لا تنبع أهميتها من موقعها الحدودي مع دولة جنوب السودان فحسب، بل تمثل ولاية النيل الأبيض رابطاً قوياً بين شرق وغرب السودان؛ حيث تمتد أراضيها من الحدود مع الجنوب إلى أن تقترب كثيراً من حدود دولة ليبيا؛ لكن رغم هذه الامتياز المهم لكن مواطنها ظل يكتوي بجمر ضعف الخدمات وانعدامها في أكثر المواقع على مدى سنوات عديدة تجاوزت دورتي حكم- عشرة أعوام- وأخيراً تبددت أحلام مواطنها التي عقدها على ناصية خيل عبدالحميد كاشا الوالي القادم لها من الغرب بتجربة حكم في أشد المناطق إلتهاباً بالصرعات والقتال. أدناه ننقل بعض من نفاد صبر المواطنين ونعكس جوانب من ضعف الخدمات بمدن وريف الولاية الثرية. # فرحه موءودة كغيرها من الولايات ارتفع سقف طموحات مواطنيها عقب تشكيل حكومة استحقاق الإنتخابات الماضية وتعيين الولاة الجدد؛ سالت مأقي الناس جدول عندما علموا أن عبد الحميد موسى كاشا سيخلف يوسف الشنبلي في سدة الحكم وتطايرت (العُمم) في الهواء فرحاً يوم وطأة قدمه تراب النيل الأبيض، أما حين زار الأسواق وتجول راجلاً في أزقتها الشعبية بدأت الألسن تلوك أساطير عن فترة حكمه لولايات شرق دارفور وشمالها، فأيقن أشد المتشائمين أن عهد التغير الفعلي بدأ وأن مياه التنمية ستجري في مجرى الخدمات بأنواعها، وقطع الناس دابر الشك بيقين الحقيقة حين شاهدوا كاشا يضع يده تحت خده - كما في الصورة المرفقة- ويستمع باهتمام بالغ ل(النقلتية) وعمال (الورنيش) ويتحدث دون حواجز مع بائعي البصل وبائعات الدكوة والطعمية والتسالي.. أي حاكم بعثه الله للناس ليتفقدهم كما يفعل كاشا لحظة قدومه للنيل الأبيض! مرت أشهر عديدة منذ جولته بالأسواق وحديثه الشفيف مع العاملين فيها ولم يلتمس المواطنين تغيراً يوازي ربع أحلامهم التي عادة الرياح وذرتها مجدداً ولم يبقى غير الصبر الجميل في الأفئدة. # غِيرة جولة كاشا في أسواق كوستي وربك أثارت غيرة مدن بعيدة كالدويم مثلاً، فتحسست جسد أسواقها بالقليل من الزينة بُقية أن تمسها يد الوالي في القريب العاجل وحتى يسمع القائمون على أمرها مدحاً أو توجيهاً يلبي الأشواق الجماهيرية عامة بذلوا جهداً غير مسبوق في تحسين صورتها مؤقتاً وحين طال الانتظار أُطلق حبل الاهتمام المُفاجئ على قارب الإهمال المستمر. الإشارة إلى الدويم لا تعني أنها لحم وعظم هذه الصرخة الجماهيرة إنما جاءت من منطلق أن الشيء بالشيء يذكر لذا سنحفظ للدويم ماء أسواقها دون إراقته أكثر.. بتأمل أسواق ربك نجد أنها لم تتغير كثيراً عقب زيارة عبدالحميد كاشا لبعضها وبحسب (أ،ع) يعمل بباصات سفريات الولايات داخل السوق الشعبي أن اللحوم تصل للجزارات في عربات نقل مكشوفة يجلس فيها العمال بجوار اللحوم بصورة مفززة وغير مستثاغة إطلاقاً، ويضيف(أ،ع) الذي فضل حجب اسمه خوفاً من المضايقة في عمله بالسوق، أن السوق الشعبي ظل على حاله، بل تراجع للوراء بشدة بعد المحاولات التي نفذتها محلية ربك تمثلت في إجبار أصحاب مكاتب السفريات على نقلها لأماكن داخل السوق كانت مهجورة في السابق لم يتم تأهيل البيئة المحيطة بها ولم تتم نظافتها. # تلاشي الأمل ليس السوق الشعبي وحده الغارق في التردي البيئي بربك فالأسواق الأخرى على شاكلته كما وصفها (أ،ع) ورصدتها الكاميرا لكنه يفوقها بأنه لازال يفتقر للسفلتة.. حيث يقول(أ،ع) "أن المسافر يخرج من بيته نظيف الثياب ورائق المزاج ومجرد وصوله للموقف يتغير لون ثيابه بالغبار والأتربة التي تثيرها عوادم المركبات داخل الموقف الذي لا زالت أرضيته ترابية رغم أنه تم تخطيطه قبل سنوات طويلة، مر خلالها بمراحل كثيرة لم تخرج من دائرة زيادة الجبايات واستحداث أخرى بنفس الطريقة المتبعة في أسواق الولاية التي تُدار بعقلية ضباط المحلية وأمزجتهم دون خطة واضحة ترتقي بمستواها اليوم التالي