بعد سقوط جهاز أمن الدولة في مصر، صرح مصدر أمني أن قضية الآداب الشهيرة التي كانت قد اتُهمت فيها حنان ترك، تم تلفيقها لها للتغطية على مجزرة الأقصر والتي راح ضحيتها عدد كبير من السياح الأجانب. وبذلك تتجدد براءة حنان من تلك القضية، بعدما برّأتها المحكمة وقتها. ورغم ذلك قالت لنا حنان إنها لا تفكر في أي إجراء رسمي تطالب فيه بتعويض أو رد شرف لأن هذا لا يهمها، وتكلَّمت عن الإحساس الذي يكفيها بأن النصر جاءها من عند الله، كما كشفت حقيقة ما يتردد عن عودتها الى طليقها والد أبنائها، وعلاقتها بمنى زكي والسقا ومنة شلبي. وتحدثت أيضاً عن نشاطاتها الخيرية، وسبب اعتذارها عن مسلسل «أسماء بنت أبي بكر»، ورأيها في باروكة صابرين. - تقومين خلال الفترة الحالية بعدد من النشاطات الخيرية داخل مصر، فما السبب؟ أود أن أوضح أنني أتعامل مع جهتين فقط للأعمال الخيرية، أولاهما منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم، ولديها 37 مكتباً على مستوى العالم، ومقرها الرئيسي في برنغهام بانكلترا، ولديها مكاتب لجمع المال، ومكاتب أخرى لتنفيذ المشاريع. وأتعامل معهم كصديقة للإغاثة الإسلامية منذ أربع سنوات. ونحن نحدد البلدان التي تحتاج إلى مساعدات، وندرس المشاريع المطروحة لنبلغ أهل الخير ونجمع التبرعات لتلك المشاريع . وبعد تحقيق ذلك نسافر إلى البلد نفسه قبل قيام المشروع وبعد القيام به، لنتأكد من تنفيذ المشاريع. وقد سافرت معهم إلى دارفور في السودان وغزة والعراق. ولا يوجد سبب لتكثيف نشاطاتي الخيرية أكثر من أننا بدأنا هذا العام فقط داخل مصر، اذ ان نشاط المنظمة كان قبل ذلك يعتمد داخل مصر على مركز للتدخل المبكر في حلوان، يتلقى له تبرعات من أميركا تصل إلى 500 ألف دولار في العام، وبعض المشاريع الصغيرة، لأن مقر المنظمة داخل مصر لم يسجل، ونحن الآن نسعى إلى تسجيله كأحد فروع المنظمة المنتشرة حول العالم. لذلك بدأنا نشاطنا داخل مصر بأن ذهبنا إلى قرى عدة الشهر الماضي، وهناك زيارات أخرى لمدن نخطط لها قريباً. والعمل الخيري الآخر الذي أشارك فيه هو جمعية «حياة بلا تدخين»، وهدفها محاربة التدخين ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه، من خلال الندوات والمؤتمرات لنشر التوعية والتعرف على أضراره الخطيرة والمدمرة. لا أفهم في السياسة لكنني نزلت الى ميدان التحرير - وما رأيك في الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر؟ أريد أن أقول إنني لا أفهم في السياسة، ولكن في اعتقادي أن أي شيء من التغيير يحتاج إلى وقت. وحتى نبني هذا البلد من جديد لابد أن نتمهل ونبتعد عن «الشوشرة» والمطالب الفئوية، ونجعل الجيش في أقرب وقت يعود إلى مهمته الأساسية، وهي حماية حدود الوطن، بدلاً مما وصلنا إليه الآن بأننا أصبحنا نخوِّن بعضنا البعض. فنحن الآن نسير في طريق مجهول المصير، وهذا الأمر أربك فئة كبيرة من المجتمع، تشبهني في عدم الفهم في السياسة. - وكيف ترين المستقبل لأولادك؟ أرى أن مصر ذاهبة إلى مستوى راقٍ جداً من الحضارة، فعندما نشاهد أن ما سرق من خيرات هذه البلد يصل إلى 800 مليار جنيه، فمعنى ذلك أن مصر دولة غنية، وستكون أعظم البلاد بأبنائها. ولكن مصر تحتاج إلى إصلاح الأخلاق أولاً، وأن نبنيها اذا كنا نكن لها الحب الحقيقي. - وما سر اختفائك خلال فترة الثورة؟ كنت مختفية وبعيدة عن الحديث عبر وسائل الإعلام فقط، لأنها كانت مشتتة جداً خلال تلك الفترة، اذ كان معظم الكلام الذي يخرج من مختلف وسائل الإعلام وقتها غير صحيح، وصورت لنا البعض كأنهم شياطين والبعض الآخر ملائكة. وبعد فترة انعكس الأمر، ولذلك قررت ألا أستمع من بعيد وأنزل إلى أرض الواقع لمشاهدة الحقيقة، فذهبت إلى ميدان التحرير خلال فترة الثورة، ولكن لم تُلتقط لي أي صور هناك لأنني كنت ذاهبة لهدف ما يخصني. - هل كنت خارج مصر عندما اندلعت الثورة؟ قبل بدء الثورة بيوم، وتحديداً يوم 24 كانون الثاني/يناير، كنت في غزة مع منظمة الإغاثة الإسلامية وفي اليوم التالي أغلق المعبر لأنه كان يوم عطلة «عيد الشرطة»، ولذلك جئت إلى القاهرة في 26 كانون الثاني/يناير، ولم تكن المسألة قد وصلت إلى حد الاعتصام. ولهذا قررت إكمال رحلتي مع المنظمة في الليلة نفسها، وتوجهنا إلى سوريا ومنها إلى العراق. وفي تلك الأثناء تطورت المسألة ووصلنا إلى «جمعة الغضب»، فقررت العودة على الفور، وعندما علمت المنظمة برغبتي في العودة إلى القاهرة أوقفوا استكمال المهمة، وعدنا رغم صعوبة الطيران في ذلك الوقت. ووقتها جلست حتى يوم 3 شباط/فبراير مع أولادي وأمي في المنزل أتابع الأحداث عبر شاشة التلفزيون، وكنت «مش فاهمة حاجة خالص»، لأن الساحة كانت مليئة بالأحداث المتناقضة، فريق مع الرئيس السابق وفريق ضده، وخطابات مثيرة للعواطف لمبارك وقتها، فأنا بكيت عندما سمعت الخطاب الثاني للرئيس المتنحي مثل الكثيرين، والذي قال فيه أريد أن أموت على أرض هذا الوطن. ورسمت صورة مثل الأطفال في مخيلتي بأن الستة أشهر التي كان يريد مبارك أن يجلسها حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستعتبر عودة الحق لمن يستحق. وحلمت أحلام اليقظة بأن الرئيس السابق خلال تلك الفترة سيذهب لأداء العمرة ثم يعيد الأموال الى البلاد، وفجأة استيقظت من هذا الحلم على «معركة الجمل» في ميدان التحرير، وعلمت وقتها أنني لست في المدينة الفاضلة، وقررت النزول إلى التحرير في اليوم نفسه، ولكنني لم أستطع الوصول، فحاولت في اليوم التالي وبالفعل اطمأننت الى الموجودين وقمت بزيارة المستشفيات الميدانية. ونزلت بعدها مرة أخرى في يوم كان فيه عدد كبير من الممثلين، وجلسنا ساعات في أحد جوانب الميدان، وبعدها قررت أن آخذ أخي وأولادي لأداء العمرة لأنني شعرت أننا مطلوب منا الدعاء في تلك الفترة . وفي يوم الخطاب الأخير لمبارك كنت في المدينةالمنورة، وعندما سمعته شعرت باليأس الشديد وخيبة الأمل، ولكنني واصلت الدعاء حتى علمت بخبر تنحيه عن الحكم.