اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تنجح الثورة .
نشر في الراكوبة يوم 22 - 10 - 2015


(3) التخطيط الاستراتيجي
واحدة من الأشياء التي نسمعها دائما أن حركة المقاومة اللاعنفية لا يمكن أن تعمل في ظروف معينة...قدًم فريدوم هاوس دراسة للنظر في هذه المسألة، و كذلك عملت عليها ماريا ستيفن وإيريكا تشينوويث في كتابهن "المنطق الاستراتيجي للنضال اللاعنفي" الذي تحدثنا عنه سابقاً..، وجاءت النتيجة متطابقة لدرجة مذهلة " على عكس ما يمكن للمرء أن يفترض، لم يكن هنالك تأثير للعوامل مثل نوع النظام ، ومستوى التنمية الاقتصادية، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة، أو تقسيم المجتمع على أسس عرقية، أو لغوية"....أمًا العوامل الدينية فلها تأثير ذو دلالة إحصائية على قدرة الحركة المدنية لتحقيق النجاح من خلال الحملات المدنية...، بهذه النتيجة يكون تأثير الظروف على نجاح حركة المقاومة ضعيف جداً.
بالنتيجة أعلاه يتبادر إلى ذهننا سؤال: إذا كانت الظروف ليست هي العنصر الرئيسي، ماذا إذاً؟ في البحث عن الإجابة... يقول الاقتصادي الأمريكي "توماس شيلينغ" في كتابه إستراتيجية الصراع ..: "الطاغية ورعاياه في موقف متماثل إلى حد ما... يمكن أن يرفضوا معظم ما يريد إذا كان لديهم تنظيم منضبط ..، في المقابل يمكنه حرمانهم ما يريدون باستخدام القوة... ، أمًا هم فيمكنهم مواجهته بالفوضى و التكاسل و التسبب في انهيار اقتصادي و اختلال اجتماعي،..في المقابل يمكنه مواجهتهم بنفس الشئ..، معظم ما ينكرونه لهم ينكره لهم "...تفسير هذا الكلام يعني أنً الطرفان في موقف المساومة نفسه، أفضل دليل على ذلك تجربة المقاومة في جنوب إفريقيا ، نتيجة مقدرة كل طرف من إلحاق الأذى بالطرف الآخر حدث ما يعرف ب"الإفناء المتبادل" حيث كان باستطاعة كلا الطرفين التأثير سلباً على الآخر، أي ميزان القوى كان متماثلاً لفترة طويلة ، لكن بفعل التنظيم القوي و المقدرة على الفعل رجًحت كفًة المقاومة في النهاية بحيث أنًها استطاعت توجيه ضربات قاتلة لنظام التفرقة العنصريًة عزًزت موقفهم التفاوضي، إذاً الطرف الأكثر تنظيماً و انضباطاً يستطيع أن يرفض معظم ما يريد الآخر، وتبعاً لذلك يختل التماثل و ترجًح موازين القوى لصالح الطرف الأكثر تنظيماً و انضباطاً و هو من يفوز." لذلك ما قاله "شيلينغ" هو الوجه الآخر للعملة، مثلما أثبتت الدراسات الظروف ليست مسألة حاسمة لأنًها تعمل مع الطرف الأفضل انضباطا و تنظيماً.... لم يميز "شيلينغ" بين الديكتاتور الدموي المفرط في كرامة شعبه أو الطاغية الذي يتحلى بقدر من الوطنيًة..بل عاملهم على حد السًواء ، الشرط هنا الانضباط و التفوق في التنظيم.. ، كما أنًه لم يميز بين حركة المقاومة المدنية أو العسكريًة، الشرط هنا أيضاً أن تكون الحركة منضبطة و منظمة... لأنً الشرط الذي يمكن كل طرف من رفض ما يريده الآخر هو التفوق في التنظيم و الانضباط، يصل الطرفان لمرحلة التفوق في التنظيم و الانضباط من خلال امتلاك المهارات لأنًها تتعلق بالمعرفة و ليس الظروف.، لذلك مرًة أخرى هذا القول يتطابق مع ما توصلت إليه دراسات فريدوم هاوس و ماريا و ايريكا..
