ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي علي السيد عن أحوال الحزب و(الدواعش) : الاتحادي في طريقه للانقراض.. الحزب في أسوأ حالاته والحسن الميرغني نمر من ورق
نشر في الراكوبة يوم 30 - 07 - 2015

- السيد محمد عثمان لن يدعو لمؤتمر عام للحزب لأن النظام لا يرد ذلك
- لا يوجد حزب.. والحسن دخل الانتخابات ببرنامج المؤتمر الوطني
- غياب رئيس الحزب لأكثر من سنتين غير مُبرّر والحزب ليس مِلْكاً له
- نتجه لعقد مؤتمر استثنائي يمكن أن يفرز قيادة جديدة خارج بيت الميرغني
- كل من يقول الحقيقة في الحزب يقال له (أنت شيوعي)
حوار: فتح الرحمن شبارقة
أين اختفى من أطلق عليهم السيد الحسن (الدواعش) في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل؟، وهل صحيح أنهم تركوا الحزب وانصرفوا لإدارة شؤونهم الخاصة بعد أن أثبتت التجربة أنهم بلا فعالية كما يقول البعض؟.. بل أين الحزب الإتحادي نفسه، وكيف تمضي الأمور داخله بعد المشاركة في الانتخابات والحكومة؟.. هل صحيح أن الحزب قد تم اختطافه تماماً من قِبل المؤتمر الوطني؟ وما مدى صحة ما يتردد عن وجود صفقة، وأشياء أخرى نقترب منها في هذا الحوار الذي تحدث فيه القيادي الاتحادي البارز د. على السيد بلغة اتسمت بقدر فوق المعدل من الوضوح حول واقع ومستقبل الحزب من جهة، ومجموعة (الدواعش) التي يعتبر من أبرز قادتها من جهة أخرى.
*بداية كيف هو الحال الآن داخل الحزب الاتحادي الأصل؟
- الحزب الاتحادي الديمقراطي في أسوأ حالاته، ورغم غياب المؤسسة منذ زمن طويل جداً لكن نحن كنا نحافظ على أجهزة الحزب من التلاشي وغير راضين بحالة الحزب لكن حتى لا نتشتت وينشطر الحزب مرة أخرى وتحدث انقسامات، ذلك على أمل أن يصحح هذا الوضع. ورغم المآسي التي كنا نعيشها كنا نرى أملاً لتصحيح الأوضاع مستقبلاً وكنا نضبط أعصابنا طوال هذه الفترة وكلما يكون الحوار عن أن هذا الحزب انتهى وتلاشى وأصبح بلا مؤسسات ووقع في أحضان المؤتمر الوطني كنا نقول أنه لا يجب أن نخرج من الحزب ولازم نناضل ونعمل إصلاحا من الداخل لكن في الفترة الأخيرة اتضح تماماً إن هذا الحزب في طريقه للانقراض. وأنا ممكن أقول بعبارة واضحة جداً بأن هذا الحزب لن تقوم له قائمة في ظل النظام القائم.
*هل لديك شعور الآن بأنك قيادي في حزب حاكم؟
- ليس لدي شعور بأنى مع حزب حاكم، وهنالك انشطار، فالحزب الاتحادي الأصل ليس مع الحكومة إنما هو حزب معارض..
*أين هذا الحزب المعارض بعد المشاركة الواضحة في الانتخابات والحكومة؟
- صحيح أننا دخلنا الانتخابات وشاركنا في الحكومة لكن عن طريق فصيل السيد الحسن الذي قبل الدخول في انتخابات بطريقة مزيفة مع المؤتمر الوطني، والآن صوت السيد الحسن وجماعته أعلى، والذي يسمع تصريحات كل قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي التي يعرفها الشعب السوداني يعرف أن الحزب ليس مع الحكومة، ولكن (الزول الما بعرف بفتكر إنو الحزب الاتحادي حكومة).
