نسعى لوحدة اتحادية كبيرة والحوار مثل اختراقا وضعنا أحكاماً ستقطع شطط كل مفسد ومخرب في الحج والعُمرة جاحد من يقول إن برنامج الغذاء مقابل التعليم بدأه إيلا رئيس البرلمان يفتح لنا أبوابه متى ما أردنا ذلك الاتحادي الأصل عرف بتبنيه لقضايا الجماهير نجتهد في إرساء تشريعات توفر الخدمات للمواطن دهشت لاختياري لمنصب نائب رئيس البرلمان حوار: محجوب عثمان لم تكن معروفة من قبل، ولكنها صعدت إلى الأضواء عندما تم ترشيحها لمنصب نائب رئيس البرلمان باعتبار أن المنصب من حق أكبر الكتل البرلمانية، فدفع بها حزبها الاتحادي الديمقراطي الأصل إلى المنصب لثقة أمين التنظيم والرئيس المناوب الحسن الميرغني... عائشة أحمد محمد صالح ابنة الشمال القادمة من شرق السودان، تشبعت منذ الصغر بحب الطريقة الختمية، ونشأت سياسية محنكة تمتلك كافة أدوات الإقناع خاصة وأنها عملت في سلك التدريس سنوات كثيرة، فاكتسبت خبرة الخطابة وجودة الكلمات وسهولة الألفاظ... عائشة تتعامل داخل المجلس على سجيتها تميزها لهجتها البسيطة، تجيد إدارة الجلسات محققة الرضا لمختلف النواب.... جلسنا معها في حوار ابتعد عن السياسة واقترب منها بمقادير بسيطة. *بداية أستاذة عائشة، هناك من يقول إنك غير معروفة، ولم تكوني من قيادات العمل السياسي في الحزب الاتحادي الأصل؟ - من يقول ذلك لا يعرف تاريخ الحزب الاتحادي الديمقراطي، فأنا لدي تاريخ سياسي قديم في الحزب، ونحن مجموعة قليلة الآن تمثل الجيل القديم ومن هم على قيد الحياة من هذه المجموعة أصبحوا يحسبون على أصابع اليد الواحدة.. أنا أول امرأة تم انتخابها للمكتب السياسي في مؤتمر المرجعيات بالقاهرة في العام 2004 ومن قبل ذلك كانت لدي مساهمات كبيرة في الحزب، ولكن لم أدخل المكتب السياسي. *حسناً، في العام 2010 وإبان الانتخابات كان هناك موقف عميق للمعارضة كلها وتكتلوا ضد المؤتمر الوطني، هل كان لكِ دور حينها؟. - في ذلك الحين كنا في بورتسودان، وكنا في قمة النشاط باعتبار أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، كان رافضاً المشاركة، وقدنا تحالفاً ضد المؤتمر الوطني، وكنا نفتح دار الحزب لقيادة الحملة الانتخابية للتحالف الذي يمثله عبد الله أبو فاطمة ضد إيلا. *وبما أنكم كنتم بهذا العداء السافر للمؤتمر الوطني، برأيك لماذا شارك الحزب في الحكومة الآن؟ - رجعنا للمشاركة لأن تلك الرؤية التي ارتضتها قيادة الحزب بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني، ولأنه أصدر توجيهات تنظيمية بالمشاركة، وهذه التوجيهات التي تصدر من السيد محمد عثمان فوق كل شيء لأنه رجل يمتلك رؤية عميقة وبعيدة لكل المسائل التي تدور حوله. *مقاطعاً.. هناك من يرى أن المشاركة تمت برغبة السيد الحسن لا برغبة والده؟ - لا.. لا أعتقد ذلك، ولا أظن أن رؤية السيد الحسن الميرغني ورؤية والده ستكون مختلفة، باعتبار أن السيد محمد عثمان لو كان رافضاً المشاركة لما كان السيد الحسن قد أقدم عليها، خاصة وأن السيد الحسن يحمل تفويضاً من والده، وهذه حقيقة لا تقبل الشك لأن هناك اتصالاً مباشرا بينهما.. وما معقول السيد الحسن يخالف والده في أي أمر. * هناك من يقول إن منصب نائب رئيس البرلمان كان سيكون من حق عضو آخر، لكن تم ترتيب الأمر بينك والحسن قبل إعلانك نائباً لرئيس البرلمان؟ - حينما سمعت اسمي في الجلسة عندما ذكره رئيس البرلمان باعتباري من تم اختياره لمنصب نائب الرئيس دُهشت، وكانت مفاجأة لي، وللأمانة حتى السيد الحسن رغم أنني قريبة منه لكنه لم يذكر لي حتى ولو تلميحاً بأنه سيتم اختياري لمنصب نائب رئيس البرلمان، بل كنت أستبعد ذلك، ولم يطف بذهنى إطلاقاً ... تضحك.. لو كنت أتوقع ولو للحظة واحدة أنه سيتم انتخابي لهذا المنصب، لكنت قد تهيأت له على الأقل وحضّرت نفسي، لكن في تلك الجلسة تحديداً جئت بصورة عادية لمواصلة البرنامج، وتفاجأت باختيارى، وأقسم بالله أنني لم أكن أعلم من قبل. * يقولون إن الاتحادي الأصل في البرلمان تمومة جرتق ولا يقوم بنشاط يميزه عن كتلة نواب المؤتمر الوطني؟ - على العكس تماماً، كتلة نواب الحزب الاتحادي الديمقراطي رغم قلتها تعتبر الأكبر بعد المؤتمر الوطني، وأعضاء الحزب موزعون داخل اللجان بصورة كبيرة، ولديهم فاعلية كبيرة جداً في اللجان، ونحن نعمل بجد من أجل القضايا التي نرى أنها ذات علاقة مباشرة مع المواطن لأن الحزب الاتحادي حزب لصيق بالجماهير. *هل تشعرين بالتهميش داخل كابينة قيادة البرلمان باعتبار أن الملفات الموكلة إليك ملفات هامشية وبعيدة من دائرة الفعل السياسي؟ - قطعاً ما تقوله غير صحيح. العمل داخل رئاسة البرلمان قسم إلى ملفات، هناك ملفات يشرف عليها رئيس البرلمان وأخرى مقسمة بين نائبيته.. وأنا اخترت الإشراف على لجان الخدمات المتمثلة في لجنة الصحة ولجنة التعليم ولجنة الشؤون الاجتماعية، وذلك لأنني معلمة فى المقام الأول، ومجالي الذي عشت داخله هو التعليم والصحة والخدمات، وبالتالي اخترت العمل في هذه الدوائر لأنى على معرفة بما تحتاجه، ولدي من المعلومات والخبرة ما يمكنني من التعاطي معها والآن نجتهد في أن نرسي تشريعات توفر الخدمات للمواطن. *ولكن هناك من يقول إن الهدف من تكليفك بالإشراف على هذه اللجان هو إبعادك عن الملفات الحساسة؟ - أنا من اخترت ذلك، والأمر تم بالتوافق ولا أجد أي إهمال بل رئيس الرلمان يفتح لنا أبوابه متى ما أردنا ذلك، وأنا لدي حرية كاملة في العمل داخل المجلس ولا نواجه أي ضغوط ويمكن أن أقول إننا "ماخدين راحتنا في شغلنا معاهم وشغلنا بالنسبة ليهم مقبول"، وفي كل الملفات التي أنجزناها سواء داخلياً أو خارجياً أنا راضية عن أدائي تماماً. * هل لرئيس البرلمان رأي حول إدارتك للجلسات؟ - وجِّه له هذا السؤال. *هناك من يقول ذلك؟ - على العكس وجدت منه قبولاً كبيراً وإصراراً أن أواصل إدارة الجلسات، والكثير من النواب يمدحون الطريقة التي تدير بها الجلسات، وأوزع بها الفرص والأمر مقبول حتى بالنسبة لنواب المؤتمر الوطني. *الملاحظ أن آراء كتلة نواب الحزب الاتحادي الأصل داخل القبة تكون دوماً متطابقة أو قريبة من التطابق فهل يتم تنسيق للمداخلات خارج الجلسة؟ - لا أبداً.. تضحك.. "نحنا ممدودون بمدد السيد محمد عثمان ولهذا نكون متوافقون جداً.. وبالطبع فإن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عرف على المدى البعيد بتبني قضايا الجماهير، لذا فمن الطبيعي والمنطقي أن تتوافق رؤى أعضائه حول الكليات التي يتبناها الحزب". *هل شاركتِ باسم البرلمان في مؤتمرات خارج البلاد؟ - نعم، شاركت في عدد منها آخرها في لبنان وعندها استطعنا أن نقدم وجه السودان بصورة جيدة لاتحاد البرلمانيين العرب، وتقدمت بمقترح أن يتم تعيين محرر برلماني في كل دولة وسجلت نقطة نظام على حديث قاله عضو البرلمان العراقي قال فيه إن السودان غير مؤهل ليستضيف مقر منظمة البرلمانيين العرب، واعترضت على حديثه وطلبت سحبه من مضابط الاجتماع، وتم ذلك بالفعل، ولاحقاً حضر هذا العضو إليّ في الفندق وقدم اعتذاره للسودان عن ما بدر منه. *تقدمت بمقترح لتكوين جمعيات صداقة نسوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتقاد أن ذلك سيكون أكثر فائدة لتطبيع العلاقات.. على ماذا ارتكزتِ في رؤيتك هذه؟ - هى ليست جمعيات صداقة، تقدمت بمقترح لتسيير دبلوماسية شعبية من المرأة في البرلمان لتذهب إلى الولاياتالمتحدة وتجلس مع الأمريكان لأن المرأة هي المتضررة من الحرب، نعم الحرب يقوم بها الرجال والشباب ويموتون فيها وبالطبع الحروب أفقدتنا الكثير، ولكن الأثر الحقيقي يقع على المرأة، فالمرأة بعد فقدان زوجها تقع على عاتقها مسؤولية إعاشة أطفالها وتعاني كثيرًا في ترتيب أوضاع الأسرة بعد فقد الرجل، وبالتالي فإن المرأة ستكون الأكبر تأثيراً لأنها هي الأكثر معاناة . *تعتبر الهيئة العامة للحج والعمرة واحدة من الجهات التي تقع تحت مسؤوليتك، ولكن دار لغط كبير حولها في الفترة الماضية، برأيك كيف يعالج الخلل فيها؟ - لجنة الشؤون الاجتماعية التي يترأسها أحمد محمد الشائب قامت يجهود كبيرة جداً مع هيئة الحج والعمرة وتمت معالجة الكثير من النقاط، لكن العلاج الجذري يجب أن يكون عبر القانون، والآن وضعنا ضوابط وأحكاماً يمكن أن تكون علاجاً جذرياً لما ظل يتكرر في شأن الحج كل عام، وبالطبع نحن لا تقع علينا مسؤوليات الأعوام الماضية، ومسؤوليتنا تبدأ من هنا وإلى المستقبل، بعد أن وضعنا القواعد والأحكام التي بالتأكيد ستقطع شطط كل مفسد ومخرب. *ولكن هناك من يرى أن هذا البرلمان بتكوينه الحالى لن يعالج اى خلل باعتباره برلمان الأغلبية الميكانيكية للمؤتمر الوطني وبرلمان القطب الواحد؟ -لا أبداً، هذا البرلمان ليس برلمان الجهة الواحدة أو القطب الواحد، ولكن هناك انسجام قد يكون بين الأعضاء في مناقشة القضايا، ولأن كل الأعضاء داخل البرلمان يعملون على خدمة المواطن فإنهم هنا لا ينظرون للانتماء الحزبي أبداً بقدر ما ينظرون لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن. *يأخذ عليكِ إنسان شرق السودان أنك لم تهتمين به بعد أن وصلتِ إلى المنصب عبر أصواته الانتخابية فهل ذلك صحيح؟ -أي إنسان من شرق السودان يقول أننا لم نقدم له شيئاً يكون جاحداً، لأننا نعمل معاً ونستقطب الكثير لدعم المشاريع الزراعية والمستشفيات والمدارس، ويمكن أن تذهب بنفسك لتسأل المواطنين في مناطق هيا ودرديب وتهميم وطوكر بالتحديد وبورتسودان نفسها ماذا تم هناك، أنا بالنسبة لي أن المرأة في شرق السودان تحتاج للكثير، ولذا فإننا نعمل الآن على أن نملك المرأة في بورتسودان وسائل إنتاجية، وعموماً فأنا لم أنقطع عن شرق السودان، ولدي تواصل مع قواعدي في الشرق وأقوم بزيارة بورتسودان مرتين في الشهر. *بدأت حكومة البحر الأحمر السابقة برنامج التعليم مقابل الغذاء، برأيك هل هو من البرامج التي تحتاج إلى دعم لمواصلة مسيرته؟ -أولاً مشروع التعليم مقابل الغذاء لم تبدأه الحكومة السابقة، والمجتمع سيكون حاجداً لو قال إن هذا المشروع بدأه محمد طاهر إيلا، فقد عملت معلمة منذ الستينات، وكانت المنظمات تدعم كل المدارس وحتى نحن الذين تلقينا تعليمنا باكرًا كنا نمثل أبناء الطبقات الفقيرة، ولسنا أغنياء، فمن كان يدعم حينها.. لك أن تعلم أن الاتحادي الديمقراطي هو أول من بدأ هذا المشروع في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حينها كانت الشريفة مريم الميرغنية تفرد اهتماماً كبيراً بالتعليم الديني، قامت بفتح الخلاوى والتكايا "وأكبر دقن في شرق السودان نهل وتعلم من تكايا الشريفة مريم" التي لا تزال مفتوحة حتى اليوم دون أن تُقصر ذلك على فئة عمرية محددة أو طبقة دون الأخرى، فقد كانت توفر الغذاء مقابل التعليم، ولهذا فإن أصل الغذاء مقابل التعليم ابتدرته الشريفة مريم. *هناك من يقول إن بعض نواب الاتحادي الأصل يعملون فقط لصالح دوائرهم؟ - لا أرى مشكلة في أن يسعى كل نائب لمصلحة ناخبيه لأن ذلك جزء من التكليف، ولكن في الأساس هذا البرلمان قومي، ولهذا فأنا من منصبي كقيادية في المجلس لا أغلب دائرتي على القومية، فرغم أننى آتية من شرق السودان، إلا أنني الأن أنفذ أحد البرامج في غرب السودان مع العمدة محمود كاشا، وكذلك نجد أن مولانا أزهري وداعة الله اتحادي من شمال السودان، لكنه ساهم في تكوين فريق كرة قدم من معسكرات النازحين طاف معهم كل ولايات السودان.. عموماً نحن في الاتحادي الديمقراطي الأصل ننزع ثوب الحزب والجهة بمجرد دخولنا هذا البرلمان، وذلك توجيه من رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني الذي أوصانا أن نتدثر بثوب القومية في المهام الموكلة إلينا لأن الوطن فوق كل شيء؟ *هل لديكم تنسيق مواقف بين القوى الاتحادية الأخرى؟ - نحن نسعى لوحدة اتحادية كبيرة وندعو الله أن يحقق التوافق من خلال الحوار الوطني، لأن هذا الحوار مثّل اختراقاً كبيراً جداً في حل الأزمات السودانية.