رغم الدراسات التي تؤكد و تثبت أن امتلاك المعرفة و المهارات أكثر أهمية من الظروف لا بأس أن نثبت ذلك بطريقة أخرى من خلال دراسة الحالة الموجودة في الفيديو المرفق عن المقاومة الصربية.... ،كذلك يجب أن نعرف ما هي المهارات المعنيًة...، يتم تطبيق المهارات أساسا من خلال القرارات في خضمً الصراع... هنالك الكثير من الوسائل المختلفة حيث تقسيم الناس وتصنيف القرارات في الصراع، سنتحدث عن أربعة منها، وبعد ذلك سنرى ما يمكن أن يحدث إذا اتخذ المقاوم المدني هذا النوع من القرارات مقابل استبدادية خصمه...
أولاً: الإستراتيجية الكبرى، و نعني بها الخيار السياسي.. ما هي أهدافنا من حملة محدًدة ؟ ..من المهم للغاية لتحقيق الوحدة ، إدراكنا لبراعة النظام في طرق تفتيتنا و جعل أساس الوحدة صعباً كما تحدثنا في المقال السابق..، نظام الإخوان المسلمين رغم براعته لم يكن بمستوى نظام مليسوفيتش الذي كان بارعاً جداً في هذا الأمر....، و لم يكن يخطر على باله أن يتحد الصرب حتى فاجئه الجميع متحدون برؤية موحدة و داهمته المقاومة المدنيًة التي كانت خطتها مبنيًة على فترة عامين لإسقاطه لكنًها بفضل الإستراتيجية المحكمة و التخطيط تمكنت من تحقيق ما كان مستحيلاً "الوحدة" و أسقطته خلال عشرة أيام ً فقط..
ثانياً: الجانب التكتيكي... كما قلنا سابقاً، هناك مدرستان للمقاومة اللاعنفية، ما تناسبنا هي المدرسة البراغماتيًة .. يخبرنا جين شارب عن 198 أسلوباً للنضال ، قسمها تحت ثلاث أقسام كما ستجدونها ضمن كتابه الشهير "من الديمقراطية إلى الديكتاتوريًة" موجودة في الملحق آخر الكتاب، من المفيد لنا أن ننشر هذا الكتاب و نستوعبه جيداً ، لحسن الحظ قامت مؤسسة البرت اينشتاين مؤخراً بترجمته للعربيًة و هو متوفر مجاناً و بالعربيًة يمكن قراءته و تحميله من موقع المعهد ..هنا الرابط:
http://www.aeinstein.org/wp-content/..._Arabic-21.pdf
يمكننا بغرض التبسيط و الاستيعاب أن نقسم أساليب المقاومة المدنيًة ال198 تحت نوعين جوهريين من التكتيكات التي نحتاجها (1) تكتيكات التحديtactics of commission و (2) تكتيكات الإغفال tactics of omission ... تكتيك التحدي يكون "عندما تفعل شيئا يريدك النظام أن تتوقف عن فعله" ، مثل الإضراب أو المقاطعة...أمًا تكتيك الإغفال يعني الامتناع عن القيام بشيء يريد منك النظام أن تستمر في القيام به مثل دفع الضرائب ،.. لكل من التكتيكين ميزاته الخاصة، لكل منهما المشاركون الطبيعيون الذين يتوافق مع إمكاناتهم داخل المجتمع لمواجهة النظام ..، في المقابل النظام لا يمتلك غير تكتيك واحد فما يفعله في المقابل الرد عبر أعمال القمع والتهديدات الإرهابية، و تكون تكتيكاتهم منصبًة حول هذا..تكتيكاته تكون ردود أفعال أملتها عليه الظروف، أمًا تكتيكات المقاومة فهى تطبيق لاستراتيجيًات هجوميًة.