*هل تريد أن تقول إن حزبكم تم اختطافه من قِبل الوطني للمشاركة في الانتخابات والسلطة لاحقاً؟
- هذا حدث نسبياً، لكن كل القواعد الحزبية الآن هى مع الاتجاه الأصلي للحزب. لكن الشريحة التي قادها الحسن هى التي أصبح صوتها أعلى لأنها أصبحت مع النظام. لذلك أنا أقول لك إن أمر هذا الحزب لا يستقيم في ظل النظام الحالي. لكن ممكن يستقيم إذا عقد مؤتمره، وبالتالي السيد الحسن لن يدعنا نعمل مؤتمرا، والسيد محمد عثمان رئيس الحزب هو المفروض يدعو للمؤتمر ولكنه لن يدعو له، فهو دعا له في وقت سابق وشكلنا لجاناً وكِدنا نعقد المؤتمر لكن فجأه أوقفه، لأن النظام الحاكم لا يريدنا أن نعمل مؤتمراً.
* في ظل وضع كهذا، كيف تنظر لمستقبل الحزب؟
- نحن نُصِرُّ على أن الحزب سيظلُّ باقياً وسنقاتل ونبذل مجهوداً لكي يستقيم لأن كل القواعد معنا، والسيد الحسن فصل كل القيادات في الولايات وكل القيادات الرافضة التقارب مع المؤتمر الوطني والمشاركة في الانتخابات بطريقة غير مشروعة، وفي النهاية مجلس الأحزاب لم يعترف بهذا الفصل، وبالتالي نحن نفكر بجدية في إقامة المؤتمر، وسنتكلم بوضوح شديد جداً عن أن رئيس الحزب غائب خارج البلاد لأكثر من سنتين، وبدون مبرر، وبالتالي نحن مضطرون لإقامة مؤتمر استثنائي للحزب.
* عنما تقول نحن من تقصد على وجه التحديد؟
- أقصد كل قيادات الحزب ما عدا السيد الحسن، فقيادات الحزب فيهم واحد فقط في الحكومة وهو السيد الحسن..
* مؤتمر استثنائي ليفعل ماذا؟
- مؤتمر ليعمل مؤسسة فقط ويصحح الأخطاء التي ارتكبناها في لوائح ودستور الحزب.
*هل يمكن أن يمكن أن يفرز هذا المؤتمر قيادة جديدة خارج بيت الميرغني؟
- يمكن أن يفرز قيادة جديدة خارج بيت الميرغني.
*وهل تعتقد بأنه سيسمح لكم بذلك؟
- معليش.. هو قد يجد معاكسة وكذا ولكن إذا عمل ذلك فسنضطر لعمل حزب جديد.
*يبدو أنك أصبت بالإحباط، فهذه أول مرة أسمعك تتحدث فيها عن إنشاء حزب جديد بعد أن كنت تعارض مثل هذا الاتجاه بشدة في السابق؟
- لا لم أُحبط، وهذا ليس اتجاهي، لكن قيادات الحزب التي تجتمع أصبح لديها تفكير إما أن يقام مؤتمر وتقام مؤسسات، أو يعملوا حزباً جديداً في حال وجدوا معاكسة من السيد محمد عثمان أو من الحكومة. وأنا شخصياً مع البقاء في هذا الحزب مهما كان القتال من الداخل.
*تمسُّكَكَ بالقتال داخل الحزب فيه ذكاء لجهة أن الخروج من الحزب وتأسيسكم لحزب جديد ستكون خطوة غير مؤثرة؟
- كل التجارب السياسية في العالم والسودان إن الحزب الذي ينشق عن الحزب الأصل (ما بمشي لى قدام) وتلاحظ ذلك في الشعبي والناس الذين انشقوا عن الحزب الشيوعي وعن حزب البعث والاتحادي الديمقراطي لأن ذهن القواعد يكون مرتبطاً أصلاً بالأصل والشىء الأساسي والحزب الأول وليسوا مع الانشقاقات..
*إذن، الحزب الجديد سيكون اضافة رقمية فقط لقائمة الأحزاب الاتحادية الموجودة في الساحة؟
- لذلك أنا ضد إنشاء حزب، وأعتقد أنه لا داعي لإنشاء حزب ويجب أن نعمل على تجميع الاتحاديين في صف واحد في حزبنا الأصل.
