى داخل حزبه ؟ ، هذا ضحك على الذقون ، المعضلة ليست في مكان الحوار ، وانما القبول بحوار متكافئ ، وفي ظل الحريات ووقف الحرب ، فهل يقبل البشير بذلك سواء في الخرطوم او كافوري ؟ = المبعوث الامريكي دونالد بوث في طريقه الى الخرطوم ، سبقت زيارته بيان من سفارة بلده بادانة ضدكم حول مقتل منقبين عن الذهب في تلودي ، هل تعتقد ان واشنطون بدأت معكم العصا ؟ + لا نعتقد ان هنالك اي مقارنة او مساواة اخلاقية بين النظام والحركة الشعبية ، والمعلومات الواردة حول مناجم في تلودي هي معلومات من مصادر غير مطلعة وليس لديها معلومات مباشرة عن الاوضاع ، وهذه منطقة حرب من الدرجة الاولى ، وليس لتنقيب الذهب ، والموجودون هناك ليسوا مدنيون ، بل مليشيات تابعة للقوات الحكومية ، لم تأتيني معلومات تفصيلية وستنشر الحركة الشعبية ما يدور في تلك المنطقة . ليس لدينا ما نخفيه ، بل نقول الان اننا نطالب الآلية الافريقية برئاسة ثابو مبيكي تشكيل لجنة للتحقيق في كافة انتهاكات حقوق الانسان والوضع الانساني في المنطقتين بما في ذلك الحديث عن تلودي ، ونحن على استعداد لاستقبال اللجنة وتمكينها من اداء مهامها ، كذلك نطالب الطرف الاخر – الحكومة – بالموافقة على التحقق من كل اوضاع حقوق الانسان والوضع الانساني ، وكشف الانتهاكات التي تمت على المدنيين ، براً وجواً . والحركة الشعبية ايضا مستعدة لوقف عدائيات انساني شامل في جنوب كردفان ، النيل الازرق ودارفور ، يعالج القضايا الانسانية في كل السودان ، ويتم وقف شامل لمصلحة المدنيين ، ولن تتم اي معالجة سياسية جادة للازمة السودانية دون وقف الحرب كقضية اولى ورئيسية . = الوضع الاقليمي والدولي يبدو انه ليس في صالحكم ، والخرطوم توسعت في علاقاتها الخارجية ، كيف تقرأون هذا الوضع ؟ + طبعا الخرطوم لم تحقق نجاحاً حقيقياً في المسائل الجوهرية ، وهي قضية الارهاب ، المحكمة الجنائية الدولية ، العقوبات ووقف الحرب ، في المحكمة الجنائية رأينا ما حدث للبشير في جوهانسبورغ ، وفي موضوع الارهاب رأينا تجديد واشنطون للنظام ووضعه في قائمة الارهاب ، اما موضوع العقوبات فالمجتمع الدولي يربط رفعها بوقف الحرب والحل السلمي وحقوق الانسان ، ولذلك اذا لم يطبع النظام مع الشعب السوداني لن يطبع مع المجتمع الدولي ، ونحن له بالمرصاد نفسد كل خططه . بوابة التطبيع مع المجتمع الدولي تمر عبر الشعب السوداني اولاً ، لا يكفي ان يوزع وزير الخارجية ابراهيم غندور الابتسامات او الاكاذيب الناعمة التي لا تمشي بلا سيقان ، فالنظام الدولي لا تنفع معه الجودية والابتسامات ، بل هنالك قضايا حقيقية مثل وقف الحرب والمحكمة الجنائية الدولية ، ووقف انتهاكات حقوق الانسان والتوقف عن دعم جماعات الاسلام السياسي والتدخل في شؤون دول الجوار ، فهل من اجابة حقيقية ؟ . مشاركة النظام في حرب اليمن لم تدر على النظام الاموال الا اذا تخلص البشير من الاسلاميين ، وهذا مطلب دول الجوار الكبرى ، ولذا فان آمال النظام تعصف بها افعاله ، والحل ليس في الخارج بل في داخل السودان . = وهل في امكانية البشير ان يتخلص من حلفاءه الاسلاميين بهذه السهولة ؟ + هذه القضية طرحت على البشير وعليه وحده ان يجيب عليها ، ومن الواضح ان البشير يتعامل مع متناقضات تحتاج الى ( حاوي ) ومجموعة من السحرة ، فهو لا يستطيع ان يرضي الترابي ودول الجوار الكبرى في آن معاً ، دول الجوار الكبرى تبحث عن الخلاص من الحركة الاسلامية ، والترابي يبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي ، وعلى البشير ان يختار ، او على الذين يفكرون في بناء حركة اسلامية جديدة البحث عمن يبنيها معهم ، ومشروع البشير وصل الى نهايته والخيار الذي امامه وحيد هو كيف ينهي حكمه بالاستجابة الى مطالب التغيير او مواجهة التغيير ، فاما ان يقبل التغيير او سيتم تغييره طال الزمن ام قصر . = لقد قال دكتور حسن الترابي بانه يتجه نحو تشكيل تحالف جديد يضم الحركة الاسلامية ومجموعات اسلامية اخرى الى جانب قوى سياسية من البعثيين والناصريين واللبراليين والاشتراكيين ، كيف تقرأون ذلك ؟ + لم نسمع بهؤلاء الاشتراكيين ، واللبراليين والقوميين الجدد ، والذين يريد ان يلحقهم الدكتور حسن الترابي بالاسلاميين الجدد ، وهو الان بمواقفه يجسد احدى الشخصيات الروائية عندي غبريال غارسيا ماركيز ، والترابي يعلم ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، وان النظام هو الذي يمزق وحدة الاسلاميين مثل ما مزق وحدة السودان ، وفاقد الشئ لا يعطيه ، والبشير لا مصلحة له في وحدة الاسلاميين ، ولا مصلحة له في وجود حركة اسلامية ذات مؤسسات الا اذا كان المقصود هو اقتسام الاسلاب ، ومشروع بناء حركة اسلامية تستند على الجيش والسلطة مشروع فاشل وشبع موتاً ولا حاجة لتجريب المجرب . والحركة الاسلامية المرتبطة بالسلطة حالياً هي جهاز من اجهزة الامن يتحكم فيها ويديرها المتنفذون في الجيش والامن ، وتأتمر بامر شخص واحد هو البشير ، والمراجعات السابقة للترابي واسلاميون آخرون في السنوات الماضية للابتعاد عن النظام الشمولي واستعادة العمل المشترك مع القوى السياسية من اجل التغيير والديموقراطية وبناء حركة اسلامية في اطار نظام ديموقراطي تعددي ودولة للمواطنة هو الطريق الوحيد المتاح امام الاسلاميين السودانيين ، اما المحافظة على نظام الانقاذ والشمولية والمراهنة على المتنفيذين في الجيش والامن اضرت بالسودان وبالحركة الاسلامية . نحن لا نرفض العمل المشترك مع الاسلاميين لازالة الشمولية وبناء نظام ديموقراطي تعددي قائم على المواطنة ، والمنافسة في ظل نظام ديموقراطي ، اما الحديث عن وحدة الاسلاميين في اطار النظام الحالي فلا علم لي بان احد من الاشتراكيين او اللبراليين او القوميين قد قبل بذلك ، ونحن عملنا مع المؤتمر الشعبي لفترة طويلة في عدة قضايا ، ونرى ان الخط السياسي الحالي للدكتور الترابي يضر بكل المكاسب التي تحققت في اطار العمل المشترك بين المؤتمر الشعبي والقوى السياسية الاخرى ، ونحن لا نمانع في الدخول في حوار جاد مع المؤتمر الشعبي وكافة الاسلاميين للاتفاق على اجندة التغيير وازالة الشمولية لمن رغب في ذلك . = غادر عدد من الطلاب السودانيين الخرطوم للالتحاق بداعش ، في تقديرك ما هي الرسالة التي تريد ان تقدمها الحكومة للمجتمع الدولي ؟ + من يزرع الريح يحصد العاصفة ، وهذا حصاد ما زرعه النظام الحاكم ومشروع الاسلام السياسي والمحن التي ولدت من قلب مشروعهم وتحت اشراف ورعاية قادته ، فالطلاب الذين ذهبوا الى داعش بعضاً منهم لديه صور منشورة تضمهم مع رئيس النظام عمر البشير ، وعبد الرحيم محمد حسين ، وقبل ان تبحث عن الطلاب ابحث عن النظام ، وهو بشكل رئيسي يعيش على فقه الضرورة الذي تحول الى فقه الارتزاق في اجندة الاسلام السياسي ،والنظام يتعاون مع جميع منظمات الارهاب ويبيع في سوق المعلومات الدولي بعض المعلومات الانتقائية لاجهزة الاستخبارات الدولية ، وهو يعيش على الحروب في داخل السودان ويستخدم سياسة (فرق تسد ) لتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي مثله مثل اي استعمار خارجي ، وهذه السياسة انتقلت الى داخل المؤتمر الوطني الحاكم نفسه ، والخرطوم مارست ممارسات داعش خلال ست وعشرين عاماً ، لذا هي حكومة داعشية . ذهاب الطلاب الى داعش مسالة معقدة ومرتبطة بانسداد الافق عند الشباب وغسيل الادمغة والشعارات الكذوب التي رفعها الكبار وحصدها الصغار ، ومنظومة الاسلام السياسي التي اعتمدت على تقديم الاسئلة السهلة والاجابات الاكثر سهولة ، مثل شعارات ( الاسلام هو الحل ) ، والنظام لا يمانع من تقديم كل التسهيلات وبناء مجموعات اكثر تطرفاً منه حتى يبرر انه اهون الشرور ، ولذلك ما ظهر من مجموعات متطرفة امثال الدكتور محمد علي الجزولي ومحمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف هي مجموعات رضعت مباشرة من ثدي النظام الذي لا يمانع في استخدامها والتضحية بها متى ما تطلب الامر ذلك ، فالنظام الذي يضحى بوحدة السودان في سبيل بقاءه لا يمانع من التضحية بابناء جلدته ، الامر كله قائم على انتهازية من لا يتورع في استخدام الاسلام نفسه في سبيل البقاء في السلطة . ولذلك علينا ان نتوقف كثيراً ما هي صلة البشير وعبد الرحيم محمد حسين بالطلاب الذين غرر بهم ودفعوا الى سوريا والعراق ، اننا نتعاطف مع اسر هؤلاء الطلاب بالكامل ونرى انهم ضحايا لمنظومة الاسلام السياسي وجزء من الثمن الغالي الذي دفعه المجتمع السوداني والدولة السودانية في اكبر عملية نصب واحتيال تاريخية باسم الاسلام السياسي ، وسياخذ مجتمعنا وقتاً كثيراً للتخلص من آثار هذا النظام . = تحالف نداء السودان منذ تأسيسه فشل في وضع هيكلة له وهناك مشاكل بين مكوناته ، ما الذي يحدث ؟ + توجد اشكاليات للقوى المكونة لنداء السودان ، ولكن في نفس الوقت ومنذ نهاية التجمع الوطني الديموقراطي لم تقترب هذه القوى من بعضها البعض مثلما يحدث الان ، والمشهد السياسي منذ عام والان مختلف ، حدث تقدم كبير في اتجاه وحدة المعارضة وحدث عمل مشترك في داخل وخارج السودان وتبذل مجهودات لحل الاشكاليات المتبقية وهي ثلاث اشكاليات : غياب البرنامج الشامل ، غياب الهيكل الفاعل وكيفية توسيع نداء السودان وضم الاخرين . بالنسبة للبرنامج يحتاج الى مجهود وخبراء متخصصين ولتوافق سياسي في الاتفاق على العديد من القضايا المتعلقة بالاقتصاد وشكل الحكم والمواطنة وغيرها من قضايا ، وفيما يخص الهيكلة هي قضية واجهت كل التحالفات ومن الممكن حلها وتوجد افكار لحلها ، اما توسيع نداء السودان وضم القوى الاخرى ، يوجد اتفاق عام على ذلك واحيانا تبرز بعض الاستقطابات والمزايدات في هذه القضية ، والتي يمكن ان تحل لمصلحة وحدة نداء السودان وبوضع المعايير السليمة والا يكون نداء السودان نادي مغلق ، ويجب ان نبتعد في ذلك عن المزيدات الحزبية او الايدلوجية وان نحافظ على ما تم انجازه وان نبني من فوقه . = يتردد في الوسائط الاعلامية ان الجبهة الثورية تواجه مصاعب على مستوى قيادتها وفي الجانب السياسي والعسكري ، ما صحة ذلك ؟ + هذا صحيح ان الجبهة الثورية تواجه مصاعب ، وهي واجهت مصاعب طوال الثلاث سنوات الماضية ، ولكن الصحيح ايضا ان الجبهة الثورية تمكنت باستمرار من حل هذه المصاعب ، وفي اجتماع باريس تمت مناقشة هذه القضايا بوضوح وتم الاتفاق على قضايا رئيسية ، كما يتم الان الاعداد لاجتماع لوضع برنامج نهائي في القضايا السياسية والميدان والحل السلمي ، وهنالك مشاورات مستمرة بين قادة الجبهة الثورية وهم يدركون اهمية استمرار الجبهة الثورية لمصلحة مكوناتها جميعاً ولمصلحة الشعب السوداني ، وهنالك متغيرات داخلية وخارجية موضوعية تحتاج لعمل وتصدي مشترك ، فالوضع الداخلي والاقليمي والعالمي ليس هو الوضع القديم وهذه الاوضاع تطرح فرص وتحديات معاً . = الحركة الشعبية وانت امينها العام تواجهها مشاكل داخلية وعلى مستوى القيادة حول اداءها وضعف يعتري التنظيم ، ما ردك ؟ + اقول باخلاص وبصدق ، ان الحركة الشعبية في السودان في افضل اوضاعها وهذا لا يعني عدم وجود مشاكل او تحديات ، ماذا اعني بانها في افضل اوضاعها ؟ اولا الحركة الشعبية قبل واثناء وبعد التكوين واجهت صدمات عديدة بدءا من انفصال الجنوب وما طرحه من تحديات سياسية وفكرية وتنظيمية ، ومباشرة اعلن النظام الحرب لتصفية الحركة الشعبية في الشمال ، بعدها قامت الحرب في جنوب السودان ومع وجود كل هذه التحديات يمكن ان اقول ان الحركة الشعبية استطاعت ان تتصدى للهجمة الامنية والعسكرية والسياسية للنظام ، والان الحركة الشعبية قوى رئيسية في المسرح السياسي السوداني ، والجيش الشعبي استطاع التصدي على مدى اربع سنوات لهجوم النظام العسكري ودحره والحفاظ على مناطق محررة واسعة وهزيمة حملات النظام ومليشياته وهذا معترف به في الدوائر الداخلية والخارجية . اوصلنا قضية الحركة الشعبية والمنطقتين الى مجلس الامن وخرجنا بالقرار (246 ) بموافقة جميع اعضاء مجلس الامن الدولي في ظل انقسام دولي ، وحافظت الحركة الشعبية على مكوناتها الثلاث الرئيسية ، وهي موجودة في الخرطوم وكافة اقاليم السودان رغم المصاعب والتحديات ، وقد عقد في الخرطوم مؤخرا مؤتمر لطلاب الحركة الشعبية ، والحركة موجودة في المناطق المحررة دون قدرة من النظام على سحقها ، نحن قوى سياسية نادرة موجودة في داخل جغرافية السودان دون اذن من النظام وهذه بطولة . ادرنا علاقاتنا الخارجية بحنكة ولنا علاقات مباشرة مع عدد كبير من الدول الافريقية ولدينا 22 مكتب في كل القارات ، ولدينا منظمة انسانية تدير العمل الانساني وادارة مدنية في الاراضي المحررة وجيش يبدأ من الجندي حتى الفريق ، وادرنا ملف التفاوض بما يخدم مصالح الشعب السوداني ، والحركة الشعبية موجودة في المهجر وهو المكون الثالث في اكثر من 40 دولة ، والان للحركة الشعبية هوية سياسية وتنظيمية وقانونية مختلفة عن الحركة الاولى ، ولعبنا دوراً رئيسياَ في بناء التحالفات السياسية الحالية وحافظنا على وحدة الحركة الشعبية وتم بناء العديد المؤسسات التنظيمية بما في ذلك المجلس القيادي ، وحافظنا على علاقات متميزة في افريقيا ، اوربا وامريكا ، وهذه بعض المؤشرات وليست كلها . تم كل ذلك في ظل تآمر وهجمة شرسة من النظام واذنابه، وبعض الذين يدعون الانتماء للحركة الشعبية يحاولون تصدير دعاية النظام لنا وايهامنا باننا حركة تخص فقط المنطقتين وربما منطقة واحدة هذا ليس مشروعنا ، وحركتنا تسمى الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشنا يسمى الجيش الشعبي لتحرير السودان ، ونعمل لحل