تكتيكات المقاومة يجب أن تكون مدعومة لوجيستياً من أجل بناء القدرات.. لا يوجد نوعين من بناء القدرات إنًما نوع واحد فقط و هو الهجوم، وهذا يعني القدرة على التواصل و التنقل. ..، في حالتنا الراهنة واحدة من الأشياء التي نميل إلى استخدامها أكثر من المطلوب هي وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح أنها توفر قدرة هامًة على التواصل لكن حتًى تعمل بكفاءة لا بدً أن تكون جزءاً من تكتيك و ليس كامل التكتيك..، و الأهم أن لا يمنعنا استخدامها من القيام بأعمال أهم من تواجدنا في الفيسبوك طوال الوقت..، ثمً أنً هنالك موقع تويتر لم نستخدمه كثيراً و دوره مكمل للفيسبوك، بل يتفوق عليه في جذب التفاعل و الانتباه العالمي من خلال هاشتاقات الحملات و الترويج لها اعلاميًاً..، في دراسة أجريتها وجدت أنً معظم السودانيين في الأقاليم و أطراف المدن لا يعرفون شيئاً عن المجموعات الشبابيًة الاحتجاجيًة الموجودة على الانترنت، لكنًهم يعرفون الكثير عن مجموعات العمل المباشر مثل نفير و شارع الحوادث وجدت أنً السبب .. هاتين المبادرتين عملتا على الأرض و رغم أنًهما استخدمتا موقع الفيسبوك إلاً أن هذا الاستخدام كان جزءاً من عمل كبير على الأرض..،و الفيسبوك مجرد طريقة تكتيكيًة للدعم اللوجيستي... في بعض الحالات، يجب أن يتم استبدال وسائل التواصل الاجتماعي بطرق أكثر تقليدية كوسيلة للتعبئة والتواصل. ..، في المقابل النظام تكون استجابته في أنًه يدرب كوادره من الفاقد التربوي على تدمير تلك القدرة من خلال الاختراق و تتبع الاتصالات فهو بارع في هذا و يجب الحذر...، فهو دوماً في موقف المدافع و ليس المهاجم لذلك لا قدرات لديه لأنًه كما ذكرنا في بداية الفقرة يوجد نوع واحد فقط من بناء القدرات و هو الهجوم.
هنالك طريقتان للدعم اللوجيستي الهجومية التي ذكرناها في الاتصالات والتنقل الجسدي...، الطريقة الدفاعيًة تعني كيفية حماية الثوار و المواطنين بشكل عام ضدً بطش النظام و تدمير و تخريب ممتلكات الشعب ....، و متطلبات السلامة الشخصية الأساسية، و كيف يثورون بحداثة ...، هنالك دليل "كيف تثور بحداثة يمكننا توزيعه على النًاس".
ثم الجزء الذي تحدثنا عنه سابقاً " اتخاذ القرارات الإستراتيجية" ، والذي يشترط التخطيط لكل صغيرة و كبيرة... واحدة من الأشياء التي اكتشفتها خلال عملي في المقاومة هى أنًه لا يوجد من يجيب على سؤال كيف ستبدو المقاومة التي أنت جزء منها بعد شهر أو شهرين، ما هي رؤيتكم خلال هذه الفترة القصيرة؟ عدد قليل جدا من النًاس يمتلكون القدرة على رؤية ما سنكون عليه بعد شهر أو شهرين، و جميعهم نظرتهم سلبيًة..السبب في ذلك أنًه لا توجد خطًة.. التخطيط هو الطريقة الوحيدة للتحدي و هو مفقود لدينا لأنًه لا يوجد تنظيم، عليه ، يجب أن يكون لدينا تنظيم أولاً ، ثم تخطيطاً بحيث نستطيع رؤية ما سيحدث لحركتنا بعد يوم و بعد شهر و بعد ستة أشهر و بعد عام ..و هذا يكون ضمن تسلسل التكتيكات لتحقيق أقصى قدر من التأثير سلباً على النظام و في خدمة أهداف الإستراتيجية الكبرى الخاصة بنا..، أمًا ما يريده النظام فهو مكشوف للغاية .. يريدنا أن نبقى في الأساس مجرد حركة ردود أفعال و ليس فعلاً.....، إنً أكبر حليف للمقاومة هو التنويع في المستهدفين من الجمهور.. ، من السهل جداً أن ننجز هذا عندما يكون لدينا مفهوم استراتيجي، وعندما تكون لدينا القدرة على التخطيط، وهذا هو العنصر الأكثر أهمية في تحديد نجاحنا أو فشلنا...، أين نحن من ذلك؟..لا تتوجسوا فهذه الأمور ليست صعبة فقط تحتاج العمل على الأرض.، .أمًا أكبر حليف للنظام فهو الارتباك بين الناس عندما لا يرون خطًة واضحة و أنً الحركة لا تمتلك المقدرة على التخطيط.