*أين مجموعة (الدواعش) فيبدو أنكم انكفأتم على أعمالكم الخاصة أنت وبخاري الجعلي في المحاماة وطه علي البشير في البزنس وأصبحتم بعيدين عن دائرة الأحداث والفعل السياسي؟
- أبداً نحن شغلنا ضعف في رمضان لكن كنا متفقين على أن نبدأ العمل بعد العيد وسنمشي للاتصال بالأقاليم وأعددنا ورقة سياسية وورقة تنظيمية لتنظيم قواعد الحزب في الأقاليم وسنعمل مؤتمراً تفاكرياً أو استثنائياً ونعيد الحزب..
*لكن بأي صفة ستعقدون هذا المؤتمر وأنتم مفصولون؟
- بصفة أننا أعضاء في الحزب، والفصل غير قانوني. والمعضلة الرئيسية ان الذي يدعو للمؤتمر العام حسب دستورنا هو رئيس الحزب، وسنوضح لمجلس الأحزاب إن رئيس الحزب غائب منذ سنتين، ومافي رئيس حزب يغيب لسنتين، وبالتالي هذه معضلة لازم نحلها.
* ألا ترى أن وضعيتكم غريبة الآن بعد قرار مجلس الأحزاب فلا أنتم مُعْترَفٌ بكم في قيادة الحزب ولا رضيتم بمغادرته؟
- أصلاً لا يوجد حزب، ولا توجد مؤسسة حتى ينادوك لإجتماع للهيئة القيادية أو المكتب السياسي، فليس هنالك حزب أصلاً، والمؤسسة أصبح هو السيد الحسن شخصياً، فهو الذي يكتب الخطاب لمفوضية الانتخابات ويفوض نفسه وهو الذي يشارك في الحكومة ولا يوجد شغل حزبي..
*من واقع متابعتنا نلحظ رضى في الواقع عن إجراءات السيد الحسن الا من قبل مجموعتكم؟
- مافي أى رضاء، كل الناس والأقاليم ضده، حتى الناس الذين أدخلهم في الانتخابات وفشلوا الآن هم ضده، لكن هناك ناس عندهم مصالح. ونحن فعجعنا وفوجئنا ومندهشون حقيقة من بعض الشباب الذين كانوا يدّعون الثورية حول السيد سيد أحمد الحسين المعروف بمواقفه ضد النظام مثل (عادل كوبر وعمر خلف الله وآخرين كانوا يقولون أنهم ضد النظام) عدا أقلية يقفون الآن مع السيد الحسن ومن المآسي الجديدة أن هنالك مجموعة كانت تقف مع أبو سبيب ومعنا في خط واحد فوجئنا بأنهم ذهبوا للسيد الحسن ودخلوا الانتخابات واسْتُوْزروا، وبالتالي فإن الشباب الذين يلتفّون حول الأشخاص هم شباب ضعيف سواء أكان (سيد أحمد الحسين أو أبو سبيب أو ميرغني عبد الرحمن أو علي محمود) لذلك نحن نريد حزباً مؤسسياً بمبادئه وقراراته، لكن المشكلة الكبيرة (الناس الدايرين يمشوا لى قدام بشوفو ليهم واحد من الأصنام ويقفوا حوله). لذلك نحن نفكر بهدوء وهناك من يريدون أن يقودونا لعمل حزب ثانٍ وهذا يمضي بعنف وبثورية نحاول أن نلجمها. ورغم أنني متهم بأني أكثر الناس ثورية ، الا أنني أكثر الناس بعداً عن إنشاء حزب جديد أو انشقاق..
* ألا ترى أنكم أخطأتم تقدير قوة السيد الحسن الذي حاولتم تصويره في البداية كشخص ضعيف بينما هو يمسك الآن بقوة بكل الخيوط في الحزب؟
- أنا شخصياً أعتقد إن شخصية السيد الحسن شخصية كويسة وكان يمكن أن يقود الحزب ويكون بديلاً للسيد محمد عثمان. لكن فوجئنا وفجعنا أيضاً بإنقلابه 180 درجة. فهو كان يصرح بأنه ضد المشاركة وضد المؤتمر الوطني وأن الحزب ليس فيه مؤسسات ويعترض على السيد محمد عثمان في جلساته الخاصة وكان يقول عبارات مثل هذا هو حزب الرجل الواحد، وأنا حقيقة فجعت فيه حقيقة بعد أن غيّر أفكاره 180 درجة بعد عودته من لندن.
