كفاءات وعقول مبتكره وقادرة على الإبداع والتطور والإنتاج تهاجر إلى الخارج لتنمية بلدان اخرى وسوداننا الحبيب فى امس الحاجة لها ، بهذه الهجره فقد السودان الكثير من الكفاءات المؤهلة خاصة فى قطاعى التعليم العالى والصحة بسبب هجرة الأساتذة والاطباء ، الآمر الذى يتطلب دراسة عميقة لأسباب هذه الظاهرة والعمل على تلافى آثارها السالبة والبحث عن معالجات جذرية وذلك لما تمثله هذه الكفاءات والكوادر من طاقة كامنة وقوة فاعلة لاحداث التغييرات الاجتماعية والإقتصادية والتنموية المنشودة فآخر الإحصاءات الصادرة عن المؤسسات المعنية بالهجرة أظهرت أن العام المنصرم 2012م شهد هجرة أكثر من 94.000سودانى بغرض العمل بينهم أكثر من 1.620طبيب وأكثر من 1000 أستاذ جامعى ، جامعة الزعيم الأزهرى طرحت القضية للنقاش عبر المنتدى الشهرى لمركز الدراسات السودانية للتعرف على أهم اسباب الهجرة والآثار المترتبة عليها والدور المطلوب من الدولة او الجامعات القيام به لتلافى الآثار السالبة للهجرة وبجانب المتحدثين الرئسيين فى الندوة نشرة الأزهرى استطلعت عدد من الحضور حول رائهم فى الموضوع وكيفية الحد من الهجرة فالى اراء : قدم ورقة حول أثر هجرة الكفاءات السودانية – أساتذة الجامعات نموذجاً واعتبر رئيس قسم الدراسات الدولية بجامعه الزعيم الأزهرى د.خالد على عبد المجيد خطورة هجرة هذه الكفاءات للخارج تعنى إنتقال أهم راسمال إقتصادى للبلد وهو رأس المال البشرى المثقف وفي الوقت الذى شجعت فيه الدول الغربية على إستقطاب العقول لم تقم دول العالم الثالث ومن بينها السودان إلا بالنذز اليسير لإغراء هذه العقول بالبقاء فى الوطن والمساهمة في تنميته وتطوره من خلال تحسين الشروط الخدمية بهم او العمل على جذب الكفاءات التى هاجرت إلى الخارج للعودة للوطن والإسهام في مسيرته التنموية فى الوقت الذى إستفادت فيه كثير من الدول الغربية والعربية من إمكانات هذه الكفاءات لدفع عجلتها العلمية والصناعية والإقتصادية والإجتماعية إلى الأمام وكثير من الدراسات اثبتت أن 90% من الزيادة فى معدل النمو الإقتصادى في الدول المتقدمة يرجع إلى التقدم العلمى التقنى وهجرة الكفاءات العلمية للدول المتقدمة مما أدى إلى تمركز 90% من مجموع رصيد التكنلوجيا في العالم الدول المتقدمة ،وبخصوص تاثير هجرة الكفاءات على مؤسسات التعليم العالى بالبلاد ظهر جلياً فى التصنيف العالمى الأخير للجامعات ودور العلم الذى لم يرد فيه اسم جامعة سودانية بين افضل 5000 جامعة فى العالم والدافع الإقتصادى يعتبر من أهم الدوافع التى تدفع بالأستاذ الجامعى إلى الهجرة بجانب إختلال سوق العمل في مجال التعليم العالى فى السودان وإنعدام التخطيط الواقعي والفشل في إيجاد شروط وظيفية مجزية تمكن هذه العقول من الإستقرار والإبداع وقد يكون الطموح الشخصى لبعض الأساتذة دافع للهجره لإشباع روح البحث والتطوير بجانب التضجر الذي يعتري البعض من الأزمات السياسية أو الاقتصادية المرتبط أحياناً بعدم التوافق الأيدلوجى مع الحكومة كما يعانى بعض العلماء من إنعدام وجود إختصاص حسب مؤهلاتهم كعلماء الذرة وصناعات الصواريخ والفضاء وصعوبة أو إنعدام القدرة على إستيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لايجدون عملاً يناسب إختصاصاتهم العلمية يترتب على ذلك ضياع الجهود والطاقات الإنتاجية والعلمية لهذه العقول وتبديد الموارد الإنسانية والمالية التي أُنفقت في تعليم وتدريب