مهارات المقاوم المدني:
في الصورة أعلاه.. الخط العمودي يمثل الخيارات المتوفرة للنظام للتعامل مع المقاومة ، على الخط أعلى نقطة السنتر توجد تكتيكات الاضطرابات (التعطيل)...، في الخط أسفل السنتر تكتيكات القمع. الآن إذا نظرتم إلى النتيجة النهائية لما يحدث نتيجة لهذه التكتيكات ، يمين السنتر على الخط الأفقي نرى الانشقاقات، وإلى اليسار الطاعة...، ما تريده حركة المقاومة أن يحدث في الربع الأعلى ناحية اليمين (الخط المتقطع باللون الأخضر في المربع الأعلى ناحية اليمين يقسم المربع إلى زاويتين واحدة بمقار 78 درجة تمثل الانشقاقات التي حصلنا عليها و الثانية بمقدار 12 درجة تمثل نسبة الاضطرابات التي قمنا بها)، تذكروا ..هدفنا الحصول على الحد الأقصى من الانشقاقات(78 من أصل 90) بأقلً قدر من الاضطرابات (12 من أصل 90) كما يعبر عنه الخط المتقطع باللون الأخضر في الربع الأعلى ناحية اليمين.. ، و هنا نستحضر ما قاله توماس شيلينغ "عندما نمارس التعطيل (الاضطرابات) فإنًنا لا نؤذي الخصم وحده إنًما نؤذي أنفسنا أيضاً" ، لذلك إستراتيجيتنا يجب أن تبنى على إحداث أكبر قدر من الانشقاقات في صفوف الخصم مقابل أقل قدر من الاضطرابات..كيف يحدث هذا؟ عندما ننتهج أساليب لامركزية مثل العصيانات و المقاطعة و الاحتجاجات الرمزيًة.
وبالتالي فإن المفتاح هنا هو تصميم تكتيكات حيث تكون كمية الانشقاقات مرتفعة جدا بالنسبة لكمية الاضطرابات المطلوبة...، إذا نظرنا لأنفسنا خلال تعاملنا مع النظام ما نريد أن يفعله النظام هو القمع ، نريدهم أن يستخدموا قدراً أكبر من القمع ليحصلوا على الحد الأدنى من الطاعة. لذلك دعونا ننتقل للجزء الآخر...
ما يريده النظام هو العكس تماماً...أكبر قدر من الاضطرابات و الفوضى من جانب المقاومة حتًى يضمن أقل قدر ممكن من الانشقاق في صفوفه....،لذلك فإن إستراتيجيته تقوم على التلويح بخطر القمع و ليس الاستخدام الفعلي للقمع لأنه ببساطة يريد الحصول على اكبر قدر من الطاعة ، و طالما أنً العلاقة بين القمع و الطاعة عكسية إذاُ فهو يريد الاحتكام لخطر القمع و ليس الاستخدام الفعلي...، العلاقة بين المزيد من القمع والمزيد من الطاعة غير ممكنة..، وليس لدينا ما نسميه بنتائج عكسية حيث الأساس هو "كلما أرتفع القمع ترتفع الانشقاقات "...و ما يحدث بعد ذلك هو نهاية الصراع بانتصار المقاومة...و هذا ما نعمل من أجله ،.. إذاً من المهم جداً عندما نفكر في خلطتنا الإستراتيجية أن نخلق سلسلة من التكتيكات بحيث تتحرك نحو إحداث المزيد من الانشقاقات بدلا من التحرك في اتجاه حصول النظام على أقل قدر من الطاعة...