*هذا رأيك أنت، لكن التجربة أثبتت أن السيد الحسن هو نمرٌ حقيقيٌّ وليس نمراً من ورق كما حاول البعض تصويره؟
- لا.. هو حتى الآن نمرٌ من ورق، لأنه حتى الآن ليس عنده أى شىء غير أن يستند إلى المؤتمر الوطني، وكل (الفايتنا بيهو هو أنه شخص تدعمه السلطة) لكنه بلا حزب. فالسيد الحسن دخل الانتخابات بدون برنامج ولا يعرف حتى أن يعمل برنامج لحزب.. فهل هنالك حزب في الدنيا يمكن أن يدخل الانتخابات بدون برنامج؟!.. فهو دخل ببرنامج المؤتمر الوطني، والوطني ترحم وأعطاه لوائح مثله ومثل أى حزب.
*عفواً د. علي، فهناك من يرى أن مجموعتكم وليس السيد الحسن من ثبت أنها نمرٌ من ورق، فأنتم مُضَخَّمون إعلامياً بينما أنتم خارج دائرة الفعل السياسي في الحزب؟
- هذا يمكن أن يكون صحيحاً لأنه أصلاً مافي حزب، ولو كان هنالك حزب فيه مؤسسة كنا أجتمعنا وعملنا قراراً لكن نحن مكتفين ومكبلين بدستور الحزب وبأننا بلا مؤسسة، وحتى التضخيم الاعلامي يمكن أن يتلاشى بعد فترة إذا لم نتحرك ونعمل مؤتمراً ورجعنا للمؤسسات.
*الآن ألا يوجد شكل من أشكال التواصل بينك والسيد الحسن أو والده رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني؟
- مولانا الكبير في صمت يحتاج أن نضع أمامه علامة تعجب كبيرة جداً. لكن السيد الحسن أغلق أي باب للحوار والنقاش. وهو صحيح ناداني وقال لى نريد أن ندخل انتخابات وكذا، فقلت له لابد أن نجتمع بلجنة الانتخابات التي يرأسها، فقال أنه لن ينادي لجنة الانتخابات، فقلت له: طيب أعمل لجنة للحوار فقال: لا، وأضاف: (أصلاً هذا الحزب كان يديره في السابق رجل واحد والآن سيديره رجل واحد)، وهذه كانت لغته معي ومنذ ذلك الوقت الذي اختلفنا فيه لم تكن هنالك علاقة بيننا. واتصل بى عبر أسامة حسون لكي يضعوني في قائمة الانتخابات، فقلت له الانتخابات أنا ضدها فكيف تضعوني في القائمة؟ ثم أين مؤتمركم وبرنامجكم؟ ومنذ ذلك الوقت انقطعت الصلة.
*إذا كان الأمر كذلك ألا ترى موقف الذين خرجوا من الحزب في أوقات مبكرة مثل الدقير وجلاء الأزهري وغيرهم من التيارات الاتحادية كان صحيحاً؟
- كل الناس الذين خرجوا من الحزب كانوا يشكون في عدم وجود مؤسسية وأن السيد محمد عثمان هو الذي يضطلع بشأن الحزب ويقرر وكذا، فهؤلاء (زهجوا) في النهاية، لكن السياسي لابد أن يكون (نفسو طويل) فمن السهولة أن تنشق أو تعمل حزبا، لكن من الصعوبة أن تقاوم من داخل الحزب.
* قد يقول قائل إذا كان هؤلاء الناس لا يريدوكم فلماذا أنتم مُصرُّون على البقاء؟
- لأن هذا الحزب ليس مِلْكاً للسيد محمد عثمان أو حزب الطريقة الختمية وإنما هو حزب الحركة الوطنية، والخطأ الأساسي الذي ارتكبه الأزهري أنه مشى ومدّ يده للطائفية، لذلك نحن لن نتركه ومن حقنا وحق الشعب السوداني أن يكون حزب الوسط موجوداً، وبالتالي نحن سنناضل إلى أن يُصحّح الوضع.
