لقد زاد استهلاك السودان من القمح و الدقيق خلال العقود الماضية فقد بلغ متوسط كمية الدقيق و القمح المستوردة خلال السبعينات و الثمانينات و التسعينات و الالفينات 140682، 291779، 282592 و 1170605 طن مترى على التوالى (الشيخ و اخرين). الزيادة فى الاستيراد خلال الالفينات نتيجة لسياسة الحركة الاسلامية التى دمرت القطاع الزراعى و زادت تكلفة الانتاج و اثقلت كاهل المزارعين بالضرائب و الاتاوات مما دفع ملايين المزراعين للتخلى عن الزراعة و هجر الارياف و التوجه الى المراكز الحضرية. لقد انخفضت المساحة المزروعة من 50.6 مليون فدان فى الموسم الزراعى 2012/2013 الى 39.7 مليون فى الموسم الزراعى 2013/2014 و تراجع المساحة شمل القطاع المروى و المطرى فقد انخفضت المساحات المروية بمعدل 8.8% بينما انخفضت اراضى الزراعة المطرية بمعدل 22% (تقرير بنك السودان 2014). لقد انخفض انتاج القمح من 564 الف طن فى موسم 2009/2010 الى 192 الف طن فى موسم 2013/2014 اى ما يعادل الثلث (لمزيد من التفاصيل ارجع الى الجدول ادناه) بينما تقلصت المساحة المزروعة من 403 الف فدان فى موسم 2009/2010 الى 291 الف فدان فى موسم 2013/2014. كنتيجة لتراجع انتاج القمح زاد استيراد القمح بحوالى 35% من مليون و ستمائة طن فى العام 2009 الى اثنين مليون و مائة سبعة و سبعون طن فى العام 2014 ليصبح القمح المستورد عشرة اضعاف المنتج محليا. اذ تم استيراد قمح بما قيمته 1046 مليون دولار فى العام 2014. تراجع الانتاج المحلى هو محصلة طبيعية لسياسة الدولة التعسفية تجاه المزراعين حتى تصبح الزراعة مهنة طاردة و تتمكن الحركة الاسلامية من بيع الاراضى الزراعية و ابرام عقود طويلة المدى (50 عام و اكثر) مع مستثمرين اجانب ليس ذلك فحسب فهناك مفارقة اخرى حيث ان هناك جهات تستفيد من استيراد القمح فالفرق بين سعر طن القمح على حسب بنك السودان و اسعار القمح فى السوق العالمى تربو على 200 دولار على اقل تقدير فبينما بلغ سعر طن القمح المستورد 480 دولار فى العام 2014 على حسب تقرير بنك السودان كان سعر القمح الامريكى الاحمر نمرة واحد 284 دولار، هذه المفارقة ليست قاصرة على العام 2014 فقد ظل هذا الفرق الشاسع على مدى السنوات الخمسة السابقة (لمزيد من التفاصيل ارجو الرجوع الى الجدول ادناه). يجب ملاحظة ان معظم القمح الوارد الى السودان ياتى من منطقة البحر الاسود (اوكرانيا/ كازاخستان/ روسيا) و هو اقل جودة من القمح الامريكى. الشركات المستوردة تستفيد سنويا على اقل تقدير حوالى 400 مليون دولار من فرق السعر بين السوق العالمى و اسعار بنك السودان و هى لا تشمل هامش الربح الذى تجنيه من بيع الدقيق للمستهلكين و الافران. ** http://www.indexmundi.com/commoditie...heat&months=12 خلال الرابع الاول من العام 2015تم استيراد قمح بقيمة 134 مليون دولار، ما قيمته 17425000دولار اتى من استراليا و ما قيمته 11543000 اتى من كندا و ما قيمته 9866000 دولار فقد اتى من تركيا اما المتبقى و هو ما قيمته 95 مليون دولار فلم يقصح بنك السودان عن دولة المنشأ. على حسب تقارير بنك السودان فان سعر طن القمح الذى تم استيراده خلال الربع الاول من العام 2015 (يناير الى مارس) قد بلغ 374 دولار امريكى بينما بلغ سعر الطن من القمح الامريكى الاحمر نمرة 1 248.46 دولار فى يناير و 237.15 فى فبراير و 230.83 فى شهر مارس اماسعرالطنمنالقمحالربيعىالكندىنمرةواحدفهو 308 دولاركندى ( مايعادل 244 دولارامريكى) اماسعرالطنمنالقمحالربيعىنمرة 2 فهو 281 دولاركندى (224 دولارامريكى) اماسعرطنالقمحالدورامالكندىالمستخدمفىصناعةالمكرونىوالسامولينافهو 449 دولاركندى (359 دولارامريكى) يمكنالحصولعلىمزيدمنالمعلوماتمنموقعالحكومةالكندية http://www.agr.gc.ca/eng/industry-ma...=1378745200250 اما هامش الربح الذى تجنيه الشركات من بيع و توزيع الدقيق فهو مجزى لحد ما و مضمون باعتبار انها سلعة لا يمكن الاستغناء عنها فتكلفة الشوال عبوة 50 كيلو على حسب سعر الطن الوارد فى تقارير بنك السودان فهو 54 جنيه باضافة تكلفة التعبئة و الترحيل و الطحن تصل الى85 جنيه او تزيد قليلا. كمحصلة النهائية القمح كسلعة استراتيجية يجب ان تلعب الدولة دور حاسم و قائد فتنظيم شراءها، تخزينها و توزيعها متما ما افتقدت الدولة البنيات التحتيتة و القدرة على ذلك يجب ان تقوم بواجبها بضبط جودة السلعة المستوردة و انها حصلت اعلى السعر المعقول و الحقيقى للسلعة. [email protected]