ظلت موجة الخلافات التي تضرب الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل قائمة منذ رحيل زعيمه ومؤسسه الشريف زين العابدين باعتبارها ناتجة عن المشكلات التنظيمية التي انقسم الحزب بسببها الى مجموعات متنافرة تدور بينهما صراعات شكل فيها الامين العام د. جلال الدقير محور الصراع الرئيسي الذي يترك أمر إدارته مع خصومه لأنصاره عنه بالوكالة، رغم أن الجميع يوجهون إليه أصابع الاتهام بأنه المستفيد الأول من هذا الصراع بجمعه سلطتي الرئيس والأمين العام، ويرى خصومه أن الأمين العام بجمعه لهذه السلطات سلب مؤسسات الحزب صلاحياتها، خاصة المكتب السياسي واللجنة المركزية التي لا تتم الدعوة لانعقادهما إلا بمواقة الأمين الذي يحدد الأجندة المطروحة للنقاش ما جعله ينفرد بالقرار ورسم الخط السياسي للحزب دون الرجوع للمكتب السياسي لأخذ موافقته، بجانب إصداره لقرار حل كل مؤسسات الحزب وتكليفها لتصبح بعدها في قبضة الأمين العام الذي كثيراً ما يتخطاها ويتعامل مباشرة مع أمانات الولايات مباشرة ما أدى لنقل الصراع إليها. عقدة المؤتمر أكثر محاور هذا الصراع سخونة هو اتهام الأمين العام بالتسويف والمماطلة في انعقاد المؤتمر العام للحزب الذي يرون أن انعقاده سيحسم الكثير من نقاط الخلاف الدائر، والتي أبرزها الصراع الدائر حول مالية الحزب من حيث مصدرها وقنوات صرفها. ويجمع الكل أنه ليس هناك نظام محاسبي دقيق خاص بالحزب في ظل عدم وجود أمانة مالية له تقوم بالإشراف على المال، وتعد تقاريرها، لكن نائب الأمين العام د. أحمد بلال برر في حديث سابق له مع الصيحة غياب المحاسبة والشفافية بقوله إن المال السياسي لا يخضع في الحزب للمحاسبة والمتابعة اللصيقة منذ أيام الشريف حسين. خروج المهزوم اللافت في الصراعات وحالة الململة التي تضرب الحزب أنها دوماً ما تنتهى بخروج المهزوم (بالفصل) بقرار من لجنة محاسبة يشكلها الأمين العام رغم أنه أحد أطراف هذا الصراع الذي تحسمه هذه اللجنة لصالحه والتي يراها الكثيرون أنها غير محايدة، والبداية كانت بمجموعة أمين الولايات السابق الراحل حسن دندش التي خرج فيها أبرز القيادات بشير أبو لاكوعة ومعاوية إبراهيم حمد، ثم جاء إبعاد مجموعة الشريف صديق الهندي والذي جرف تياره عدداً كبيراً من قيادات الحزب في معقله بالجزيرة، كل ذلك أفقد الحزب الكثير من قياداته وكوادره المؤسسة التي أعلنت انشقاقها عنه بعد نشوب صراعات عاتية وصل بعض منها إلى عتبة مجلس الأحزاب لتنتهي بالفصل ومفارقة هذه القيادات للحزب وتكوين أحزاب موازية ما عدا مجموعة مساعدة الأمين العام لشؤون التنظيم إشراقة سيد محمود التي أدارت صراعاً وصف ب(الأعتى) من نوعه بين الصراعات التي شهدها الحزب بسبب التراشق اللفظي والاتهامات المتبادلة وما يميزه أيضاً فشل مجموعة الأمين العام حسمه عبر لجان التحقيق والمحاسبة التي رفضت إشراقة ومجموعتها المثول أمامها ما دفعها لإصدار قرار بفصلها وتجريدها مع مجموعتها من مناصبهم في الحزب والبرلمان واحتماء إشراقة بمجلس الأحزاب الذي أفتى بعدم شرعية فصلها، لتواصل بعدها تعبئة جماهير الحزب لانعقاد المؤتمر العام للحزب بطوافها في الولايات ما أجبر مجموعة الدقير التي رفضت قرار مجلس الأحزاب بإعادتها. خلافات حول الشريف وقبل أن تهدأ العاصفة تعود مجدداً لتضرب الحزب في وقت لا تزال فيه آثار الأزمة التي نشبت بين الأمين العام د. جلال الدقير ومساعده لشؤون التنظيم إشراقة سيد محمود باقية بنشوب خلافات وصفت بالحادة بين الأمين العام د.جلال ونائبه د. أحمد بلال عثمان بسبب مطالبته بعودة الشريف صديق وعدد من القيادات الذين غادروا الحزب بعد خلافاتهم التي أشرنا إليها آنفاً مع الأمين العام الشيء الذي فسره البعض بأن دعوة بلال لعودة الشريف الصديق جاء لدعم صفه وخطه المناهض للأمين العام وخاصة أن الحديث يدور حول مناصرة إشراقة ورفضه لمغادرتها الحزب، غير أن ذلك الزعم نفاه د. بلال جملة وتفصيلاً في حديثه للصيحة نافياً من الأصل وجود خلافات بينه وبين الأمين العام بسبب دعوته لعودة الشريف صديق الهندي، ورفض الخوض في الأسباب التي دفعته لإرسال هذه الدعوة بقوله إن شرحها يطول ولم يحن موعد الكشف عنها. خط الحزب وفي ذات السياق، نفى مساعد الأمين العام لشؤون الحزب السياسية السماني الوسيلة صحة الأخبار التي أوردت تفجر الصراع بين الأمين العام ونائبه مؤكدًا أنهما متوافقان تماماً في دعوتهما لجمع صف الحركة الاتحادية في تنظيم يتراضون في اختيار مؤسساته التي جاءت خلال حديثهما في احتفالية تكريم د. أحمد بلال، وأن قناعتهما أن وحدة الحركة الاتحادية تمثل صمام أمان للبلد، وبرر السماني في حديثه للصيحة تخصيص صديق بالدعوة لجهة أنه جزء أصيل من الخط والحزب الذي هو أحد مؤسسيه وآخر الخارجين منه بجانب مكانته وجماهيره في الحزب مما أثار خروجه لغطاً وجدلاً في الحزب وأكد السماني بداية الاتصال بالشريف الصديق بمبادرات فردية من بعض القيادات استجابة لمطلب الجماهير وهي لا تزال في طورها الأول رغم ان الاتصال به لم ينقطع منذ خروجه. تأييد النداء ويضيف الوسيلة أن نداء الأمين العام ونائبه لصديق لإجراء لقاءات تفعّل عبر لجان، وجد تأييداً كاملاً من كل قطاعات الحزب في المركز والأقاليم وحول الأزمة الناشبة مع مساعد الأمين لشؤون التنظيم إشراقة قال: لا تزال المشكلة قائمة لجهة أن هناك مسائل يحسمها التنظيم الذي أصدر قراراً بفصلها كما هو الحال مع الشريف صديق. وهنا يبقى القرار للتنظيم، وحول قرار مجلس الأحزاب قال إنه قرار إجرائي وفيه جدل لأن مجلس الأحزاب لا يملك سلطة توجيه الأحزاب وقد يتدخل في الإجراءات، ومؤسسات الحزب لها رؤيتها التنظيمية، مؤكداً أن قرار الفصل لا يلغيه مجلس الأحزاب وإنما المؤسسة الحزبية التي اتخدته. الصيحة