لندن/ماينس د ب أ: أظهرت دراسة جديدة أن البدانة تقصر معدل الأعمار. وتبين من الدراسة الأكبر من نوعها حتى الآن أن خطر الوفاة قبل سن 70 عاماً ارتفع بشكل مطرد بارتفاع مؤشر كتلة الجسم فوق الوزن الطبيعي. وانسحب ذلك على أهم أربعة أسباب للوفاة وهي أمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض التنفس والسرطان. وجاء في الدراسة التي قام بها فريق دولي من الباحثين ونشرت الأربعاء في مجلة «لانسيت» البريطانية أن التأثير السلبي للبدانة على معدل الأعمار ارتفع ثلاث مرات لدى الرجال مقارنة به لدى النساء. وقد حلل مئات الباحثين خلال هذا المشروع العلمي العملاق بيانات 189 دراسة سابقة شملت إجمالاً نحو أربعة ملايين شخص. وأكد ماتياس فيبر، المتحدث باسم الجمعية الألمانية لأطباء الغدد الصماء، أن نتائج الدراسة قيمة للغاية. وتحاول دراسات منذ فترة طويلة معرفة ما هو الوزن الأمثل للوصول لأفضل معدل للأعمار؛ وهي مسألة ذات أهمية شديدة بسبب انتشار السمنة والبدانة، وتوفر الظروف المؤدية لاستمرار هذا التزايد مستقبلاً حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.3 مليار شخص من سكان العالم مصابون بالبدانة، بالإضافة إلى 600 مليون بالغ مصابون بارتفاع نسبة الدهون في أجسامهم عن المعدل الصحي. وتبلغ نسبة البدانة حسب بيانات منظمة الصحة العالمية 20٪ في أوروبا و 31٪ في أمريكا الشمالية. وكانت دراسة دنماركية قد كشفت في أيار/مايو الماضي أن الزيادة المعتدلة في الوزن هي الأنسب لحياة أطول وهي النتيجة التي تعارضها نتائج هذه الدراسة الجديدة حيث قال امانويل داي أنجلانتوني، المشرف على الدراسة من جامعة كامبريدج البريطانية في بيان نشرته مجلة لانسيت: «البدناء يفقدون في المعدل عاماً من أعمارهم في حين أن المصابين بالسمنة المعتدلة يفقدون ثلاثة أعوام». كما تبين أيضاً من خلال الدراسة الجديدة أن انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي ولو بشيء طفيف يؤدي لتزايد معدل الوفاة. وخلص الباحثون إلى أن معدل الوزن الطبيعي للجسم هو الأنسب لتحقيق عمر أطول وخاصة إذا كان هذا الوزن في النطاق الأعلى للوزن الطبيعي وهو ما قدره الباحثون ب 22.5 حتى 25 نقطة طبقاً لمؤشر كتلة الجسم. ولضمان صحة النتائج ونقائها من أي عناصر خارجية استبعد الباحثون من التحليل جميع المدخنين والمصابين بالأمراض المزمنة وكذلك الأشخاص الذين توفوا خلال السنوات الخمس الأولى من بدء الدراسة. وتوفي نحو واحد من كل عشرة أشخاص من إجمالي 3.95 مليون شخص شملتهم الدراسة التي استمرت على مدى 14 عاماً. وتوفي 19٪ من الرجال و 11٪ من النساء من ذوي المعدل الطبيعي لمؤشر كتلة الجسم قبل بلوغ سن ال 70 في حين بلغت نسبة الوفاة 15٪ بين المصابين بسمنة معتدلة، أي الذين بلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم قرابة 30 نقطة. وكانت أمراض القلب والدورة الدموية الأكثر تضرراً بالبدانة. وظهرت هذه العلاقة بشكل أوضح لدى الرجال عنها لدى النساء «حيث كان الرجال المصابون بالسمنة الأكثر تعرضاً للوفاة المبكرة مقارنة بالنساء المصابات بالسمنة» حسبما أوضح داي أنجلانتوني. وأشار المشرف على الدراسة إلى أن هذه النتيجة تطابق نتائج سابقة أكدت أن الرجال المصابين بالسمنة معرضون أكثر من النساء للإصابة بمقاومة الأنسولين وزيادة الدهون في الكبد وزيادة نسبة السكر.