1- عودة الي جزء من مقال نشر في صحيفة (الراكوبة) بتاريخ 11 نوفمبر 2012 تحت عنوان- (يا أساتذة الجامعات السودانية: مبروك فمرتبكم فى أحسن حالاته لا يتعدى 270 ساندويتشاً شهرياً!!)-، كاتب المقال هو بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير، جاء في سياقه: (قبل عدة أسابيع، وبالصحف القومية كلها، جاء على لسان مدير مياه الخرطوم أن فاتورة الكهرباء الشهرية التى يشكو الناس منها لا تتعدى ثمن اثنين ساندوتش!!!! طبعا سيادته يتحدث عن الساندويتشات التى يتناولها وزملاؤه بالمكتب وضيوفهم هو يوميا على حسابه أو حساب نثريات المكتب، وهى ساندويتشات «مدنكلة» تحتوى على كل مطايب الدنيا من اسماك وكبد وكلاوى وبيض وهامبيرجر بالبيض والجبنة وشيش طاووق وشاورمة من أرقى المطاعم العاصمية. يا ربى الأولاد فى المدرسة أو الجامعة سيادتك يأخذون معهم ساندويتشات من هذا النوع والا بياخذوا حقها «ناشف» أى كاش كل يوم؟!!...عليه ان قلنا ان ساندويتش السيد مدير مياه الخرطوم ثمنه 10 جنيهات، فالعبدلله مرتبه بيساوى 270 ساندويتش، يعنى 9 ساندويتشات فى اليوم؟ هل يكفى هذا اسرتى الصغيرة؟ وماذا عن الكهرباء «20 ساندويتش»، والبنزين «20 ساندويتش»، والشغالة «40 ساندويتش»، والأدوية «30 ساندويتش»، والصحف «15 ساندويتش»، والموبايل « 9 ساندويتشات»، والانترنيت وناس ثابت «9 ساندويتشات»، احتياجات المدام «30 ساندويتش»، احتياجات العيال «50 ساندويتش»، الكشوفات الاسبوعية الخاصة بالأفراح والأتراح «12 ساندويتش»...الخ. يعنى حتى هنا فأنا مديون 220 ساندوتشا. وحتى الان لم نقم بشراء اللحم والخضار والزيت والصابون والصلصة والأرز والفول والكبكبى لزوم الطعمية والجبنة والطحنية والمربى لزوم ما نطلق عليه نحن مجازا 0ساندويتشات» والسكر والملح والبهارات وشوية فواكه «فواكم» كما يقل أخى الأكبر الأرباب الحقيقى بروفيسر / أحمد صالح فضل الله ابن السروراب). (انتهي كلام البروفيسر). 2- ***- المقال نشر - تحديدآ قبل ثلاثة سنوات وخمسة شهور-، لكن مع الاسف الشديد ، خلال هذه المدة ما تمت اي اجراءات من شأنها اصلاح حال لفئة المدرسين والمعلمين واساتذة الجامعات!!..بل زادت الحالة اكثر سوءآ لدرجة جعلت البروفيسر عمر أحمد المقلي، مسؤول البحث العلمي بوزارة التعليم العالي، يصرح ، ان (25%) من أساتذة الجامعات قد هاجروا إلى خارج البلاد. وأكد في تصريحات صحفية نشرتها صحف الخرطوم، عن هجرة (3) آلاف أستاذ جامعي، من جملة (12) ألف أستاذ إلى خارج البلاد. وكان جهاز تنظيم شؤون المغتربين قد أعلن في يوم الخميس 17 سبتمبر 2015 عن هجرة نحو(50) ألفاً من الكفاءات السودانية من أساتذة الجامعات والأطباء والصيادلة والمهندسين والعمال المهرة، بدافع تحسين أوضاعهم المعيشية، بينهم (300) أستاذ من جامعة واحدة خلال عام. 3- ***- اشار التقرير صادر من وزارة العمل الى أن الكوادر الصحية والتعليمية هي الأكثر هجرة وبلغ عدد المهاجرين من الأطباء (5022) خلال الفترة من 2007 - 2012، فيما بلغ المهاجرين من المهن التعليمية 1002 معظمهم خلال العام 2012. 4- ***- وفي العام 2013 أعلن الأمين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج زيادة اعداد السودانيين المهاجرين للخارج عبر عقودات عمل لعدد من الدول حيث بلغ عدد المهاجرين (66) ألف سوداني خلال السته اشهر الأولى من ذاك العام. 5- ***- وفي منتصف ديسمبر 2013 شكلت وزارتا العلوم والاتصالات، والتعليم العالي والبحث العلمي، لجنة للنظر في وضع معالجات تحد من هجرة العقول، وأعلنت الحكومة أنها فقدت (34%) من كوادر العلماء والباحثين في المركز القومي للبحوث خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام 2013. 