طالب عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي باستدعاء السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد، ودعا السيناتور جون ماكين إلى عودته من دمشق، وأكدت إلينا روس ليتينين، رئيسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، ضرورة استدعاء السفير الأميركي لدى سوريا. وقالت في بيان الاثنين «إن استمرار عمل السفير الأميركي روبرت فورد في دمشق، يعطي الدعاية الكافية لنظام الرئيس بشار الأسد في نظر المجتمع الدولي». وأوضحت أن النظام السوري أصبح غير مهتم بالدبلوماسية وظهر ذلك في أعمال القمع الوحشية التي يمارسها وفي رفض المسؤولين السوريين لمقابلة السفير الأميركي فورد. وانتقدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية مشاركة السفير الأميركي في جولة نظمتها الحكومة السورية لمنطقة جسر الشغور، وقالت «إن مشاركة فورد تعطي تغطية شرعية وتستر على ما يقوم به النظام السوري، ويعرض مصداقية الولاياتالمتحدة ووقوفها مع دعاة الحرية والديمقراطية في سوريا، للخطر». وقد ردت وزارة الخارجية الأميركية برفض عودة السفير الأميركي لدى سوريا، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أن السفير روبرت فورد يقوم بعمل مفيد في دمشق ويجتمع بشريحة واسعة من المعارضين والناشطين السوريين، في حين قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية ل«الشرق الأوسط» «إنه لا يوجد أي تفكير في استدعاء السفير الأميركي، فهو عيوننا وآذاننا في سوريا، وهو يقدم لنا تقييما من أرض الواقع حول الأوضاع والأحداث في سوريا فور وقوعها». على نفس السياق، انتقد عدد من أعضاء الكونغرس والمحللين السياسيين مشاركة النائب الديمقراطي دينيس كوسينيتش في وفد لتقصي الحقائق فى لبنان وسوريا، ولقاءه مع الرئيس بشار الأسد يوم الاثنين، واعتبروا ذلك محاولة لإضفاء الشرعية على حكومة بشار الأسد. ودافع كوسينتيش عن نفسه قائلا، في بيان أصدره أمس، إنه اجتمع أيضا «مع نشطاء في مجال الديمقراطية والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال والمدنيين، إضافة إلى لقائه مع المسؤولين الحكوميين في سوريا»، موضحا أنه يسعى لسماع وجهات نظر كلا الطرفين. في الوقت نفسه، قرر مجلس الأمن تأجيل التصويت على القرار المقدم من قوة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة حول الأحداث في سوريا، وكان من المقرر أن يتم التصويت على القرار صباح الثلاثاء. مسؤول روسي: لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها.. والسياسيون يأتون ويذهبون قال مسؤول روسي، أمس، إنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها»، وذلك خلال استقباله وفدا للمعارضة السورية في الخارج بموسكو. ورغم وصول وفد المعارضة السورية لزيارة العاصمة الروسية بدعوة من مسؤوليها، وإعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف في مكالمته الهاتفية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، أن الاتصالات التي سوف يجريها الجانب الروسي معها تعكس موقف موسكو الذي يتلخص في استحالة عزل أي من الأطراف، وترك الأبواب مفتوحة معها جميعا، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، إن موسكو لن تعقد أي لقاءات رسمية مع هذا الوفد. وقال لوكاشيفيتش إنه يجب تناول الزيارة على أنها زيارة خاصة جاءت بدعوة من اتحاد جمعيات التضامن والصداقة مع البلدان الأجنبية. وقد جرت أمس في هذا الإطار مباحثات الوفد السوري مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، وهو أيضا رئيس هذا الاتحاد، الذي أوجز نتائج اللقاء بقوله، إن حوارا مفيدا جرى بين الجانبين أوضح مواقف القوى السياسية المختلفة في سوريا. ومارغيلوف هو أيضا المبعوث الشخصي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي سبق وأوفده إلى السودان والشرق وليبيا. وكان الوفد السوري يضم رئيس الوفد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، وعددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين ممن يمثلون كل ألوان الطيف السياسي السوري في الخارج، بما فيهم الأكراد و«الإخوان المسلمون» واثنان من المقيمين في روسيا. وكشف مارغيلوف عن أن موسكو تدعو إلى تحويل المواجهة الراهنة في سوريا إلى عملية سياسية في أسرع وقت ممكن مع الوقف الفوري لاستخدام العنف في البلاد، مشيرا إلى أنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها». وتابع قائلا، إن «السياسيين والزعماء يأتون ويذهبون، وإن الأنظمة الاجتماعية تتغير، لكن الشعب باق دائما كما هو». وكان وفد المعارضة السورية حرص على استباق مباحثاته مع المسؤولين في موسكو بعدد من اللقاءات الصحافية ومع وسائل إعلام روسية وعربية، أكد خلالها امتنانه لدعوة الجانب الروسي ورغبته في توضيح موقفه وشرح وجهة نظر المعارضة وكشف جرائم النظام التي يرتكبها بحق الشعب السوري، على حد قول نجيب الغضبان، عضو الوفد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنساس الأميركية لقناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية. وقال الغضبان إن الوفد جاء إلى موسكو لإبلاغها برغبته في أن تتخذ موقفا في مجلس الأمن يدين القمع والعنف والقتل ولإطلاعها على رؤية المعارضة تجاه ما يجري على أرض الوطن والتأكيد على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين. وقال إن إجماعا يتبدى بين فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج حول رفض التدخل العسكري وإحالة بعض جرائم النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومنها جرائم ضد الإنسانية في ظل وجود إثباتات لجرائم التعذيب والقناصة، وما قامت به الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد من جرائم وانتهاكات. وأعلن الغضبان عن تأييد المعارضة السورية للعقوبات التي فرضتها بلدان الاتحاد الأوروبي ضد عدد من رموز النظام في دمشق، بينما أوجز رؤية المعارضة تجاه روسيا في شكر موقفها الذي يدين القتل والقمع وإبلاغها بأن القرار المطروح في مجلس الأمن مبني على الحد الأدنى من الإدانة وتأكيد رأي الشارع السوري في أن الموقف الروسي الذي قد يبدو أحيانا متشككا ومترددا ويهدد أحيانا باستخدام الفيتو قد يعطي غطاء للنظام السوري للاستمرار في القمع وهذا واقع وحقيقة على حد تعبيره. وقال إنه يرفض مظاهر إحراق العلم الروسي في شوارع سوريا ويريد أن يتحول ذلك إلى شعارات تخاطب الشعب والحكومة في روسيا لاتخاذ موقف ينسجم مع المجتمع الدولي في إدانة القمع، معربا عن أمله في أن تقف روسيا في نهاية المطاف مع حق الشعب السوري في التغيير.