بسم الله الرحمن الرحيم خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي 20 نوفمبر 2015م الموافق 8 صفر 1437ه الخطبة الأولى الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم، قال تعالى: ﭽ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﭼ . درجت بعض الجماعات الإسلامية أن ترفع شعارات تخاطب أشواق الأمة وتلامس المعتقدات فيظن الناس وخاصة العامة أن تلك الشعارات هي الحقيقة التي يبحثون عنها وإبان الفترة الانتقالية والتي سبقت النظام الديمقراطي كانت شعارات الجبهة الإسلامية القومية تخاطب أشواق المسلمين وقد تصدى لهم بعض شباب الأمة بشعار (لا لتجار الدين) وقد وضح جلياً صدق هذا الشعار أي شعار شباب الأمة بعد أن استولى حزب الجبهة على الحكم عن طريق الانقلاب في 30 يونيو من العام 1989م ووصل كل كوادر الحزب إلى كراسي الوزارة فقد فارقوا جميعهم المنابر التي كانوا يخاطبون الناس من خلالها في خطب الجمعة والأعياد وأصبحوا حكاما بكل ما تعني الكلمة بل أفسد أغلبهم إن لم يكن جلهم حتى قال كبيرهم إن السلطة أفسدت كل 9 من 10 من أعضاء التنظيم وظلوا بعيدين عن منابر الجمع والأعياد طيلة فترة الاستوزار أو منصب الوالي أو منصب المستشار حتى إذا أُقيل أحدهم تجده يبحث عن المنبر الذي ركله عندما كان مسئولا فيأتي مرة أخرى ليعتلي المنبر. نقول ذلك وقد سمعنا حواراً أُجريَ مع أحدهم والذي اشتهر بسوء القول من الكلم والذي كان يتهكم على معارضيه بأن يلحسوا كوعهم إذا أرادوا الحكم وبالأمس اعتلى أحد الولاة المقالين منبر مسجد الشهيد ليؤم المصلين ويعظهم بأن يتقوا الله ولا يأكلوا أموال الناس بالباطل بعد أن انتفخت بطونهم من أموال الشعب وفي تقديري اعتلاء الوالي المقال منبر الجمعة فيه رسالتان الأولى لأهل النظام وعنوانها مغازلة تقول (يا نا الزمان يا ناس مالكم نسوتونا) والرسالة الثانية للشعب عامة وشعب إقليميه خاصة تقول ( ها أنا الذي قلتم فيه ما قلتم اليوم أعظ الناس من منبر الجمعة). وهكذا يستمر خداع هؤلاء للشعب إن كانوا حكاما يأكلون أموال الشعب وإن كانوا خارج السلطة يصبحوا وعاظ وأئمة ودعاة حتى يصلوا إلى مرماهم والصحف والمواقع الإسفيرية كل يوم تؤكد ما يقوله المراجع العام من فساد عم وانتظم ديوان الدولة ولم تخلو صحيفة يومية من عناوين رئيسية إلا وتشير لاختلاس بمليارات الجنيهات وثالثة الأسافي دخول حاويات المخدرات إلى البلاد عبر ميناء بورتسودان. لقد أصبح الفساد والمخدرات من أكبر مهددات البلاد، لقد مات ضمير المسئولين وغابت عقول الشباب بالمخدرات ولا ندري كيف يكون مستقبل البلاد والحكومة تريد أن تلتف على الحل السلمي والتحول الديمقراطي الذي يجيء عبر الحوار لذلك تجد الحكومة تتحدث عن حوار مجتمعي. نقول علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها أولا المجتمع كأفراد لم يكن معني بقضية الحكم. ثانيا الحوار لا يكون إلا عندما تكون هناك مشكلة فينشأ الحوار لحل تلك المشكلة والآن المشكلة هي مشكلة حكم. مشكلة كيف يحكم السودان، فالحكومة التي هي الآن على سدة الحكم جاءت بليل على ظهر دبابة واغتصبت الحكم عنوة من نظام ديمقراطي منتخب من قبل الشعب وعليه يكون الحوار بين الأحزاب المعارضة معارضة حقيقية. أي الأحزاب التي هي خارج السلطة والحركات التي حملت السلاح ومنظمات المجتمع المدني التي تمثل النقابات التي كانت إبان الفترة الديمقراطية وبعض شرائح المجتمع المدني المعارضة والتي اكتوت بنار الإنقاذ أما الحكومة وما شاكلها من أحزاب توافقت معها في إدارة البلاد فهي تمثل جزء من المنظومة السياسية في البلاد لذلك الحوار المعني يكون بين الحكومة ممثلة في حزب المؤتمر الوطني وما شايعه من أحزاب توافقت معه في نظام الإدارة للوطن وبين الأحزاب المعارضة والتي هي خارج نظام الحكم والفصائل التي تحمل السلاح ولكن ما يسمى بالحوار المجتمعي ما هو إلا التفاف حول القضية الأساسية لأن المجتمع كأفراد لم يكن معني بنظام المشاركة في إدارة الشأن في البلاد وعليه يكون الحوار المجتمعي انصراف عن القضية الأساسية. وما يصرف من مال في تمويل هذه الحوارات الجانبية أولى به إصلاح شأن البلاد والذي تهدم في فترة هذين العقدين التي حكمت فيها الإنقاذ السودان. فقد تدهورت كل مشاريع التنمية التي كانت قائمة وبالأمس القريب كنا في رحلة اجتماعية عبرنا خلالها ولايتي الجزيرة وسنار فشاهدنا الأراضي التي كانت خضراء حتى سميت بها الجزيرة. الجزيرة الخضراء أصبحت اليوم غفار وصارت الترع عبارة عن منخفضات يابسة لا ماء فيها ولا حياة حتى أن الطبيعة تغيرت وحزنت فالنيل الذي كان يغيض في أشهر الجفاف أصبح يغيض في أشهر الفيضانات وليس ذلك بغريب فالظلم يرفع البركة وفوق ذلك الظلم ظلمات يوم القيامة. فقد اختلت الموازين وتغيرت الأخلاق وتبدلت القيم والمثل وكرامة الإنسان أمست في ذيل القائمة هذا المخلوق الذي كرمه الله لمجرد أنه من نسل آدم عليه السلام (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) أصبح اليوم في بلادنا من أبخس الموجودات. ومما يؤكد ما ذهبنا إليه من عدم احترام الإنسان في السودان الأنباء التي وردت عبر وسائل الإعلام عن دفن نفايات مسرطنة في شمال البلاد وقد ذكر ذلك مسئول مختص وعلى الرغم من خطورة الأمر لم نسمع أن الجهات المسئولة قد تحركت في هذا الشأن وهذا يؤكد عدم احترام حقوق الإنسان في بلادنا، الإنسان مهدد بمرض السرطان والجهات المسئولة غائبة تماماً ومن هذا المنبر نطالب كل الجهات المسئولة أن تتحقق في مثل هذه الأمور الخطيرة جدا وإذا ثبت صحة هذه المعلومات عليه أن توقع عقوبة صارمة على الذين يتلاعبون بأرواح هذه الأمة مقابل دراهم معدودة. أيها الأحباب في الاسبوع المنصرم شهدت العاصمة الفرنسية باريس أحداث عنف وإرهاب. إزاء هذا نقول: أن الإرهاب لا دين له، وأن الذين يرعبون المدنيين الآمنين وإن كانوا مسلمين فالإسلام بريء من أعمالهم الإجرامية ونحن من هذا المنبر ندين ونشجب كل أعمال العنف والإرعاب بمختلف أنواعها ونبرأ الإسلام من هذا العبث، ونرجو من وسائل الإعلام المختلفة ألا تربط بين الإسلام دين الرحمة والتسامح وما يقوم به المتطرفون من أعمال إجرامية تدينها الفطرة السليمة والشرائع السماوية. الحديث: قال صلى الله عليه وسلم: (ما دخل اللين في شيء إلا زانه وما خرج من شيء إلا شانه). أو كما قال صلى الله عليه وسلم. الخطبة الثانية في خطبة عيد الأضحى الماضي خاطب الحبيب الإمام الصادق المهدي السيد رئيس الجمهورية مذكرا إياه بمواقف ومحطات للشعب السوداني ممثلا في قياداته في ظروف عصية مرت بالبلاد فكانت لمواقف أولئك القادة سواء كانوا أفراد أو جماعات كان سببا في إخراج البلاد من الأزمات التي ألمت بالوطن منها: أولا: اتحاد واتفاق الأحزاب السودانية تحت شعار السودان للسودانيين ذلك الشعار الذي رفعه حزب الأمة مقابل شعار الاتحاد مع مصر ولكن في ساعة الصفر كانت المفاجأة التي أذهلت عقل الأجنبي عندما تشابكت أيادي السودانيين وكان