خالد عويس 1. ما الذي نبتغيه بعد 27 سنة من الاستبداد؟ هل لدينا أهداف واضحة ومتفق عليها؟ نعم؟ هذا أمر جيد. لا؟ فلنتفق عليها ونطورها. الكلمة المفتاحية هي "التنمية" باستغلال موارد وثروات السودان على أفضل وجه وبشكل علمي يعود بالفائدة على كل مواطن سوداني، وذلك يمر بالضرورة عبر إنهاء حكم الفساد والتخبط والديكتاتورية واحتكار القرار، وإنهاء الحروب، وتحقيق السلام، وإعادة المناطق المنكوبة إلى دائرة الانتاج. ما لا يعلمه معظمنا هو أن السودان دولة غنية جداً ويمكن لمواطنيه جميعا أن يعيشوا في رفاه بظرف سنوات قليلة. ما يحول بيننا وبين هذا هو: نظام البشير ! 2. التنمية تعني خططا اقتصادية للإنعاش وأخرى استراتيجية من أجل تنمية متوازنة ومستدامة، واستثمار متوازن في كل شىء: العقول والزراعة والثروة الحيوانية والسياحة والآثار والموقع الجغرافي والمعادن. التنمية تعني التنمية البشرية، وتعني الشفافية عبر أنظمة قانونية محكمة، تعني تعليما أرقى وبلا تكاليف، تعني علاجا جيدا وبلا تكاليف، حين تكف الدولة عن الصرف على أجهزة حمايتها وتتجه للصرف على التنمية الجادة والإنتاج. 3. نبتغي إصلاحات هيكلية تطال كل مؤسسات الدولة وتؤدي إلى تجويد العمل وحفز الانتاج وتهيئة المناخ لاستثمارات حقيقية من خلال بنيات تحتية قوية، وكوادر مؤهلة ومدربة. نبتغي مساواة في الحقوق كلها والواجبات كلها. 4. نبتغي إصلاحا جذريا في القوانين كلها، تلك المتصلة بالحريات وصون حقوق وكرامتنا، والأخرى المتعلقة بمحاربة الفساد، وكذا المتصلة بالاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية. 5. نبتغي إنهاء البطالة من خلال التركيز على الانتاج المثمر المدروس والعلمي، وإعادة الأيادي المنتجة من بلدان الاغتراب، والاستفادة من كل العقول السودانية المهاجرة. 6. نبتغي الاعتماد أكثر فأكثر - بعد دراسات معمقة - على الطاقة الشمسية من خلال حقول ضخمة توفر الكهرباء لكل بيت ومصنع وحقل في السودان. نبتغي دولة (علمية) لا يتم فيها أمر بلا أساس علمي صارم وقرابة وشفافية. 7. نبتغي - بعد دراسة - أن تتحول البنوك لمساعدة الشباب على إنشاء وإدارة مشاريع صغيرة. نبتغي أن تتحول هذه المساحات الهائلة في كل مكان إلى حقول خضراء وغابات نخل وفواكه. نبتغي تطوير قطاع الانتاج الحيواني بحيث نستهدف به أسواق العالم. نبتغي أن نصنع من أقطاننا هنا أنسجة وملابس نصدرها. نبتغي حفز قطاع الصناعة. 8. نبتغي مصادر دخل للدولة بخلاف الجبايات والضرائب. نبتغي مصادر دخل من الانتاج والاستثمار. 9. هذا كله وغيره يحول بيننا وبينه: نظام البشير !! 10. ولا مناص من اتحادنا كلنا من أجل المطالبة بالبنود ال8 أعلاه وغيرها بطبيعة الحال والضغط بكل الوسائل من أجل أن تكون كلمتنا موحدة لتحقيق هذه الأهداف. كيف؟ 11. عبر حكومة انتقالية تتشكل من (كفاءات علمية) لا تقوم أبدا على المحاصصة الحزبية، وتستمر على الأقل 3 سنوات. كم خبير دولي، وكم عالم، وكم أكاديمي بارز في كل المجالات من الممكن (تكليفه) بوزارة متخصصة حسب تخصصه لينهض بها وبنا؟ هل هذا يكفي؟! كلا فحكومة الكفاءات هذه ترتكز في برامجها كلها على مؤتمرات متخصصة تجمع الخبراء والمتخصصين في كل مجال للخروج بتوصيات ملزمة لحكومة الكفاءات: في الاقتصاد، التنمية، التعليم، الصحة، الإصلاح القانوني، العلاقات الخارجية، هيكلة الدولة، الهوية، الاستثمار وقوانينه، الزراعة، الثروة الحيوانية، التعدين، المياه، استغلال الموارد بتوازن، الأمن القومي، السياحة، الآثار، البيئة، وغيرها من المجالات المهمة. ومن الممكن تشكيل مجلس وطني انتقالي من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لمراقبة الأداء الحكومي، والتشريعات المؤقتة إلى حين إعداد دستور دائم يُجاز باستفتاء شعبي. تعقد الأحزاب كلها مؤتمراتها وتخوض انتخابات بعد 3-5 سنوات من بدء المرحلة الانتقالية وحكومة التكنوقراط، وتتقيد الحكومة الديمقراطية بتنفيذ موجهات (الاستراتيجية التنموية) التي وضعها علماء ومتخصصون ونالت موافقة الشعب السوداني عبر استفتاء عام. هذا على أن يخلي القادة التاريخيون في القوى السياسية مقاعدهم لدماء جديدة. 12. هل هذا ممكن؟ كيف؟ 13. بقرارنا نحن. بقرار السودانيين. حين يكون الهدف الموحد الذي يصل لكل سوداني في موقعه هو: تنمية شاملة تحققها (دولة جديدة كليا) لا ترث تشوهات الدولة المستمرة من 1956 وإلى الآن. 14. وكيف نصل إلى ذلك؟ 15. أخشى القول إننا بحاجة إلى عمل كبير خاصة في الأحياء والمدن كلها، وبشكل فاعل و(تشبيك) قوي من أجل رسم صورة المستقبل القريب والبعيد في أذهان الجميع، نساءا ورجالا، صغارا وكبارا، ومن ثم الضغط بشتى الوسائل على النظام ليرحل: الإضراب، العصيان المدني، الاعتصام في الساحات والميادين - بدون أي مواجهات مع الأجهزة الأمنية تلافيا للخسائر البشرية -، التظاهرات وخاصة في الأحياء، وإرهاق الأجهزة الأمنية وإرسال رسالة واضحة للعالم كله أن السودانيين لا يعترفون بهذا النظام. 16. أيا كان موقعك، في الداخل أو الخارج، يمكنك القيام بدور جذري في تحقيق (رؤية المستقبل) هذه. 17. هذه المقترحات كلها للنقاش مع كل السودانيين. 18. إن وافقت عليها ولو بشكل جزئي، فقم بالشير والتوزيع عبر واتساب وغيرها من الوسائل. الهدف هو (نقاش مفتوح) في كل مكان حول ما نريده وكيف نحققه بشكل جماعي. خالد عويس - فيسبوك