هذه الكفاءات والتى تحصل عليها دول المهجر بدون مقابل يذكر وضعف وتدهور الإنتاج العلمي والبحثي فى مؤسساتنا التعليمية ويصاحب ذلك حدوث بعض المشاكل الإجتماعية والأسرية جراء الهجرة وتحدي الاندماج مجددا في المجتمع السودانى عند العودة الطوعية ، ومما يلفت الانتباه أنه مع إزدياد معدلات هجرة الكفاءات السودانية يزداد الإعتماد على الكفاءات الأجنبية في مجال التعليم العالى وبتكلفة اقتصادية مرتفعة والسودان يتحمل بسبب هذه الهجرة خسارة مزدوجة لضياع ماأنفقه من أموال وجهود في تعليم وإعداد الكفاءات المهاجرة ،ومواجهة نقص الكفاءات وسوء إستغلالها والإفادة منها .لذا لابد من محفزات ضرورية للحد من الظاهرة مثل زيادة المرتبات و توفير سكن وتعليم وعلاج مجانى ومكافأة نهاية الخدمة لأعضاء هيئة التدريس وأسرهم وتوفير وسائل البحث الكافية في الجامعات مع إطلاق الحريات الأكاديمية للبحث والنقد والمشاركة ، والعمل على إنشاء وزارة متخصصة معنية بالهجرة وإنشاء مراصد متخصصة ووضع برامج وطنية لمواجهة هجرة الكفاءات والتعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية المعنية للتنسيق بهدف تنظيم أوضاع أوضاع المهاجرين السودانيين وتنظيم المؤتمرات المتخصصة لنقل التكنلوجيا والاستفادة من الخبرات فى دعم التنمية. فيما تسائل الخبير الوطنى بهيئة المستشارين د.خيرى عبد الرحمن عن علاقة أساتذة الجامعات بالتنمية الصناعية والاقتصادية وهل خرج الأستاذ الجامعى إلى مآلات الفكر الإستراتجى وعن الدور المطلوب من الجامعات وأن كانت أعدت برنامج إستراتجى لتواكب الدور العالمى ،ايضاً الدولة لها دور فى مجال التخطيط الإسترتجى فهل خصصت نسبة من الدخل القومى للبحث العلمى وينبغى الا نختزل قضية الأستاذ الجامعى فى الجانب المادى فقط تجربة الجامعه وقالت د.سهام محمد احمد :نائب مدير جامعة الزعيم الأزهرى لجامعة الزعيم تجربة رائدة فى تنظيم هجرة الأساتذة لكن هناك من يذهب دون رجعة ،لذا ينبغى أن يتحسن وضع الأستاذ الجامعى المقيم ، فقضية هجرة الكفاءات والأستاذ الجامعى من أهم القضايا ، لأن هناك صياغة للعلماء والاستاذ الجامعى أنفقت عليه البلاد آلاف الدولارات وآن الآوان أن نحسب ذلك وفق المنظور الإقتصادى والدفع بالجهود التى اثمرت فى مؤتمر التعليم العالى من رفع سن المعاش الى 65 والاستثناء من الخدمة المدنية وغيرها من التوصيات ، فالأستاذ يبنى للآخرين وهمه الأول بل والسبب الرئيسى لهجرته هو توفير منزل للسكن. العامل الاقتصادى ويرى بروفسير حسن كمال كلية الإقتصاد ان اسباب هجرة الكفاءات يتعود العامل الإقتصادى بالاضافة إلى اسباب علمية من عدم توفر فرص المشاركة فى المؤتمرات العالمية والإجازات السبتية والمناخ السياسى داخل الجامعات طارد وغير مشجع للإستمرار وهناك تدهور فى آلية السياسات داخل الجامعات يؤدى إلى التدهور العلمى بخلاف البيئة الجامعية التى تحتاج لبنية تحتية وفق مقاييس محددة وبرغم ارتفاع سن المعاش إلا انه يحتاج إلى مورد للدخل واستثمارات للصرف على اسرته بعد التقاعد والمطلوب قرارات سياسية بعمل هيكل خاص لأساتذة الجامعات يشمل تحسين اوضاعهم المعيشية وتوفير فرص التدريب والتأهيل والبحث العلمى بجانب ربط عملية التعليم بمشروعات وبرامج التنمية مما يتطلب إعادة نظر فى هياكل التعليم لتتوافق مع سوق العمل. ايجابيات الهجرة ويرى الاستاذ المحامى محى الدين بشير عبد الله ان هجرة أساتذة الجامعات ايجابية 100% لأن الأستاذ تنقصه اكثر الاشياء التى يمكن أن تكفل لمواطن ، والسودانيين فى الخارج ساهمو فى تنمية دول الخليج ، الكويت بها أول كلية علمية أنشاها سودانين ، لابد أن ميزانية جيدة لوزارة التعليم واكد إستشارى توليد وامراض وراثية د.احمد محمد احمد فضل ان الهجرة ضرورية ،وسمعة الأستاذ الجامعى السودانى بالخارج جيدة ،ولتلافى آثار الهجرة السالبة اعتقد أن على وزارة التربية والتعليم تنظيم الهجرة ، بتفريق الأستاذ لسنوات محددة مع تأهيل مساعدين تدريس ،والاستفادة من الأساتذة والعلماء فى المنتديات والمؤتمرات العلمية. سلبيات وتقول د.بخيتة الهادى كلية الامام الهادى من سلبيات الهجرة قلة الكفاءات مما يجعلنا نضطر إلى التعيين بأقل من الشروط مما يؤدى لتدهور التعليم ، الجامعات الأهلية مظلومة وليس لها مخصصات جيدة ، وعلى اتحاد أساتذة الجامعات الاهتمام بالجامعات الاهلية. ويقول د.احمد حمد محمد :كلية الهندسة ان التنظيمات المهنية ينبغى أن تلعب دورها ،معظم اسباب الهجرة مادية ،مكانة التعليم فى اى مرتبة ، وماهو دور وزارة التعليم العالى ،الهجرة تحتاج لتنظيم حتى لاتتاثر جامعاتنا السودانية. عوض احمد الجمل :عميد معهد الأدلة الجنائية ويقول ان الإيجابيات اكثر من السلبيات وينبغى أن لانخاف من الهجرة وأن نشجع الهجرة المنضبطة وأن ترتب الجامعات لاعارات لمدة 5-7 سنوات تنظم خدمة للجامعات حتى لاتفقد كوادرها. ابوبكر حسن الباشا :جامعة الزعيم هذه القضية مربوطة بالسياسة والإقتصاد والدولة لها دور فى معالجة الآثار السالبة ومعرفة الآثار الايجابية فماهو عائد الإستثمار من العقول المهاجرة وماهو دور الإتحادات والإتحاد المهنى فى حفظ حقوق الأستاذ الجامعى الايستحق قطعة ارض عبد العزيز سليمان :جامعة الدلنج اقول لماذا ليس لدينا ارقام دقيقة للاحصائيات ولهجرة العلماء إلى الخارج ، للهجرة تاثير كبير فى تدنى الانتاج والإنتاجية ولها تاثير فى النسيج الاجتماعى وعلى الإقتصاد السودانى ،ولماذا لايقوم المسئولين بدورهم فى الاستفادة من الكوادر المؤهلة وتعويض الكفاءات وتأهيل بيئة العمل للمساهمة فى التنمية. د.مها حمد :كلية الصحة وترى ان تنظيم الهجرة مهم جداً لحدوث التوازن ،لكن يجب على الدولة معالجة الاوضاع الحالية باعتبار العامل الاساسى الذى يساعد على الهجرة إلى الخارج وهو العامل المادى ،لكن الهجرة لفترة محدودة زيادة وتجديد للخبرات وتحسين للاوضاع المالية . عبد الهادى طه :جامعة الزعيم ويقول اشجع الهجرة فللهجرة إيجابيات منها عكس الوجه الحضارى للسودان وتحسين الاوضاع المالية ،الاوضاع المادية بالسودان طارده للكفاءات والزيادة فى نسبة الاجور بسيطة ،وهناك عدم توازن فى الموازنة فى الوزارات ولايوجد توازن للدخل مع السوق. د.على ختم على :كلية الشريعة والقانون ويقول بالرغم أن القضية هامة للمجتمع إلا أن إهتمام المسؤلين بها ضعيف دون مراعاة لهجرة الكفاءات التى خرجت مكرهه بسبب الوضع المعيشى والبيئى الجامعى مع الوضع فى الاعتبار أن معظم الذين خرجوا من الدكاترة والبروفات الذين قضوا فى التدريس اكثر من عشرين عاماًوهذه خبرة لايستهان بها ،وبرغم إستفادتهم مادياً وعلمياً حتماً سيعود المغترب إلى بلده ،لذا فالمعالجة يجب أن تتم عن طريق التعليم العالى والانتداب يستمر حسب خبرة المنتدب 3-5 اعوام يشترط على الدولة المصدرة تحسين وضعه حين عودته ليضع خبرته السابقة فى خدمة الوطن وحتى تتاح الفرصة للاخرين.