، إذا نظرتم مرًة أخرى لاستراتيجيًات الطرفين ستجدون أنً إستراتيجية المقاومة تقول " الاضطرابات تزيد من فعاليًة القمع" لذلك فمن الحكمة عدم اللجوء إليها..،و علينا فعلاً الالتزام بالتقليل منها للحد الأدنى... أمًا النظام بنيت إستراتيجيته على أساس " القمع يزيد من فرص نجاح الاضطرابات" لذلك من الحكمة عدم اللجوء إليه، ..و طالما أنً النظام لا يمتلك حكمة سيلجأ للقمع بدلاً عن إبقائه خياراً صالحا للتلويح به و ليس استخدامه فعلاً..، سيستخدمه فعلاً لأنًه يعاني الأمرًين عدم الحكمة و الهلع و هي وصفة كافية لهزيمته، عندها سيكون وقع في شر أعماله و أنجح إستراتيجية المقاومة من حيث لا يدري.. "حدث هذا بالفعل في سبتمبر" لكن ما أفسد الأمر وقتها هو غياب التخطيط الاستراتيجي تماماً.....أكرر مرًة أخرى الإستراتيجية الناجحة للمقاومة تقوم على أساس تحقيق أكبر قدر من الانشقاقات مقابل أقل قدر من الاضطرابات..و السبيل لذلك يكمن في دفع النظام لاستخدام العنف و تسويق عنفه ليكون سبباً في الانشقاقات بين صفوفه.
قائمة مراجعة المقاوم المدني:
طبيب أمريكي اسمه أتول قواندي ألف كتاباً بعنوان checklist Manifesto .. الكتاب عن تجربته في غرف الطوارئ، حيث اكتشف أن في غرفة الطوارئ الكثير من الناس الذين تعرضوا للعنف أو الحوادث و حياتهم مهدًدة ، إصاباتهم خطيرة..، كانت مشاكل كل منهم فريدة من نوعها، وبعبارة أخرى، فإنه من الصعب جدا ايجاد أرضية مشتركة لربط مشكلاتهم في غرفة الطوارئ.. قام بتصنيف الحالات إلى مجموعات مع كل حالة قائمة من الأشياء للقيام بها و أخرى لعدم القيام بها، ومن ثم التأكد من تطبيقها تحت كل الظروف ". كانت النتيجة أن انخفضت الوفيات..، و تناقصت تكاليف شركات التأمين.. وكانت تجربة جيدة جدا. . بدأ دراسة التجربة حيث استخدمت قوائم مرجعية في منطق أخرى..
مرة أخرى .. أكبر حليف للنظام هو الارتباك...،
أعدً المركز العالمي للاعنف قائمة مرجعيًة من ست أسئلة للإجابة عليها من حركات المقاومة المدنيًة.. أضيف إليها سابعاً الثلاثة الأولى منها تتعلق بالقدرات و الأخرى ترتبط باتجاهات الصراع. .. السؤال الأول:هل تمتلك المقاومة المدنية رؤية موحدة حول الأهداف و القيادة ؟..السؤال الثاني هل حركة المقاومة المدنية لديها خطة للتشغيل تمتد إلى ما بعد ستة أشهر؟
والسؤال الثالث: هل هنالك مجموعة من التكتيكات تستند بشكل صارم على الانضباط اللاعنفي ؟ فالثابت بالتجربة أنًه عند خلط الاستراتيجيات العنفية و اللاعنفية سنحصل على أسوأ نتيجة.