السودان الوطن الواحد لأهله السودانيين لا لغيرهم. ثانيا: ذكّر الحبيب الإمام السيد رئيس الجمهورية بثورة أكتوبر التي جمعت كل أبناء الوطن في بوتقة واحدة وكانت الاستجابة من الجنرال عبود. وأخيرا انحياز المؤسسة العسكرية لصف الشعب في انتفاضة رجب أبريل. ومواصلة لذلك المشوار جاء بيان أساتذة جامعة الخرطوم في الأسابيع المنصرمة، جاء البيان على ذات الخطى معنونا للسيد رئيس الجمهورية يطالبه بالتنحي. وجمع البيان فأوعى وفصّل الحالة السياسية في البلاد وشخص العلل وحدد الحلول ويجيء هذا التذكير والبلاد في رمقها الأخير، الفشل في كل مفاصل الدولة. اقتصاديا اصبحت البلاد منهارة، وسياسيا مقعدة، واجتماعيا مفككة، ودبلوماسيا مبعدة عن محيط الأسرة الدولية. فإذا استجاب الرئيس لصوت العقل ولب النداء فلا شك أن أبناء السودان ممثلين في أحزابهم ومنظمات مجتمعهم المدني وفصائلهم المسلحة سيكونون يداً واحدة وأداة تعمير لبناء الوطن الذي أثخنته جراح الحرب وقطعت أوصاله إحن الزمان. إن بلادنا تمر بمنعطف خطير تكون أو لا تكون والعاقل من اتعظ بغيره فهاهي الصومال وتلك ليبيا وسوريا واليمن فقد قطعت الحرب الأهلية أوصالهم وشردت مواطنيهم وخرّبت ديارهم وقضت الحرب على الأخضر واليابس وفقد الناس كل شيء ولا يُرجى أن تكون لهم أوطان في القريب العاجل وكل ذلك بسبب الحماقات وأطماع حكامهم والقائمين على الأمر في تلك الديار وهنا تحضرني طرفة مفادها أن المعلم سأل تلاميذه ما الفرق بين الرئيس العربي أو الإفريقي والرئيس الغربي فرفع أحد التلاميذ يده قائلا يا أستاذ الفرق بين الرئيس العربي أو الإفريقي والرئيس الغربي كالفرق بين الحمام العربي والحمام الإفرنجي فتعجب المعلم وتعجب زملاء التلميذ فقال المعلم وكيف ذلك، قال التلميذ الحمام الإفرنجي إذا أردت تغيير مقعده لا يسعك إلا أن تخلع مسمارين وتخرج المقعد سالما دون أن تؤثر عليه أو على الأرض حوله أما الحمام العربي فإذا أردت تغييره لا يمكن ذلك إلا إذا حطمته والأرض حوله. وتلك هي حقيقة لم نر ولم نسمع أن رئيسا عربيا أو إفريقيا سلم السلطة لخلفه بصورة حضارية كما يفعل الرؤساء الغربيون فالرؤساء عندنا إما مقتول وإما مسجون وإما في أرض المنفى الواحد منهم متشبث بالسلطة حتى ولو يقتل كل الشعب ودوننا يا سوريا وإياك أعني يا جارة. ونحن اليوم ندق ناقوس الخطر ونقول لأهل الإنقاذ تذكروا قول الله سبحانه وتعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). ولكن هذه البشارة لعباد الله عبارة عن تحفيذ في إسراع التوبة وعدم التمادي في السير في الطريق الخطأ لأن الآية التي تلي هذه الآية (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) وهذا معناه أن تسرعوا وتعجلوا للتوبة قبل فوات الأوان أي من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وعندها تكون الحسرة والندم حيث لا ينفع الندم (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ*أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ولا شك عندئذٍ يكون الجواب (بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ). وفي ذلك اليوم يكون وصف حال المجرمين والذين يكذبون في هذه الحياة الدنيا سيكون وصفهم (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) فيا هؤلاء لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. قفوا مع أنفسكم لحظة واحدة انظروا ميمنة وميسرة أين الذين كانوا معكم قبل عقود أو أعوام أو حتى أيام خلت؟ أسألوا أنفسكم هل عدلتم؟ أم ظلمتم، قارنوا الأوضاع في كل مجالات الحياة قبل مجيئكم والآن؟ عدوا كم ضحاياكم، قولوا معي: أولا: صفوف الهاربين من بطش نظامكم وضيق المعيشة إلى أركان العالم الأربعة فقد بلغ 6 ملايين. ثانيا: صفوف الذين قُصفت قراهم وأُحرقت ففروا نزوحا داخليا ولجوءًا خارجيا 3 ملايين. ثالثا: صفوف المشردين من الخدمة المدنية والنظامية دون وجه حق 300 ألف. رابعا: صفوف ضحايا التعذيب في بيوت الأشباح. خامسا: صف ضباط 28 رمضان الذين أُعدموا دون محاكمة عادلة. سادسا: صف ضحايا العملة مجدي وجرجس والآخرين الذين تصرخ دمائهم تنشد الإنصاف أمام الله والناس. سابعا: صف الشحاذين الذين أجبرتهم صناعة الفقر في هذا العهد للوقوف في الطرقات والمساجد. ثامنا: صفوف مدمني المخدرات الظاهرة المرتبطة بالإحباط الذي عم القرى والحضر. تاسعا: صفوف اللقطاء الظاهرة الجديدة بهذا الحجم على البلاد ألف واحد وواحدة في العام. عاشراً: صفوف مرضى الأيدز الذي صار وبائيا في البلاد لأول مرة في تاريخها. أحد عشر: صف ضحايا شهداء سبتمبر، وشهداء الحركة الطالبية من جراء سياسات العنف التي انتظمت الجامعات السودانية في عهد الإنقاذ. فلنقارن بين صفوف الديمقراطية وصفوف الدكتاتورية لنقرر أي الصفين أولى بغضب الله وغضب الشعب تلك هي الحال التي وصلت إليها بلادنا ولا ينكر ذلك إلا مكابر فهل استجبتم لصوت العقل. أيها الأحباب، في إطار نشاط هيئة شئون الأنصار الدعوي والفكري تقدم الهيئة البروفيسور فيصل محمد موسى في محاضرة بعنوان: دولة المهدية من منظور إسلامي، الزمان الثلاثاء 24/11/ الجاري عقب صلاة المغرب مباشرة، المكان دار هيئة شئون الأنصار، وسيعقب على المحاضرة لفيف من أساتذة التاريخ والمهتمين بالتاريخ والدعوة عامة. قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا). ودعنا بالأمس الحبيب الوالد الراحل المقيم آدم يوسف ملازم الإمام الهادي المهدي فقد كان الفقيد أحد الجنود المجهولين أولئك الذين صنعوا الاستقلال الثاني لهذا الوطن في مطلع يناير من العام 1956م فقد كانت لجولات أولئك النفر من رجال الأنصار القِدح المعلى في أن يكون السودان للسودانيين لأن الشعار المناوئ كان الاتحاد مع مصر أي أن يكون السودان تحت التاج المصري الذي عليه فاروق الذي كان حاكما على مصر من قبل البابا العالي لتركيا والتي كانت هي ذاتها تحت السيادة البريطانية. إن لمواقف الأنصار والذي كان الوالد آدم يوسف واحد منهم في أحداث مارس 1954م والتي غيرت مسيرة الحركة الوطنية عندما رأى نجيب بأم عينه أن أبناء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في شان الدين والوطن ورووا تراب كرري وأم دبيكرات والشكابة فإن خلفهم حاكوا ذلك السلف في أحداث مارس 1954م وكانت لكلمات الأنصاريات وهنّ يشجعنّ أولئك الأبطال: أشرح قول يا لساني جيب القول والمعاني لي شجاعة إخواني ولي فرسان الميداني السودان للسوداني لا مصري لا بريطاني حوادث مارس قوية النيم يقاوم البندقية من الرصيف قبل الهوية هاك يا سمك جاتك هدية إن فقيدنا الوالد الحبيب آدم يوسف كان واحد من أولئك النفر الذين مهروا تراب هذا الوطن بدمائهم الطاهرة الذكية وظل الوالد آدم يوسف على مبدئه وقد عانى من المرض كثيراً حتى بُترت رجله وظل محتسباً حتى قابل ربه بالأمس راضيا مرضيا، أسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارحمنا وارحم آبائنا وأمهاتنا وأهدنا واهدي أبنائنا وبناتنا يا رب العالمين.