مواقع اجتماعية جديدة دينية الهوى غزت الفضاء الافتراضي، فللمسلمين شبكات خاصة على غرار "أمة لاند" و"مسلم فيس"، وأصبحت للمسيحيين في البرازيل شبكة خاصة أيضا ما ينبئ وفق مراقبين بتنامي رفض الآخر والدعوة إلى قتله. العرب فكرة إنشاء مواقع اجتماعية قائمة على الديانة ستنسف الحوار بين المجتمعات لندن – تمكنت مجموعة من الإنجيليين المسيحيين في البرازيل من إنشاء شبكة للتواصل الاجتماعي خاصة بهم تحت مسمى "فيسغلوريا". والصفحة الرئيسية للموقع الجديد تشبه صفحة الموقع العالمي فيسبوك، ولكن نسخة "فيسغلوريا" التي اجتذبت إليها 100 ألف مستخدم منذ الشهر الأول لها، أنشئت من أجل أولئك الذين يجدون نسخة الملياردير مارك زوكربيرغ فيسبوك لا أخلاقية. ويستبدل موقع "فيسغلوريا" زر "أعجبني" بكلمة "آمين". وقال أحد مؤسسي الموقع الجديد أتيلا باروس "على فيسبوك نشاهد الكثير من العنف والمواد الإباحية، لهذا السبب فكرنا في إنشاء الشبكة، حيث يمكن أن نتحدث عن الرب والحب ونشر كلماته". وكان باروس وزملاؤه الثلاثة من المسيحيين الملتزمين يعملون في مكتب رئيس بلدية فيراز دي فاسكونسيلوس بالقرب من ساو باولو، حينما خامرتهم فكرة إنشاء الموقع منذ ثلاث سنوات. وبمساعدة رئيس بلدية فيراز دي فاسكونسيلوس تمكن الفريق من إطلاق المشروع بحوالي 16 ألف دولار، ليرى فيسغلوريا النور. ويحظر الموقع على المستخدمين نشر أي صورة أو فيديو إباحي، أو أي نوع من أنواع الشتائم والكلمات البذيئة، كما يمنع استخدام نحو 600 كلمة ذات محتوى عنيف أو مثير. ويوجد أكثر من 20 متطوعا بشكل دوري على الشبكة من أجل التخلص من اللغة البذيئة والبت في مسألة ما إذا كانت بعض صور سيلفي تحمل إثارة أو لا، وعدم السماح بتحميل صور تروج للتبغ والكحول حيث يتم فحصها بدقة ليتم إزالتها. ورغم أن الإنجيليين كانوا يشكلون 6% من السكان عام 1980، فإنهم أصبحوا الآن 22% وسيصبحون أغلبية عظمى في عام 2040. وقال سانتوس "لا تقيدنا حدود، فشبكتنا عالمية ولقد اشترينا نطاق فيسغلوريا باللغة الإنكليزية وجميع اللغات الممكنة، ونريد أن نتغلب على فيسبوك وتويتر. والموقع متوفر في البرازيل باللغة البرتغالية فقط، ولكن هناك خططا لإطلاق خدمات بلغات أخرى وتطبيق للهاتف المحمول. وقال مصمم البرمجيات جون غراهام-كامنغ إن الدين والتكنولوجيا يتداخلان مع بعضهما البعض في أغلب الأحيان. وقضى المطور تيري ديفيز عشر سنوات في تأسيس نظامه المسيحي للتشغيل باسم "تمبل او اس" وهذا النظام متاح للجمهور ومليء بالاقتباسات والإشارات الإنجيلية. وكان رجال أعمال مسلمون من بريطانيا، أطلقوا أوائل رمضان شبكة تواصل اجتماعي تعرف باسم "مسلم فيس". إطلاق الموقع أثار تساؤلات كثيرة حول تداخل الدين بالشبكات الاجتماعية. وحسب أحمد القاعود، المسؤول الإعلامي لموقع "مسلم فيس" في الشرق الأوسط "مسلم فيس هو منصة اجتماعية مثل بقية المنصات التي تهدف إلى ربط المجتمعات وفهم الآخر، لكنها وفق ضوابط إسلامية". من جهة أخرى يتساءل البعض حول ضرورة وجود موقع "مسلم فيس"، في ظل وجود مواقع أخرى مثل "فيسبوك"، والتي كان ولا يزال لها دور كبير في عمليات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الحراك الاجتماعي والسياسي أحيانا على غرار دوره في ثورات الربيع العربي. كما أن مواقع التواصل الشهيرة حاليا تتمتع في الوقت نفسه بآليات تحمي المستخدم من المواد غير المرغوب فيها. بالإضافة إلى كافة الخاصيات، التي يؤمنها فيسبوك كنشر التدوينات والصور والفيديوهات وغيرها ، يتيح موقع "مسلم فيس" خاصيات جديدة، أهمها "المحرم"، والتي تهدف "إلى حماية المستخدمين". ويؤكد مراقبون أن أي شخص له الحق في إنشاء مواقع تواصل خاصة به "لكن هل يتماشى هذا مع التعدد والتنوع والحوار، إذا كان كل دين يقوم بإنشاء موقع خاص به، فكيف سيكون هناك حوار بين الأديان والمجتمعات المختلفة ؟". يذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا هاما في ربط الشباب، بل وفي تنظيمهم وجعلهم يتحركون بفعل جماعي على أرض الواقع. وأظهرت السنوات القليلة الماضية تطورات دراماتيكية فاجأت العالم، ونقطة الانطلاق لتلك التطورات كانت وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك. فالجميع يتذكر كيف انطلقت شرارة ثورات ما يعرف ب"الربيع العربي"، التي بدأت كفكرة إلكترونية ثم انتقلت إلى أرض الواقع. استخدام مواقع التواصل لم يقتصر على تنظيم المبادرات التي قام بها مواطنون، ولكن تحولت تلك المواقع إلى أداة تستخدمها منظمات متطرفة من أجل بث دعايتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى باتت مواقع، مثل فيسبوك وتويتر، ساحة تجنّد من خلالها التنظيمات مقاتلين من شتى أنحاء العالم. هذا الأمر توازيه أيضا ظاهرة سلبية أخرى باتت ملحوظة على مواقع التواصل، وهي الخطاب العنيف والتطرف، والمطالبة أحيانا بقتل الخصم وإعدامه، لمجرد كونه مختلفا سياسيا.