6- ***- في أغسطس من عام 2015 كشفت وزارة الداخلية السودانية عن إحصائية جديدة لطالبي السفر للخارج، وقال مسؤول في إدارة الجوازات إن عدد تأشيرات الخروج المنجزة يوميا تصل إلى (5) ألاف تأشيرة. 7- ***- غادر السودان الأشهر الماضية، أكثر من (21) ألف أستاذ جامعي ينشدون حياة كريمة في المهاجر، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، وضاقوا هم من مُرتبات مؤسساتنا التعليمية الهزيلة التي لا تتعدى ألف جنيه -على حد قول أحد الأساتذة الجامعيين الذين تحدثوا لموقع (حكايات )..أشار الدكتور فتح العليم عبد الله في (جامعة أم درمان الأهلية)، الى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وقال إن الظروف هي التي أدت الى أرتفاع أسعار السلع الغذائية والعقارات والعلاج، الشيء الذي لا يقوى عليه أستاذ جامعي لا يتعدى مرتبه (2) ألف جنيه – ويتحصل على هذا المبلغ إذا بلغ الستين- غير أن الحاجة الماسة هي التي دفعته الى الهجرة في هذا التوقيت بالذات، حتى يتمكن من تعليم أبنائه وتهيئة سكن خاص بهم. وقال إن الدول العربية والإفريقية تفتقر الى المؤهلات العالية التي يتمتع بها الأستاذ السوداني لذلك جذبته بالمرتب المجزي، وكذلك التسهيلات التي لم يجدها في بلاده حتى يشيب الغراب على حد تعبيره ، مبيناً أن (50%) من الأساتذة الجامعيين يستأجرون منازل في أطراف مترامية من العاصمة، و(30%) منهم يسكنون فى منازل حكومية، إما ال(20%) النسبة الباقية هم في الغالب الأعم يسكنون مع أصهارهم، الشيء الذي يجردهم من حريتهم وكرامتهم، ووفقاً لهذه الظروف فإنهم يحتاجون للهجرة حتى يتمكنوا من بناء مستقبل زاهر في آخر أيامهم. 8- ***- كشف الدكتور محمد يوسف الأستاذ في جامعة الخرطوم عن كشف الدكتور محمد يوسف عن إغلاق الكثير من الأقسام وإلغاء بعض المقررات لعدم وجود الأساتذة. وقال إن معظم الأساتذة المتبقين في السودان تنقصهم الكفاءة والتأهيل ما يؤثر على مستويات الطلاب، مشيرا إلى أن قطاع البحث العلمي والدراسات العليا هو الأكثر تضررا، لأن الكثير من الطلاب لا يجدون من يشرف على أبحاثهم، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على ممتحنين لتقييم الرسائل البحثية بعد الفراغ منها نتيجة لهجرة الأساتذة المؤهلين. 9- ***- بينما تزداد كل يوم الازمات حدة في المؤسسات التعليمية وتتواصل هجرات الاساتذة والمعلمين بعد ان فشلت كل المساعي في ايجاد حل يبقيهم في الديار ويبعد عنهم شر الهجرة والاغتراب، ***- ايضآ بينما الكل في السودان كان يأمل في ان يقوم الرئيس البشير الذي عنده عائدات النفط بمليارات الدولارات وعائدات الذهب و(الوديعة) القطرية بتخصيص ولو (2%) من هذه المبالغ لتحسين ظروف واحوال العاملين في مجال التدريس بالمدارس والمعاهد العليا والجامعات، فوجئت الملايين في السودان بذلك الخبر (الكارثة) الذي نشر بالصحف المحلية في بالامس الاحد 25 ابريل الحالي، ان عمر البشير قد اعلن عن (زيادة في مرتبات منتسبي القوات المسلحة وقد تم دفع الجزء الاول منها) متعهدا بأن تكون (مرتبات العاملين في القوات المسلحة أعلى مرتبات في الدولة!! )...تجاهل البشير -عن عمد- الحال المزري الذي وصل اليه المعلم في السودان، وتعمد ايضآ استفزاز كل العاملين في الخدمة المدنية!! 10- ***- الان وبعد ان ارتفعت اسعار (السندوتشات)، لا يبقي اما الجميع الا ان يعملوا بنصيحة الامام الإمام الشافعي، الذي قال: تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة *** وعلم وآداب وصحبة ماجد. 11- ***- وبعده قال الشاعر الراحل سيداحمد الحاردلو: "ملعون ابوكي بلد"... بكري الصائغ [email protected]