يُعدَّ فن الغناء الشعبي من أجمل أشكال الفنون على الإطلاق، وأصعبها لما تحمل معانيه من قيم وموروثات، ظل محبب للكثيرين لفترة من الزمن، إلا أنه لم يجد مكانته في الساحة الفنية إلا في السنوات الأخيرة التي تصدر فيها القائمة. بذل القائمون على أمره مجهوداً كبيراً في سبيل تطويره، كيف تم ذلك؟ وما هي تحديات الاستمرار؟ والعديد من الأسئلة التي طرحتها (اليوم التالي) وأجاب عنها رئيس اتحاد الغناء الشعبي محمود علي محمد أحمد الحاج الذي ولد ب (بربر القدواب)، ونشأ وترعرع في بيئة تعشق الغناء الشعبي، فتعودت أذنه عليه وكانت طريقه إلى الفن وهو في السادسة من عمره. * هناك اتهام للفن الشعبي بأنه في طريقه للاندثار لعدم مواكبته للإيقاعات الحديثة التي يفضلها الشباب؟ - لا بالعكس، الغناء الشعبي يستولي على الساحة بنسبة (80%)، لكن إذا طرحت هذا السؤال قبل عشر سنوات لوافقتك الرأي. ونحمد الله أننا بعد جهد وعمل متواصل داخل الاتحاد استطعنا الوقوف مرة أخرى ونمضي بخطى واثقة نحو هدفنا، بعد التكثيف من المنتديات وعرض نماذج عبر القنوات الفضائية المختلفة، واستعدنا جمهورنا، وأصبح الغناء الشعبي يسيطر على الساحة. * لكنه لم يتطور ليواكب العصر؟ - تطور الغناء الشعبي من خلال الإيقاعات، وأي إضافة فيه تطمسه وتغير من شكله المالوف، أما التطور في الأداء في الألحان والنصوص التي تحمل الكثير من القيم موجود ويختار بعناية. * أجهزة الإعلام خاصة الفضائية لا تهتم بالغناء الشعبي إلا في المناسبات؟ - بالعكس القنوات على اختلافها تركز جداً على الفنانين الشعبيين، بدليل أن كل الفضائيات تعرض يومياً أغنيات لثلاث أو أربع فنانين. * يتهم وسط الفن الشعبي بأنه بؤرة خلافات ونادراً ما يتقف اعضائه؟ - الخلافات بطبيعة الحال موجودة في كل المجتمعات، ولكن الموجودة غير مؤثرة وتحتوى في الحال، لأن مجالنا لا يسمح باستمرارها. * شابت علاقتك والفنان ترباس خلافات، وظهرتم سوياً في برنامجاً رمضانياً، هل هي بداية للمشاركة في عمل واحد؟ - العلاقه بيني وبين الأخ كمال ترباس علاقه طيبة ولا تشوبها شائبة وإن لجأ إلى استخدام آلات مختلفة في موسيقاه، وهذا لا ينفي كونه رجلاً مبدعاً في مجاله. * ما هو رأي الفنان محمود علي في الأصوات الشبابية التي ظهرت في الآونة الأخيرة؟ - من السهل الظهور في الساحة كفنانين لكن الوصول للقمة والاستمرار يحتاج متابعة ووضع بصمة حقيقية، ودائماً الثبات صعب وما عليهم إلا بتكثيف جهودهم لكي تكتب لهم الاستمرارية. * ما رأيك في تجربة الفنانة ميادة قمر الدين، ولماذا لم تشهد الساحة أصواتاً نسائية أخرى؟ - بجانب ميادة هناك عوضية حسين (عذاب) تغني بنفس النمط، وحقيقة يرجى منهم الكثير، فقط عليهم التجويد وبذل مجهود أكثر في التجديد الذي يمكنهم من الاستمرار. * يتهم الشباب بعدم التجديد والكسل في تطوير انفسهم؟ أنصح كل شاب يود ولوج مجال الغناء عامة لابد من أن يكون إضافة حقيقية يضيف بالجديد والفنان ب (حق الغير) ما ببقى فنان. * قدم الفنان عاصم البناء في رمضان المنصرم برنامجاً اهتم بالغناء الشعبي، ما رأيك في ذلك؟ - البرنامج ناجح بكل المقاييس، وأثبت عاصم أنه محاور قدير ومقدم برنامج ناجح. * أين وصلت الإعدادات لمهرجان الأغنية الشعبية؟ - وضعنا اللبنات الأولى له، ونعقد اجتماعات مكثفة حتى نتمكن من تنفيذه بصورة لائقة فقط نحتاج لمزيد الوقت حتى نحدد موعده. * هل هناك رؤى لاستمراره؟ - نهتم بذلك، ونضع في خطتنا إعداده كل عام وبصورة دائمة. * بعد عودتك من رحلة استشفاء بالقاهرة، ما هو جديد محمود علي الحاج؟ - عدت متعافٍ تماماً والحمدلله، وأعد أغنية (زولي الوفي) للشاعر عبد العال السيد و(شوق السنين) لإبراهيم التوم وأطمح في تقديم الكثير والمفيد. * ما هو سر الخاتم؟ - دعوت الإمام الصادق المهدي لحضور حفل أقمته بالقاهرة أول أيام عيد الفطر المبارك، شرفني بالحضور وأهداني خاتم لن يفارقني حتى القبر. * ما هي خطط وبرامج اتحادكم في الفترة القادمة؟ - نخطط لتوأمة مع الأندية والمراكز الكبيرة، بعد مخاطبتهم بصورة رسمية، ونضع في برانامجنا السفر للولايات بالتعاون مع وزارة الثقافة، الأفكار كثيرة، وستشهد الأيام المقبلة الكثير من البرامج التي نتوقع أن تنال رضا الجمهور. * كلمة أخيرة؟ - بالرغم من القاعدة الجماهيرية المرضية لنا، إلا أننا نود جذب آذان المزيد من الجمهور ومحبي الغناء الشعبي، ومن هنا أدعو الجمهور لحضور منتدانا الذي يقام يومي السبت والاثنين من كل أسبوع بمباني اتحاد الغناء الشعبي. اليوم التالي