الأكاديمية الفرنسية تمنح الجائزة الكبرى للرواية مناصفة إلى الكاتبين التونسي هادي قدور والجزائري بوعلام صنصال. العرب باريس - منحت الأكاديمية الفرنسية أخيرا الجائزة الكبرى للرواية للكاتب التونسي هادي قدور والجزائري بوعلام صنصال. وهي المرة الثالثة، منذ استحداث الجائزة الكبرى للرواية عام 1915، التي تمنح فيها الأكاديمية جائزتها مناصفة إلى كاتبين معا، كما أنها المرة الأولى التي يمنح فيها اللقب لكاتبين من أصول عربية. وفاز صنصال عن روايته "2084" التي أصدرتها دار "غاليمار" للنشر، بينما توّج التونسي هادي قدور، المرّشح لجائزة غونكور، بروايته "المتفوقون" الصادرة كذلك عن نفس الدار، وقد نافستهما في النهائيات أنيس ديزارت بروايتها "هذا القلب المائل". صنصال وقدور هما أديبان من المغرب العربي يجسدان حيوية الفرانكوفونية، وقد تم اختيارهما في الدورة الرابعة من التصويت، بحصول كل واحد منهما على 11 صوتا، في مقابل صوت واحد لأنيس ديزارت. وفي تعليقه على نيله الجائزة قال بوعلام صنصال مبتسما "إنها جائزة رائعة، فهي ليست جائزة تجارية، بل هي تمنح من قبل الأكاديمية الفرنسية". ويذكر أن الكاتب الجزائري مرشح أيضا للفوز بعدة جوائز أدبية أخرى هذه السنة في فرنسا، فقد اختير في القائمة النهائية لكل من جوائز "غونكور" و"رونودو" و"فيمينا" و"ميديسيس"، ومايزال مرشحا بارزا للفوز في جائزتي "فيمينا" و"إنتراليه". أما التونسي هادي قدور، فقد ولد من أب تونسي وأم فرنسية قبل 70 عاما في العاصمة التونسية، وعلى غرار صنصال فهو مرشح أيضا إلى جوائز فرنسية أخرى، فقد اختير بين المرشحين الأربعة في التصفية النهائية لجائزة "غونكور"، إضافة إلى ترشيحه لجائزتي "فيمينيا" و"ميديسيس". وكانت ردة فعل قدور أكثر تحفظا من بوعلام صنصال إثر إعلان فوزه بالجائزة، إذ راح يبحث عن كلمات يعبر بها عن شعوره ليكتفي بالقول "أنا شخص بطيء ومتعقل". وفي كلمة الشكر التي ألقاها قال قدور "أنا على قناعة أن اللغة الفرنسية بحاجة إلى أعمال تشرفها". ومنذ صدورهما نهاية أغسطس الماضي، حققت الروايتان الفائزتان "2084" و"المتفوقون" نجاحا جماهيريا واسعا. وقد بيعت أكثر من مئة ألف نسخة من رواية "2084". وقد أشاد عضو الأكاديمية الفرنسية فريديريك فيتو "بالوسع الروائي لهادي قدور الذي يمزج في قصة وموقع جغرافي محددين مجموعة من الشخصيات العذبة والوفيرة، تتشابك مصائرها وتنير زمننا، بينما يسرد في روايته عالما على وشك الانهيار بوتيرة لاهثة". شأنه في ذلك شأن بوعلام صنصال الذي حاك في روايته عالما جانحا بشجاعة وجرأة مقوضا كل الثوابت الاجتماعية في فرنسا ومثيرا لجدل واسع حول ركائز المجتمع الفرنسي بين حاضره ومستقبله.