القضية السودانية واعادة هيكلة السودان على اساس المواطنة وهذا لا يغيب قضية المنطقتين ، ولن نشتري بضاعة النظام . حينما طرحنا الحكم الذاتي في اطار وحدة السودان تكشفت اكاذيب النظام حول المنطقتين وعداءه المستحكم ضد اهل المنطقتين ، والحركة الشعبية هي التي رسمت قضية المنطقتين في السياسة السودانية في اطار تغيير كل السودان ، ولن نتخلى عن رؤية السودان الجديد وسنحافظ على وحدة الحركة ، وسنبني حركة تحرر وطني في كل ارجاء السودان وسنوسع تحالفتنا السياسية والميدانية مع كافة قوى التغيير ، وسيتزايد دور الحركة الشعبية في السياسة السودانية وسنبني تحالفات استراتيجية مع الراغبين في قيام سودان جديد قائم على المواطنة ، ولن نعمل على اقصاء الاخرين وسنتواضع في بناء علاقتنا مع جميع القوى السياسية ، نحن نسير في الطريق الصحيح . = جنوب السودان الان يدخل منعطفا جديدا ، هنالك مسار لتوحيد الحركة وفق اتفاق اروشا وهو يمضي بشكل متسارع بعودة الامين العام ، ومسار المفاوضات في اديس ابابا ، هل سيؤثر ذلك على وضع الحركة الشعبية في السودان ؟ + في نظرتنا للجنوب وما يدور في دولة جنوب السودان المقياس الحقيقي ليست هي النظرة الضيقة والقاصرة للقضايا السياسية الآنية في دولتي السودان ، بل نحن كتنظيم واشخاص لدينا فهم يتجاوز كل ذلك واهتمام حقيقي اخذ وقتا مهما من حياتنا باننا نهتم بجنوب السودان مثلما نهتم بالسودان ، وامضى عدد كبير من اعضاء الحركة الشعبية وقادتها جزءاً عزيزاً من حياتهم في الجنوب ومع الجنوبيين ، وحدثينا عن الجنوب ليس مثل حديث وكالات الانباء فالصورة التي في عقولنا وقلوبنا عن الجنوب لا تكتفي بسطح الاشياء وقشورها ، الجنوبيون قدموا تضحيات غالية من اجل بلادهم وقدموا ارتالاً من الشهداء ، والجنوب مثل السودان يستحق الافضل الذي يليق بالتضحيات الكبيرة والمأثر والبطولات لشعب الجنوب . ولذلك نحن نرحب بوحدة الحركة الشعبية في جنوب السودان ، ولان الحركة الشعبية اكبر رأسمال وطني صنعه اهل جنوب السودان ولانها وحدت القبائل وهي بوتقة لانصهار الجنوبيين ويجب ان تستمر كمكان وبوتقة سياسية لتوحيدهم دون ان يعني هذا احتكار الحركة للحياة السياسية والجنوب ، بل ان مستقبل الجنوب وكيفية حكمه هو شأن لكل الجنوبيين وكل المنظمات السياسية والمجتمع المدني ، ولكن وحدة الحركة الشعبية هي عامل رئيسي لكي لا ينزلق الجنوب في تنظيمات سياسية قائمة على الاثنية وعلى القبلية . والحركة الشعبية اكثر تنظيم سياسي في الجنوب يضم الناس والقادة من كافة قبائل الجنوب، ونحن نرى ان مسار اروشا مهم وان وحدة الحركة الشعبية ستساهم في وحدة الجنوب وان الازمة الحالية بدأت في داخل الحركة الشعبية ووحدتها هي اول الخطوات في حل الازمة ، ومسار اديس ابابا مهم لوضع نهاية للحرب ونحن نرى ان الجنوبيين على اعتاب الوصول لاتفاق ، وسيجد اي اتفاق ينهي الحرب ويوحد الجنوبيين الترحيب الحار من الحركة الشعبية في السودان ومن كافة السودانيين المخلصين لبناء علاقات استراتيجية بين الجنوب والشمال ، ونحن لا زلنا نحلم ببناء اتحاد سوداني بين بلدين مستقلين مثل الاتحاد الاوربي ، فانت تذهب من اسبانيا الى تركيا بالبطاقة ، وندعوا السودانيين شمالا وجنوبا العمل لبناء اتحاد سوداني يؤسس لعلاقات استراتيجية لمصلحة البلدين وشعوبهما ، وهذا ممكن وهي قضية يجب ان نضعها في نصب اعيننا .