* هل ترى أنه آن الأوان لانتخاب قياده للحزب الاتحادي خارج بيت الميرغني؟
- ممكن، وفي الظروف الحالية التي رأينها فإن السيد الحسن جعل الناس يتجرأون على المراغنة وينتقدونهم علناً، وحتى الختمية هو فصلهم من الحزب، والختمية الواعين الآن يقولون أنه لابد الفصل بين الطريقة والحزب.
* من واقع التجربة الحزبية ألا ترى أن قيادة الحزب الاتحادي أصبحت تُوَرَّثُ؟
- لذلك نحن إذا عملنا مؤتمراً ممكن جداً القيادة ما تُورَّث، وأنا شخصياً ما كان عندي مانع أن يكون السيد الحسن رئيس الحزب لكن بإنتخابنا وبرضانا وليس بالتوريث، ولكن الطريقة التي يريدها هو هى التوريث.
* أين القيادي حاتم السر ولماذا لم يتدخل لإحتواء الأوضاع داخل الحزب لما له من صلات جيدة مع الجميع؟
- طبعاً حاتم السر موقفه مزدوج فهو من المريدين، وغالباً المريدون لا يستطيعون اتخاذ مواقف حادة مع شيخهم ويعتقدون إن السيد الحسن هو إمتداد للسيد محمد عثمان وبالتالي هم انزووا من هذا الصراع. وحاتم حاول أن يتدخل لكن فشل بعد أن أصرّ السيد الحسن الذي كان واضحاً جداً على أن يمشي في طريقه للنهاية، فهو بذل مجهوداً ولكنه لم ينجح.
* هل تعتقد أنه كانت هناك صفقة في المشاركة مع الوطني؟
- (دي أصلاً ما دايره ليها كلام)، والمؤتمر الوطني كان يبحث عن حزب لديه اسم ليدخل الانتخابات، فبذل مجهوداً خرافياً مع الحزب الاتحادي الديمقراطي ومع السيد الحسن بالتحديد وكانت هناك صفقة واضحة هى عبارة عن دوائر ووزارات مُنِحتْ له علناً وأمور أخرى غير معلومة لنا..
*مستقبل السيد الحسن في القصر كيف تنظر اليه؟
- في القصر واضح أنه رفّع موقفه كمساعد أول، وهو سيعمل نفس المهام التي يقوم بها المساعد عبد الرحمن الصادق المهدي في افتتاح بعض المشروعات والمناشط الشبابية والرياضية ولن يتجاوز هذه الأشياء.
*ألا ترى أن اللغة التي تحدثت بها معي في هذا الحوار توفر حيثيات للذين يتحدثون عن أنك شيوعي مدسوس في الحزب الاتحادي؟
- أى اتحادي يقول الحقيقة يقولوا عنه هذا شيوعي، وهذا كلام قديم ومكرر، فأنا في الاتحادي الديمقراطي منذ العام 1986م وحتى لو كنت في الحزب الشيوعي ففي الثلاثين سنة هذه سأصبح اتحادياً، وأنا طبعاً بحكم مهنتي لازم أقول الحقيقة، وبالتالي هذه التهمة لا تزعجني.
*ولكنك تاريخياً كنت شيوعياً قبل العام 1986م ؟
- لا.. أنا ما كنت جزءاً من الحزب الشيوعي، وأنا أصلاً لا أحب الانضباط التنظيمي البحت، وكان ممكن أكون شيوعياً لكني لا أستطيع أن أنضبط لكن ممكن كنت أؤيد توجهات الحزب الشيوعي. وفي يوم من الأيام أنا كنت عضو سكرتارية الجبهة الديمقراطية وكنت المسؤول التنظيمى للجبهة الديمقراطية في كل الجامعات والمعاهد العليا، وأنا صلاتي مع الشيوعيين لا أستطيع أن أنكرها وأعتقد أنهم ناس كويسين جداً ولكن أنا لا أستطيع أن ألتزم..
*هل ممكن أن ترجع لهم مرة أخرى بعد التطورات الأخيرة في حزبكم؟
- لا، فأنا سأكون موجوداً في الحزب الإتحادي الديمقراطي وسأواصل القتال والتصحيح من داخل الحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.