أمًا المتعلقة باتجاهات الصراع فهى : هل مستوى المشاركة وتنوع المشاركين في نمو ؟ هل نعرف الطريقة للحد من تأثير القمع بحيث يؤدي إلى نتائج عكسية ضد الخصم؟ هل تم تحديد الأشخاص المستهدفين بالانشقاق، و هل هنالك محاولة لحصول ذلك سريعاً؟..السؤال السابع: هل تم خلق مؤسسات مستقرة قادرة على استلام السلطة وتسوية النزاعات بعد النجاح؟
إذا نظرتم إلى كل عنصر من هذه العناصر المرجعية، ستجدون أنًه يضم قائمة مرجعية داخل كل واحد منها
التخطيط الاستراتيجي في نقاط:
التخطيط الإستراتيجي السليم يزيد من قوة وفرص نجاح النضال اللاعنفي. "وتكمن أهمية التخطيط الإستراتيجي في أنه مفتاح الفعالية، و يرجح كفة فرص النجاح ".يتعلق الأمر أساساً باستخدامنا الأفضل للموارد والإمكانيات المتوفرة.، لا بد من خطة إستراتيجية "مصممة لنقلنا من الحاضر حيث نفتقر إلى تحقيق الأهداف إلى المستقبل حيث نتمكن من تحقيق أهدافنا. ...الإستراتيجية هنا تعرًف اصطلاحاً بأنًها "مفهوم يعكس الطريقة الأفضل لتحقيق أهداف المقاومة.." وهي "تهتم بكيف ومتى نحقق أقصى تأثير للوصول إلى أهداف معينة"... كما أنها أيضاً "خطة التوزيع العملي والتأقلم وتطبيق الوسائل المتوفرة لتحقيق الأهداف المرغوبة". وقد تشمل أيضاً "الجهود من أجل تطوير وضع استراتيجي متميز لدرجة أنه يحقق النجاح دون صراع مفتوح.. وتكون الإستراتيجية عند تطبيقها على الصراع نفسه الفكرة الأساسية لكيفية تطوير الحملة وكيف يتم جمع محتوياتها المتفرقة معاً بطريقة تحقق أهدافها"...تشمل الإستراتيجية أيضاً تطوير خطة عمل عريضة و شاملة.كما لاحظتم خلال دراستنا لأسباب فشل هبًة سبتمبر عدم وجود خطة عمل إستراتيجية يؤدي إلى نتائج وخيمة أذكر منها:
أ‌- ضياع الجهد و الوقت في قضايا ثانوية.
ب‌- عدم استغلال الفرص التي تؤدي إلى تحقيق مكاسب في طريق الهدف.
ت‌- تكون المقاومة عاجزة عن الفعل و يحدد النظام هو من يقوم بالفعل و يحدد سير الأحداث.
ث‌- يزيد من ضعف المقاومة و يحول دون معرفة الأسباب التي تحرك الجماهير بالتالي عدم بلوغ الأهداف.
ج‌- عدم الاستفادة من عنف النظام لإحداث انشقاقات في صفوفه و زيادة المشاركة الجماهيريًة .
وبالمقابل فإن العمل الموجه وفقاً لتخطيط استراتيجي جيد يمكننا من:
 تركيز قوانا وأعمالنا للسير في اتجاه محدد نحو إسقاط النظام و التغيير و التركيز على الهدف الرئيسي.
 التعجيل بانهيار ركائز دعم النظام الأساسيًة بسبب الأزمة التي تخلقها نقاط ضعفه الكثيرة.
 تقليل عدد الإصابات والخسائر الأخرى إلى أدنى ما يمكن و الاستفادة من التضحيات لخدمة الهدف الرئيسي بطريقة أفضل.
دراسة حالة: حركة المقاومة الصربيًة:
.
تطبيق عملي:
من خلال مخطط مهارات المقاوم المدني، فيديو دراسة الحالة الصربيًة، و كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة المطلوب تحديد ثلاث أشياء:
1- تحديد أطراف الصراع الداخليًة و الخارجيًة و أي منها انحاز للمقاومة و كان له دور فاعل في نجاحها في صربيا.
2- تحديد تكتيكات التحدي و تكتيكات الإغفال التي اتبعتها المقاومة الصربيًة.
3- بالحديث عن تكتيكات المقاومة المدنية و المخطط الذي أوردناه و كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة..على أيُ أساس كان تسلسل الحملات الذي اتبعته المقاومة الصربيًة...، مع الأخذ بالاعتبار التطورات التكنولوجيًة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة كيف يمكن لنا تطوير حملات من واقع القضايا التي تمس حياة الناس مباشرةً... ،كل مجموعة تدرس هذا المخطط جيداً و تستعرض التكتيكات الأكثر فعاليًة و يمكنها أن تضمن تحقيق ما ورد في النموذج بنجاح ضمن ال198 أسلوب الواردة في كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.