ق قنوات مصر فتحت الهواء للصيادين لينقلوا معاناتهم وسوء المعاملة التي قوبلوا بها وفقاً لإفاداتهم، وصل الصيادون إلى ذويهم بسلام واحتفى الإعلام المصري بذلك. السفارة السودانية في مصر محبطة، لأن السلطات المصرية لم تنفذ القرار الرئاسي الذي صدر بالتزامن، السلطات في السودان نفذت القرار خلال 24 ساعة، بينما في مصر تجاوز عشرة أيام ولم يتم التنفيذ. السلطات في مصر تتحجج بأن المعدنين محتجزين في مناطق متفرقة لذلك عملية إطلاق سراحهم استغرقت زمناً طويلاً ولا تزال جارية. لماذا يستغرق الإجراء أكثر من 10 أيام بينما استعجلت السلطات هنا تنفيذ قرار الإطلاق، وهل تعاملت السفارة المصرية بالخرطوم مع رعاياها على ذات النحو الذي يجري في القاهرة. الحادثة تُعيد إلى الأذهان علاقة السفارات برعاياها والتي تحفل بالكثير من الحكايات البائسة، إبان أزمة اليمن وفي بداياتها مع انطلاق عمليات عاصفة الحزم، استغاث بعض السودانيين هناك النداءات من الذين تعرضوا لمضايقات من قبل المجموعات الموالية للحوثيين، وكانت مواقع التواصل تناقلت نداء استغاثة من أسرة واحدة، كان بالإمكان أن يكون رسالة وإنذار مبكر يُمكن السلطات من اتخاذ الإجراءات الوقائية، وزارة الخارجية هنا قالت إنها لا تعلم بأي مضايقات، في النهاية اضطرت السلطات للإجلاء بصعوبة، وكان بالإمكان أن تتجاوز ذلك. أبريل 2014م، وفي مجزرة بانتيو التي راح ضحيتها نحو 80 مواطنا سودانيا على يد قوات رياك مشار، المجزرة واجهتها الحكومة بصمت رسمي لم يوجد له مبررا، لا الخارجية بالخرطوم ولا السفارة بجوبا.. حينما انفجرت الثورة في ليبيا وأطاحت بزعيمها القذافي، واشتدت المعارك هناك، كانت الخارجية هنا تمارس التحريض على قتل السودانيين هناك، ذلك حينما قالت إن سودانيين يقاتلون بجانب قوات القذافي. شهر أغسطس 2014م، مات أحد الطلاب السودانيين في الهند بعد حادث حركة، تحفظت إدارة المستشفى على الجثمان حتى دفع المبالغ المطلوبة، آخر الحكاية، أن السفارة قالت لإدارة المستشفى "خلو الجثة عندكم" ولولا تدافع الخيرين لكانت الجثة بالفعل لا تزال في ثلاجة المستشفى. شهر مايو الماضي، فك رجل أعمال سعودي حجز جثمان سودانية ودفع مبلغ "250" ألف ريال لفك حجز الجثمان في مستشفى بجدة، الجثمان ظل حبيساً لنحو شهرين على خلفية عجز أسرتها سداد رسوم بقاء وعلاج في العناية المركزة بضعة أسابيع، بعض الوكالات الإخبارية المحلية نشرت الخبر في المملكة كما نُشر بصحيفة (التيار)، وكان بالإمكان للسفارة أن تتقصى وتصل إلى المستشفى إن أرادت، لكن لم يحدث ذلك إلى أن تكرم رجل الأعمال السعودي بفك حجز الجثمان. السفارة السودانية في مصر مطلوب منها أن تتحرك بأقصى ما لديها لإطلاق سراح المعدنين علّها تُغير هذه الصورة قليلا. التيار