لا تزال القطية تمثل رمزية مهمة بالنسبة لسكان الأرياف في ولايات السودان المختلفة من واقع أنها تريح الأجساد المنهكة، حيث تعتبر تلك البناية الشعبية من أهم عبقريات أهل الريف في التشييد. واللافت للنظر أن القطية واكبت التطور الهائل في مختلف الأشكال الهندسية وباتت من المنجزات العصرية. وفي السياق يقول محمد نور إن القطية في الوقت الحالي طرأ عليها التزيين بالديكور والخرصانة والأسمنت والسراميك وأبواب الحديد، وأصبحت من أهم مكونات القطاطي. مكونات بسيطة من جانبه، قال منصور علي: "مكونات القطية دائماً ما تتألف من القنا وقطع ألبان وبقايا سيقان الذرة (القش)، وشكل القطاطي كثيراً ما يكون هرمياً". أنماط مختلفة يرتبط شكل المباني والعمارة في ولايات السودان بتضاريس المنطقة وطبيعتها ومناخها، فولاية النيل الأزرق تعد من أغنى ولايات السودان من حيث الثراء البيئي والتنوع المناخي، كما تتميز بمساحات سهلية شاسعة وغابات نيلية تنحصر على مجرى نهر النيل الأزرق المنحدر من إثيوبيا الذي يلتقي في العاصمة الخرطوم مع نهر النيل الأبيض المتدفق من أوغندا وينطلقان شمالا ليكونا نهر النيل. اعتماد كبير وفي السياق، يقول أنور علي أغلب ولايات السودان التي تتميز بمناخ السافنا الغنية أو التي تغزوها أمطار غزيرة، تتميز بوجود كبير للقطاطي التي تعد المأوى الوحيد في فصل الخريف بولاية النيل الأزرق، وتشتهر عدد من ولايات السودان بالسكن فيها وفي ولاية النيل الأزرق ومنطقة الروصيرص تحديدا تشكل القطاطي مظهر العمارة الأساسي وتخلق لوحة فنية زاهية تحلو للناظرين. ويضيف: "تعد القطية الملاذ الآمن لأهل الروصيرص الذي يقيهم شدة البرد وغزارة الأمطار ويتفننون في بنائها بالرغم من توحدهم في صناعتها واعتمادهم على القش والقنا و(الشراقن) إلا أن كل واحد منهم ينتهج الشكل الذي يريد أن يصنعها بها. تقلب المناخ وتتميز القطية بالتأقلم مع تقلب المناخ، فهي صالحة للسكن في كل الفصول، ففي الشتاء تقاوم الطقس بالحرارة وفي الصيف تكون باردة، وتتحمل المناخات بكل أنواعها كما هو الحال في مدينة الروصيرص التي تحفها القطاطي من كل النواحي. وأكد أنور أن القضارف تتميز أيضا بوجود كبير للقطاطي اليوم التالي