خبراء في السلوك الجنسي يؤكدون أن منطق 'أنا أحصل على ما أريد متى أريد' يوقع أصحاب السلطة في فضائح أخلاقية تكلفهم حياتهم المهنية. لماذا يذهب رجال السلطة بعيدا جداً؟ يفيد خبراء في السلوك الجنسي ان بعض اصحاب النفوذ والسلطة يعتمدون منطق "انا احصل على ما أريد متى أريد ويحق لي كل شيء" ما اوقع الكثير منهم في فضائح أخلاقية كلفتهم حياتهم المهنية. وكانت الاتهامات التي وجهت الى المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان احيت الجدل حول الانتهاكات المفترضة التي يرتكبها اصحاب النفوذ والنجوم الذين يشكلون منذ زمن طويل محور دراسات علماء النفس المختصين. وتقول شارون اوهارا مديرة عيادة "سيكشوال ريكوفيري انستيتيوت" في لوس انجليس، المتخصصة في معالجة الإدمان الجنسي، ان المسألة تكمن في "السلطة والحقوق التي يمنحها المرء لنفسه"، مضيفة "لقد رأيت الكثيرين في هوليوود ممن لا يفكرون الا في هذا (الجنس)"، عازية الادمان الجنسي الى "اعتلال اجتماعي" قد يؤدي ببعض المرضى الى ارتكاب جرائم. من جهته، يقول روبرت فايس، صاحب كتاب "واي مان ان باور آكت اوت" (لماذا يذهب رجال السلطة بعيدا جداً؟) ان "الادمان الجنسي مرض يصيب الكثير من الرجال في عالم الشهرة". ويحفل التاريخ الاميركي بقصص مسؤولين سياسيين خسروا حياتهم السياسية لا بسبب اتهامات بالاغتصاب، ولكن لمجرد الكشف عن ارتكابهم الزنا. ويقول فايس "تراكم ساعات العمل، والاحساس بالحصانة والتوتر الدائم والافتقار الى الوقت كل هذا يجعل من هؤلاء الرجال اكثر عرضة" للوقوع في فخ العلاقات الجنسية، ذاكراً منهم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والرياضي تايغر وودز، على سبيل المثال. وكان كلينتون على وشك ان يقال في 1998 بعد فضيحة تورطه في علاقة مع متدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي، في حين ان وودز اضطر الى وقف مشاركته في دورات غولف في 2009، من اجل "معالجة" خياناته المزمنة التي ارتكبها مع 19 عشيقة بحسب الصحافة الاميركية. لكن الادمان الجنسي يشكل موضع جدل بين علماء النفس والاطباء. فاتحاد "اميركان سايكاتريك" لا يعترف رسمياً بهذا الادمان على انه مرض ذهني. لكن الاختصاصي في الاضطرابات الجنسية باتريك كارن فيقول ان 9% من الاميركيين يعانون من هذا الادمان. اما فايس فيؤكد ان هناك انواعاً محددة من الرجال ممن يصيبهم هذا المرض، وهم الافراد "المضطلعون بمسؤوليات مهمة الذين يكرسون اكثر من 16 او 18 ساعة لحياتهم المهنية، ويتنقلون باستمرار ما يعني انهم غالباً ما يبتعدون عن شريكاتهم"، وعلى وجه الخصوص "اولئك الذين هم في ذروة سلطتهم". الاسباب الجوهرية لهذه الاضطرابات السلوكية تكمن في الافتقار للدعم العاطفي او للحميمية، وهي اسباب غالباً ما تضاف، في حالات كثيرة، الى صدمات لم تتم معالجتها. ومع ذلك، تقول اوهارا انه لا بد من التمييز بين مدمني الجنس والمنحرفين جنسياً. فالادمان الجنسي لا ضحية له سوى المريض نفسه. وما ان يشعر المرء بأنه "يريد القيام بعلاقة من دون موافقة الطرف الاخر" حتى يقع في الانحراف الجنسي. ويشير اختصاصيون الى انه من النادر ان يتهم رجال السياسة بجرائم جنسية لأن ضحاياهم غالباً ما يحجمون، خوفاً، عن تقديم شكوى. أما الرئيس الاسرائيلي السابق موشي كاتساف فلم تشمله هذه القاعدة. فقد حكم عليه بالسجن سبع سنوات في آذار/مارس الماضي بعد ادانته بتهمة الاغتصاب. أما رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني فملاحق في قضية تقديم المال لقاصر للحصول على الجنس.