من أكثر المقولات الساخرة التي سمعتها عن الغلاء أن مواطن عربي غلبان شاهد شرائح اللحم في أحد الاسواق فسال لعابه وحينما أدخل يده الى جيبه خرجت بيضاء من غير قرش ، فلعن حالة فقرة وخاطب شرائح اللحم بقوله « حتروحي النار» ، ومضي الى حال سبيله ، اسمعوني ، مع موجة الغلاء التي تسود الأسواق هذه الايام اتصور أن هذه المقولة تنطبق على كافة السلع الاستهلاكية ونظيرتها المعمرة فهي سوف تروح النار وتصطلي بها وعلى هذا الاساس ادعو الغلابى عندما يعجزون عن شراء أي سلعة الوقوف أمامها واطلاق تلك العبارة ، وبهذه الطريقة يمكن أن يطفيء الإنسان حرارة غله من الارتفاع الجنوني للسلع ، عموما ابشركم بالخير أن الأسعار سوف ترتفع بصورة جنونية أكثر مما هي عليه في الوقت الراهن مع العد التنازلي لشهر رمضان الفضيل ، الحاجة التجنن والأمر الغريب أن الفرد السوداني لم ترتفع قيمته ولم يحصل على نصيبه من خدمات التعليم والصحة وتلك المقدمة من المحليات والمعتمديات إلى آخر القائمة ، المهم أدعو الغلابا ومحدودي الدخل الذين يشكلون أكثر من 99 في المائة بالسودان إلى مقاطعة اللحم والحليب وزيت الطعام والاكتفاء بالخبز الحافي والملح والشطة والدكوة هذا أن ظل سعر الدكوة ثابتا في الاسواق فقد ترتفع اسعار الفول السوداني فجأة أكثر مما هي عليه وتخلو الاسواق من بائعات الدكوة ، اذن الحكاية بلا لف ولا دوران تتطلب انشاء حزب سوداني جديد باسم حزب الفقارى الحيارى على أن تقوم ثقافة هذا الحزب بتكريس آليات الترشيد في المجتمع والتشهير بالتماسيح الكبار أقول أسماءهم وللا بلاش ، طبعا بالضرورة أن تمتلك كوارد حزب الفقارى الحيارى مقومات لاقناع الناس أن تناول اللحم يسبب جنون البقر وحمى الوادي المتصدع ومرض النقرس ويرفع ضغط الدم ويصيب الانسان بالكليسترول وتصلب الشرايين ، كما أن على كوادر الحزب حث الناس على عدم تناول الحليب والجبن والحلويات والمشروبات الغازية خاصة أن هذه المشروبات تسبب اضطرابات الكليتين وتراكم الدهون في الجسم كما انها تستنزف كميات الفسفور في العظام ، مع ضرورة اجبار الجهات المنتجة بوضع تحذير من مخاطر السكر على كافة العبوات المعدة للبيع وبهذه الطريقة يضمن الحزب نجاحه وبالتأكيد أن انصار هذا الحزب سوف يسدون عين الشمس فما اكثر الغلابى لدينا ، عموما بعد تشكيل حزب الفقارى الحيارى ربما تقوم الكثير من الدول الفقرانة زي حالاتنا بتأسيس احزاب للحيارى والفقارى على غرار الحزب السوداني وبذلك نقدم خدمة كبرى للعالم ، وبعد عدة سنوات ربما نجد لدينا الملايين من النباتيين مثل صاحبنا التيجاني حاج موسى اضافة الى الملايين من مقاطعي السكر والحلوى ونصبح من اصحاب اللحوم المرة ونخيف اجعص دولة في العالم من يريد الإنضمام إلى حزب الفقارى الحيارى ؟.