رئيس الجمهورية قراراً باعادة تكوين المجلس الاعلى للمصنفات الادبية والفنية والذي تنضم اليه كل الاتحادات المعنية بالاعمال الادبية والفنية برئاسة علي مجوك وزير الدولة بالثقافة.. وكان مجلس المصنفات الادبية والفنية قد سجل غياباً طيلة السنوات الخمس الماضية.. مثله مثل بقية المجالس التي تم حلها لتعارض اعمالها مع اعمال وزارات اخرى.. إلاّ أنه وبحسب قول أمين عام المجلس المكلف هالة قاسم قالت ان عدداً من المسؤولين حرصوا على بقاء مجلس المصنفات، من بينهم د. أمين حسن عمر ومحمد يوسف عبدالله وزير الثقافة والشباب والرياضة السابق وعبد الهادي محمد خير وكيل وزارة الثقافة وقد تم رفع مذكرة تم من خلالها شرح دور المجلس وعدم تعارضه مع وزارة الثقافة.. ووصفته هالة بأنه المكتب الاقليمي لحماية التأليف خصوصاً وأن الملكية الفكرية أصحبت شأناً عالمياً وكذلك المجلس. وفي سنوات الغياب قالت هالة قاسم برغم امكانياته الضعيفة استطعت ان اقوده الى بر الامان.. واضافت ان لبقائه اهمية بوصفه الجهة الوحيدة التي يفترض ان تنفذ قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة وأشارت الى أن المجلس كان يعاني عدم اجازة القوانين الجديدة لحق المؤلف والحقوق المجاورة لسنة (2000) التي كان بها عدة ثغرات ولم تكن مواكبة.. لكن بعد انضمام السودان لاتفاقية بيرن تم ايفاد خبراء في التشريع للاصلاح التشريعي وتمت اضافة فصول جديدة اليه.. فصل خاص بالفلوكلور وفصل حقوق مؤلف وفصل تسوية نذاعات وفصل حق التتبع!! ومن مشاكل المجلس كما جاءت في حديث الامين العام ل (الرأي العام) انه ظل يشكو من تغول بعض الولايات على صلاحياته على الرغم من أن قوانين المصنفات شأن اتحادي وليس ولائياً اضافة الى أن شركات الانتاج الفني بدأت تتداخل في الاختصاصات الى أن ظهرت فتوى من وزارة العدل وحسمت امر المصنفات بأنها شأن اتحادي. ومن مشاكل الفنانين مع المجلس انهم دائماً ما يشيرون الى انه حول الساحة الفنية الى معركة وبسببه ظهرت مشاكل لم تكن موجودة ايام العرف والتقاليد.. إلاّ ان هالة رفضت هذا الادعاء قائلة لماذا لا نقول انه جعل المبدعين يستفيدون من ثمرة ابداعهم الفكري وهم اضغف الفئات كما أن هيئات البث اصبحت تدعمهم بفضل القانون وجعلتهم يستفيدون من ابداعهم. ومن مشاكل القانون المتداولة أن به ثغرات في التطبيق وفي التنفيذ وقالت الأمين العام (من ثغرات التطبيق مثلاً ان الحق الادبي لا ينقل.. وان هناك شخصاً جمع أشعار كبار الشعراء ونسبها لنفسه ومرت عبر لجان المجلس واخذ الديوان رقم ايداع.. لكن المجلس من حقه سحب رقم الايداع اذا كان هناك ضرر وبعد ان ثبتت ملكيته للآخرين تم سحبه وشطبت كل القضايا، وتضيف ثمة مشاكل ظهرت بعد القانون وهي ان هناك من ينسب الالحان التراثية لنفسه. ويفترض ان تنتبه الدولة لهؤلاء وان يكون هناك خبراء في التراث لحمايته.. اضافة للخلافات بين المبدعين شعراء وملحنين وفنانين.. بسبب تسجيل المصنفات اذ دائماً يسجل مصنف ويأتي آخر ويدعي احقيته ثم يذهب للمحكمة ونحن ننفذ قرار المحكمة، وعلى الرغم من عدم رضا الفنانين عن أداء المصنفات تجاه قضاياهم وعدم فاعليتها في حماية حقوقهم إلاّ انها - وبحسب قول هالة - تعمل بامكانيات لا تتناسب مع دور المجلس وعلى الرغم من ذلك فان حملات المجلس تجاه القرصنة لم تنقطع وربما ليس آخرها ضبطية تمت مؤخراً حيث تم ضبط (10.44) اسطوانة منسوخة اضافة الى (485) عنوان كتاب مخل بالآداب .. واضافت ان جهود المجلس تجرى في طي الكتمان حتى لا يشعر بهم القراصنة ويختبئوا.. اضافة الى انهم لا يريدون التشهير فاكثر (المضبوطين) طلبة اضافة الى ان الاحكام ليست بحجم الجرم. وقالت ليست هناك آثار سالبة للقانون كما يقول البعض إلاّ ان هناك جشعاً مبالغاً فيه من اصحاب الحقوق يتمثل في طلب مبالغ مالية كبيرة دون مراعاة الموقف المالي لهيئات البث، أما ظاهرة البيع لأكثر من فنان تقول هالة لو ان المستخدم تعامل معهم بعدل ولو كانت (الجهات تعطيهم حقوقهم لما لجأوا الى ذلك الطرف خصوصاً وان المؤدين يثرون على حساب اصحاب الحقوق الاصلية. وعلى أي حال.. فإن المجلس الاعلى للمصنفات الادبية والفنية يعتبر حالياً في مرحلة اعادة تكوين حيث تنتهي دورة اللجان القائمة بانتهاء دورة المجلس وخلال الدورة الجديدة سيتم اختيار لجان جديدة بواسطة مجلس المصنفات الجديد.